• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

"الله وحده أعلم بالنيات "

بواسطة الكاتب : سامي أبو دش 01-28-2016 09:42 صباحاً 14078 زيارات
صوت المدينـة / سامي أبودش

عندما تهتم بفلان من الناس كـ : قريب ، صديق ، زميل .. الخ ، لتسأل عنه وعن أحواله أو تود معرفة أخباره ، خاصة وإن هم به هم أو حلت عليه كارثة أو مصيبة أو بالأصح قضية جنائية أو كأي قضية أخرى لا قدر الله ، ليظن بك سوء الظن من قبل البعض من الناس ( أصحاب العقول المريضة ) فيحكموا عليك بالمُستهزئ أو المُتشمت ، أو بالمشهر به لمجرد سؤالك عنه عند أكثر الناس القريبين منه .

وهم بالمقابل من نسوا أنفسهم بالأمس ، وتركوا كل من شَهّر وتشمت أو كتب ونشر عنه أخباراً وكانت إما مهولة أو مغلوطة أو مُبالغ فيها ، ليصدروا بعد ذلك الكثير من الأحكام عليه ، وبالطبع فكلاً على حسب فهمه ورأيه وطريقة تفسيره .

فمنهم من جرمه ومنهم من كفره ومنهم من خونه .. الخ ، وكأنهم دخلوا عقله وعلموا ما بنيته من خير أو شر ، ونسوا أن الله وحده جل وعلى شأنه هو العالم بهم وبنيته وبنا جميعا ، قال تعالى ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) (غافر/19) .

الا تُعتبر أفعالهم تلك إساءة وتشهيراً به ؟
أم كانت رحمة وعطفا ووقوفا بجانبه ؟
قال تعالى : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ) (الاسراء/84)

ولهذا من الواجب على الإنسان المسلم العاقل أن يميز ويفرق ما بين الصح والخطأ و بين الحلال والحلال ، وأن يحسن الظن بالغير ، كما أن عليه أن يسأل عن أخيه الإنسان بحكم أن المسلم مع أخيه المسلم ، وأن يقف معه وبجانبه ليكون معين به غير مخذل ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً ، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟! قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره ) .

وبصرف النظر عن واجب السؤال عنه ، فإن إسلامنا وديننا الحنيف قد دعانا وحثنا على ذلك ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ) .

وفي الختام ، لا تدخلوا في نية كل شخص فالله وحده أعلم بالنيات ، كما أن النية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى ، وقد نتفق أو نختلف مع أي شخص مهما كان بحسب فهمنا أو طريقة تفكيرنا ، إلا أن الواجب علينا أن نحسن الظن به حتى وإن كانت أفعاله تظهر وتعكس من كنا نظن به من قبل ، ولكن لا يحق لنا الدخول في نيته التي ربما كانت خيرا فعكست ما هو ظاهر منه ثم نحكم عليه بحسب فكرنا ومزاجنا ، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، وهدى الله تلك العقول المريضة التي مازالت تجرم وتخون بل وتدخل في عقل ونية كل شخص .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر