• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

التعليم المنزلي وجه آخر للتعليم

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 01-25-2016 01:44 مساءً 13867 زيارات
صوت المدينة / مريم الحارثي

التعلم من ضروريات بقاء الكائن الحي في بيئته و تأقلمه مع المتغيرات التي تحيط به، و التعلم برغم كونه ليس حكراً على الإنسان وحده من بين المخلوقات التي تسبح في الفضاء من حولنا ، إلا أن أهمية ما وصل إليه الإنسان من علم و معرفة لم يقتصر أثره على الإنسان وحده بل تعداه و بات يمس كل من له تواجد مع الإنسان.

في عصرنا الراهن ، تطور مجال العلم و المعرفة، و قفز الإنسان قفزات واسعة في مجالات التكنولوجيا و الاتصالات ،وكذلك الطب و الاقتصاد و مجالات أخرى لا تقل أهمية و إن لم يتطرق المقال لذكرها .

و لكن زبدة القول أن حب المعرفة و الاستطلاع ، هما ركيزتا العلم و بفضلهما تمكن الإنسان من سبر أغوار الكون و كشف بعض أسراره و علومه.

كثيراً ما ترتبط مفردة التعلم بصورة نمطية لأطفال يرتادون مدارسهم كل صباح، يحملون حقائبهم و يرتدون زياً مدرسياً يوحد هدفهم، ولكني أؤمن أن التعليم يبدأ قبل ذلك بكثير يبدأ من مرحلة الوهن التي تحمل الأم فيها جنينها و تستمر حتى اللحد حين يودع الإنسان أحبته و يمضي في رحلة أخرى ، يكون العلم فيها مختلفا.

في أغلب الحالات يكون البيت هو نواة التعليم الأولى ، و تختلف منهجية التعلم باختلاف الوالدين و سبل تربيتهم لأطفالهم، فهناك من يعتمد على قراءة كتب تفيد في تربية الأبناء و آخرون يضيفون لذلك خبرات والديهم و من يثقون به ممن هم أكبر منهم سناً، وهناك من يرتادون دورات تدريبة لتعرف على أفضل السبل لتربية أبنائهم، و هناك من يأخذ بالسبل جلها أو سبيلا منفرداً ، أو يمضى في طريقه معتمداً على السليقة و المواقف التي يمر بها. و لست أنا من يحكم على طريقة بأنها أنجع من غيرها.

ما أرغب في التركيز عليه هم أن التعليم يبدأ من المنزل، من الأشخاص الذين يحيطون بالطفل ، فيبدأ بمحاكاتهم في حديثهم و مواقفهم، هناك من الأهالي من يرغب في الاستمرار في تعليم أطفالهم في المنزل ، و لأسباب تختلف من أسرة لأخرى يتخذ بعض أولياء الأمور القرار في عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس التقليدية و يأخذون على عاتقهم مسئولية تعليم أبنائهم.

و تختلف سياسات الدول في التعامل مع التعليم المنزلي ، فبالرغم من كونه قانونيا في عدد من الدول كبريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و نيوزيلاند و كندا ، إلا أن بعض الدول جرمته كألمانيا و السويد. في بريطانيا ينص القانون على أن على كل ولي أمر طفل في سن المدرسة أن يوفر له تعليما يناسب سنه و قدراته و يتماشى مع الاحتياجات التعليمية للطفل، سواء بواسطة الحضور العادي للمدارس أو بطريقة أخرى – الجزء السابع من القانون التعليم ١٩٩٦، الجزء الثالث من قانون التعليم ١٩٤٤.

حين يتخذ الوالدان أو أحدهما القرار بتعليم الطفل خارج محيط المدرسة ، فإن السلطات المحلية لا تزال مسؤولة عن معرفة مدى تحصيل الطفل و التأكد من كونه يتلقى تعليما مناسبا.

و تتضافر جهود الآباء في توفير سبل التعليم الأمثل لأبنائهم و كثيرا ما يقومون بأنشطة متنوعة تمكن الطفل من الانخراط في أنشطة اجتماعية و تعليمية و رياضية مع أقرانه.

و كغيره من المواضيع المتعلقة بالتعليم، فإن التعليم المنزلي موضوع نقاش واسع بين الأكاديميين و الباحثين و أولياء الأمور. ففي الوقت الذي يرى مناصروه أن التعليم التقليدي يحد من قدرات الطفل و يقدم منهاجا مفصلا لكل الطلاب دون مراعاة لاختلافاتهم الفردية و قدراتهم، فإن التعليم المنزلى يوفر حرية التعليم و يفتح المجال للطفل في التوسع في استكشاف موضوع أثار انتباهه و يسمح له بالابتكار و الابداع .

ويرى الكثير من مؤيدي التعليم المنزلي أنه يساهم في حل كثير من المشاكل التي يواجهها الآباء حين يلتحق أطفالهم بالمدارس وهو فوق ذلك مسئولية كبيرة تقع على كاهل الوالدين ، ولذلك نرى في كثير من الأحيان أن الأطفال الذين يتلقون تعليما منزليا يكون أباؤُهُمْ على مستوى عالٍ من العلم و المعرفة.

و بالرغم من أن التعليم المنزلي قديم في تاريخ البشرية ، إلا أن الموسسات التي تعنى بهذا النوع من التعليم في العالم العربي لا تزال محدودة و من خلال بحثي وجدت "مؤسسة ابن خلدون للتعليم المنزلي" و هي مؤسسة تعنى بهذا النوع من التعليم للناطقين باللغة العربية .

" التعليم المنزلي يعني أنك تعد مدرسة كاملة متكاملة لطفلك ما يجعله أكثر كلفة أحيانا " مروة الحبشي – استشارية تربية الطفل و مؤسسة مدونة "الدنيا ريتاج" لدعم التعليم المنزلي .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر