" لحظاتك السعيدة ..إنجاز "

صوت المدينة / طيبة حسين

وُلدت في هذه الحياة ليس بأمرك ، وأُختير أمك وأبوك ليس بجهدك ، ووجدت في أعظم بقاع الأرض شرفا ليس بطلبك ، إنما عطايا الرحمن لك ، فأين عطاياك لنفسك المقيدة بعطايا الله المنان لك .

عطاياك لنفسك منح وفرص وانجازات ، سَجِلها أفراح وسعادات إكّتُبها لتكن لك ذكرى ولغيرك عبرى .

كم كانت لك من فكرة عظيمة ضاعت بالنسيان ، وفُقدت لأنها لم تسجل في حينها وبالتالي لم تُنفَذ فتلاشت ثم اختفت وربما سمعت غيرك قد باشرها ونفذها ، فقلت في نفسك : كانت فكرتي .

اقبض على فكرتك ( مشروعك ، هدفك ، طموحك ) كما تقبض على راتبك ، فكيف تصرفه لغيرك وهو جهدك وتعبك !

سَجِل انجازاتك بورقة وأتبعها بشهادة ثم أنقلها بالتجربة والممارسة لغيرك ، ليظل اسمك خالداً مدى التاريخ ، وقبل ذلك لأجر من كريمٍ منان .

إجعل لحظات الهموم تُنسى ، والكروب تُمحى ، وسجل لحظتك المميزة وأسعَد بها وأسعِد من حولك .

لحظة الشعور بالرضى عن الذات تفقد طعمها بمرور الوقت ولن يجددها إلا وضعها أمامك في إطار على مكتبك أنها شهادة تفوقك .

كلما ضاقت بك الحياة ، وصعبت بك السبل ، تأمل ملف إنجازك ، وراقب قلبك كيف يتبدل حاله من الضيق إلى الفرح .

ليكن لنا في كل يوم انجاز بل في كل لحظة .

لا تجعل عامك يمر بلا مجموعة أهداف تسعى لتحقيقها ، حقق منها ما تيسر لك ولكن بعزيمة وصدق .

إجعل من قلبك كاميرا وثائقية لتسجل للتاريخ جميل صنع فعلك ، وبديع جديد علمك .

لحظاتك السعيدة إنجاز ، إكتب وعبر عنها والتعيسة إجعل الأيام تتكفل بطيها ونسيانها .

إصنع انجازك لنفسك لتنال حظوة الدنيا والآخرة .

لتفتخر بنا أمتنا ، ويسعد بنا جيلنا ، وقبل ذلك يرضي ربنا بعملنا ، ويسخرنا لطاعته .

وأعظم الانجازات عندما تكون في طاعة ربك عبادة وتلذذاً وعلماً وازدهاراً وتوفيقاً وتقدما.

إقبض فكرتك كما تقبض قلمك ، واجعله يسجل لحظات إنجازاتك السعيدة .