• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

جراثيم من نوع آخر !

بواسطة الكاتبة : نورة الجهني 11-19-2015 01:51 مساءً 20201 زيارات
صوت المدينة / نورة الجهنـي

لقد تعلمنا منذ صغرنا أن الصغير يحترم الكبير وهو يعطف عليه، درسنا هذا كثيراً في مدارسنا ،لقد علمتنا المدرسة الكثير من القيم الرائعة ، الصبر ، التسامح ، العطف ، المحبة في دورس دينية أو نصوص لغوية لكن المثير أن كل ما تعلمناه كنا نعتبره دروسٌ علينا استذكارها وحفظها حتى عندما نختبر نحصل على درجات جيدة هذا هو الهدف .

بالنهاية النجاح في المدرسة الذي قادنا في المستقبل إلى الفشل في الحياة، قد يكون من اهم اسباب ذلك أنه لا يوجد خطة دراسية جيدة تهتم بتطبيق تلك القيم بطريقة تجعلها راسخة في ذهن الطلاب أو أن المعلمين الذين كنا نعتبرهم مثال للقدوة لا يتخلقون بنصف اخلاق ما يقولون وقد يكونوا أسوأ من ذلك.

وقد يكون الوالدين الذين يطمحون إلى ابناء مثاليين يحترم كل منهما الأخر، ويساعده ،ويعطف عليه وتكون المحبة بينهم بمليء بئر لا ينضح ، هم مثال لسوء الاحترام مع أنفسهم أولاً ومع ابنائهم ومع الأخرين.

لذلك انتشرت هذه الجراثيم التي نجدها في كل مكان في الحي ، والمنزل ، والمدرسة ، والأهم وسائل التواصل الاجتماعي من القذف ، السب ، الشتم ، الكلام البذيء ، جميعها تندرج تحت طائلة انحطاط الاخلاق والذوق العام في مجتمعنا .

أصبحت تلك الامور تحدث من الكبار والصغار حتى الاطفال الذين لا يدركون معنى تلك الكلمات اصبحت عندهم دارجـه وكأنهم رضعوها مع حليب امهاتهم، تلك الكلمات التي تقال كانت في زمن فائت تدخل تحت إطار العيب والحرام أما الان اصبح الوالدين يقولانها لابنائهم وكأنها قطعت حلوى يَحِلُّون بها بين وقت وآخر.

وبعض المشاهير من مجالات فنية او رياضية أو إعلامية الذين يعتبرهم الشباب مثال للموضة والتقليد اصبحوا يمرحون و يسرحون وينشرون العدوى في كل مكان.

اصبح شبابنا مليئ بالغضب والكراهية ومشحونين بتلك الطاقة لحد الذهول لدرجة على اقل اختلاف تبدأ الشتائم والقذف يظن من ينظر إليهم انهم سوف يحررون القدس ولكن لا تنفك أن تدرك أنهم يتناقشون على موضوع تافه لا يستحق حتى النظر فيه.

ماذا نرتجي من جيل مليء بالقذارة ويُعبِّر عن غضبه وعدم رضوخ الأخرين لأفكاره وقناعاته بالعنف اللفظي وليس بالاحترام وتقبل الرأي الأخر كما هو .

هل نتوقع مهندسين بارعين أو أطباء مميزين او علماء ومفكرين يقودون الأمه إذا حادت عن الطريق المستقيم ؟

لا اعتقد بأن هذا الطريق سوف يُوصلنا لذاك المستقبل المبهر
وقد اثبت ذلك الفيلسوف الالماني الشهير "كانط"حيث قال ( الدين والأخلاق بنايات ضخمة في المجتمع الإنساني ، عسير رفعها إذا هوت ، وسقوطها لا يكون إلا مروعا).

والغريب أنه لدينا دين يدعو لحسن الخلق ويجعل الدرجات العليا للأحسن اخلاقا ويجعلها سبب لمحبة الله والقرب من الرسول صلى الله علية وسلم في الجنة ففي حديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا" رواه الحاكم والطبراني.

وفي آخر قال علية الصلاة والسلام "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" رواه الترميذي وحسنه الالباني.

كل هذا الفضل وأكثر من ذلك فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم "أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقة" رواه أبو داود وحسنه الألباني.

إذاً هل هناك دافع أكثر من ذلك للحفاظ على مستوى الأخلاق لدينا ولدى ابناء هذا الجيل الذين يعتبرون قواد لمستقبل الأمة؟

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • أم عاصم
    11-21-2015 02:47 مساءً
    الأخلاق موضوع رائع *و مهم*
  • تهاني
    11-22-2015 11:50 مساءً
    رائع وكلام جميل سلمت اناااملك*
  • ابو عصام
    11-23-2015 12:09 صباحاً
    كلام جميل
  • أحمد طاهر فلاته
    11-23-2015 08:01 مساءً
    جيد جدا*
أكثر