أفلام الكرتون وبرامج الأطفال ، تربية وتعليم
صوت المدينة / مروان المزيني
للطفولة نقوش لا تـُـمحى ، وخصوصاً طفولة الطيبين . صحيح أن لكل جيل خصوصيته ومميزاته ولكن جيل اليوم وقع تحت سيول جارفة متسارعة لا يكاد الطفل يعي كيف ينجو من تلاطمها وانجرافها نحو مستقبل لا يتوقعه أحد من البشر بحكم أن ما يتعرض له لم يسبق أن تعرّض له جيل سابق .
يفترض البعض أننا (نحن جيل الطيبين ) دائماً نبالغ في تقرير ما يحدث الآن في مقارنة بين جيلين لا يفصل بينهما سوى حفنة من السنوات لا تتجاوز الخمس عشرة سنة .
فقد دخل الانترنت إلى السعودية للمرة الأولى في عام 1994 عندما حصلت المؤسسات التعليمية والطبية والبحثية على تصريح بالدخول إلى شبكة الإنترنت. ودخل الإنترنت رسمياً إلى البلاد في عام 1997 بموجب قرار وزاري، وسمح للعامة بالوصول إلى الإنترنت في عام 1999.
ومنذ ذلك الوصول لهذا الضيف الخفي فقد اختلفت الطفولة بكل معاييرها ونتائجها . فهل من المنصف أن تساوي بين جيل كان لا يعرف من القنوات التلفزيونية سوى القنوات الرسمية وهي لا تتجاوز في الغالب قناتين إحداهما بالعربية والأخرى بالإنجليزية ؟
إضافة إلى ذلك كان الطفل (من جيل الطيبين ) لا يشاهد أفلام الكرتون إلا في ساعة محددة لا تتجاوز الساعتين وعلى فترتين منفصلتين إحداهما صباحية والأخرى مسائية مع التأكيد بأن كل أفلام الكرتون كانت باللغة العربية الفصحى وتطرح أفكاراً اجتماعية وسلوكية وأخلاقية إيجابية .
ولا يفوتني هنا الإشارة إلى البرامج التعليمية المميزة والقوية التي كانت تغذي العقل والفكر واللغة بأسلوب طفولي ماتع مثل برنامج "مدينة القواعد" و برنامج " المناهل " وبرنامج " افتح يا سمسم ".
وليس من الغريب أن تجد الجفوة الآن بين اللغة وأبنائها الذين نشؤا على برامج بلهجات عامية متنوعة إضافة إلى التسارع الخاطف من برامج التواصل التي دلف إليها الأطفال دون رقيب ولا حسيب بل ربما وجدوا التشجيع من ذويهم الذين يواكبون التهور – عفواً – التطور بحسب زعمهم ظناً منهم أن ذلك يزيد من ذكاء أبنائهم ويسعد طفولتهم ويحفظ براءتهم ولكن الأبحاث الميدانية المتخصصة أثبتت عكس ذلك بل وصل الحال أن بعض من اخترع الأجهزة الذكية (وهو ذكاء مبطن ) يمنع أطفاله من استخدام تلك الأجهزة لعلمه بعظم خطرها على الطفولة مثلما يعلم الطبيب خطر الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية .
عندما يدخل الطفل (من جيل الطيبين ) إلى بيته تنقطع كل وسائل التواصل مع العالم الخارجي فيكون الأب والأم هما المصدران الوحيدان اللذان يتحكمان في إثراء الطفل بمبادئ السلوك والتعامل والحديث والغذاء ووسائل التعلم والحوار والتفاعل مع الغير . أما الطفل الآن فهو يملك كل وسائل التواصل في غرفته وبين أصابعه وبل وعند وسادته .
ذكريات طفولة (جيل الطيبين ) تجدها عفوية في كل صورة قديمة بدأت ألوانها تبهت من مرور الزمن عليها وأكثرها كانت صوراً فورية (Kodak) والبعض الآخر صوراً احتاجت (تحميض) .
وذكريات طفولة اليوم أغلبها مصطنعة لكي تناسب الوسائل الحديثة بل يتم إعادة تصوير الطفل مع إعادة نفس الحركة ليتم إرسالها عبر برامج الوهم التي ما تلبث أن تتلاشى لتختفي الذكريات وكأنها لم تكن .
كثيراً ما نقف مع أنفسنا لكي نتخذ قراراً بالتغيير وكثراً ما ننسى أننا وقفنا تلك الوقفة ، فقد سرقنا أنفسنا بأنفسنا . فمن نشتكي ومن نحاكم ؟
رمز الطفولة :
أنا طفل تسلح باليقـــيــــنِ
و زادي العلم للعقل الفطينِ
أنا طفل أناشــــد كـــل حييّ
كــــــــريمٍ في عطاياه أمينِ
أنا طفل وتغشاني الطفـــوله
وآمالي مع الدنـــــيا خجوله
أنا طفل وأرسـم في خيالـــي
ربيعاً كم يداعـــــبني حُلوله
أنا طفل ولي حـلم صغيــــرٌ
بريءٌ مشــرقٌ غضٌ نضيرٌ
أنا رمزُ الطفولة في دروبٍ
عليها كل أحـــــــلامي تسيرُ
للطفولة نقوش لا تـُـمحى ، وخصوصاً طفولة الطيبين . صحيح أن لكل جيل خصوصيته ومميزاته ولكن جيل اليوم وقع تحت سيول جارفة متسارعة لا يكاد الطفل يعي كيف ينجو من تلاطمها وانجرافها نحو مستقبل لا يتوقعه أحد من البشر بحكم أن ما يتعرض له لم يسبق أن تعرّض له جيل سابق .
يفترض البعض أننا (نحن جيل الطيبين ) دائماً نبالغ في تقرير ما يحدث الآن في مقارنة بين جيلين لا يفصل بينهما سوى حفنة من السنوات لا تتجاوز الخمس عشرة سنة .
فقد دخل الانترنت إلى السعودية للمرة الأولى في عام 1994 عندما حصلت المؤسسات التعليمية والطبية والبحثية على تصريح بالدخول إلى شبكة الإنترنت. ودخل الإنترنت رسمياً إلى البلاد في عام 1997 بموجب قرار وزاري، وسمح للعامة بالوصول إلى الإنترنت في عام 1999.
ومنذ ذلك الوصول لهذا الضيف الخفي فقد اختلفت الطفولة بكل معاييرها ونتائجها . فهل من المنصف أن تساوي بين جيل كان لا يعرف من القنوات التلفزيونية سوى القنوات الرسمية وهي لا تتجاوز في الغالب قناتين إحداهما بالعربية والأخرى بالإنجليزية ؟
إضافة إلى ذلك كان الطفل (من جيل الطيبين ) لا يشاهد أفلام الكرتون إلا في ساعة محددة لا تتجاوز الساعتين وعلى فترتين منفصلتين إحداهما صباحية والأخرى مسائية مع التأكيد بأن كل أفلام الكرتون كانت باللغة العربية الفصحى وتطرح أفكاراً اجتماعية وسلوكية وأخلاقية إيجابية .
ولا يفوتني هنا الإشارة إلى البرامج التعليمية المميزة والقوية التي كانت تغذي العقل والفكر واللغة بأسلوب طفولي ماتع مثل برنامج "مدينة القواعد" و برنامج " المناهل " وبرنامج " افتح يا سمسم ".
وليس من الغريب أن تجد الجفوة الآن بين اللغة وأبنائها الذين نشؤا على برامج بلهجات عامية متنوعة إضافة إلى التسارع الخاطف من برامج التواصل التي دلف إليها الأطفال دون رقيب ولا حسيب بل ربما وجدوا التشجيع من ذويهم الذين يواكبون التهور – عفواً – التطور بحسب زعمهم ظناً منهم أن ذلك يزيد من ذكاء أبنائهم ويسعد طفولتهم ويحفظ براءتهم ولكن الأبحاث الميدانية المتخصصة أثبتت عكس ذلك بل وصل الحال أن بعض من اخترع الأجهزة الذكية (وهو ذكاء مبطن ) يمنع أطفاله من استخدام تلك الأجهزة لعلمه بعظم خطرها على الطفولة مثلما يعلم الطبيب خطر الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية .
عندما يدخل الطفل (من جيل الطيبين ) إلى بيته تنقطع كل وسائل التواصل مع العالم الخارجي فيكون الأب والأم هما المصدران الوحيدان اللذان يتحكمان في إثراء الطفل بمبادئ السلوك والتعامل والحديث والغذاء ووسائل التعلم والحوار والتفاعل مع الغير . أما الطفل الآن فهو يملك كل وسائل التواصل في غرفته وبين أصابعه وبل وعند وسادته .
ذكريات طفولة (جيل الطيبين ) تجدها عفوية في كل صورة قديمة بدأت ألوانها تبهت من مرور الزمن عليها وأكثرها كانت صوراً فورية (Kodak) والبعض الآخر صوراً احتاجت (تحميض) .
وذكريات طفولة اليوم أغلبها مصطنعة لكي تناسب الوسائل الحديثة بل يتم إعادة تصوير الطفل مع إعادة نفس الحركة ليتم إرسالها عبر برامج الوهم التي ما تلبث أن تتلاشى لتختفي الذكريات وكأنها لم تكن .
كثيراً ما نقف مع أنفسنا لكي نتخذ قراراً بالتغيير وكثراً ما ننسى أننا وقفنا تلك الوقفة ، فقد سرقنا أنفسنا بأنفسنا . فمن نشتكي ومن نحاكم ؟
رمز الطفولة :
أنا طفل تسلح باليقـــيــــنِ
و زادي العلم للعقل الفطينِ
أنا طفل أناشــــد كـــل حييّ
كــــــــريمٍ في عطاياه أمينِ
أنا طفل وتغشاني الطفـــوله
وآمالي مع الدنـــــيا خجوله
أنا طفل وأرسـم في خيالـــي
ربيعاً كم يداعـــــبني حُلوله
أنا طفل ولي حـلم صغيــــرٌ
بريءٌ مشــرقٌ غضٌ نضيرٌ
أنا رمزُ الطفولة في دروبٍ
عليها كل أحـــــــلامي تسيرُ