هل العودُ حميداً ؟
صوت المدينة / خالد القليطي
عاد أبنائنا الطلاب الى مقاعد الدراسة كعادتهم السنوية ومع تلك العودة يتجدد الجدل والنقاش حول مستقبل التعليم في بلادنا ؟
وعند الحديث عن هذا المجال المتعلق بمصير أجيالنا، يتطلب منا النظر وبموضوعية في العناصر الرئيسية للعملية التعليمية، والمتمثلة في المعلم والمتعلم والمدرسة والمنهج ، وألا يقتصر الحديث نحو عنصر دون آخر؟ حينها يمكن أن نحدد نواحي القصور والخلل أينما وجد؟ فلربما نكون جزء من المشكلة وذلك بحسب موقعنا من تلك القضية، فكل تلك الاركان هي شريك في النجاح أو الفشل .
وقبل كل ذلك لابد من الوقوف على دور المنزل الذي يعد نقطة الانطلاق الأولى نحو رسم ملامح التعلم المنشود من قبل الوالدين .
وحقيقة ما يحدث على أرض الواقع لا يتجاوز دورالانفاق المالي والجهد البدني من أجل توفير المستلزمات والاحتياجات المادية، واغفال كافة الجوانب النفسية من رغبة واستعداد ودافعية نحو التعلم .
أما ما يتعلق بالبيئة المدرسية التى تفتقر ﻷبسط حاجات الطالب الضرورية، وان وجدت تلك المرافق في بعض المنشآت الحديثة تظل مجرد أدوات بلا فاعلية، بسبب تكاسل القائمين عليها وعدم ادراك القيمة الحقيقة من وراء تفعيل تلك المرافق التي تلبي رغبات وميول أبنائنا الطلاب .
بالإضافة الى نمط التعلم الذي يُعد من الامور التي لها دور كبير في تسرب الطلاب وعزوفهم عن المدارس؟ فرغم التغيير الواضح والملموس في تطوير المناهج الدراسية الا انها لم تفعل بالشكل المطلوب، إما لضعف امكانيات المدارس من تجهيزات ووسائل تعليمية!! أو لقصور المعلم الذي أصبح تائه بين نظريات التربية من سلوكية واطسون الى بنائية بياجي وحتى الوصول لمقولة (هذا ما لدي) ؟
كما أن هناك قصور كبير في الاهتمام بالانشطة اللاصفية، ويتجلى ذلك في الروتين الممل والمتمثل في آلية التعلم منذ الحضور وحتى الانصراف ، طابور صباحي متكرر منذ عشرات السنين، وتمارين رياضية مملة وإذاعة باهته، كل ذلك يؤكد أننا بحاجة الى المراجعة والتطوير.
زد على ذلك الغياب الواضح للنشاط الطلابي الذي أصبح أثر بعد عين، فهو رهينة القرارات الوزارية التي ارتبطت بتغير الوزراء صعودا ونزولا منذ عقدين من الزمن، خطوة للأمام وأخرى للخلف، وأجيال تبحث عن مجالات تشبع رغباتهم وتلبي شيء من احتياجاتهم.
ولا ننسى في هذا المقام ما يتعلق بالمتعلم نفسه فالتغير الاجتماعي وكيفية تفاعله مع تلك المتغيرات أصبح العامل الاهم، حيث الملهيات قد ازدادت ! فلم يعد العلم في مقدمة أولوياتهم ، حيث باتت تلك المؤثرات جزء الا يتجزأ من حياة أبنائنا!! فمتابعة القنوات الفضائية، والاستخدام المفرط للاجهزة الذكية قد اخذت النصيب الاوفر من أوقاتهم، فلم يعد لديهم مزيد وقت لبناء المستقبل، فالحاضر قد شغلهم بزينته .
وكلنا أمل في وزيرنا الدخيل بأن يكون العود حميدً في قادم الأعوام من خلال تحرك تلك المياه الراكدة، بمزيد من الاهتمام والمتابعة والتطوير، وبث روح التفائل نحو مستقبل تعليمي أفضل ﻷجيالنا القادمة.
واذا ما استمر الوضع كما هو عليه فلا تجزع أخي ولي أمر الطالب اذا ما رأيت ابنك يصلي مستغيثا بأن يصبح يومه على موجة غبار تحمل بين جزيئاتها رسائل وأنغام
...تم تعليق الدراسة .
عاد أبنائنا الطلاب الى مقاعد الدراسة كعادتهم السنوية ومع تلك العودة يتجدد الجدل والنقاش حول مستقبل التعليم في بلادنا ؟
وعند الحديث عن هذا المجال المتعلق بمصير أجيالنا، يتطلب منا النظر وبموضوعية في العناصر الرئيسية للعملية التعليمية، والمتمثلة في المعلم والمتعلم والمدرسة والمنهج ، وألا يقتصر الحديث نحو عنصر دون آخر؟ حينها يمكن أن نحدد نواحي القصور والخلل أينما وجد؟ فلربما نكون جزء من المشكلة وذلك بحسب موقعنا من تلك القضية، فكل تلك الاركان هي شريك في النجاح أو الفشل .
وقبل كل ذلك لابد من الوقوف على دور المنزل الذي يعد نقطة الانطلاق الأولى نحو رسم ملامح التعلم المنشود من قبل الوالدين .
وحقيقة ما يحدث على أرض الواقع لا يتجاوز دورالانفاق المالي والجهد البدني من أجل توفير المستلزمات والاحتياجات المادية، واغفال كافة الجوانب النفسية من رغبة واستعداد ودافعية نحو التعلم .
أما ما يتعلق بالبيئة المدرسية التى تفتقر ﻷبسط حاجات الطالب الضرورية، وان وجدت تلك المرافق في بعض المنشآت الحديثة تظل مجرد أدوات بلا فاعلية، بسبب تكاسل القائمين عليها وعدم ادراك القيمة الحقيقة من وراء تفعيل تلك المرافق التي تلبي رغبات وميول أبنائنا الطلاب .
بالإضافة الى نمط التعلم الذي يُعد من الامور التي لها دور كبير في تسرب الطلاب وعزوفهم عن المدارس؟ فرغم التغيير الواضح والملموس في تطوير المناهج الدراسية الا انها لم تفعل بالشكل المطلوب، إما لضعف امكانيات المدارس من تجهيزات ووسائل تعليمية!! أو لقصور المعلم الذي أصبح تائه بين نظريات التربية من سلوكية واطسون الى بنائية بياجي وحتى الوصول لمقولة (هذا ما لدي) ؟
كما أن هناك قصور كبير في الاهتمام بالانشطة اللاصفية، ويتجلى ذلك في الروتين الممل والمتمثل في آلية التعلم منذ الحضور وحتى الانصراف ، طابور صباحي متكرر منذ عشرات السنين، وتمارين رياضية مملة وإذاعة باهته، كل ذلك يؤكد أننا بحاجة الى المراجعة والتطوير.
زد على ذلك الغياب الواضح للنشاط الطلابي الذي أصبح أثر بعد عين، فهو رهينة القرارات الوزارية التي ارتبطت بتغير الوزراء صعودا ونزولا منذ عقدين من الزمن، خطوة للأمام وأخرى للخلف، وأجيال تبحث عن مجالات تشبع رغباتهم وتلبي شيء من احتياجاتهم.
ولا ننسى في هذا المقام ما يتعلق بالمتعلم نفسه فالتغير الاجتماعي وكيفية تفاعله مع تلك المتغيرات أصبح العامل الاهم، حيث الملهيات قد ازدادت ! فلم يعد العلم في مقدمة أولوياتهم ، حيث باتت تلك المؤثرات جزء الا يتجزأ من حياة أبنائنا!! فمتابعة القنوات الفضائية، والاستخدام المفرط للاجهزة الذكية قد اخذت النصيب الاوفر من أوقاتهم، فلم يعد لديهم مزيد وقت لبناء المستقبل، فالحاضر قد شغلهم بزينته .
وكلنا أمل في وزيرنا الدخيل بأن يكون العود حميدً في قادم الأعوام من خلال تحرك تلك المياه الراكدة، بمزيد من الاهتمام والمتابعة والتطوير، وبث روح التفائل نحو مستقبل تعليمي أفضل ﻷجيالنا القادمة.
واذا ما استمر الوضع كما هو عليه فلا تجزع أخي ولي أمر الطالب اذا ما رأيت ابنك يصلي مستغيثا بأن يصبح يومه على موجة غبار تحمل بين جزيئاتها رسائل وأنغام
...تم تعليق الدراسة .