الطفولة وغيبوبة النجاح 1111
صوت المدينة / مروان المزيني
ما أجمل فرحة النجاح وخصوصاً في اولى سنواته الدراسية وقد وضع ختم كبير على طرف الشهادة يحمل كلمة " ناجح"
كم كان القلب يخفق حين يراها في نهاية الفصل الدراسي وفي نهاية العام لينتقل للمرحلة المقبلة .
كانت أقدامنا تطير عن الأرض من سرعة ركضنا ونحن نتجه للبيت لإعطاء الشهادة لأمنا وأبينا ونرى الفرحة على وجوههم ونستمع لكلمات التهنئة والثناء والمديح والوعود بالهدايا المغرية .
لا أخفي عليكم أني لازلتُ أحتفظ بشهاداتي منذ تلك المرحلة وحتى آخر شهادة حصلتُ عليها قبل أسابيع يفصل بين الشهادتين عقود من الزمن حملتُ فيها الكثير من الشهادات والدروع والهدايا ولكن يظل لأول شهادة إحساسها الذي لازلت أشعر به كلما نظرتُ إلى شهادتي تلك .
وفي جانب آخر في وقتنا الحالي لا أجد تلك الفرحة وذلك الشوق للشهادة ولا أجد في الشهادة ما يدعو للاحتفاظ بها فكل ما فيها متشابه لا طعم له (11111) !
هذا في حال كانت المدرسة ممن يطبعون الشهادات أما المدارس الراقية فهي قد تجاوزت ذلك إلى توجيه الطالب لرؤية شهادته في برنامج عن طريق النت في بيته دون الذهاب للمدرسة ولا حاجة لطباعة الشهادة !
مشاعر الطفولة لم تعد ذات أهمية عند رجال التربية فالطالب ليس سوى آلة يتم شحنها ووضع تقييمها في صفحة إلكترونية تظل مخزنة حتى يتخرج وينخرط في سوق العمل .
فلماذا نتعجب من تبلد مشاعر أبنائنا وقسوة قلوبهم ونحن نخدر مشاعرهم بالتقنية التي طغت على حياتهم في كل المجالات حتى في علاقاتهم الأسْرية فأصبحت برامج التواصل هي همزة الوصل بين الأسرة والأخوة والأقارب والأصدقاء ؟ ! من أي شيء تتغذى مشاعرهم لكي نأمل فيهم الرحمة والشفقة والعطف وصلة الأرحام ؟
عندما طلبتُ من أحد أقاربي الصغار أن يريني شهادته قال لي بكل برود : ما فيها شئ كلها واحد !!
كما لم تصبني الدهشة عندما رأيتُ شهادة أحد أبنائي في سلة المهملات وعندما سألته عن السبب قال لي نفس الجواب السابق !!
لم يعد الأطفال يسعون للتنافس في الامتياز والحصول على المركز الأول لأنه لم يعد هناك مركز أول فكلهم سواء .
ماذا ننتظر والمشكلة ليست جديدة وليست خافية على رجال التعليم والتربية ؟
عفواً لقد نسيتُ أن كلمة التربية قد حُذفتْ من اسم الوزارة لذلك سيكون الحديث عن التعليم فقط ، فالتربية ليستْ مسئولية الوزارة وإنما هي مسئولية مشتركة لكل أطياف المجتمع حتى من هم العمالة الوافدة والزائرين . لذلك كان لابد ولزاماً أن نقف بجدية أمام مشكلات الجيل القادم لأنه هو من سيحمل رسالة الوطن ويحمي أرضه وشعبه وما نغرسه فيه بإخلاص فبتوفيق من الله سيكون هو الطريق الذي يسير عليه ليحقق الأهداف المنشودة منه والتي يستطيعها ويقدر على إنجازها بالعلم والعمل واتخاذ القدوة الصالحة البارزة .
فلا يكن التغيير من أجل التغيير وإنما التغيير من أجل التعمير ولنبدأ بالبراعم وتغيير غيبوبة النجاح الباهت إلى صحوة النجاح المتميز وإعادة الهيبة للرقم 1 وتمييز المتفوقين وحفز همم الخاملين لتتكاتف الأيدي والسواعد لتثبيت الأركان والقواعد في وطن تميز في كل شيء وكان همه الأول "المواطن" .
نُتْفَةٌ شِعْرِيَّةٌ
نبض الطفولة كم تناغم رقة
يحبوا إلى أمل من الزهراتِ
نبض الشباب يعيش حلما يافعا
فيخط دربا راسخ الخطواتِ
ولدى المشيب الحرف يكسو نبضه
ثوب الحكيم ونبرة الآهاتِ
***
ما أجمل فرحة النجاح وخصوصاً في اولى سنواته الدراسية وقد وضع ختم كبير على طرف الشهادة يحمل كلمة " ناجح"
كم كان القلب يخفق حين يراها في نهاية الفصل الدراسي وفي نهاية العام لينتقل للمرحلة المقبلة .
كانت أقدامنا تطير عن الأرض من سرعة ركضنا ونحن نتجه للبيت لإعطاء الشهادة لأمنا وأبينا ونرى الفرحة على وجوههم ونستمع لكلمات التهنئة والثناء والمديح والوعود بالهدايا المغرية .
لا أخفي عليكم أني لازلتُ أحتفظ بشهاداتي منذ تلك المرحلة وحتى آخر شهادة حصلتُ عليها قبل أسابيع يفصل بين الشهادتين عقود من الزمن حملتُ فيها الكثير من الشهادات والدروع والهدايا ولكن يظل لأول شهادة إحساسها الذي لازلت أشعر به كلما نظرتُ إلى شهادتي تلك .
وفي جانب آخر في وقتنا الحالي لا أجد تلك الفرحة وذلك الشوق للشهادة ولا أجد في الشهادة ما يدعو للاحتفاظ بها فكل ما فيها متشابه لا طعم له (11111) !
هذا في حال كانت المدرسة ممن يطبعون الشهادات أما المدارس الراقية فهي قد تجاوزت ذلك إلى توجيه الطالب لرؤية شهادته في برنامج عن طريق النت في بيته دون الذهاب للمدرسة ولا حاجة لطباعة الشهادة !
مشاعر الطفولة لم تعد ذات أهمية عند رجال التربية فالطالب ليس سوى آلة يتم شحنها ووضع تقييمها في صفحة إلكترونية تظل مخزنة حتى يتخرج وينخرط في سوق العمل .
فلماذا نتعجب من تبلد مشاعر أبنائنا وقسوة قلوبهم ونحن نخدر مشاعرهم بالتقنية التي طغت على حياتهم في كل المجالات حتى في علاقاتهم الأسْرية فأصبحت برامج التواصل هي همزة الوصل بين الأسرة والأخوة والأقارب والأصدقاء ؟ ! من أي شيء تتغذى مشاعرهم لكي نأمل فيهم الرحمة والشفقة والعطف وصلة الأرحام ؟
عندما طلبتُ من أحد أقاربي الصغار أن يريني شهادته قال لي بكل برود : ما فيها شئ كلها واحد !!
كما لم تصبني الدهشة عندما رأيتُ شهادة أحد أبنائي في سلة المهملات وعندما سألته عن السبب قال لي نفس الجواب السابق !!
لم يعد الأطفال يسعون للتنافس في الامتياز والحصول على المركز الأول لأنه لم يعد هناك مركز أول فكلهم سواء .
ماذا ننتظر والمشكلة ليست جديدة وليست خافية على رجال التعليم والتربية ؟
عفواً لقد نسيتُ أن كلمة التربية قد حُذفتْ من اسم الوزارة لذلك سيكون الحديث عن التعليم فقط ، فالتربية ليستْ مسئولية الوزارة وإنما هي مسئولية مشتركة لكل أطياف المجتمع حتى من هم العمالة الوافدة والزائرين . لذلك كان لابد ولزاماً أن نقف بجدية أمام مشكلات الجيل القادم لأنه هو من سيحمل رسالة الوطن ويحمي أرضه وشعبه وما نغرسه فيه بإخلاص فبتوفيق من الله سيكون هو الطريق الذي يسير عليه ليحقق الأهداف المنشودة منه والتي يستطيعها ويقدر على إنجازها بالعلم والعمل واتخاذ القدوة الصالحة البارزة .
فلا يكن التغيير من أجل التغيير وإنما التغيير من أجل التعمير ولنبدأ بالبراعم وتغيير غيبوبة النجاح الباهت إلى صحوة النجاح المتميز وإعادة الهيبة للرقم 1 وتمييز المتفوقين وحفز همم الخاملين لتتكاتف الأيدي والسواعد لتثبيت الأركان والقواعد في وطن تميز في كل شيء وكان همه الأول "المواطن" .
نُتْفَةٌ شِعْرِيَّةٌ
نبض الطفولة كم تناغم رقة
يحبوا إلى أمل من الزهراتِ
نبض الشباب يعيش حلما يافعا
فيخط دربا راسخ الخطواتِ
ولدى المشيب الحرف يكسو نبضه
ثوب الحكيم ونبرة الآهاتِ
***