• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

نعمة منسية وهِمَّة سجينة

بواسطة الكاتب : مروان المزيني 07-11-2015 04:42 صباحاً 11860 زيارات
صوت المدينة / مروان المزيني

الفراغ النعمة المنسية والهَمَّة السجينة التي لا يعرف أبعادها الشبابُ بل الإنسان أيّا كان عمره وعمله . الفراغ لا يعني الإجازة المعروفة والمرتبطة بالمدارس ولكن هو كل وقت ليس فيه عمل مثمر حتى ولو كان ترفيهياً . فالوقت هو عمر الإنسان وبقدر ما يكون هذا الوقت مثمراً بقدر ما يكون الإنسان أكثر سعادة وفكراً وتقدماً .

كثيرا ما نسمع عن استغلال الوقت والخطط المقترحة والبرامج المقدمة ومع ذلك يظل الفراغ موجوداً وذلك بسبب الهِمَّة السجينة . الهِمَّةُ هي الطاقة التي تدفع الإنسان لتنفيذ ما خطط له لاستغلال الفراغ فبدون الهِمَّة لن تتحرك الأرواح الحية لتدفع الأجساد النشطة لبلوغ الأهداف التي وُضِعتْ في آخر خطط استغلال الفراغ .

والسؤال : لماذا الهِمَّة مسجونة ؟ ! وأين ؟ !

هناك مثل نسمعه كثيراً وهو : " مَنْ شَبَّ عَلى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ "

ولو نظرنا إلى الحال لأولئك الذين سُجِنتْ هِمَمُهم نجدهم قد نشئوا على عدم التخطيط ووضع الأهداف لأوقات الفراغ ولم يتم تدريبهم على كيفية رسم البرنامج المناسب لكل شخص ليستغل الفراغ الذي يظهر في حياته بين الحين والآخر حتى أثناء اليوم الدراسي أو العمل . وأغلب الآباء والناصحين هم من أهل الكلام والكلام فقط حيث من السهل أن تكون متحدثاً ناصحاً واعظاً ولكن أين التجربة الحقيقية والقدوة العملية التي تلامس الفراغ بجدية لتكون طريقاً لأولئك الذين يملكون الطاقة والقدرة والنشاط في دائرة الفراغ .


فها هو الأب يرمي بالنصائح ثم يتولى إلى خارج البيت وقد أدار ظهره لتلك النصائح والتوجيهات التي تشدق بها وتعب في اختيار ألفاظها ومرادفاتها . كذلك الأم التي ما تلبث أن تنشغل بجهازها وربما كانت تنصح والجهاز في يدها تنظر فيه ولا تدري من يقف أمامها وهي تتصنع النصح والتوجيه والحكمة .

ومن العجيب في زماننا هو تحميل كامل الدور في التربية والتعليم على المعلم وكل انتقادات الآباء لأبنائهم تقول : " ما علموكم في المدرسة كذا وكذا " .

بلا شك أن للمعلم دور كبير في توعية وإرشاد الأبناء ولكن يظل التطبيق مرهوناً بالبيت والأسرة فهناك مساحات طبيعيةومواقف حقيقية تقوم بتثبيت ما يتلقاه الابن من معلمه .

وتظل قضية التخلص من المسئولية ورميها على الآخر من القضايا التي تزيد من صعوبة الموقف وتعتيم الحلول الممكنة .

لا يخفى على أحد أن التقدم التقني والإلكتروني المتسارع سبب كبير ومهم من أسباب سجن الهمم التي باتتْ أسيرة لتلك التقنيات لدرجة أنك تجد الناس يسيرون وكأنهم روبوتات آلية تخشى أن تصطدم بأحدهم وهو يسير مواجهاً لك وقد انحنى رأسه ليس أدباً وحياءً وإنما انشغالاً بتلك التقنية .



هناك برامج جيدة يقوم بها بعض المجتهدين الحريصين والذين بذلوا جهوداً كبيرة لاستقطاب الشباب ممن لديهم أوقات فراغ لكي ينخرطوا في تلك البرامج التي تحتويهم فكرياً وثقافياً ورياضياً وفنياً واجتماعياً وعلمياً .

ربما هم بحاجة لدعمهم من قبل الآباء لكي تصل القناعة للأبناء ويستطيعون إطلاق هِمَمَهم من تلك السجون الذاتية التي صنعوها بأنفسهم بأوهام الانشغال الزائف . كما نحن بحاجة لزيادة برامج التدريب الحقيقي للناشئة لكيفية وضع برامج واقعية بعيدة عن المثالية والخيالية والتعجيزية يمكن تنفيذها والاستفادة منها بعيداً عن طرح المحاضرات المملة غير المقنعة والنصائح الجوفاء والحكم السرابية .

علينا أن نحترم عقول أبنائنا لكي يحترموا نصائحنا .



نُتْفَةٌ شِعْرِيَّةٌ


اصنعْ لنفسك مجداً لا عيوبَ به

فالمجدُ أثمن ما تشريه من حللِ

واحرص عليه من الآفاتِ تفسده

فالكِبر يهدم ما تبنيه في عجلِ

أخلصْ فإنك بالإخلاصِ مرتهنٌ

والله يعلم ما أخلصتَ من عملِ

https://m.facebook.com/marwan.almuzaini?refsrc=https://ar-ar.facebook.com/marwan.almuzaini

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر