انا هو انا
صوت المدينة / نورة الجهني
من طبيعة البشر هو التغير , فهم لا يبقون على حال معيّن طوال حياتهم ،وهذا التغير قد لا يكون نابع من داخلهم في الغالب ومقصود، ولكن عوامل الزمن والظروف هي التي جعلت من شخصياتهم إما رائعين أو سيئين .ومن يملك الحظ الوفير حتى تكون شخصيته جيدة بعوامل خارجية لم ينبع ذلك التغير عن قصد مخطط له من داخله هو. هذا هو المفترض على الإنسان السوي هو التعرف على نفسه الحقيقية التي تكمن بداخله . ماهي نقاط ضعفه ؟ وقوته؟ سلبياته ؟ وإيجابياته ؟ ثم محاربة ما يعتقد أنه يؤثر على حياته بالسلب ،وإبراز إيجابياته ،وتنميتها، فما اجمل أن يكون الإنسان اقرب إلى المثالية في حياته! لذلك نحن البشر مميزين عن باقي الكائنات الحية لأننا نستطيع الرقي للأفضل دائما. ولكن المؤسف حقاً هو أن تقابل أشخاص بعد خمس سنوات أو عشر ، بعد غياب ، تجدهم نفس الاشخاص الذين افترقت عنهم يملكون المخاوف ذاتها ، والتطلعات، والمهارات ،والطموحات ذاتها فتجد شخص لدية رهاب اجتماعي فيظل اسير في قوقعته لا يبرح منها ولا يحاول الخروج للقتال من أجل نفسة، وآخر يعاني من فوبيا ركوب الطائرات أو شيء آخر ولم يفكر بمواجهة مخاوفة بل سلم بها واعتبرها قدره بالحياة ، وآخرين لديهم مشاكلهم مع الأطعمة ،والحشرات أو الحيوانات لدرجة تفوق المخاوف الطبيعية ، والبعض يحمل امالاً، وطموحات ولكن لا تزال حبيسة عقله ووجدانه ولم تبرح مكانها.
اذاً، ماذا كانوا يفعلون طوال هذه المدة ؟ هل مقولة ]خلينا نضيع وقت[ لها دور في مرور هذه السنوات دون أدنى اختلاف في وضعهم الاجتماعي ،والمالي ،والشخصي ،والنفسي؟ أو التقاعس ،والكسل ،والإهمال التي تعّود عليها بعض شبابنا حتى اصبحت صفه لصيقة بهم فهم يتذمرون من الدراسة ،والوظيفة ،والالتزام بالقوانين ،والأنظمة. ويطمحون إلى النوم ،والراحة وكأنهم خلقوا ليناموا أو انعدام الطموح وعدم الرغبة بالعيش بطريقة راقية ،ومريحة أو الخوف من الفشل ،وتنمر الأخرين على اهدافهم ،وعلى قدرتهم على تحقيقها ،وتخطي مشاكلهم.
أذ كانوا يمتلكون أحد الأسباب أعلاه، فمن المسئول عن تحويل طفل خلق وهو قادر على مواجهة الحياة منذ ولادته لا يعرف معنى الخوف تجده يهرع إلى أي شيء حار ،وبارد ،وحاد بدون تردد إلى أنسان بالغ لا يملك ألا الخوف ،وقلة الثقة ،وانعدام الطموح ؟ هل هي الحماية الزائدة ،والتربية السيئة من الأسرة أو تهميش الشخصية ،وانعدام الحوار بالمدرسة أو الترهيب المتشدد المضطرب في المسجد أو المجتمع بأكمله يحتاج إلى أعادة تقييم ،وفرمته ،وتأهيل لنمط معيشته.
علينا أن نفكر طويلاً ،ونفند تلك الأسباب جيدا حتى نستطيع الخروج بحل ينقذنا من هذه الزوبعة التي قد تقضي على رغبتنا بامتلاك مجتمع متحضر ،ومتطور ولا نستطيع تحقيق ذلك إذا كان أفراده لا يستطيعون التغلب على ذواتهم ،ومشاكلهم النفسية ،و الاجتماعية اولاً ، في زمن اصبحت كتب تطوير الذات ،والدورات التعليمية، والمعاهد المهنية ،والأخصائيين النفسيين في متناول الجميع.
وعليهم أن يستوعبوا أنه مهما بلغت حياة الإنسان من البؤس ،والصعوبات فالحياة نعيشها مرة واحدة فلماذا نجعلها مليئة بالخوف ،و المرض ،والضجر و نستسلم لأبسط العقبات فالحياة هي فقط خيارين: إمّا أن تعيشها كما تريد وتتحمل ما ينتج عنها من صعوبات ،وتحديات حتى تتلذذ بالنصر .أمّا أن تعيشها كما يريدها لك الاخرون فتتحمل ألم الفشل الدائم ،والانزعاج النفسي من الذات والأخرين إلى ما لانهاية. فلنشد الهمة ،والعزم لنجعل كل سنة تمر علينا نكون قد اضفنا إلى أنفسنا مهارة جديدة ،وتحررنا من مخاوفنا ولنجعل كل مرحلة من حياتنا هو تحدي لنا لنرقى للأفضل .وحتى نستطيع الوصول إلى ما نريد و تنتفي هذه الفئه التي تعرفك على نفسها بعد غياب لم تعرفني ! أنا هو أنا. أذاً من أنت؟
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
من طبيعة البشر هو التغير , فهم لا يبقون على حال معيّن طوال حياتهم ،وهذا التغير قد لا يكون نابع من داخلهم في الغالب ومقصود، ولكن عوامل الزمن والظروف هي التي جعلت من شخصياتهم إما رائعين أو سيئين .ومن يملك الحظ الوفير حتى تكون شخصيته جيدة بعوامل خارجية لم ينبع ذلك التغير عن قصد مخطط له من داخله هو. هذا هو المفترض على الإنسان السوي هو التعرف على نفسه الحقيقية التي تكمن بداخله . ماهي نقاط ضعفه ؟ وقوته؟ سلبياته ؟ وإيجابياته ؟ ثم محاربة ما يعتقد أنه يؤثر على حياته بالسلب ،وإبراز إيجابياته ،وتنميتها، فما اجمل أن يكون الإنسان اقرب إلى المثالية في حياته! لذلك نحن البشر مميزين عن باقي الكائنات الحية لأننا نستطيع الرقي للأفضل دائما. ولكن المؤسف حقاً هو أن تقابل أشخاص بعد خمس سنوات أو عشر ، بعد غياب ، تجدهم نفس الاشخاص الذين افترقت عنهم يملكون المخاوف ذاتها ، والتطلعات، والمهارات ،والطموحات ذاتها فتجد شخص لدية رهاب اجتماعي فيظل اسير في قوقعته لا يبرح منها ولا يحاول الخروج للقتال من أجل نفسة، وآخر يعاني من فوبيا ركوب الطائرات أو شيء آخر ولم يفكر بمواجهة مخاوفة بل سلم بها واعتبرها قدره بالحياة ، وآخرين لديهم مشاكلهم مع الأطعمة ،والحشرات أو الحيوانات لدرجة تفوق المخاوف الطبيعية ، والبعض يحمل امالاً، وطموحات ولكن لا تزال حبيسة عقله ووجدانه ولم تبرح مكانها.
اذاً، ماذا كانوا يفعلون طوال هذه المدة ؟ هل مقولة ]خلينا نضيع وقت[ لها دور في مرور هذه السنوات دون أدنى اختلاف في وضعهم الاجتماعي ،والمالي ،والشخصي ،والنفسي؟ أو التقاعس ،والكسل ،والإهمال التي تعّود عليها بعض شبابنا حتى اصبحت صفه لصيقة بهم فهم يتذمرون من الدراسة ،والوظيفة ،والالتزام بالقوانين ،والأنظمة. ويطمحون إلى النوم ،والراحة وكأنهم خلقوا ليناموا أو انعدام الطموح وعدم الرغبة بالعيش بطريقة راقية ،ومريحة أو الخوف من الفشل ،وتنمر الأخرين على اهدافهم ،وعلى قدرتهم على تحقيقها ،وتخطي مشاكلهم.
أذ كانوا يمتلكون أحد الأسباب أعلاه، فمن المسئول عن تحويل طفل خلق وهو قادر على مواجهة الحياة منذ ولادته لا يعرف معنى الخوف تجده يهرع إلى أي شيء حار ،وبارد ،وحاد بدون تردد إلى أنسان بالغ لا يملك ألا الخوف ،وقلة الثقة ،وانعدام الطموح ؟ هل هي الحماية الزائدة ،والتربية السيئة من الأسرة أو تهميش الشخصية ،وانعدام الحوار بالمدرسة أو الترهيب المتشدد المضطرب في المسجد أو المجتمع بأكمله يحتاج إلى أعادة تقييم ،وفرمته ،وتأهيل لنمط معيشته.
علينا أن نفكر طويلاً ،ونفند تلك الأسباب جيدا حتى نستطيع الخروج بحل ينقذنا من هذه الزوبعة التي قد تقضي على رغبتنا بامتلاك مجتمع متحضر ،ومتطور ولا نستطيع تحقيق ذلك إذا كان أفراده لا يستطيعون التغلب على ذواتهم ،ومشاكلهم النفسية ،و الاجتماعية اولاً ، في زمن اصبحت كتب تطوير الذات ،والدورات التعليمية، والمعاهد المهنية ،والأخصائيين النفسيين في متناول الجميع.
وعليهم أن يستوعبوا أنه مهما بلغت حياة الإنسان من البؤس ،والصعوبات فالحياة نعيشها مرة واحدة فلماذا نجعلها مليئة بالخوف ،و المرض ،والضجر و نستسلم لأبسط العقبات فالحياة هي فقط خيارين: إمّا أن تعيشها كما تريد وتتحمل ما ينتج عنها من صعوبات ،وتحديات حتى تتلذذ بالنصر .أمّا أن تعيشها كما يريدها لك الاخرون فتتحمل ألم الفشل الدائم ،والانزعاج النفسي من الذات والأخرين إلى ما لانهاية. فلنشد الهمة ،والعزم لنجعل كل سنة تمر علينا نكون قد اضفنا إلى أنفسنا مهارة جديدة ،وتحررنا من مخاوفنا ولنجعل كل مرحلة من حياتنا هو تحدي لنا لنرقى للأفضل .وحتى نستطيع الوصول إلى ما نريد و تنتفي هذه الفئه التي تعرفك على نفسها بعد غياب لم تعرفني ! أنا هو أنا. أذاً من أنت؟
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي