الطيبين ما راحوا
صوت المدينة / هبة التميمي
يحمل جيل الثمانينات رائحة مميزة ، يحفظونها في قلوبهم وذاكرتهم .
نعم إنها رائحة الزمن الجميل !
ندرك جيداً أن هذه الرائحة تزداد عبقاً كلما توغلنا في الماضي ، وتكاد تختفي كلما تقدم بنا العمر
.
جميعنا يحمل بداخله شعوراً مميزاً لا يمكن أن يستعاد هذه الأيام .
نكهة " الخبز الحاف " ، رائحة الصباح المدرسي الممتزجة بعوادم السيارات ، أصوات الباعة المتجولون في مساء رمضان ، الشعور العميق الذي يعترينا مع صوت محمد عبده ليلة العيد ، الرعشة الهادئة في أعماقنا عند استقبال رسالة نصية على هواتفنا ، الوقت الطويل الذي نقضيه معا في غرفة المعيشة قبل أن تسرقنا عوالمنا الذكية !
عذراً يا جدي .
أدرك جيدا أن لزمنكم صورةً أجمل من الزمن الذي يحن إليه آباؤنا ولزمن آبائنا صورةٌ أجمل حتى من الماضي الذي أحن إليه ، وشعوراً ألذ ، وذاكرة أعمق !
ولكن " الطيبين ما راحوا " !
ولزمننا المتعجل محطاتٌ براقة !
تأمل معي شباب اليوم ، ذلك الشباب الذي لا يروق أحدا ، يكاد يملأُ صفوف التراويح ، ويتسابق إلى تفطير الصائمين ، وتنظيم صفوف المصلين .
شبابنا الذي لا يروقكم ، قضى بعضهم شهراً أو أكثر مرابطاً على الحدود بينما ننام في سلام !
وقضى الكثير منهم سنواتٍ في الغربة ، ليحملوا لنا تطوراًنجهله وعلماً لا نعرفه !
شبابنا كانوا أبطالاً يوم أن جرف السيل الآمنين ، وتبنوا حملاتٍ خيرية وصنعوا وقفاتٍ بطولية .
نعرف أن للرجولة في زمانكم صوتاً أعلى وسيفاً أقوى ، ولكننا جيل القلم والإعلام !
وندرك جيداً أنك تحن – يا جدي - إلى زمانٍ جميل ، لا يشبه أيامنا هذه ، ونعرف أنكم بركة الدار ، لكننا لسنا الأشرار الذين بقوا مع الأسف عندما " راحوا الطيبين " !
أعطونا فرصة لنثبت أننا أيضاً طيبين ، ولكن لا تربونا على أن نكون نسخةً تائهةً من جيلكم في زمانٍ لا يشبه زمانكم أبدا !
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم ، فإنهم خلقوا لزمانٍغير زمانكم ).
عذرا يا جدي ولكننا نستحق فرصة !
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
يحمل جيل الثمانينات رائحة مميزة ، يحفظونها في قلوبهم وذاكرتهم .
نعم إنها رائحة الزمن الجميل !
ندرك جيداً أن هذه الرائحة تزداد عبقاً كلما توغلنا في الماضي ، وتكاد تختفي كلما تقدم بنا العمر
.
جميعنا يحمل بداخله شعوراً مميزاً لا يمكن أن يستعاد هذه الأيام .
نكهة " الخبز الحاف " ، رائحة الصباح المدرسي الممتزجة بعوادم السيارات ، أصوات الباعة المتجولون في مساء رمضان ، الشعور العميق الذي يعترينا مع صوت محمد عبده ليلة العيد ، الرعشة الهادئة في أعماقنا عند استقبال رسالة نصية على هواتفنا ، الوقت الطويل الذي نقضيه معا في غرفة المعيشة قبل أن تسرقنا عوالمنا الذكية !
عذراً يا جدي .
أدرك جيدا أن لزمنكم صورةً أجمل من الزمن الذي يحن إليه آباؤنا ولزمن آبائنا صورةٌ أجمل حتى من الماضي الذي أحن إليه ، وشعوراً ألذ ، وذاكرة أعمق !
ولكن " الطيبين ما راحوا " !
ولزمننا المتعجل محطاتٌ براقة !
تأمل معي شباب اليوم ، ذلك الشباب الذي لا يروق أحدا ، يكاد يملأُ صفوف التراويح ، ويتسابق إلى تفطير الصائمين ، وتنظيم صفوف المصلين .
شبابنا الذي لا يروقكم ، قضى بعضهم شهراً أو أكثر مرابطاً على الحدود بينما ننام في سلام !
وقضى الكثير منهم سنواتٍ في الغربة ، ليحملوا لنا تطوراًنجهله وعلماً لا نعرفه !
شبابنا كانوا أبطالاً يوم أن جرف السيل الآمنين ، وتبنوا حملاتٍ خيرية وصنعوا وقفاتٍ بطولية .
نعرف أن للرجولة في زمانكم صوتاً أعلى وسيفاً أقوى ، ولكننا جيل القلم والإعلام !
وندرك جيداً أنك تحن – يا جدي - إلى زمانٍ جميل ، لا يشبه أيامنا هذه ، ونعرف أنكم بركة الدار ، لكننا لسنا الأشرار الذين بقوا مع الأسف عندما " راحوا الطيبين " !
أعطونا فرصة لنثبت أننا أيضاً طيبين ، ولكن لا تربونا على أن نكون نسخةً تائهةً من جيلكم في زمانٍ لا يشبه زمانكم أبدا !
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم ، فإنهم خلقوا لزمانٍغير زمانكم ).
عذرا يا جدي ولكننا نستحق فرصة !
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي