• ×
الجمعة 4 يوليو 2025

الطيبين ما راحوا

بواسطة الكاتبة : هبه التميمي 07-07-2015 01:52 صباحاً 9509 زيارات
صوت المدينة / هبة التميمي

يحمل جيل الثمانينات رائحة مميزة ، يحفظونها في قلوبهم وذاكرتهم .
نعم إنها رائحة الزمن الجميل !

ندرك جيداً أن هذه الرائحة تزداد عبقاً كلما توغلنا في الماضي ، وتكاد تختفي كلما تقدم بنا العمر
.
جميعنا يحمل بداخله شعوراً مميزاً لا يمكن أن يستعاد هذه الأيام .

نكهة " الخبز الحاف " ، رائحة الصباح المدرسي الممتزجة بعوادم السيارات ، أصوات الباعة المتجولون في مساء رمضان ، الشعور العميق الذي يعترينا مع صوت محمد عبده ليلة العيد ، الرعشة الهادئة في أعماقنا عند استقبال رسالة نصية على هواتفنا ، الوقت الطويل الذي نقضيه معا في غرفة المعيشة قبل أن تسرقنا عوالمنا الذكية !

عذراً يا جدي .
أدرك جيدا أن لزمنكم صورةً أجمل من الزمن الذي يحن إليه آباؤنا ولزمن آبائنا صورةٌ أجمل حتى من الماضي الذي أحن إليه ، وشعوراً ألذ ، وذاكرة أعمق !
ولكن " الطيبين ما راحوا " !
ولزمننا المتعجل محطاتٌ براقة !
تأمل معي شباب اليوم ، ذلك الشباب الذي لا يروق أحدا ، يكاد يملأُ صفوف التراويح ، ويتسابق إلى تفطير الصائمين ، وتنظيم صفوف المصلين .

شبابنا الذي لا يروقكم ، قضى بعضهم شهراً أو أكثر مرابطاً على الحدود بينما ننام في سلام !

وقضى الكثير منهم سنواتٍ في الغربة ، ليحملوا لنا تطوراًنجهله وعلماً لا نعرفه !

شبابنا كانوا أبطالاً يوم أن جرف السيل الآمنين ، وتبنوا حملاتٍ خيرية وصنعوا وقفاتٍ بطولية .

نعرف أن للرجولة في زمانكم صوتاً أعلى وسيفاً أقوى ، ولكننا جيل القلم والإعلام !

وندرك جيداً أنك تحن – يا جدي - إلى زمانٍ جميل ، لا يشبه أيامنا هذه ، ونعرف أنكم بركة الدار ، لكننا لسنا الأشرار الذين بقوا مع الأسف عندما " راحوا الطيبين " !

أعطونا فرصة لنثبت أننا أيضاً طيبين ، ولكن لا تربونا على أن نكون نسخةً تائهةً من جيلكم في زمانٍ لا يشبه زمانكم أبدا !

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم ، فإنهم خلقوا لزمانٍغير زمانكم ).

عذرا يا جدي ولكننا نستحق فرصة !



للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
image

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر