جدل ومنطق
بواسطة الكاتبة : انتصار عبدالله
07-02-2015 07:31 صباحاً
9092 زيارات
صوت المدينة / انتصار عبدالله
ملامحنا لها دلالة ..
ايماءة رؤوسنا لها معنى ..لفتاتنا لها مغزى ..ونظرتنا لها غاية ..وصوتنا له صدى ..
فماذا ينطوي في شخصياتنا من كل تلك المعاني ؟
هناك عيون لها نظرة براقة ..وأخرى تشوبها دمعة تتمهل خجلا أن تسقط ، وجبين يحمل قسمات حادة يخفي خلفه مسارب مكنونة .
هي وجوه تجيد لبس الأقنعة، وتجبرك على متابعتها رغم ظلالها القاتمة ..
وهناك وجوه صبوحة تحمل علامات واضحة شفافة كشفافية جدول منهمر.
وهكذا كلنا نحمل وجوها أحالتها الأقنعة إلى مرأة للأخرين تريهم ما يتمنون رؤيته، ولذا لا عجب في عيشنا بين وجوه يسهل فهمها .
تختلف وجوه الناس بأختلاف بيئاتهم، فذو الوجه المربع يتسم بالشخصية الصلبة الحديدية. وذو الوجه المستدير صاحب قدرة عالية على الأقناع، وذو الوجه الرفيع يتمتع باستقلالية مطلقة، وذو الوجه البيضاوي يسمونهم صانعي أنفسهم بما حباهم الله من تميز بالجد وفرط الثقة بالنفس.
وحركة العين وضيق واتساع بؤبؤها من اقوى علامات التعبير، وهناك حركة الأكتاف والأصابع وخطوات سيرك وحديث الأنف والجبين ايضا لهم من الأحاديث الكثير فقد تسميك بالأنفعالية او التجريدية او العاطفية او الانهزامية او غيرها .
الغاية من هذا التقديم هي توضيح الفارق بين الشخصية الجدلية والحوارية .
فالشخصية تتأثر بالمنشأ والوراثة والمجتمع، لكن بعضها متحولة مع مرور الزمن . تتغير فتكتسب صفات تظهر على كل الملامح المذكورة وعليه لابد من الانتباه ومراعاة ذلك.
فالشخصية الحوارية تجدها تطيل النظر اليك وتعطيك زمنا مناسبا لإبداء وجة نظرك ...تتحدث بصوت هاديء، ..لايفرع الموضوع، اويشتته، حرصا على عدم تشتيت ذهنك ...تركز على موضوع واحد فقط لإبداء رأيها لذا فهي فعلا تبحث عن الحقيقة لايهمه حتى لو كانت عندك سيسعد بذلك وحسبها تعرض أفكارها دون محاولة الفرض والإقناع .
اما الشخصية الجدلية ..فهمها يتمحور في إثبات النقص الكامن في أعماقها لأشباع انتصارها الشخصي ..لذا لا تقع الا على السطحيات من الأمور
فهي تشعب وتقسم الموضوع لتقف امامها حائراً مشتت الانتباه ...ومن صفات حديثه ارتفاع نبرة الصوت والبحث عن الأفكار الموازية لفكرتك بفلسفات كثيرة تتوه معها وفيها ولا تصل إلى حلول عادلة ومنطقية.
وهي تميل إلى التحليل والتفصيل والتفسير والموازنات وفق طريقتها ونمط تفكيرها. وهي بلا ريب شخصية مهووسة بتجريد الأشياء وإعادتها لأصولها الأولية .
مثلا.. لو قلت له ان الشكل مربع لا يقتنع ويؤكد لك انك مستدير ممعناً في تكسير اطرافه.
ولأنه مخطىء يحتاج لأن يدخلك قناعتك كزمبرك ...
وانت تحتمله ..وتحتمله...وفي اثناء تحليلاته وتفسيراته يطول ويشتد الضغط عليك فيندفع الزمبرك والذي هو بمثابة صبرك في وجه فجأة لينكسر تصوره في الشكل المستدير.
وبما أن الشخصية الجدلية تجريدية بطبعها تميل إلى إعادة الأشياء إلى أصولها الأولية نجدها تفتح صندوقا من القناعات المجردة . فيجرد الذي امامه من مميزاته وشمائله الجميلة باقتناص العيوب وإسقاطها عليك وفق نظرة تشاؤمية تلازم حديثه و تتمركز جانبا واضحا في شخصيته تجعل الذي امامه عاريا من كل الجماليات تماما .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا ..
فلا بد من ترك الجدال ان كان عقيما لافائدة مرجوة منه لما فيه من شحن النفوس حقدا وبغضاء .
ولتبقوا ملامحكم التي حباكم الله إياها ذات القسمات التي تفنن الخالق وأبدع جميلة واكسوها بجمال الخلق والنفس والذات، ولنهذب انفسنا ولنترك الجدل ونقتدي بهدي رسولنا الكريم .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
ملامحنا لها دلالة ..
ايماءة رؤوسنا لها معنى ..لفتاتنا لها مغزى ..ونظرتنا لها غاية ..وصوتنا له صدى ..
فماذا ينطوي في شخصياتنا من كل تلك المعاني ؟
هناك عيون لها نظرة براقة ..وأخرى تشوبها دمعة تتمهل خجلا أن تسقط ، وجبين يحمل قسمات حادة يخفي خلفه مسارب مكنونة .
هي وجوه تجيد لبس الأقنعة، وتجبرك على متابعتها رغم ظلالها القاتمة ..
وهناك وجوه صبوحة تحمل علامات واضحة شفافة كشفافية جدول منهمر.
وهكذا كلنا نحمل وجوها أحالتها الأقنعة إلى مرأة للأخرين تريهم ما يتمنون رؤيته، ولذا لا عجب في عيشنا بين وجوه يسهل فهمها .
تختلف وجوه الناس بأختلاف بيئاتهم، فذو الوجه المربع يتسم بالشخصية الصلبة الحديدية. وذو الوجه المستدير صاحب قدرة عالية على الأقناع، وذو الوجه الرفيع يتمتع باستقلالية مطلقة، وذو الوجه البيضاوي يسمونهم صانعي أنفسهم بما حباهم الله من تميز بالجد وفرط الثقة بالنفس.
وحركة العين وضيق واتساع بؤبؤها من اقوى علامات التعبير، وهناك حركة الأكتاف والأصابع وخطوات سيرك وحديث الأنف والجبين ايضا لهم من الأحاديث الكثير فقد تسميك بالأنفعالية او التجريدية او العاطفية او الانهزامية او غيرها .
الغاية من هذا التقديم هي توضيح الفارق بين الشخصية الجدلية والحوارية .
فالشخصية تتأثر بالمنشأ والوراثة والمجتمع، لكن بعضها متحولة مع مرور الزمن . تتغير فتكتسب صفات تظهر على كل الملامح المذكورة وعليه لابد من الانتباه ومراعاة ذلك.
فالشخصية الحوارية تجدها تطيل النظر اليك وتعطيك زمنا مناسبا لإبداء وجة نظرك ...تتحدث بصوت هاديء، ..لايفرع الموضوع، اويشتته، حرصا على عدم تشتيت ذهنك ...تركز على موضوع واحد فقط لإبداء رأيها لذا فهي فعلا تبحث عن الحقيقة لايهمه حتى لو كانت عندك سيسعد بذلك وحسبها تعرض أفكارها دون محاولة الفرض والإقناع .
اما الشخصية الجدلية ..فهمها يتمحور في إثبات النقص الكامن في أعماقها لأشباع انتصارها الشخصي ..لذا لا تقع الا على السطحيات من الأمور
فهي تشعب وتقسم الموضوع لتقف امامها حائراً مشتت الانتباه ...ومن صفات حديثه ارتفاع نبرة الصوت والبحث عن الأفكار الموازية لفكرتك بفلسفات كثيرة تتوه معها وفيها ولا تصل إلى حلول عادلة ومنطقية.
وهي تميل إلى التحليل والتفصيل والتفسير والموازنات وفق طريقتها ونمط تفكيرها. وهي بلا ريب شخصية مهووسة بتجريد الأشياء وإعادتها لأصولها الأولية .
مثلا.. لو قلت له ان الشكل مربع لا يقتنع ويؤكد لك انك مستدير ممعناً في تكسير اطرافه.
ولأنه مخطىء يحتاج لأن يدخلك قناعتك كزمبرك ...
وانت تحتمله ..وتحتمله...وفي اثناء تحليلاته وتفسيراته يطول ويشتد الضغط عليك فيندفع الزمبرك والذي هو بمثابة صبرك في وجه فجأة لينكسر تصوره في الشكل المستدير.
وبما أن الشخصية الجدلية تجريدية بطبعها تميل إلى إعادة الأشياء إلى أصولها الأولية نجدها تفتح صندوقا من القناعات المجردة . فيجرد الذي امامه من مميزاته وشمائله الجميلة باقتناص العيوب وإسقاطها عليك وفق نظرة تشاؤمية تلازم حديثه و تتمركز جانبا واضحا في شخصيته تجعل الذي امامه عاريا من كل الجماليات تماما .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا ..
فلا بد من ترك الجدال ان كان عقيما لافائدة مرجوة منه لما فيه من شحن النفوس حقدا وبغضاء .
ولتبقوا ملامحكم التي حباكم الله إياها ذات القسمات التي تفنن الخالق وأبدع جميلة واكسوها بجمال الخلق والنفس والذات، ولنهذب انفسنا ولنترك الجدل ونقتدي بهدي رسولنا الكريم .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
