• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

معشوقة وما أكثر العشاق

بواسطة الكاتب : طلال النزهة 07-02-2015 07:30 صباحاً 9039 زيارات
صوت المدينة / طلال النزهة

القادم منها والمسافر إليها يحمل في جنباته روح العشق والمحبة .. وتهوي إليها أفئدة العشاق ليرتموا في أحضانها الذي يستوعب جميع عشاقها بكل الحب وإذا ما غادرها هنأ المستقبلون العاشق القادم بعد رؤيته لمعشوقته والإستمتاع بها ومعها

وتسأل لماذا هذا العشق والغرام لمعشوقة واحدة تملك كثيرا من العشاق من حولها .. وقليل هم العارفون وكثير لايدركون فضائل هذا العشق والمعشوقة في أجزاء جسدها وروحها وتضاريس جنباتها وداخل قلبها الحنون الكبير العطوف الذي يحتوي كل العشاق مهما زادت اعدادهم في مناسباتها وأعيادها وافراحها وذكرياتها وفي كل الأوقات على مرور الأيام والأشهر والسنوات فعمرها الزمني كبير ولكنها لا تزال شابة أحتوت جميع انواع الجمال فصار الجميع متيما بها .

ياصفحات الكتب والمجلدات التي أعتلت المنابر لتحكى قصة المعشوقة .. وتشرح بكاء الأحبة فرحا بقدومهم إلى المعشوقة وقد هنأتهم الأحبة في سفرهم من البعيد إلى محبوبة الملايين من كل حدب وصوب جاؤوا لينهلوا من فضائلها بتجارة لن تبور وصلوات فيها ودعاء لايرده الله طالما كان مقرونا بذكر صاحبها الذي يرقد داخل احشائها ويرد السلام لكل عاشق كان حاضرا أو أرسل السلام مع الأثير من بقاع الأرض .

إنها المدينة المنورة هذه المعشوقة وما اكثر عشاقها القادمين والمغادرين في جنبات الأرض حتى بات أهل المدينة يحظون بالحب في كل مكان لأنهم من اهل هذه المدينة والتي هاجر إليها رسول الهدى وخاتم الأنبياء والمرسلين .. حقا إنها المدينة المنورة بلد الهجرة لرسول الله صل الله عليه وسلم

لقد عرف عشاق المدينة فضائلها عندما اختار الله لرسوله أن تكون المدينة لمحياه ومماته فالقى سبحانه فضائلها بين جبالها وأوديتها وآبارها وترابها وثمارها وبقيعها وصار النبي شفيعا لكل من يموت من اهل المدينة في بداية لقاء المولى يوم القيامة .. وصارت ثمارها علاج وغذاء يستمتع بها أهلها وزوارها والمقيمين فيها .

ياجبل احد نحن نحبك كما احببتنا من عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وياشهداء احد كم من الزوار تمنوا أن يكونوا في مكانكم فقد ودعكم رسول الهدى قبل إنتقاله للرفيق الأعلى بعدة أيام .. وكم من شهيد بها قد شم رائحة الجنة قبل أن يستشهد .. وكم من الصحابة أستمتعوا بشهادتهم وقد غسلت أجسادهم الملائكة وزوفوا إلى الله في مثواهم الآخرين أحياء وليس اموات هناك .

كيف لا تحن الأفئدة والقلوب لك يارسول الهدى وهي لينة رطبة تشعر بإيمان ربها وبك خاتم الأنبياء والمرسلين .. لقد حن الجماد من جذع النخلة كان داخل مسجد رسول الله متكئا للرسول .. وسمع أنينه كل من كان في المسجد ذلك عندما تركه الرسول ليصعد للمنبر في صلاة الجمعة فحنّ جذع الشجرة حنينا شديدا مسموعا من الحاضرين لصلاة الجمعة وقد تشقق الجذع من كثرالحنين فنزل الرسول صل الله عليه وسلم واقترب من الجذع فوضع يده الشريفة عليه وضمّه إلى صدره الشريف ومسح عليه حتى استكان .. ولما سمع الصحابة بكاء وحنين جذع النخلة ضج المسجد بالبكاء حنينا وشوقا من تلك القلوب الرقيقة العطوفة في محبة الرسول .. ومن عطف الرسول فقد خيّر الجذع بين أمرين .. فأختار الجذع دار البقاء على دار الفناء فقال صل الله عليه وسلم له قد فعلت .. وأخبر صلى الله عليه وسلم الصحابة الحاضرين أنه لو لم يحتضنه لبقي جذع النخلة يحن إلى قيام الساعة شوقا للرسول صل الله عليه وسلم .. هذا حنين الجماد لرسول الهدى فكيف بحنين البشر لرسول الله صل الله عليه وسلم والتواجد في أرجاء المعشوقة مدينة المصطفي صل الله عليه وسلم .


وتتعدد المعجزات التي أستقبلها رسول الهدى في دار الهجرة طيبة الطيبة المسكينة والتي أطلق عليها الرسول عددا من الأسماء المعبرة الجميلة .. يالخطوات الرسول مازالت تربتها تنشر الرائحة العبقة الذكية في اجواء المدينة المنورة فيستنشقه الجميع فتمتليء القلوب بالحب والسكينة والهدوء والإطمئنان وراحة البال والمحبة والصفاء .. لقد صنعت هجرة الرسول في قلوب الأنصار وأهل المدينة الحب الكبير لكل من هاجر إليهم فقدّموا الخدمة بنفس مطمئنة راضية في أرجاء المدينة وزوار مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم


إنها المدينة المنورة تبقى نفحات ودعاء المصطفي لها وبها حتى تقوم الساعة .. وكسب أهل المدينة محبة الجميع بسبب محبة المسلمين لمدينة الرسول صل الله عليه وسلم فهذه المدينة المنورة معشوقة الجميع يرقد بين جنباتها وجوار الروضة الشريفة من رياض الجنة سيد الحرمين وإمام الثقلين صل الله عليه وسلم



مَعْشُوقَةٌ يا مَكثَرْ العُشّاقْ في مَحَبّتْهَا ..... فيها الرسُولُ والقلبْ بِعشْقَهَا ولهَانْ


يَاراحةْ البَالْ والسّكِينةِ مِن طَبَائِعهَا ..... جُادتْ عَلى العَشّاقْ بالعِطْرِ والأفنَانْ


يَاغائبا في البُعدِ وراغبا زيَارتِهَا ....... سلّم عَلى نَبيّكْ وتِغيِبْ عنك الأحَزَانْ



للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
image

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • رائد العوده
    07-22-2015 05:49 مساءً
    سيدي الموقر
    أخذتنا عبر التاريخ على راحة أحرفك، وأغرقتنا في جمال المدينة وشمائل سيدها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
    أحرفك ياسيدي لم ترفق بأعيننا وجعلتنا نذرف الدمعة حُباً وشوقاً للمدينة المنورة.
    لا أعلم كيف سأصف ماكتبته هُنا، فجمال ماخطه قلمك قد طغى على كل الحروف.
أكثر