رحلة وليست وجهة
صوت المدينة / غدير الزغيبـي
هل حفرتم بالصخر لتستحقوا حفنة ماء سائغة ؟
او هل حرثتم الرمل ونثرتم البذر لتهنؤوا بلذيذ الطعم ؟
النجاح لا يعرض عليك على طبق من ذهب أو فضة ,ولا يُهدى لك من صديق أو مجامل .
نجاحنا نحن من ننجِبه بعد طِوال الشهور, و صعب المخاض , وبعد طول العراك , ومن ثَم لا نكتفي بذلك بل نتولاه بالرعاية .
الغريب في الأمر أنك ستكتشف أن النجاح هو من أنجبك لا أنت من أنجبته فقط , فكلما كافحنا لصنع نجاحنا نجد أننا لم نصنع النجاح فقط بل صنعنا أنفسنا , وبنينا شخصيتنا بناء واثق قوي مستقل .
الطريق إلى النجاح تملأها المنعطفات و المنحدرات ,ومن هذه المنعطفات التي ستقابلك في طريق نجاحك سارقي النجاح , وهم أشخاص يسلبوك طاقتك ونشاطك وطموحك , ويهدوك سلبيتهم , الحياة بنظرهم صعبة المسلك شكواهم أنها لا تُسلك , صعاب الأمور- بنظرهم - لها أب او عم ميسور, ويسير الأمور لها خادم ٌ مأمور . فلماذا تحمل على عاتقك حِملٌ محمول , فأنت بنظرهم محب لتهويل الأمور , هم كُثر حولك ,لكن لكي تكمل طريق نجاحك وتجتاز هذا المنعطف أو المنحدر فعليك أن تنثر إيجابيتك على سارقي النجاح ,وإن أبو, فلا يضرك من ضل إذا اهتديت ,أكمل طريقك ولا تُطيل الوقوف عند هذا المنعطف .
في طريق النجاح ستقابلك أيامٌ غائمة و أخرى ماطرة , لكن تذكر , لن تنال المعالي بنوم الليالي ,فهناك قاعدة حسابية حياتية تؤكد وجود علاقة بين النجاح و التعب من أجله .
فالعلاقة بين النجاح والتعب علاقة طردية , فكلما كافحت و تعبت أكثر في تحقيق ما تتطلع إليه ,كلما نجحت وحققت ما تصبو إليه , بالله عليك اجعلها قاعدتك الحياتية من الان , ولتتأمل قوله تعالى بسورة الذاريات في وصف من استحق الجنة ) إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ` كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ( (17)
تؤكد هذه الآية على هذه القاعدة , وأن أهل الجنة لن ينالواهذه المكانة و المرتبة العالية إلا بعد شديد التعب .
كما استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من الكسل فعنأنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول : (اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ،وأعوذ بك من القسوة ، والغفلة ، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة ،وأعوذ بك من الفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة ،والرياء ، وأعوذ بك من الصمم ، والبكم ، والجنون ، والبرص ،والجذام ، وسيء الأسقام) .
قال ابن القيم رحمه الله :
"الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجزوالكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسلعدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلانلا يريدها" .
ووصف ابن القيم هذين الخلقين في " زاد المعاد " أنهما " مفتاح كل شر " .
إذاً نجاحك مرتبط بإعدادك لهذا النجاح , وتوقعك للمنعطفات والمنحدرات والتقلبات المناخية الحياتية , لكنك الأن قد أدركت قاعدتي التى تقول ( النجاح لا يؤتى بالارتياح )
ولكي تبدأ طريق نجاحك ,فاعلم أن النجاح رحــــــلة , رحلة نخوضها طالما أنفاسنا تحمل أرواحنا ,رحلة لا تنتهي, رحلة غايتها نجاح الدنيا و الأخرة , فما فائدة الدنيا إن كان في الأخرة خسران مبين.
ولكي تكمل طريق نجاحك - رغم المنعطفات والمنحدرات التي ستقابلك- عليك ان تتزود بزاد النجاح : اغرس مع كل خطوة تخطوها , غِراس التقوى , ليجعل الله لك من أمرك يسرا ,واجعل حبك لنفسك يتلاشى أمام حبك لغيرك , لتكون ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . وبعد كل طريق تسلكه لا تلتفت لما تتركه ,إلا لسد جحر قد جربته . وإذا رماك الناس بالطوب فأعلم أنك شخص موهوب , لكن إياك أنيدب الغرور إلى نفسك و تسلك سلوك المتعاليين أو المتفاخرين , وتذكر قوله تعالى )فلا تزكوا انفسكم هوا أعلم بمن أتقى ( النجم ( 32)
. ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .
وفيدروب رحلتك , احط نفسك بالصالحين والإيجابيين واحرص عليهم فالرسول صل الله عليه وسلم يقول : ”الرجل على دين خليله , فلينظر احدكم من يخالل “
كلنا نريد النجاح في حياتنا , لن نناله إلا إذا أيقنا أن النجـــــاح رحـــــــلة وليـــــــست وجــــــــــهه .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
هل حفرتم بالصخر لتستحقوا حفنة ماء سائغة ؟
او هل حرثتم الرمل ونثرتم البذر لتهنؤوا بلذيذ الطعم ؟
النجاح لا يعرض عليك على طبق من ذهب أو فضة ,ولا يُهدى لك من صديق أو مجامل .
نجاحنا نحن من ننجِبه بعد طِوال الشهور, و صعب المخاض , وبعد طول العراك , ومن ثَم لا نكتفي بذلك بل نتولاه بالرعاية .
الغريب في الأمر أنك ستكتشف أن النجاح هو من أنجبك لا أنت من أنجبته فقط , فكلما كافحنا لصنع نجاحنا نجد أننا لم نصنع النجاح فقط بل صنعنا أنفسنا , وبنينا شخصيتنا بناء واثق قوي مستقل .
الطريق إلى النجاح تملأها المنعطفات و المنحدرات ,ومن هذه المنعطفات التي ستقابلك في طريق نجاحك سارقي النجاح , وهم أشخاص يسلبوك طاقتك ونشاطك وطموحك , ويهدوك سلبيتهم , الحياة بنظرهم صعبة المسلك شكواهم أنها لا تُسلك , صعاب الأمور- بنظرهم - لها أب او عم ميسور, ويسير الأمور لها خادم ٌ مأمور . فلماذا تحمل على عاتقك حِملٌ محمول , فأنت بنظرهم محب لتهويل الأمور , هم كُثر حولك ,لكن لكي تكمل طريق نجاحك وتجتاز هذا المنعطف أو المنحدر فعليك أن تنثر إيجابيتك على سارقي النجاح ,وإن أبو, فلا يضرك من ضل إذا اهتديت ,أكمل طريقك ولا تُطيل الوقوف عند هذا المنعطف .
في طريق النجاح ستقابلك أيامٌ غائمة و أخرى ماطرة , لكن تذكر , لن تنال المعالي بنوم الليالي ,فهناك قاعدة حسابية حياتية تؤكد وجود علاقة بين النجاح و التعب من أجله .
فالعلاقة بين النجاح والتعب علاقة طردية , فكلما كافحت و تعبت أكثر في تحقيق ما تتطلع إليه ,كلما نجحت وحققت ما تصبو إليه , بالله عليك اجعلها قاعدتك الحياتية من الان , ولتتأمل قوله تعالى بسورة الذاريات في وصف من استحق الجنة ) إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ` كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ( (17)
تؤكد هذه الآية على هذه القاعدة , وأن أهل الجنة لن ينالواهذه المكانة و المرتبة العالية إلا بعد شديد التعب .
كما استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من الكسل فعنأنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول : (اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ،وأعوذ بك من القسوة ، والغفلة ، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة ،وأعوذ بك من الفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة ،والرياء ، وأعوذ بك من الصمم ، والبكم ، والجنون ، والبرص ،والجذام ، وسيء الأسقام) .
قال ابن القيم رحمه الله :
"الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجزوالكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسلعدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلانلا يريدها" .
ووصف ابن القيم هذين الخلقين في " زاد المعاد " أنهما " مفتاح كل شر " .
إذاً نجاحك مرتبط بإعدادك لهذا النجاح , وتوقعك للمنعطفات والمنحدرات والتقلبات المناخية الحياتية , لكنك الأن قد أدركت قاعدتي التى تقول ( النجاح لا يؤتى بالارتياح )
ولكي تبدأ طريق نجاحك ,فاعلم أن النجاح رحــــــلة , رحلة نخوضها طالما أنفاسنا تحمل أرواحنا ,رحلة لا تنتهي, رحلة غايتها نجاح الدنيا و الأخرة , فما فائدة الدنيا إن كان في الأخرة خسران مبين.
ولكي تكمل طريق نجاحك - رغم المنعطفات والمنحدرات التي ستقابلك- عليك ان تتزود بزاد النجاح : اغرس مع كل خطوة تخطوها , غِراس التقوى , ليجعل الله لك من أمرك يسرا ,واجعل حبك لنفسك يتلاشى أمام حبك لغيرك , لتكون ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . وبعد كل طريق تسلكه لا تلتفت لما تتركه ,إلا لسد جحر قد جربته . وإذا رماك الناس بالطوب فأعلم أنك شخص موهوب , لكن إياك أنيدب الغرور إلى نفسك و تسلك سلوك المتعاليين أو المتفاخرين , وتذكر قوله تعالى )فلا تزكوا انفسكم هوا أعلم بمن أتقى ( النجم ( 32)
. ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .
وفيدروب رحلتك , احط نفسك بالصالحين والإيجابيين واحرص عليهم فالرسول صل الله عليه وسلم يقول : ”الرجل على دين خليله , فلينظر احدكم من يخالل “
كلنا نريد النجاح في حياتنا , لن نناله إلا إذا أيقنا أن النجـــــاح رحـــــــلة وليـــــــست وجــــــــــهه .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي