الشباب ومتاهة المرايا
صوت المدينة / مروان المزيني
عندما كنا نذهب في الإجازة للملاهي كانت هناك لعبة اسمها متاهة المرايا وهي عبارة عن مجموعة من المرايا بينها طريق له بداية ونهاية كما به زوايا مغلقة غير نافذة تجعل من يدخل بين تلك المرايا يقع في حيرة كيف يخرج وقد تشابهت عليه المخارج بسبب كثرة المرايا فتراه يدور في حلقة مفرغة حول نفسه في نفس المكان .
لماذا أذكركم بتلك اللعبة القديمة والتي اختفت الآن لا نكاد نراها إلا في نادر الأماكن ترفيهية ؟ !
في تجمعات الشباب في أي مكان لابد وأن يدور بينهم نقاش أو حوار أو جدال وهناك فروق بين تلك الثلاث يمكن للقارئ أن يبحث عنها لأني هنا أطرح القضية الأهم وهي علاقة ذلك بمتاهة المرايا.
ما يدور بين الشباب هو خليط بين الحوار والنقاش والجدال وما يهمنا هو النتيجة من كل ذلك عند انتهائه . فهل يخرج الشباب وقد وصلوا إلى رأي موحد واعتراف بالحقيقة والتخلي عن الخطأ أم أنهم يدورون في دوائر حوارية تتيه فيها الحقيقة واحترام الآخر والاعتراف بالخطأ بل وقد يصل بهم الأمر إلى التخاصم وترك المكان والقطيعة وربما يزداد الأمر سوءً إذا وصل إلى محاولة الانتقام .
عندما أحضرُ في تجمع شبابي أجد أغلب الحوارات تبدأ حول طرفين إما في الرياضة أو السياسة أو ميادين المجتمع كالدوائر الخدمية أو الشركات وغيرها .
والعجيب أن كل طرف من أطراف الحوار يتمسك برأيه ولا يريد أن يستمع لرأي الطرف الآخر وفي حين بدأ يكتشف أن رأيه غير صحيح يخرج بالحوار إلى نقاش في جوانب أخرى تشوش الحوار الأول ثم يصل الأمر إلى الجدال وتتداخل الأطراف الحوارية المتواجدة كل برأيه حول القضية المطروحة .
والمضحك في الأمر أنه في نهاية المطاف يعرف كل شخص أن حواره ذلك كله لا يعلم به أهل القضية أصلاً مثل الفرق الرياضية وكذلك في الحوارات السياسية فما هم إلا شباب يجتمعون ليس لهم دراية ولا خبرة ولا يزاولون أي مهنة لها علاقة بذلك وكل حواراتهم مبنية على ما يقتاتونه من وسائل الإعلام بل ويصل بهم الأمر إلى التنبؤ بفوز فريق على فريق وغلبة ذلك على أولئك وفي نهاية السهرة يعود كل واحد منهم بخُفيّ حُنَين . ومن هو حٌنَين ؟!
عبثاً تحاول أن تطرح حواراً إيجابياً فما أن تبدأ حتى تظهر على الشباب علامات الملل والبحث عن طرق لتركك وحدك مع من أجبره الحياء على البقاء يستمع إليك مجاملة وفي داخل نفسه يقول عنك : " ليته يسكت " .
كنا نعرف من آبائنا أن من أهم أساليب التربية وتنمية الذات أن يحرص الأبُ على حضور ابنه مجالسَ الرجال كي يتعلم منهم أساليب الحوار والأخلاق الفاضلة وكيفية التعامل مع الناس كل حسب مكانته وسِنه وقدره عند الناس كما يتعلم العادات والتقاليد والسلوك والآداب والقيم التي هي من أساسات العلاقات الإنسانية الاجتماعية التي تؤثر في حياته العائلية والعملية والمجتمعية . ولكن لو نظرنا وسألنا الآباء الآن فبعضهم يخشى حضور أبنائهم بعض المجالس التي يكثر فيها ما لا يليق وربما بعض الآباء أنفسهم تختلف صورتهم أمام أبنائهم عن صورتهم هناك .
نُتْفَةٌ شِعْرِيَّةٌ
انفض لحافك لا تركن إلى الكسل
واسعد بيومك في إشراقة الأمل
واركض برجلك ذا للوهن مغتسل
وافرد جناحك للإبداع والعمل
واسلك طريقك في عزم وفي ثقة
واختر صديقك ممن حاز بالمُثل
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
عندما كنا نذهب في الإجازة للملاهي كانت هناك لعبة اسمها متاهة المرايا وهي عبارة عن مجموعة من المرايا بينها طريق له بداية ونهاية كما به زوايا مغلقة غير نافذة تجعل من يدخل بين تلك المرايا يقع في حيرة كيف يخرج وقد تشابهت عليه المخارج بسبب كثرة المرايا فتراه يدور في حلقة مفرغة حول نفسه في نفس المكان .
لماذا أذكركم بتلك اللعبة القديمة والتي اختفت الآن لا نكاد نراها إلا في نادر الأماكن ترفيهية ؟ !
في تجمعات الشباب في أي مكان لابد وأن يدور بينهم نقاش أو حوار أو جدال وهناك فروق بين تلك الثلاث يمكن للقارئ أن يبحث عنها لأني هنا أطرح القضية الأهم وهي علاقة ذلك بمتاهة المرايا.
ما يدور بين الشباب هو خليط بين الحوار والنقاش والجدال وما يهمنا هو النتيجة من كل ذلك عند انتهائه . فهل يخرج الشباب وقد وصلوا إلى رأي موحد واعتراف بالحقيقة والتخلي عن الخطأ أم أنهم يدورون في دوائر حوارية تتيه فيها الحقيقة واحترام الآخر والاعتراف بالخطأ بل وقد يصل بهم الأمر إلى التخاصم وترك المكان والقطيعة وربما يزداد الأمر سوءً إذا وصل إلى محاولة الانتقام .
عندما أحضرُ في تجمع شبابي أجد أغلب الحوارات تبدأ حول طرفين إما في الرياضة أو السياسة أو ميادين المجتمع كالدوائر الخدمية أو الشركات وغيرها .
والعجيب أن كل طرف من أطراف الحوار يتمسك برأيه ولا يريد أن يستمع لرأي الطرف الآخر وفي حين بدأ يكتشف أن رأيه غير صحيح يخرج بالحوار إلى نقاش في جوانب أخرى تشوش الحوار الأول ثم يصل الأمر إلى الجدال وتتداخل الأطراف الحوارية المتواجدة كل برأيه حول القضية المطروحة .
والمضحك في الأمر أنه في نهاية المطاف يعرف كل شخص أن حواره ذلك كله لا يعلم به أهل القضية أصلاً مثل الفرق الرياضية وكذلك في الحوارات السياسية فما هم إلا شباب يجتمعون ليس لهم دراية ولا خبرة ولا يزاولون أي مهنة لها علاقة بذلك وكل حواراتهم مبنية على ما يقتاتونه من وسائل الإعلام بل ويصل بهم الأمر إلى التنبؤ بفوز فريق على فريق وغلبة ذلك على أولئك وفي نهاية السهرة يعود كل واحد منهم بخُفيّ حُنَين . ومن هو حٌنَين ؟!
عبثاً تحاول أن تطرح حواراً إيجابياً فما أن تبدأ حتى تظهر على الشباب علامات الملل والبحث عن طرق لتركك وحدك مع من أجبره الحياء على البقاء يستمع إليك مجاملة وفي داخل نفسه يقول عنك : " ليته يسكت " .
كنا نعرف من آبائنا أن من أهم أساليب التربية وتنمية الذات أن يحرص الأبُ على حضور ابنه مجالسَ الرجال كي يتعلم منهم أساليب الحوار والأخلاق الفاضلة وكيفية التعامل مع الناس كل حسب مكانته وسِنه وقدره عند الناس كما يتعلم العادات والتقاليد والسلوك والآداب والقيم التي هي من أساسات العلاقات الإنسانية الاجتماعية التي تؤثر في حياته العائلية والعملية والمجتمعية . ولكن لو نظرنا وسألنا الآباء الآن فبعضهم يخشى حضور أبنائهم بعض المجالس التي يكثر فيها ما لا يليق وربما بعض الآباء أنفسهم تختلف صورتهم أمام أبنائهم عن صورتهم هناك .
نُتْفَةٌ شِعْرِيَّةٌ
انفض لحافك لا تركن إلى الكسل
واسعد بيومك في إشراقة الأمل
واركض برجلك ذا للوهن مغتسل
وافرد جناحك للإبداع والعمل
واسلك طريقك في عزم وفي ثقة
واختر صديقك ممن حاز بالمُثل
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي