سيلفـي
صوت المدينـة / مروان المزينـي
ممكن ناخذ سيلفي ؟
عندما ظهر روان أتكينسون في ( مستر بين Mr. Bean) وهو مسلسل تلفزيوني بريطاني كوميدي من تأليفه وبطولته في الدور الرئيسي وكان اعتماده على كوميديا الحركة والموقف والتي يندر أن يتكلم فيها وهذه من أصعب أنواع الكوميديا ، كان من أساليبه المضحكة والتي يَضحك عليها المشاهدُباعتبارها من الحركات الغبية هي حركة الـ ( سيلفي ) التي كان يلتقطها لنفسه .
لم يكنْ أحدٌ يجرُأ في ذلك الوقت أن يأخذ صورة لنفسه لكي لا يُصبح أضحوكة عند الناس ولكن في زماننا هذا تبدل الحال كما هو في أمورٍ كثيرة مثل قصات الشعر والملابس وأساليب الحديث التي تأثرتْ تأثراً بالغاً بزوابع الإعلام والمشاهير الذين تخدمهم القنوات اللا تربوية ذات المطامع المادية البحتة .
الـ ( سيلفي ) رؤية جديدة لها إيجابياتها وسلبياتها .
وحالنا نحن مع كل جديد أن نبدأ بالسلبيات حتى نكاد ننسى الإيجابيات فتصبح أغلب الأشياء الجديدة في حياتنا سلبية لا إيجابية والشواهد على ذلك كثيرة ومعلومة لا حاجة لذكرها .
(سيلفي) كلمة إنجليزية مُعرَّبة وهي مأخوذة من كلمة ( (selfوالتي تعني (نَفْس) وهي أن يلتقط الشخص لنفسه صورة تظهر وجهه في مكان معين بتعبير معين وقد يظهر معه في الصورة أشخاص يشاركونه تلك اللحظة .
الــ ( سيلفي ) في حد ذاته كظاهرة لا مشكلة فيها ولكن المشكلة ما ذهب إليه الغالب في التقاط (سيلفي) كل لحظة وكل موقف وكل مكان حتى أصبح يلتقط ذلك لبيته وأولاده وأصحابه ومكان عمله ومع من يعرفهم ومن لا يعرفهم بل وتجاوزتْ إلى التقاط (سيلفي) بجانب الكوارث والحوادث في انعدام للمشاعر والأحاسيس ومراعاة الآخرين .
لم يعد للإنسان أسرار يحافظ عليها فكل أوقاته وحالاته وزوايا بيته وحياة أبنائه وعلاقاته بكل من حوله مكشوفة مفضوحة .
أغلب الناس يحتفظون بصور تحفظ لهم ذاكرة الطفولة والمناسبات النادرة والمميزة ويستمتعون بمشاهدتها بين الحين والآخر . أما بالنسبة لما ظهر من التقاط الـ ( سيلفي ) فلا يبدوا أن هناك من يحتفظ بكل تلك اللقطات إلا في مواقع التواصل وعلى ذاكرة الجهاز ومتى ما تعطل الجهاز أو فقدت تلك المواقع خوازن الذاكرة سيتلاشى كل (سيلفي ) وستختفي كل الذكريات .
من الجميل أن يحتفظ الشخص لنفسه بلحظة نادرة ولكن أن تصبح كل حياته ذكريات فهذه تفقد تلك اللحظات متعتها ورونقها .
كل ما نحتاجه هو وقفة نعيد فيها الموازين لأماكنها الطبيعية من أجل الحفاظ على هويتنا أمام الأجيال القادمة التي بالتأكيد يهمها أن تعرف قيمة جيلنا الاجتماعية والثقافية والمدنية لكي تفخر بنا وبتاريخنا الذي نسطره بأعمالنا وتراثنا الذي نتركه لهم ليُظهر صورتنا الحقيقية .
واسمحوا لي بإيراد قصيدة كتبتها عن أولئك الذين أصابهم مرض الـ (سيلفي ) ..
قِفْ وَالتَقِطْ (سِلْفِيْ) فَأَنْفُكَ شَامَةٌ
مِنْ حَقِّهِ الإِظْهَارُ وَالإِبْرَازُ
هَيَّا التَقِطْ لَهُ صُورَةً مَوْزُونَةً
يَزْهُو بِهَا وَيُحِيْطُهُ البِرْوَازُ
فِيْ كُلِّ حَالٍ كُلِّ زَاوِيَةٍ هُنَا
فِيْ كُلِّ وَقْتٍ حَثَّهُ الإِيْعَازُ
وَإِذَا اجْتَمَعْتَ بِصُحْبَةٍ فَأُنُوْفُهُمْ
سَيَضُمُّهَا (سِلْفِيْ) لَهُ الإِعْزَازُ
يَاْ عَاشِقَ (السِّلْفِيْ) فَقَدْتَ بِغَفْلَةٍ
قُدْسِيَّةً قَدْ لَفَّهَاْ الإِعْوَازُ
فَغَدَتْ حَيَاْتُكَ عَوْرَةً مَكْشُوْفَةً
وَلَهَا بِكُلِّ تَوَاْصُلٍ مِرْكَازُ
مَاْ عَاْدَ لِلْإِنْسَاْنِ أَسْتاْرٌ بِهَاْ
يُبْدِيْ الْحَيَاْءَ وَبِالْهُدَىْ يَنْحَازُ
مَاْ عَاْدَ يُظْهِرُ رِفْعَةً وَمَهَاْبَةً
تَسْمُوْ وَيُعْلِيْ شَأْنَهُ الإِعْجَازُ
فَاْرْفِقْ بِنَفْسِكَ وَاحْتَرِمْ أَسْرَاْرَهَاْ
فَالْسِّتْرُ لِلْمُتَعَفِّفِيْنَ طِرَازُ
هَيَّاْ انْبُذِ (السِّلْفِيْ) وَعُدْ لِكَرَاْمَةٍ
فالحُرُّ يَرْفَعُ ذِكْرَهُ الْإِنْجَازُ
***
ممكن ناخذ سيلفي ؟
عندما ظهر روان أتكينسون في ( مستر بين Mr. Bean) وهو مسلسل تلفزيوني بريطاني كوميدي من تأليفه وبطولته في الدور الرئيسي وكان اعتماده على كوميديا الحركة والموقف والتي يندر أن يتكلم فيها وهذه من أصعب أنواع الكوميديا ، كان من أساليبه المضحكة والتي يَضحك عليها المشاهدُباعتبارها من الحركات الغبية هي حركة الـ ( سيلفي ) التي كان يلتقطها لنفسه .
لم يكنْ أحدٌ يجرُأ في ذلك الوقت أن يأخذ صورة لنفسه لكي لا يُصبح أضحوكة عند الناس ولكن في زماننا هذا تبدل الحال كما هو في أمورٍ كثيرة مثل قصات الشعر والملابس وأساليب الحديث التي تأثرتْ تأثراً بالغاً بزوابع الإعلام والمشاهير الذين تخدمهم القنوات اللا تربوية ذات المطامع المادية البحتة .
الـ ( سيلفي ) رؤية جديدة لها إيجابياتها وسلبياتها .
وحالنا نحن مع كل جديد أن نبدأ بالسلبيات حتى نكاد ننسى الإيجابيات فتصبح أغلب الأشياء الجديدة في حياتنا سلبية لا إيجابية والشواهد على ذلك كثيرة ومعلومة لا حاجة لذكرها .
(سيلفي) كلمة إنجليزية مُعرَّبة وهي مأخوذة من كلمة ( (selfوالتي تعني (نَفْس) وهي أن يلتقط الشخص لنفسه صورة تظهر وجهه في مكان معين بتعبير معين وقد يظهر معه في الصورة أشخاص يشاركونه تلك اللحظة .
الــ ( سيلفي ) في حد ذاته كظاهرة لا مشكلة فيها ولكن المشكلة ما ذهب إليه الغالب في التقاط (سيلفي) كل لحظة وكل موقف وكل مكان حتى أصبح يلتقط ذلك لبيته وأولاده وأصحابه ومكان عمله ومع من يعرفهم ومن لا يعرفهم بل وتجاوزتْ إلى التقاط (سيلفي) بجانب الكوارث والحوادث في انعدام للمشاعر والأحاسيس ومراعاة الآخرين .
لم يعد للإنسان أسرار يحافظ عليها فكل أوقاته وحالاته وزوايا بيته وحياة أبنائه وعلاقاته بكل من حوله مكشوفة مفضوحة .
أغلب الناس يحتفظون بصور تحفظ لهم ذاكرة الطفولة والمناسبات النادرة والمميزة ويستمتعون بمشاهدتها بين الحين والآخر . أما بالنسبة لما ظهر من التقاط الـ ( سيلفي ) فلا يبدوا أن هناك من يحتفظ بكل تلك اللقطات إلا في مواقع التواصل وعلى ذاكرة الجهاز ومتى ما تعطل الجهاز أو فقدت تلك المواقع خوازن الذاكرة سيتلاشى كل (سيلفي ) وستختفي كل الذكريات .
من الجميل أن يحتفظ الشخص لنفسه بلحظة نادرة ولكن أن تصبح كل حياته ذكريات فهذه تفقد تلك اللحظات متعتها ورونقها .
كل ما نحتاجه هو وقفة نعيد فيها الموازين لأماكنها الطبيعية من أجل الحفاظ على هويتنا أمام الأجيال القادمة التي بالتأكيد يهمها أن تعرف قيمة جيلنا الاجتماعية والثقافية والمدنية لكي تفخر بنا وبتاريخنا الذي نسطره بأعمالنا وتراثنا الذي نتركه لهم ليُظهر صورتنا الحقيقية .
واسمحوا لي بإيراد قصيدة كتبتها عن أولئك الذين أصابهم مرض الـ (سيلفي ) ..
قِفْ وَالتَقِطْ (سِلْفِيْ) فَأَنْفُكَ شَامَةٌ
مِنْ حَقِّهِ الإِظْهَارُ وَالإِبْرَازُ
هَيَّا التَقِطْ لَهُ صُورَةً مَوْزُونَةً
يَزْهُو بِهَا وَيُحِيْطُهُ البِرْوَازُ
فِيْ كُلِّ حَالٍ كُلِّ زَاوِيَةٍ هُنَا
فِيْ كُلِّ وَقْتٍ حَثَّهُ الإِيْعَازُ
وَإِذَا اجْتَمَعْتَ بِصُحْبَةٍ فَأُنُوْفُهُمْ
سَيَضُمُّهَا (سِلْفِيْ) لَهُ الإِعْزَازُ
يَاْ عَاشِقَ (السِّلْفِيْ) فَقَدْتَ بِغَفْلَةٍ
قُدْسِيَّةً قَدْ لَفَّهَاْ الإِعْوَازُ
فَغَدَتْ حَيَاْتُكَ عَوْرَةً مَكْشُوْفَةً
وَلَهَا بِكُلِّ تَوَاْصُلٍ مِرْكَازُ
مَاْ عَاْدَ لِلْإِنْسَاْنِ أَسْتاْرٌ بِهَاْ
يُبْدِيْ الْحَيَاْءَ وَبِالْهُدَىْ يَنْحَازُ
مَاْ عَاْدَ يُظْهِرُ رِفْعَةً وَمَهَاْبَةً
تَسْمُوْ وَيُعْلِيْ شَأْنَهُ الإِعْجَازُ
فَاْرْفِقْ بِنَفْسِكَ وَاحْتَرِمْ أَسْرَاْرَهَاْ
فَالْسِّتْرُ لِلْمُتَعَفِّفِيْنَ طِرَازُ
هَيَّاْ انْبُذِ (السِّلْفِيْ) وَعُدْ لِكَرَاْمَةٍ
فالحُرُّ يَرْفَعُ ذِكْرَهُ الْإِنْجَازُ
***