لكل فعل ردة
هي الأفعال ونحن ردودها
هي الدنيا تُلّحِن لنا حدودها ...
لا شيء فينا ثابتٌ سوى التغيُّر...
نحن كأوراق الخريف، لا تسقط لأن الشجر ملّها، بل لأنها استجابت لنداء الريح. نحن أشبهُ بمرايا تتبدّل صورها كلما مرّ من أمامها وجهُ الحياة.
نحن لا نحيا بذات الشعور، ولا نحمل ذات الملامح في كل حين، فالمواقف تنحتنا، والأيام تصقلنا، واللحظات ترسم ملامح أرواحنا بخطوطٍ من فرحٍ حينًا، ومن ألمٍ أحيانًا أخرى.
في كل موقفٍ نحن غيرنا، وفي كل صدمةٍ يولد فينا شخصٌ جديد، تتقشر منّا قشرةٌ قديمة، وتنمو تحتها طبقةٌ أخرى لا تشبهها.
نحزن فنلين… نفرح فنتسع… نُخذل فنتحفظ… نُحتَضَن فنعطي…
نحن لا نقرّر ذلك، نحن نستجيب.
لسنا صنّاع الإعصار… بل ريشةٌ فيه.
كل ضحكةٍ فينا خُلقت من رحمِ دهشة، وكل دمعةٍ سُكبت كانت بوصلةً إلى وعيٍ جديد.
نحن نُوجَد من العدم بعد كل غياب، ونُرمَّم من الحطام بعد كل انكسار.
كم من مرةٍ قلنا: "لن نتغيّر"، فغيّرنا الجرح؟
وكم من مرةٍ وعدنا: "سنبقى كما نحن"، فخذلنا الوقت؟
إننا لا نخون أنفسنا، بل نتشكل من جديد على قدر ما نشهده ونعيشه.
نحن صورةٌ متحركة لا تلتقطها عدسة، ولا تقرأها سيرة.
نحن لحظة… تليها لحظة… وكل لحظةٍ تلد فينا شخصًا آخر.
نحن لا نُعاد كما كنّا… لأننا ببساطة لم نكن ثابتين يومًا.
نحن نتغيّر… لا لأننا خائنون لماضينا، بل لأننا أوفياء لحاضرنا.
فلا تعاتب من تغيّر، فربما غيّرته التجارب، ولا تلُم من تبدّل، فربما أعادته الحياة على هيئة درسٍ لم يفهمه إلا متأخرًا.
وفي النهاية...
نحن لسنا إلا ردةَ فعلٍ صامتةٍ لعاصفةٍ مرّت، أو نسمةٍ همست، وفي كل ردة فعل… تُكتبُ فينا حكاية جديدة ، ويُمحى بها سطر بعد أن امتلأ ولم نعد نريده ، ولا يتحمل أن نزيده..
فإذا تغيّرتِ الوجوهُ فلا تلمْ
قلبًا على وجعِ الليالي شاهدا
فالناسُ ليست نسخًا في أصلها
لكنّها تخفي انكسارا باردا
هي الدنيا تُلّحِن لنا حدودها ...
لا شيء فينا ثابتٌ سوى التغيُّر...
نحن كأوراق الخريف، لا تسقط لأن الشجر ملّها، بل لأنها استجابت لنداء الريح. نحن أشبهُ بمرايا تتبدّل صورها كلما مرّ من أمامها وجهُ الحياة.
نحن لا نحيا بذات الشعور، ولا نحمل ذات الملامح في كل حين، فالمواقف تنحتنا، والأيام تصقلنا، واللحظات ترسم ملامح أرواحنا بخطوطٍ من فرحٍ حينًا، ومن ألمٍ أحيانًا أخرى.
في كل موقفٍ نحن غيرنا، وفي كل صدمةٍ يولد فينا شخصٌ جديد، تتقشر منّا قشرةٌ قديمة، وتنمو تحتها طبقةٌ أخرى لا تشبهها.
نحزن فنلين… نفرح فنتسع… نُخذل فنتحفظ… نُحتَضَن فنعطي…
نحن لا نقرّر ذلك، نحن نستجيب.
لسنا صنّاع الإعصار… بل ريشةٌ فيه.
كل ضحكةٍ فينا خُلقت من رحمِ دهشة، وكل دمعةٍ سُكبت كانت بوصلةً إلى وعيٍ جديد.
نحن نُوجَد من العدم بعد كل غياب، ونُرمَّم من الحطام بعد كل انكسار.
كم من مرةٍ قلنا: "لن نتغيّر"، فغيّرنا الجرح؟
وكم من مرةٍ وعدنا: "سنبقى كما نحن"، فخذلنا الوقت؟
إننا لا نخون أنفسنا، بل نتشكل من جديد على قدر ما نشهده ونعيشه.
نحن صورةٌ متحركة لا تلتقطها عدسة، ولا تقرأها سيرة.
نحن لحظة… تليها لحظة… وكل لحظةٍ تلد فينا شخصًا آخر.
نحن لا نُعاد كما كنّا… لأننا ببساطة لم نكن ثابتين يومًا.
نحن نتغيّر… لا لأننا خائنون لماضينا، بل لأننا أوفياء لحاضرنا.
فلا تعاتب من تغيّر، فربما غيّرته التجارب، ولا تلُم من تبدّل، فربما أعادته الحياة على هيئة درسٍ لم يفهمه إلا متأخرًا.
وفي النهاية...
نحن لسنا إلا ردةَ فعلٍ صامتةٍ لعاصفةٍ مرّت، أو نسمةٍ همست، وفي كل ردة فعل… تُكتبُ فينا حكاية جديدة ، ويُمحى بها سطر بعد أن امتلأ ولم نعد نريده ، ولا يتحمل أن نزيده..
فإذا تغيّرتِ الوجوهُ فلا تلمْ
قلبًا على وجعِ الليالي شاهدا
فالناسُ ليست نسخًا في أصلها
لكنّها تخفي انكسارا باردا