• ×
الجمعة 4 يوليو 2025

للرفاق ، رق الكلام وراق

بواسطة إيمان الحماد 01-16-2025 07:41 صباحاً 102 زيارات
تختلف الشخصيات بين جاهل و عالم ، ومهاجم ومسالم ، ومتهور وحاجم ، ومتشائم وحالم ، ومظلوم و ظالم ...
وتتفاوت ردات الأفعال في كل موقف حسب طباعهم ، وتتلون وفق أدائهم ، فتكبر وتصغر تبعاً لمزاجهم ، وتتطور بناءً على سماعهم ، فيصبح بها صراعهم ، ويغسل بها شراعهم ، وقد يمتد بها ذراعهم ، ويحتد خطابهم ، ويعظم مصابهم ، حتى يشيخ شبابهم ، ويستمر عتابهم ، حتى يجيز غيابهم ...

وأحيانا لا يكون الأمر لذاك مستحقا ، وقد يتجاوز فيه المرء حقا ، ويزيد بين الأصحاب شقا ، ويُحدِثُ بين الأحباب فرقا ، ونسمع ناموس الفراق دقا ، وربما الابن لابيه عقا ، ودمع الأحداق من الأم رقا ، فما عدنا نتوقع خيرا فنلقى ، وكل ساقٍ بما جاد يُسقى ...

هو الشر قد سيطر على أفكارهم ، والحقد تمكن من أفعالهم ، والسوء بادٍ على أقوالهم ...
فلم نعد نعرف المخطئ من المصيب ...
فقد أتقنوا أدوارهم ..
ولا نقوى على الحكم خشية ألا نصيب ، ونتيه وفق مسارهم ...
ولا نجد من يسمع أو يستجيب ، فعجزنا عن سماع أقوالهم ، أو تبرير فعالهم ...

فالأصوات تتعالى بصخب ، والشتائم تتوالى بعجب ، والعلاقات تتهاوى في وصب ، فقد أحاط بها النصب ، واستثار بها الغضب ، حتى توارت في تعب ، تبت كأيدي أبي لهب ، فالنور في العين انحجب ، والعقل في سريرتهم كذب ، والصبر من بين أيديهم هرب ، والحب من قلوبهم انسحب ، بعد التضرر والعطب ، صار الخطاب بلا أدب ، والعتاب كما اللهب ، والعناد بلا سبب ، نور البصيرة قد غرب ، ما عاد منها يقترب ...

ونحن وإن كنا نرى التصادم بين الأصحاب واردا ، إلا أنه إن زاد يجعل الاحترام باردا ، وولوئام طاردا ، والذهن عن الاستماع شاردا ، فكلٌ لعضلاته فاردا ، ولا نعرف إن كان مقودا أو قائدا ، واختلط العفوي بمن كان قاصدا ، حتى المسالم صار معهم ماردا ..

فإلى متى هذا التمادي يا صحاب ، فلم يعد أمر يُطاق ..
واسألوا من جربوه ، عن النهاية في المساق ..
واقطعوا هذا الصيام ، لا تزيدوا في الخناق ...
أرجعوا عهد الوئام ، لا تمادوا في الفراق ...
وليُسيل الحبر حبا ، رق الكلام به و راق ...
ماحيا آثار هجر ، مانحا للشوق صدرا في العناق ...
فاستباح القلب ضوءا ، ظله ملأ الرواق ...
ذاك طعم الحب فينا ، ذاك صدق ، ذاك باق ..
فاحفظوه اليوم عني :
من يعش عمرا معك ، عند شكوى يسمعك ،
من سقوط يرفعك ، من هموم يخلعك ، عند جوع أشبعك ، حبه في أضلعك ، دنيا تجيء مبعثرة ، وهو آت يجمعك ..
إن تجده ، فذاك صاحب ...
ألف أهلا ، يا مراحب ...
إن حضر ، فالقلب قالب ...
والبقاء لمثله ، في الحكم غالب ..
لأجله ، واجه الدنيا وحارب ...
لا لمغلوب و غالب ...
اترك اللوم بجانب ..
وابتعد عنه وجانب ...
سدد الأمر و قارب ...
واحفظ الود وراقب ..
كي تعيش وأنت كاسب ..
صحبنا أغلى المكاسب ...

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر