• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

الوطن ..أمنه أمانة

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 06-06-2015 11:36 صباحاً 1255 زيارات
صوت المدينـة / مريم الحارثــي

تعلمنا صغارا حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا)- صحيح مسلم ، شرحه لنا معلمون و معلمات، ودارت بنا الأيام دورتها ، و باعدت بيننا و بين مقاعد المدارس أعوام ، وولجنا في بحر الحياة و بات علينا ركوب الأمواج و التأقلم مع البحر في هدوئه و عواصفه، و بات واجباً علينا أن نترجم حصيلة ما تعلمناه على أرض الواقع .

أحيانا يكون التطبيق سهلا ميسرا ، فأبواب الخير مفتوحة و النفوس تحب الخير و تبادر لنشره ما استطاعت ، إلا أن الدنيا ناموسها الدوران و تقلب الأحوال وما كان بالأمس تخيل بعيد عن التصديق و كلام يقرأ في الأخبار أو بين دفتي كتاب قد يصبح اليوم واقعا .

وكما لا يخفى على اللبيب فإن الوضع في عالمنا العربي بات مقلقا و من كان بالأمس يتهرب من متابعة الأخبار و يفر منها كما يفر المرء من الأسد الجائع ، فإنه بات اليوم يعيش في قلب الحدث و أضحى من المحتم عليه أن يلتفت إلى ما بات يمس وطنه و أهله.

و من أولى أوليات أبناء الوطن الواحد أن يضعوا مصلحة الوطن و أمنه و أمن كل بنيه في قائمة أولى أولوياتهم ، و أن تنحى الاختلافات جانبا ، ومما يندى له الجبين أن نرى طائفة تنتمى لهذا الوطن غلبت عليها نفسها الضعيفة فانبرت لتأجيج نار الفرقة و الاختلاف و بدلا من تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد ، باتت رسائل التفرقة و التمييز تصلنا حيث كل فريق يوسم أخاه بوسم من نار هدفه توسيع رقعة الخلاف .

وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل بات من كل فريق مجموعة أعطوا لأنفسهم الحق في إطلاق الأحكام على الآخرين ، و باتت موجة جديدة من التخوين تنخر وحدة المجتمع و تذكي نار الفتنة . الفرقة بين أبناء الوطن الواحد كثيرا ما تكون خلفها أيادٍ تهدف إلى تقويض اللحمة الوطنية و إضعاف الدولة و إنهاكها.

ولو حاول كل واحد منا أن يتجرد قليلا من أهوائه الشخصية و ميوله الفكرية و لينظر إلى الواقع بنظرة موضوعية شمولية بعين شخص خارجي لا ينتمى إلينا outsider ، ما الذي سيراه ؟

سيرى عجب عجاب ، أمة أكرمها الله بنعمة الأمن و الأمان ، و على مر القرون كانت دوما محضنا للإسلام و أهله ، بات اليوم بنوها يتناحرون و يذكون نار الفرقة والاختلاف ! هل هذه هي الصورة التي نريد أن نعكسها لهويتنا و لوطننا ؟ لماذا نسمح بتأجيج الاختلاف بين السنة و الشيعة و نسمح للتاريخ بأن يقارن بين اختلافنا و بين اختلاف البروتستانت و الكاثوليك ؟

لست مضطلعة بعلوم الدين أو الفلسفة ، كما أني لا أميل للسياسة و أهوائها ، و لكني أؤمن بحقي في التفكير فيما يدور حولي بمنطقية و عقلانية ، أتمنى أن نأخذ من التاريخ عبر و لا نمر عليه مرور الكرام .
(فاعتبروا يا أولي الأبصار)-سورة الحشر

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر