الوطن ..أمنه أمانة
صوت المدينـة / مريم الحارثــي
تعلمنا صغارا حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا)- صحيح مسلم ، شرحه لنا معلمون و معلمات، ودارت بنا الأيام دورتها ، و باعدت بيننا و بين مقاعد المدارس أعوام ، وولجنا في بحر الحياة و بات علينا ركوب الأمواج و التأقلم مع البحر في هدوئه و عواصفه، و بات واجباً علينا أن نترجم حصيلة ما تعلمناه على أرض الواقع .
أحيانا يكون التطبيق سهلا ميسرا ، فأبواب الخير مفتوحة و النفوس تحب الخير و تبادر لنشره ما استطاعت ، إلا أن الدنيا ناموسها الدوران و تقلب الأحوال وما كان بالأمس تخيل بعيد عن التصديق و كلام يقرأ في الأخبار أو بين دفتي كتاب قد يصبح اليوم واقعا .
وكما لا يخفى على اللبيب فإن الوضع في عالمنا العربي بات مقلقا و من كان بالأمس يتهرب من متابعة الأخبار و يفر منها كما يفر المرء من الأسد الجائع ، فإنه بات اليوم يعيش في قلب الحدث و أضحى من المحتم عليه أن يلتفت إلى ما بات يمس وطنه و أهله.
و من أولى أوليات أبناء الوطن الواحد أن يضعوا مصلحة الوطن و أمنه و أمن كل بنيه في قائمة أولى أولوياتهم ، و أن تنحى الاختلافات جانبا ، ومما يندى له الجبين أن نرى طائفة تنتمى لهذا الوطن غلبت عليها نفسها الضعيفة فانبرت لتأجيج نار الفرقة و الاختلاف و بدلا من تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد ، باتت رسائل التفرقة و التمييز تصلنا حيث كل فريق يوسم أخاه بوسم من نار هدفه توسيع رقعة الخلاف .
وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل بات من كل فريق مجموعة أعطوا لأنفسهم الحق في إطلاق الأحكام على الآخرين ، و باتت موجة جديدة من التخوين تنخر وحدة المجتمع و تذكي نار الفتنة . الفرقة بين أبناء الوطن الواحد كثيرا ما تكون خلفها أيادٍ تهدف إلى تقويض اللحمة الوطنية و إضعاف الدولة و إنهاكها.
ولو حاول كل واحد منا أن يتجرد قليلا من أهوائه الشخصية و ميوله الفكرية و لينظر إلى الواقع بنظرة موضوعية شمولية بعين شخص خارجي لا ينتمى إلينا outsider ، ما الذي سيراه ؟
سيرى عجب عجاب ، أمة أكرمها الله بنعمة الأمن و الأمان ، و على مر القرون كانت دوما محضنا للإسلام و أهله ، بات اليوم بنوها يتناحرون و يذكون نار الفرقة والاختلاف ! هل هذه هي الصورة التي نريد أن نعكسها لهويتنا و لوطننا ؟ لماذا نسمح بتأجيج الاختلاف بين السنة و الشيعة و نسمح للتاريخ بأن يقارن بين اختلافنا و بين اختلاف البروتستانت و الكاثوليك ؟
لست مضطلعة بعلوم الدين أو الفلسفة ، كما أني لا أميل للسياسة و أهوائها ، و لكني أؤمن بحقي في التفكير فيما يدور حولي بمنطقية و عقلانية ، أتمنى أن نأخذ من التاريخ عبر و لا نمر عليه مرور الكرام .
(فاعتبروا يا أولي الأبصار)-سورة الحشر
تعلمنا صغارا حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا)- صحيح مسلم ، شرحه لنا معلمون و معلمات، ودارت بنا الأيام دورتها ، و باعدت بيننا و بين مقاعد المدارس أعوام ، وولجنا في بحر الحياة و بات علينا ركوب الأمواج و التأقلم مع البحر في هدوئه و عواصفه، و بات واجباً علينا أن نترجم حصيلة ما تعلمناه على أرض الواقع .
أحيانا يكون التطبيق سهلا ميسرا ، فأبواب الخير مفتوحة و النفوس تحب الخير و تبادر لنشره ما استطاعت ، إلا أن الدنيا ناموسها الدوران و تقلب الأحوال وما كان بالأمس تخيل بعيد عن التصديق و كلام يقرأ في الأخبار أو بين دفتي كتاب قد يصبح اليوم واقعا .
وكما لا يخفى على اللبيب فإن الوضع في عالمنا العربي بات مقلقا و من كان بالأمس يتهرب من متابعة الأخبار و يفر منها كما يفر المرء من الأسد الجائع ، فإنه بات اليوم يعيش في قلب الحدث و أضحى من المحتم عليه أن يلتفت إلى ما بات يمس وطنه و أهله.
و من أولى أوليات أبناء الوطن الواحد أن يضعوا مصلحة الوطن و أمنه و أمن كل بنيه في قائمة أولى أولوياتهم ، و أن تنحى الاختلافات جانبا ، ومما يندى له الجبين أن نرى طائفة تنتمى لهذا الوطن غلبت عليها نفسها الضعيفة فانبرت لتأجيج نار الفرقة و الاختلاف و بدلا من تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد ، باتت رسائل التفرقة و التمييز تصلنا حيث كل فريق يوسم أخاه بوسم من نار هدفه توسيع رقعة الخلاف .
وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل بات من كل فريق مجموعة أعطوا لأنفسهم الحق في إطلاق الأحكام على الآخرين ، و باتت موجة جديدة من التخوين تنخر وحدة المجتمع و تذكي نار الفتنة . الفرقة بين أبناء الوطن الواحد كثيرا ما تكون خلفها أيادٍ تهدف إلى تقويض اللحمة الوطنية و إضعاف الدولة و إنهاكها.
ولو حاول كل واحد منا أن يتجرد قليلا من أهوائه الشخصية و ميوله الفكرية و لينظر إلى الواقع بنظرة موضوعية شمولية بعين شخص خارجي لا ينتمى إلينا outsider ، ما الذي سيراه ؟
سيرى عجب عجاب ، أمة أكرمها الله بنعمة الأمن و الأمان ، و على مر القرون كانت دوما محضنا للإسلام و أهله ، بات اليوم بنوها يتناحرون و يذكون نار الفرقة والاختلاف ! هل هذه هي الصورة التي نريد أن نعكسها لهويتنا و لوطننا ؟ لماذا نسمح بتأجيج الاختلاف بين السنة و الشيعة و نسمح للتاريخ بأن يقارن بين اختلافنا و بين اختلاف البروتستانت و الكاثوليك ؟
لست مضطلعة بعلوم الدين أو الفلسفة ، كما أني لا أميل للسياسة و أهوائها ، و لكني أؤمن بحقي في التفكير فيما يدور حولي بمنطقية و عقلانية ، أتمنى أن نأخذ من التاريخ عبر و لا نمر عليه مرور الكرام .
(فاعتبروا يا أولي الأبصار)-سورة الحشر