اقرأ للمزيد ..
اقرأ للمزيد..
هو شعارٌ تم تخصيصه لمعرض الكتاب في المدينة المنورة ، في دورته الثالثة.
اقرأ للمزيد..
وأنا قرأته، وتأملته،ورددته، فقد امتلأت أروقة المعرض به، وتزينت به جدارن الأركان، فهو لسان حالهم، والذي يخاطب روّاد المعرض و زوارهم، ويختصر الرحلة بينهم وبين أوراقهم، فكل حرف سيقرؤونه سيضيف لهم شيئا..
وكل كتاب سيقتنونه سيحكي لهم حكايته مع كاتبه، منذ أن كان مجرد فكرة في رأسه حتى استوت على جودها، وسال بها الحرف من الحبر،فانعكست كاللفظ على السطر، وارتبطت كل مفردة بسابقتها ولاحقتها والتحمت معها برباط المعنى، فنسجت لنا من أفكاره موضوعا، رأى أنه يستحق أن يُنقل، فجمعه بين طيّتيّ كتاب، وأزال عنه الحجاب، وجاء هنا ليقدمه للأحباب، فقد غرس غرسه، ورعاه، وكل اهتمامه أعطاه، ومن فكره سقاه، وبجهده قَوّاه، فهو بتحريره أبقاه، وبتقديمه أثراه، حتى حان جنيه إذ طاب، وعن الجميع فضل الكتاب حاضر ما غاب...
ومن هنا جاءت الفكرة" اقرأ للمزيد.."
فعن أي زيادة يتحدث، ولأي إضافة يشير..
فهي الفائدة فلا تتريث، وهي الحسافة إن تُرِكت الفرصة تطير...
ومن منا لا يريد الزيادة...
ومن منا لا يطلب الإفادة..
وهاأنت وقد تملكتك الحيرة، فلا تعرف بأي كتاب ستكون الخيرة، فهي متراكمة كثيرة، وجميعها بالقراءة جديرة، فأنت سفيرها كما كانت لكاتبها سفيرة..
فاقرأ للمزيد...
مزيد غير محدد، ولا بأي أمر مقيّد، ومن الجميع مؤيّد، وكلنا له جند مجنّد، فالوقت معها لا يتبدد، وتستحق المال فلا تتردد، ولكن احسن الاختيار وللملائم لك تصيّد، وكن بها متفرّد...
فكما تكون حريصا على إشباع رغبتك من الطعام، بانتقاء أجود أصنافه، وتحسينه بنكهات تُحسّن من أوصافه، فلا يسعك معها إنصافه، ولا يطيب لك خلافه، وتتذوق من هذا وذاك حتى تحدد اختيارك، بما يرضي مذاقه مذاقك، فتنفرد به حتى تنهيه، وتتلذذ بكل قضمة فيه، حتى تستوفيه..
وكما أن الإكثار من الطعام قد يصيبنا بالتخمة، والبعض منه إن لم نُحَكّم عقلنا عند تناوله قد يسبب لنا الأمراض، فتبحث لعلاج ولا يسعك معها اعتراض...
كذلك حالك مع الكتب، ففيها النافع والضار، وفيها جنة ونار، والكثير من الأفكار، وبعضها قد يرتقي بك سموا، ويرقى بك عُلُوا، وهناك ما كان حشوا قد يتلاعب بك، فقد امتلأ تَطَرُّفا وغُلُوا..
فهي غذاء العقل، وإن كان بعضها سيشفيه ويرقيه ، فمنها ما سيُرديه...
فأحسن انتقاء كتابك، وقلّب صفحاته، وأبحر في مفرداته، وانظر لحالك معها، فإن أجدت السباحة في بحره فخذه، فهو لك فَخُضه..
وإن شعرت أنك ضائع في حرفه، وتائه في كهفه، ولم تستوعب وصفه من ظرفه، جِدّه من ظُرْفه، فأمامه كخلفه، مضاربا في صرفه، فهو وإن كان له عنوان، إلا أنه بالنسبة لك سيظل مجهولا، وإن كان لغيرك غاية ستُدرك، فهو لك سيظل مستحيلا..
فدعه إلى غيره، فهو ليس لك...
وخذ ما يناسب فكرك وينفعك...
وما يتلاقى دربه مع مسلكك...
وما يحقق حرفه هدفا معك...
فالكتب ليست زينة لوضعها فوق الرفوف، وليس شراؤها عبثا حسب الظروف، وليس امتلاكها دليلا على الثقافة، وإن ارتصت حولنا عدة صفوف ، وليس للتباهي حملها بين الكفوف، فأنت بنورها محفوف، وهذا أمر لأهل العلم ظاهر و معروف ..
فلن ينتفع بها إلا من نظر لها بحجمها، وتعامل معها بقدرها، وأيقن بكامل قناعة عظيم فضلها، وكانت له مُعِينَا إن ترك لها المجال بدورها، وكانت له مَعِينا لا ينضب ماؤه من فيضها..
فهو يقتنيها لأنه يعرف ما يريد، ويقرؤها لأنه يطمع بالمزيد، وما يسمعه منها -إن أعجبه- سيحرص أن يُعيد، وستظل من قلبه قريبة، مكانها ليس البعيد، وكل يوم ينتقي منها الجديد، فمثل هذا وقته مع الكتاب كيوم عيد..
وليس هذا فقط...
فهناك الكثير من الفوائد، فلها من الفضل العديد..
ونحن نقرأ للمزيد...
فرفقة الكِتاب، قد تغني عن الأصحاب، فكما قيل: " وخير صديق في الزمان كتاب".
وصُحبة الكتّاب، من ذوي الألباب ، لها نميل، وبها بريق وفي المكان يُهاب.
ورحلة نُبْحِرُ بها بين الصفحات، كفيلة بأن تعطينا لكل سؤال جواب، وتكفينا عن موّال العتاب، وتغنينا عن التكلف في الثياب، أو ارتحال واغتراب، وتُرَّفِعُنا عن التلاسن بالشتائم والسباب، وتبعدنا عن الوحدة بعدما كثر الغياب..
فصديقنا الكتاب، هو الصديق الأقرب، يغلب دوما ولا يُغلب، يدرس معنا ويضحك ويلعب، ويتحدث بطريقته، وللحوار إن احتدم النقاش ألهب، لا ملجا ولا مهرب، وعن فكرته قال وأعرب، غاليا وإن كان أجرب، قيّما في كل مذهب، مطواعا فيك يرغب، ليس عما فيه يُحجب، متفهم لطريقتك فلا يجادل، إن طلبته أتى، وإن سألته أعطى، وإن قصدته لبّى، وإن اعتمدت عليه كفى..
وهناك المزيد...
نقرأ فنزيد ثقافة واطلاعا..
ونزيد في العلم سموا وارتفاعا..
ويزيد لنا في الدنيا مساحة واتساعا..
ونزيد نضجا و رضا وقناعة..
ونزيد إيمانا و إدراكا وإراحة الأسماعا..
ونزيد من الفضل إن جعلناها متاعا..
ونزيد من الأجر إن قرأنا مُحكما منها مُطاعا..
نوره في الكون ذاعا، مُنزلا ، فيه الحماية والمناعة..
فاقرأ كتابا كل يوم ، إن لم يكن في كل ساعة..
واجعل خطاك لمحفل من أجلها تأتي سراعا ..
فذاك كنز بازدياد دائم لا تهاب له انقطاعا...
هو شعارٌ تم تخصيصه لمعرض الكتاب في المدينة المنورة ، في دورته الثالثة.
اقرأ للمزيد..
وأنا قرأته، وتأملته،ورددته، فقد امتلأت أروقة المعرض به، وتزينت به جدارن الأركان، فهو لسان حالهم، والذي يخاطب روّاد المعرض و زوارهم، ويختصر الرحلة بينهم وبين أوراقهم، فكل حرف سيقرؤونه سيضيف لهم شيئا..
وكل كتاب سيقتنونه سيحكي لهم حكايته مع كاتبه، منذ أن كان مجرد فكرة في رأسه حتى استوت على جودها، وسال بها الحرف من الحبر،فانعكست كاللفظ على السطر، وارتبطت كل مفردة بسابقتها ولاحقتها والتحمت معها برباط المعنى، فنسجت لنا من أفكاره موضوعا، رأى أنه يستحق أن يُنقل، فجمعه بين طيّتيّ كتاب، وأزال عنه الحجاب، وجاء هنا ليقدمه للأحباب، فقد غرس غرسه، ورعاه، وكل اهتمامه أعطاه، ومن فكره سقاه، وبجهده قَوّاه، فهو بتحريره أبقاه، وبتقديمه أثراه، حتى حان جنيه إذ طاب، وعن الجميع فضل الكتاب حاضر ما غاب...
ومن هنا جاءت الفكرة" اقرأ للمزيد.."
فعن أي زيادة يتحدث، ولأي إضافة يشير..
فهي الفائدة فلا تتريث، وهي الحسافة إن تُرِكت الفرصة تطير...
ومن منا لا يريد الزيادة...
ومن منا لا يطلب الإفادة..
وهاأنت وقد تملكتك الحيرة، فلا تعرف بأي كتاب ستكون الخيرة، فهي متراكمة كثيرة، وجميعها بالقراءة جديرة، فأنت سفيرها كما كانت لكاتبها سفيرة..
فاقرأ للمزيد...
مزيد غير محدد، ولا بأي أمر مقيّد، ومن الجميع مؤيّد، وكلنا له جند مجنّد، فالوقت معها لا يتبدد، وتستحق المال فلا تتردد، ولكن احسن الاختيار وللملائم لك تصيّد، وكن بها متفرّد...
فكما تكون حريصا على إشباع رغبتك من الطعام، بانتقاء أجود أصنافه، وتحسينه بنكهات تُحسّن من أوصافه، فلا يسعك معها إنصافه، ولا يطيب لك خلافه، وتتذوق من هذا وذاك حتى تحدد اختيارك، بما يرضي مذاقه مذاقك، فتنفرد به حتى تنهيه، وتتلذذ بكل قضمة فيه، حتى تستوفيه..
وكما أن الإكثار من الطعام قد يصيبنا بالتخمة، والبعض منه إن لم نُحَكّم عقلنا عند تناوله قد يسبب لنا الأمراض، فتبحث لعلاج ولا يسعك معها اعتراض...
كذلك حالك مع الكتب، ففيها النافع والضار، وفيها جنة ونار، والكثير من الأفكار، وبعضها قد يرتقي بك سموا، ويرقى بك عُلُوا، وهناك ما كان حشوا قد يتلاعب بك، فقد امتلأ تَطَرُّفا وغُلُوا..
فهي غذاء العقل، وإن كان بعضها سيشفيه ويرقيه ، فمنها ما سيُرديه...
فأحسن انتقاء كتابك، وقلّب صفحاته، وأبحر في مفرداته، وانظر لحالك معها، فإن أجدت السباحة في بحره فخذه، فهو لك فَخُضه..
وإن شعرت أنك ضائع في حرفه، وتائه في كهفه، ولم تستوعب وصفه من ظرفه، جِدّه من ظُرْفه، فأمامه كخلفه، مضاربا في صرفه، فهو وإن كان له عنوان، إلا أنه بالنسبة لك سيظل مجهولا، وإن كان لغيرك غاية ستُدرك، فهو لك سيظل مستحيلا..
فدعه إلى غيره، فهو ليس لك...
وخذ ما يناسب فكرك وينفعك...
وما يتلاقى دربه مع مسلكك...
وما يحقق حرفه هدفا معك...
فالكتب ليست زينة لوضعها فوق الرفوف، وليس شراؤها عبثا حسب الظروف، وليس امتلاكها دليلا على الثقافة، وإن ارتصت حولنا عدة صفوف ، وليس للتباهي حملها بين الكفوف، فأنت بنورها محفوف، وهذا أمر لأهل العلم ظاهر و معروف ..
فلن ينتفع بها إلا من نظر لها بحجمها، وتعامل معها بقدرها، وأيقن بكامل قناعة عظيم فضلها، وكانت له مُعِينَا إن ترك لها المجال بدورها، وكانت له مَعِينا لا ينضب ماؤه من فيضها..
فهو يقتنيها لأنه يعرف ما يريد، ويقرؤها لأنه يطمع بالمزيد، وما يسمعه منها -إن أعجبه- سيحرص أن يُعيد، وستظل من قلبه قريبة، مكانها ليس البعيد، وكل يوم ينتقي منها الجديد، فمثل هذا وقته مع الكتاب كيوم عيد..
وليس هذا فقط...
فهناك الكثير من الفوائد، فلها من الفضل العديد..
ونحن نقرأ للمزيد...
فرفقة الكِتاب، قد تغني عن الأصحاب، فكما قيل: " وخير صديق في الزمان كتاب".
وصُحبة الكتّاب، من ذوي الألباب ، لها نميل، وبها بريق وفي المكان يُهاب.
ورحلة نُبْحِرُ بها بين الصفحات، كفيلة بأن تعطينا لكل سؤال جواب، وتكفينا عن موّال العتاب، وتغنينا عن التكلف في الثياب، أو ارتحال واغتراب، وتُرَّفِعُنا عن التلاسن بالشتائم والسباب، وتبعدنا عن الوحدة بعدما كثر الغياب..
فصديقنا الكتاب، هو الصديق الأقرب، يغلب دوما ولا يُغلب، يدرس معنا ويضحك ويلعب، ويتحدث بطريقته، وللحوار إن احتدم النقاش ألهب، لا ملجا ولا مهرب، وعن فكرته قال وأعرب، غاليا وإن كان أجرب، قيّما في كل مذهب، مطواعا فيك يرغب، ليس عما فيه يُحجب، متفهم لطريقتك فلا يجادل، إن طلبته أتى، وإن سألته أعطى، وإن قصدته لبّى، وإن اعتمدت عليه كفى..
وهناك المزيد...
نقرأ فنزيد ثقافة واطلاعا..
ونزيد في العلم سموا وارتفاعا..
ويزيد لنا في الدنيا مساحة واتساعا..
ونزيد نضجا و رضا وقناعة..
ونزيد إيمانا و إدراكا وإراحة الأسماعا..
ونزيد من الفضل إن جعلناها متاعا..
ونزيد من الأجر إن قرأنا مُحكما منها مُطاعا..
نوره في الكون ذاعا، مُنزلا ، فيه الحماية والمناعة..
فاقرأ كتابا كل يوم ، إن لم يكن في كل ساعة..
واجعل خطاك لمحفل من أجلها تأتي سراعا ..
فذاك كنز بازدياد دائم لا تهاب له انقطاعا...