إلا قليلا ...
هو القليل الذي يغني عن كثيره ...
وهو اليسير الذي يظهر في وفيره ...
ولا يقال له قليل ، إن زاد بعضه على غزيره ...
كالقليل من الحب ، حين ينسينا الكثير من الأحزان ...
والقليل من المال ، حين يكفينا العسر و
الحرمان ..
وبعض الكلمات التي تمسح جبالا من الخذلان ...
وبعض المواقف التي تفتح آفاقا بكل مكان ...
حتى النظرات التي بحنانها تحكي جمالا يفوق القدرة على العرفان ، وتفجر داخلنا بركانا من العواطف والأشجان ...
فتسري دماء الحياة بالوريد قبل الشريان ..
وتنبض القلوب بعد أن لانت قسوتها بعذب الكلام فساعد جمودها على الذوبان ..
هو القليل الذي فاض ، والقليل الذي زاد ، والقليل الذي جاد ، والقليل الذي بنا عاد ..
وهو الكثير رغم قِلّته ..
والوافر رغم ندرته ...
والكريم رغم شحّه ...
والظاهر في دياجير ظلمته ...
والمزهر في تباشير طلّته ...
كمن ضلّ في صحرائه وقت الهجير ...
وأطلّ بطيب روائه مثل الهدير ...
فارتوت رمضاؤها ، فغدا القليل بفضله سيلا يسير ...
فلم تعد الصحراء بفضله قاحله ..
ومن جوده صارت ملاذا للراحلة ...
فهو القليل الذي جعل بحره آمنا كساحله ..
واشتد عوده ، واستقام ساعده، فاستند على كاحله ...
فما أغرب الكلمة حين تعبر عن ضدّها ..
فلن نعجب حين تكبر ، وتتجاوز حدّها ...
ولا نكذب حين نقول أننا لقِلّتِها عجزنا عن عدّها ...
ولِقُوَتّها لم نقوَ على صدّها ...
فالقليل من الراحة الذي نحتاجه ، يمنحنا الكثير من النشاط الذي سيكثر خراجه ...
والقليل من الهدوء الذي نطلبه ، يعطينا الكثير من القدرة على العطاء وقد نغلبه ...
والقليل من الحب الذي نريده ، يمدّنا بطاقة تروي القلب ، فيحيا به الحب وقد يزيده ...
والقليل من الاهتمام الذي نرغبه ، ينعكس نشاطا وحياة يقربنا ممن نريد أن نكسبه ..
ومن هنا تجتمع الخيوط لتعقد فينا عروة القناعة ...
وقديما قيل بأنها كنز لا يفنى متاعه ..
ولا يندم من اشتراه ، عكس من باعه ..
فارضَ بالقليل ستغنم ...
واقنع بالقليل ولن تندم ...
واطلب القليل لتكرم ...
واسعد بالقليل لتسلم ...
ومن هنا كان العطاء عند أكرم الأكرمين ، لا يقاس بحجمه ، فالحسنة بعشر أمثالها وتضاعف أضعافا عديدة ..
ولو كانت شق تمرة ...
فهو الصدق الذي نريده ، وهو الذي سيعظم في الميزان أمره ...
وسبحانه جل من قال : " قم الليل إلا قليلا " ..
فهذا القليل الذي تنامه ، يكفيك عائده نشاطا وحياة تعطي لصاحب الطلب مرامه ...
وهو يكفي للبقاء ، والعطاء ، فسبحانه جل كلامه ...
ومن هنا صدق الشاعر في المقال ..
إذ نطق صدقا ، عندما قال :
قليل منك يكفيني ، ولكن
قليلك لا يقال له قليل ...
هو القليل الذي أحيا القلوب ، وأنار الدروب ، وأزال الكروب ، وأنهى الحروب ، والجميع به طروب ، في شروق أو غروب ، فاستحق لقدره فينا الوجوب ...
فهو القليل أريده دون الكثير ...
ضعفا له سأعيده ، وله أثير ..
حبا به وقناعة ، فهو الجدير ...
وأنا به طماعة ، وبه أطير ...
إن نلته ببراعة ، فهو الكثير ...
بالنقاء سأحتمي ، نعم السفير ..
بلا عناء أرتمي ، فوق الحرير ..
فالقليل بمعجمي يعني الكثير ..
فالأمور لا تقاس بكثرتها ...
وإنما بتأثيرها و قدرتها ...
والعطايا لا توزن بكميتها ..
بل بنفعها ، وصدق بصمتها ..
فقليل دائم ، خير من كثير منقطع ....
وأسأل الله بعلمنا أن ننتفع ، وبصدقنا أن نرتفع ، وبالقليل لنقتنع ، لا بالكثير فننخدغ ، وعلى المحبة نجتمع ، ونرفع صوت العقل ، وله بحق نستمع ... .
وهو اليسير الذي يظهر في وفيره ...
ولا يقال له قليل ، إن زاد بعضه على غزيره ...
كالقليل من الحب ، حين ينسينا الكثير من الأحزان ...
والقليل من المال ، حين يكفينا العسر و
الحرمان ..
وبعض الكلمات التي تمسح جبالا من الخذلان ...
وبعض المواقف التي تفتح آفاقا بكل مكان ...
حتى النظرات التي بحنانها تحكي جمالا يفوق القدرة على العرفان ، وتفجر داخلنا بركانا من العواطف والأشجان ...
فتسري دماء الحياة بالوريد قبل الشريان ..
وتنبض القلوب بعد أن لانت قسوتها بعذب الكلام فساعد جمودها على الذوبان ..
هو القليل الذي فاض ، والقليل الذي زاد ، والقليل الذي جاد ، والقليل الذي بنا عاد ..
وهو الكثير رغم قِلّته ..
والوافر رغم ندرته ...
والكريم رغم شحّه ...
والظاهر في دياجير ظلمته ...
والمزهر في تباشير طلّته ...
كمن ضلّ في صحرائه وقت الهجير ...
وأطلّ بطيب روائه مثل الهدير ...
فارتوت رمضاؤها ، فغدا القليل بفضله سيلا يسير ...
فلم تعد الصحراء بفضله قاحله ..
ومن جوده صارت ملاذا للراحلة ...
فهو القليل الذي جعل بحره آمنا كساحله ..
واشتد عوده ، واستقام ساعده، فاستند على كاحله ...
فما أغرب الكلمة حين تعبر عن ضدّها ..
فلن نعجب حين تكبر ، وتتجاوز حدّها ...
ولا نكذب حين نقول أننا لقِلّتِها عجزنا عن عدّها ...
ولِقُوَتّها لم نقوَ على صدّها ...
فالقليل من الراحة الذي نحتاجه ، يمنحنا الكثير من النشاط الذي سيكثر خراجه ...
والقليل من الهدوء الذي نطلبه ، يعطينا الكثير من القدرة على العطاء وقد نغلبه ...
والقليل من الحب الذي نريده ، يمدّنا بطاقة تروي القلب ، فيحيا به الحب وقد يزيده ...
والقليل من الاهتمام الذي نرغبه ، ينعكس نشاطا وحياة يقربنا ممن نريد أن نكسبه ..
ومن هنا تجتمع الخيوط لتعقد فينا عروة القناعة ...
وقديما قيل بأنها كنز لا يفنى متاعه ..
ولا يندم من اشتراه ، عكس من باعه ..
فارضَ بالقليل ستغنم ...
واقنع بالقليل ولن تندم ...
واطلب القليل لتكرم ...
واسعد بالقليل لتسلم ...
ومن هنا كان العطاء عند أكرم الأكرمين ، لا يقاس بحجمه ، فالحسنة بعشر أمثالها وتضاعف أضعافا عديدة ..
ولو كانت شق تمرة ...
فهو الصدق الذي نريده ، وهو الذي سيعظم في الميزان أمره ...
وسبحانه جل من قال : " قم الليل إلا قليلا " ..
فهذا القليل الذي تنامه ، يكفيك عائده نشاطا وحياة تعطي لصاحب الطلب مرامه ...
وهو يكفي للبقاء ، والعطاء ، فسبحانه جل كلامه ...
ومن هنا صدق الشاعر في المقال ..
إذ نطق صدقا ، عندما قال :
قليل منك يكفيني ، ولكن
قليلك لا يقال له قليل ...
هو القليل الذي أحيا القلوب ، وأنار الدروب ، وأزال الكروب ، وأنهى الحروب ، والجميع به طروب ، في شروق أو غروب ، فاستحق لقدره فينا الوجوب ...
فهو القليل أريده دون الكثير ...
ضعفا له سأعيده ، وله أثير ..
حبا به وقناعة ، فهو الجدير ...
وأنا به طماعة ، وبه أطير ...
إن نلته ببراعة ، فهو الكثير ...
بالنقاء سأحتمي ، نعم السفير ..
بلا عناء أرتمي ، فوق الحرير ..
فالقليل بمعجمي يعني الكثير ..
فالأمور لا تقاس بكثرتها ...
وإنما بتأثيرها و قدرتها ...
والعطايا لا توزن بكميتها ..
بل بنفعها ، وصدق بصمتها ..
فقليل دائم ، خير من كثير منقطع ....
وأسأل الله بعلمنا أن ننتفع ، وبصدقنا أن نرتفع ، وبالقليل لنقتنع ، لا بالكثير فننخدغ ، وعلى المحبة نجتمع ، ونرفع صوت العقل ، وله بحق نستمع ... .