( ساهر ) كما هو بالظاهر
يضيع معنى الكلمة ، عندما نُضَيّق اتساعها ، ونحصر آفاقها ، ونسقطها على استخدام أخفى جمالها ، وعطّل بضيق نظرتها إعمالها ، فأدى ذلك للنفور منها ، فضلا على إهمالها ...
ومن ذلك كلمة ( ساهر ) ..
والتي حُصرت على تطبيق خُصِص للرقابة ، ورصد المخالفات لفرض عقابه ، وجباية الأموال بعد احتسابه ، فبات الكل يهابه ويحسب حسابه ، وأسدل بينه وبين استخدامها حجابه ، وأغلق دونها بابه ، فنسي استخداماتها التي تعليها ، ومعانيها التي تحكيها ، واتساعها الذي يرويها ، وجمالها الذي يبقيها ...
فأبعدوها من قاموسهم ، وكأنهم عاقبوها ..
وصار بها كابوسهم ، فكما راقبتهم هم راقبوها ..
فلا هي أنصفتهم ، ولا هم أنصفوها ...
بمخالف وصفتهم ، بتعسُّفٍ وصفوها ..
وكأنهم ظلموها حين بتطبيقهم أسقطوها ...
ونسوا أنهم لحتفها قدموها ...
فصار ساهر بالترصد ظاهر ...
وصارت الكلمة بالرصد تجاهر ...
وصار استخدامها للكل يحاصر ...
فلم تعد تعني لديهم، ما بها من سرائر ..
وما لها من مآثر ...
حتى وإن اختصت بما به خصُّوها ، فهو لأجلهم كان حاضرا ، ولأمنهم كان ساهرا ، وبحمايتهم من أنفسهم صار ماهرا ..
يفرض عليهم من العقوبات ما يحميهم ..
ويرصد من المخالفات ما يبقيهم ، ولمواطن الخطر ينسيهم ، فإن خاضوا بها يثني أياديهم ، وبالغرامة التي يفرضها يبني ويعطيهم ، ولا يبقي لهم ما كان يؤذيهم ...
ولكنه الشيطان لا يظهر مساويهم ..
والنفس إن تطغى ، قد تسعى لترديهم ...
لو أنهم فاؤوا للعقل يشفيهم ...
لو أنهم عادوا للرشد يرقيهم ...
لكان ساهرهم قوة بأيديهم ...
فمن هو الساهر ؟؟ ، وهل عليه اللوم ؟؟
من ذا الذي سماه ؟؟ ، ما كان منه الروم ؟؟
فساهر معناه ، شخص جفاه النوم ...
وساهر مغزاه ، حرص طفا بالعوم ..
يحميك من نفسك ، بالمال تفديها ...
إن أظلمت عينك ، بالحال يبديها ...
فليعترف بالفضل ، من ناله فيها ...
قد حان آن الفصل ، بالأصل سميها ..
والربط زان بوصل ، يبرز معانيها ..
فساهر ، شخص قضى ليله مع حبيبه كما كان معه طوال اليوم ...
وساهر ، عاشق أمضى وقته يفكر بمعشوقه كما يفعل على الدوم ...
وساهر ، امرأة سرى عمرها وهي تسهر على مراقبة صغيرها كما تفعل كل أم ...
وساهر ، أبٌ تأخر في عودته بحثا عن رزقه ورزق أبنائه فهم عنده بالكوم ..
وساهر ، طالب علم سخّر جهده ووقته ليصبح غدا من عِلية القوم ، ولا لوم ..
وساهر ، قائد نسي نفسه ، وهو يبحث عن مصلحة شعبه فلا وقت لديه للنوم ...
و ساهر ، تطبيق علا حسّه ، لما أنطقته فعالكم ، فأنتم من أسهرتموه ، وحولكم سيكثر الحوم ، وما زال يراقب ليحمي ، ويطالب ويجبي ، وحتى يؤدبكم ، قصد نقطة ضعفكم ، ولتربيتكم ، عمد للقطة فعلكم ، ولتقويمكم حصد الضريبة من مالكم ، ولإصلاحكم رصد الخطأ أمامكم ...
فكلهم ساهر لهدف ، هجر فراشه فما التحف ، يرفع لغايته الأكف ، ما تردد أو وقف ، ما توانى وانصرف ، بحقه دوما هتف ، ببذله بان الشغف ...
كلهم ساهر ، ولهم في قلوبنا كل المشاعر ..
بحبهم صرنا نجاهر ، ليتنا في رصدهم كنا نبادر ...
تركنا الساهر الذي صفا ، وتمسكنا بساهر يبدو تعكر ...
نسينا الساهر المحبوب من برقتّه تصدّر ، وذكرنا الساخر المقلوب من بقسوته تنكر ...
كساحر أدمى القلوب ، إذ بسطوته تَأَثَّر ..
فلم نعد نعرف ساهرا إلا براصد يترصد ...
وصائد يتصيد ، ولاقط ما عاد يُحمد ...
إن ذُكر أرعد وأزبد ....
في العناد فليس أعند ...
في الحصاد ، نراه مقصد ...
للعقاب مضاعفا إذ صار يعمد ...
والصلاح حقيقة ، فكيف للإصلاح نجحد ...
هو الكلام بقصده ، إما مُبًّرد أو تجمّد ...
والقول حسب مردِّه ، فالنظامي لا يُهدَّد ...
ومن ذلك كلمة ( ساهر ) ..
والتي حُصرت على تطبيق خُصِص للرقابة ، ورصد المخالفات لفرض عقابه ، وجباية الأموال بعد احتسابه ، فبات الكل يهابه ويحسب حسابه ، وأسدل بينه وبين استخدامها حجابه ، وأغلق دونها بابه ، فنسي استخداماتها التي تعليها ، ومعانيها التي تحكيها ، واتساعها الذي يرويها ، وجمالها الذي يبقيها ...
فأبعدوها من قاموسهم ، وكأنهم عاقبوها ..
وصار بها كابوسهم ، فكما راقبتهم هم راقبوها ..
فلا هي أنصفتهم ، ولا هم أنصفوها ...
بمخالف وصفتهم ، بتعسُّفٍ وصفوها ..
وكأنهم ظلموها حين بتطبيقهم أسقطوها ...
ونسوا أنهم لحتفها قدموها ...
فصار ساهر بالترصد ظاهر ...
وصارت الكلمة بالرصد تجاهر ...
وصار استخدامها للكل يحاصر ...
فلم تعد تعني لديهم، ما بها من سرائر ..
وما لها من مآثر ...
حتى وإن اختصت بما به خصُّوها ، فهو لأجلهم كان حاضرا ، ولأمنهم كان ساهرا ، وبحمايتهم من أنفسهم صار ماهرا ..
يفرض عليهم من العقوبات ما يحميهم ..
ويرصد من المخالفات ما يبقيهم ، ولمواطن الخطر ينسيهم ، فإن خاضوا بها يثني أياديهم ، وبالغرامة التي يفرضها يبني ويعطيهم ، ولا يبقي لهم ما كان يؤذيهم ...
ولكنه الشيطان لا يظهر مساويهم ..
والنفس إن تطغى ، قد تسعى لترديهم ...
لو أنهم فاؤوا للعقل يشفيهم ...
لو أنهم عادوا للرشد يرقيهم ...
لكان ساهرهم قوة بأيديهم ...
فمن هو الساهر ؟؟ ، وهل عليه اللوم ؟؟
من ذا الذي سماه ؟؟ ، ما كان منه الروم ؟؟
فساهر معناه ، شخص جفاه النوم ...
وساهر مغزاه ، حرص طفا بالعوم ..
يحميك من نفسك ، بالمال تفديها ...
إن أظلمت عينك ، بالحال يبديها ...
فليعترف بالفضل ، من ناله فيها ...
قد حان آن الفصل ، بالأصل سميها ..
والربط زان بوصل ، يبرز معانيها ..
فساهر ، شخص قضى ليله مع حبيبه كما كان معه طوال اليوم ...
وساهر ، عاشق أمضى وقته يفكر بمعشوقه كما يفعل على الدوم ...
وساهر ، امرأة سرى عمرها وهي تسهر على مراقبة صغيرها كما تفعل كل أم ...
وساهر ، أبٌ تأخر في عودته بحثا عن رزقه ورزق أبنائه فهم عنده بالكوم ..
وساهر ، طالب علم سخّر جهده ووقته ليصبح غدا من عِلية القوم ، ولا لوم ..
وساهر ، قائد نسي نفسه ، وهو يبحث عن مصلحة شعبه فلا وقت لديه للنوم ...
و ساهر ، تطبيق علا حسّه ، لما أنطقته فعالكم ، فأنتم من أسهرتموه ، وحولكم سيكثر الحوم ، وما زال يراقب ليحمي ، ويطالب ويجبي ، وحتى يؤدبكم ، قصد نقطة ضعفكم ، ولتربيتكم ، عمد للقطة فعلكم ، ولتقويمكم حصد الضريبة من مالكم ، ولإصلاحكم رصد الخطأ أمامكم ...
فكلهم ساهر لهدف ، هجر فراشه فما التحف ، يرفع لغايته الأكف ، ما تردد أو وقف ، ما توانى وانصرف ، بحقه دوما هتف ، ببذله بان الشغف ...
كلهم ساهر ، ولهم في قلوبنا كل المشاعر ..
بحبهم صرنا نجاهر ، ليتنا في رصدهم كنا نبادر ...
تركنا الساهر الذي صفا ، وتمسكنا بساهر يبدو تعكر ...
نسينا الساهر المحبوب من برقتّه تصدّر ، وذكرنا الساخر المقلوب من بقسوته تنكر ...
كساحر أدمى القلوب ، إذ بسطوته تَأَثَّر ..
فلم نعد نعرف ساهرا إلا براصد يترصد ...
وصائد يتصيد ، ولاقط ما عاد يُحمد ...
إن ذُكر أرعد وأزبد ....
في العناد فليس أعند ...
في الحصاد ، نراه مقصد ...
للعقاب مضاعفا إذ صار يعمد ...
والصلاح حقيقة ، فكيف للإصلاح نجحد ...
هو الكلام بقصده ، إما مُبًّرد أو تجمّد ...
والقول حسب مردِّه ، فالنظامي لا يُهدَّد ...