التدرج بالتخرج
مناسبة شغلت بال الجميع في الفترة الأخيرة ، وسيطرت على تفكيرهم ، وملأت بالاستعداد لها أوقاتهم ، وسخرّوا لها طاقاتهم ، وكافة إمكاناتهم ، وكأنهم يسابقون زمانهم ، فقد علقوا عليها آمالهم ، وربطوا بها أحلامهم ، وقضوا بانتظارها أيامهم ، ورضوا لأجلها في التنازل عن بعض أهوائهم ، أو الحرمان من بعض حقوقهم ليقدموا كل ما بوسعهم أو حتى فوق إمكانهم ... .
فهو التخرج الذي كان حلما لهم ، وهاهم يقتربون من تحقيقه ، وكان بعيدا عنهم وهاهم اليوم يلمحون ضوء بريقه ، وكان صعبا ولكنهم وبجهدهم تمكنوا من تطبيقه ، حتى بدؤوا يرددون شعاراتهم كلٌ حسب فريقه ، ويتخيلون حياتهم كلٌ حسب طريقه ، ويتدرجون بخطواتهم حسب أعمارهم ، جديده وعتيقه ، بسيطه وأنيقه ... .
فأبسطه وهو الدخيل ، من يتخرج من الروضة ، فهو سيرتاح من حمل ثقيل ، وعامه بنظره جدا طويل ، وقد أنهاه بلا وضوح أو دليل ، وإن كان قائما على التدليل ، إلا أنه للعب يميل ، والوقت في معظمه جميل ... .
وثانيه وهو الأساس ، من يتخرج من الإبتدائي ، فهو البذرة الأولى ، ولها اليد الطولى ، في الاستمرار بثبات ، سواء للأولاد أو البنات ، فإما اكتفاء وما الفتات ، وإما البقاء وإما الشتات ... .
ويليه التخرج من المتوسط ، وهو الداعم الأقوى ، ومن يتجاوزه بنجاح أظنه سيبقى ، وخير ثمارٍ سيلقى ، وبسرعة وثبات ، باقي الدرجات سيرقى ... .
وبعده التخرج من الثانوي ، وهو الفيصل في النجاح ، وهو لصاحبه سلاح ، فلا يغادر إلا وقد أمسك المفتاح ، وقد رأى مستقبله بكل اتضاح ، إذ غدا حلمه بنوره الوضاح ، فلم يعد يخفى عليه ، فهو كالصبح إذا لاح ، ومعظم همّه بنجاحه ينزاح ، ونصف مشواره قد راح .. .
والأكبر منه هو التخرج من الجامعة ، وهي المرحلة التي لكل ما سبق جامعة ، وبشهادتها كل النجاحات تبدو لامعة ، وكل ثمارهم غدت يانعة ، وأصوات سعادتهم للجميع سامعة ، فأسماؤهم صارت لامعة ، وأعينهم من فرحها دامعة ، ونفوسهم بتحقيق رؤيتهم بدت طامعة ... .
والكثيرون بها سيكتفي ، وبعضهم عن مقاعد الدراسة لن يختفي ، فما زال يطمع بالمزيد ، ولغيرها يطمع ، وبها يريد أن يحتفي ، فهاهو يسعى للماجستير ، ليصبح بتخصصه خبير ، وبالشهادة جدير ، فإن حازها وتخرج ، فهو من فرحه سيطير ، وسيحسده عليها الكثير ...
والأجمل من ذاك من واصل للحصول على الدكتوراة ، وسعى لها ، واختار لها أطروحة ، وبدا بها ، فبحث ونقّب ، وبين الكتب تقلّب ، ومنهم من تغرّب ، وللجميع تقرّب ، وقدّم من جهده كل ما يتطلب ، حتى ظهره قد يتحدّب ، وعوده قد يتصلب ، وذهنه عن يتشعب ، وفكره بدا يتسرب ، حتى تمنح له بجدارة ، فتمنحه فرحه بإثارة ، فهي أعطت لحياته إنارة ، وارتقى بها أعلى منارة ، وكانت على جهده إشارة ، وأصبح قادرا في حياته على الإدارة ، فلم يعد يجهل مساره ، ولم نعد نجهل مداره ... .
وما زال هناك قمم تنتظر أصحابها ، ودرجات لا يستحقها إلا طلابها ، فمن سعى لها حازها ، ومن تعب لأجلها نالها ...
فهو التدرج في التخرج ، فلا تكن متفرج ، وعلى سُلّمه فعرِّج ، فإن لم تفعل فقد قبلت بدور المهرّج ، فاسعى لأن تكن من بعضها متخرج ... .
فهو التخرج الذي كان حلما لهم ، وهاهم يقتربون من تحقيقه ، وكان بعيدا عنهم وهاهم اليوم يلمحون ضوء بريقه ، وكان صعبا ولكنهم وبجهدهم تمكنوا من تطبيقه ، حتى بدؤوا يرددون شعاراتهم كلٌ حسب فريقه ، ويتخيلون حياتهم كلٌ حسب طريقه ، ويتدرجون بخطواتهم حسب أعمارهم ، جديده وعتيقه ، بسيطه وأنيقه ... .
فأبسطه وهو الدخيل ، من يتخرج من الروضة ، فهو سيرتاح من حمل ثقيل ، وعامه بنظره جدا طويل ، وقد أنهاه بلا وضوح أو دليل ، وإن كان قائما على التدليل ، إلا أنه للعب يميل ، والوقت في معظمه جميل ... .
وثانيه وهو الأساس ، من يتخرج من الإبتدائي ، فهو البذرة الأولى ، ولها اليد الطولى ، في الاستمرار بثبات ، سواء للأولاد أو البنات ، فإما اكتفاء وما الفتات ، وإما البقاء وإما الشتات ... .
ويليه التخرج من المتوسط ، وهو الداعم الأقوى ، ومن يتجاوزه بنجاح أظنه سيبقى ، وخير ثمارٍ سيلقى ، وبسرعة وثبات ، باقي الدرجات سيرقى ... .
وبعده التخرج من الثانوي ، وهو الفيصل في النجاح ، وهو لصاحبه سلاح ، فلا يغادر إلا وقد أمسك المفتاح ، وقد رأى مستقبله بكل اتضاح ، إذ غدا حلمه بنوره الوضاح ، فلم يعد يخفى عليه ، فهو كالصبح إذا لاح ، ومعظم همّه بنجاحه ينزاح ، ونصف مشواره قد راح .. .
والأكبر منه هو التخرج من الجامعة ، وهي المرحلة التي لكل ما سبق جامعة ، وبشهادتها كل النجاحات تبدو لامعة ، وكل ثمارهم غدت يانعة ، وأصوات سعادتهم للجميع سامعة ، فأسماؤهم صارت لامعة ، وأعينهم من فرحها دامعة ، ونفوسهم بتحقيق رؤيتهم بدت طامعة ... .
والكثيرون بها سيكتفي ، وبعضهم عن مقاعد الدراسة لن يختفي ، فما زال يطمع بالمزيد ، ولغيرها يطمع ، وبها يريد أن يحتفي ، فهاهو يسعى للماجستير ، ليصبح بتخصصه خبير ، وبالشهادة جدير ، فإن حازها وتخرج ، فهو من فرحه سيطير ، وسيحسده عليها الكثير ...
والأجمل من ذاك من واصل للحصول على الدكتوراة ، وسعى لها ، واختار لها أطروحة ، وبدا بها ، فبحث ونقّب ، وبين الكتب تقلّب ، ومنهم من تغرّب ، وللجميع تقرّب ، وقدّم من جهده كل ما يتطلب ، حتى ظهره قد يتحدّب ، وعوده قد يتصلب ، وذهنه عن يتشعب ، وفكره بدا يتسرب ، حتى تمنح له بجدارة ، فتمنحه فرحه بإثارة ، فهي أعطت لحياته إنارة ، وارتقى بها أعلى منارة ، وكانت على جهده إشارة ، وأصبح قادرا في حياته على الإدارة ، فلم يعد يجهل مساره ، ولم نعد نجهل مداره ... .
وما زال هناك قمم تنتظر أصحابها ، ودرجات لا يستحقها إلا طلابها ، فمن سعى لها حازها ، ومن تعب لأجلها نالها ...
فهو التدرج في التخرج ، فلا تكن متفرج ، وعلى سُلّمه فعرِّج ، فإن لم تفعل فقد قبلت بدور المهرّج ، فاسعى لأن تكن من بعضها متخرج ... .