• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

نستأنف الرحلة ، فأين المرتحل ..

بواسطة إيمان الحماد 04-23-2024 07:26 صباحاً 172 زيارات
عند النظر لطبيعة الحياة ، وروتينها ، نجد أنها لكل شخص منا بمثابة رحلة ، وسيقضيها حتى تنتهي ، راغبا كان أم مرغما ، راضيا كان أم مُكرها ...
فمن أحسن النظر وأمعن فيه ، وأدرك حقيقتها وما تظهره وتخفيه ، لأجاد خوضها ، وأباد غيضها ، وزاد فيضها ، وجاب أرضها ، بطولها وعرضها ، وأقام فرضها ، وجنى من يابسها أضعاف ما يجود به غيضها ...
وهكذا نحن ، نرتحل بأمرها ، وإن كنا نرتجل بسيرها ، رجالها كنسائها في هذا ، و مواشيها مثل طيرها ، ولنا منها نصيب ، بِشَرّها قبل خيرها ، وليس بيدنا إيقافها ولا نتحكم بطريقة سيرها ، وإن نحن أدركنا سرّها ، وفككنا شفرتها ، لارتحنا في حضرتها ، وخضنا بها رحلتنا ، بل هي بالحقيقة رحلتها ...
فانظر كيف هي رحلتك بها ، وإلى أين ستوجهك ستمضي ، فاجمع رحالك ونفذ أمرها ، واستعن بمواردها وقدراتك في خوض غمرها ...
وكلنا نفعل ، شئنا أم أبينا ، حتى وإن اعترضنا ، نجدنا قد مضينا ، ونعود صاغرين وبحكمها قد رضينا ...
وخلال تلك الرحلة ، نضع لأنفسنا أهدافا ونسعى جاهدين لإنجازها ، بحقيقة الإنجاز فلا يرضينا مجازها ، مكتملة كما أردنا ، فليس يقنعنا إيجازها ، وقد تعجزنا ولكن لا يسعنا إعجازها ، وقد أعطتنا الحق بذلك ، وفتحت لنا في السعي أبوابا لنجتازها ، وقد نمضي في واجب الأمور ، ولن نهمل جوازها ، وقد ندرك أهدافنا ، وقد تعود أكفنا خالية الوفاض ، خائبة على أعجازها ...
ومع ذلك لا هي ستتوقف عن دفعنا ، ولا نحن سنتوقف عن ردعها ، وستظل تشارك في دعمنا ، حتى نتمكن من عمارتها وزرعها ، أو نتركها ولن تبكي على موتنا ، وسيستمر بغيرنا سيرها ، ولن تحفظ اسما في ذكرها ، إلا لمن حفر اسمه في سجلها ، وترك لنفسه ذكرا عليه يدلها ...
فإن أجبرتنا العوائق على الوقوف ، فتعطلت رحلتنا ، فلا بأس أن نتوقف ، فقد تكون رغبت في أن تمتحنا ، في بعض الظروف ، فالحجاب أمامها مكشوف ، وهي من سيحكم وبأمر الإله ، من يستحق البقاء لتدعمه ، ومن سيظل بجهله يلهث و يطوف ، فلا هو سيصل ، ولن يعود ، وسيخضع رغم الأنوف ...
فهي الحياة ...
تدفعنا فنتقدم ، وتردعنا فنتحطم ، وقد ترضينا فَنتَبَسَّم ، وقد تعطينا فنَتَحَكَّم ، وقد تحرمنا فنَتَهَكَّم ، وقد تعجزنا فنتألم ، قد نسكت وقد نتكلم ، قد نجهل وقد نتعلم ، وقد نحارب وقد نستسلم ، وقد نصفو وقد نستلئم ، وقد نفهم وقد نستفهم ... .
وستظل هي الحياة ...
رحلة فيها سنقطع ، إن تباطأنا ستسرع ، إن تخاذلنا ستردع ، والقوي بها سيخضع ، ليست القوة بأذرع ، إن بدت لا ليس تنفع ، وحده العقل سيشفع ، إن جعلت النفس تقنع ، عن هواها كنت تمنع ، لست تعطيها فتشبع ، لست تمنعها فتقبع ، إن طغت في الحال ترفع ، إن تمادت أنت تردع ، إن أطاعت منك تسمع ، فالصفاء بها مقنع ، إن بدا فينا وأمتع ، صار ضوء الفجر أسطع ، في ظلام الليل يخشع ، نوره في العين أنصع ، للجمال بها سيجمع ، والأصيل بها سيلمع ، ليس زيفا منه ينبع ، دربها بالخير يقطع ، فهو للراضين منبع ، بالعيون تصير أوضع ، لست أخشاها لأدفع ، لست طفلا لست أرضع ، سيدا للنفس أصفع ، وهي ( دنيا ) إن وصفت فذاك أقنع ...
نعبرها وهي تراقب ذاك المسير ...
ونأملها ولنا تصاحب في المسير ...
ونخدمها ، ولا ندري ما المصير ...
فكلنا عبدٌ أسير ، والمضيّ بها عسير ، إرضاؤها أمر خطير ، ولتكن فيها جدير ، لا تظل بها حسير ...
فهي العبور بلا إقامة ، بها المرور فلا استدامة ، بالغرور بها ندامة ، للسرور بها علامة ، نفسنا فيها الملامة ، فاحظ فيها باستقامة ، كي تغادر في سلامة ، وانتظر يوم القيامة ، مشرقا وجها وهامة ، من تركها خلفه ، لن تعود تُرى أمامه ، هو عاليقين بنى كلامه ، دينه زاح الغمامة ، فاستعاد حياته ، أمسك لجامه ، واستهل مسيره مثل النعامة ، طائرا حدو اليمامة ، نال ما كانت مرامه ، تلك الحكاية كلها ، رحلة فيها كرامة ، فارتحل ، أو فدعها واستقل ، وبلا ملامة ...
جسدا تجمع حطامه ، قلبه قائد خطامه ، طال للدنيا خصامه ، مجريا فيها حسامه ، رافعا دوما وسامه ، للجنان عدا لجامه ، دون كيّ أو حجامة ، بالحلال نسى حرامه ، مظهرا فيها صرامة ، وقضى فيها صيامه ، وبنى بيتا أقامه ، دينه كان الدعامة ، فالأساس به سلامة ، والعماد له عمامة ..
رحلة فيها بسالة ، إذ بدت فيها خصاله ، فاستحق وصالها ولها وِصَاله ، جال فيها جهده ، والجهد صالَ ، فهو المسيطر حينها ، ليس قصرا إن بنى ، للستر فيها يكفه حجرة وصالة ، للسير فيها كفّه إن عاقه حجر أزاله ، للقبر فيها كهفه كانت دلالة ، وعلى السراط مسيره عدوا غزالا ، ليتنا كنا وكانت رحلة ، حيث السلال برحلنا مُلِئت غِلالا ، جمة ليست قِلالا ، فيها الإجابة ، حينما تطرح سؤالا ، لست تقوى ، ليس للعذر مجالا ، والهروب غدا محالا ، جنة تنهي الرحيل ، أو فيا بئس المآلا ، وحسبنا من كل ذلك ، رفقة الله تعالى ، رحلتي كانت له ، سبحانه حاز الجلالة ، ظلّه في يوم عرض خير حالة ، يستظل بظلّه من طابق الفعل مقاله ، وأثقل الكيل فعاله ، فهو ناجٍ لا محالة ، من دياجير الضلالة ، له الوصول بلا إطالة ، وما سعاه اليوم ناله ، رحلة ساقت مناله ، واكتسى منها جماله ...

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • بندر العيفان
    04-23-2024 01:18 مساءً
    تستمر الحياه في ظل كل الظروف ونحن ننتهي عند تقاطعات الطريق ويبقى الاثر مع استمرار الحياة
أكثر