نستأنف الرحلة ، فأين المرتحل ..
عند النظر لطبيعة الحياة ، وروتينها ، نجد أنها لكل شخص منا بمثابة رحلة ، وسيقضيها حتى تنتهي ، راغبا كان أم مرغما ، راضيا كان أم مُكرها ...
فمن أحسن النظر وأمعن فيه ، وأدرك حقيقتها وما تظهره وتخفيه ، لأجاد خوضها ، وأباد غيضها ، وزاد فيضها ، وجاب أرضها ، بطولها وعرضها ، وأقام فرضها ، وجنى من يابسها أضعاف ما يجود به غيضها ...
وهكذا نحن ، نرتحل بأمرها ، وإن كنا نرتجل بسيرها ، رجالها كنسائها في هذا ، و مواشيها مثل طيرها ، ولنا منها نصيب ، بِشَرّها قبل خيرها ، وليس بيدنا إيقافها ولا نتحكم بطريقة سيرها ، وإن نحن أدركنا سرّها ، وفككنا شفرتها ، لارتحنا في حضرتها ، وخضنا بها رحلتنا ، بل هي بالحقيقة رحلتها ...
فانظر كيف هي رحلتك بها ، وإلى أين ستوجهك ستمضي ، فاجمع رحالك ونفذ أمرها ، واستعن بمواردها وقدراتك في خوض غمرها ...
وكلنا نفعل ، شئنا أم أبينا ، حتى وإن اعترضنا ، نجدنا قد مضينا ، ونعود صاغرين وبحكمها قد رضينا ...
وخلال تلك الرحلة ، نضع لأنفسنا أهدافا ونسعى جاهدين لإنجازها ، بحقيقة الإنجاز فلا يرضينا مجازها ، مكتملة كما أردنا ، فليس يقنعنا إيجازها ، وقد تعجزنا ولكن لا يسعنا إعجازها ، وقد أعطتنا الحق بذلك ، وفتحت لنا في السعي أبوابا لنجتازها ، وقد نمضي في واجب الأمور ، ولن نهمل جوازها ، وقد ندرك أهدافنا ، وقد تعود أكفنا خالية الوفاض ، خائبة على أعجازها ...
ومع ذلك لا هي ستتوقف عن دفعنا ، ولا نحن سنتوقف عن ردعها ، وستظل تشارك في دعمنا ، حتى نتمكن من عمارتها وزرعها ، أو نتركها ولن تبكي على موتنا ، وسيستمر بغيرنا سيرها ، ولن تحفظ اسما في ذكرها ، إلا لمن حفر اسمه في سجلها ، وترك لنفسه ذكرا عليه يدلها ...
فإن أجبرتنا العوائق على الوقوف ، فتعطلت رحلتنا ، فلا بأس أن نتوقف ، فقد تكون رغبت في أن تمتحنا ، في بعض الظروف ، فالحجاب أمامها مكشوف ، وهي من سيحكم وبأمر الإله ، من يستحق البقاء لتدعمه ، ومن سيظل بجهله يلهث و يطوف ، فلا هو سيصل ، ولن يعود ، وسيخضع رغم الأنوف ...
فهي الحياة ...
تدفعنا فنتقدم ، وتردعنا فنتحطم ، وقد ترضينا فَنتَبَسَّم ، وقد تعطينا فنَتَحَكَّم ، وقد تحرمنا فنَتَهَكَّم ، وقد تعجزنا فنتألم ، قد نسكت وقد نتكلم ، قد نجهل وقد نتعلم ، وقد نحارب وقد نستسلم ، وقد نصفو وقد نستلئم ، وقد نفهم وقد نستفهم ... .
وستظل هي الحياة ...
رحلة فيها سنقطع ، إن تباطأنا ستسرع ، إن تخاذلنا ستردع ، والقوي بها سيخضع ، ليست القوة بأذرع ، إن بدت لا ليس تنفع ، وحده العقل سيشفع ، إن جعلت النفس تقنع ، عن هواها كنت تمنع ، لست تعطيها فتشبع ، لست تمنعها فتقبع ، إن طغت في الحال ترفع ، إن تمادت أنت تردع ، إن أطاعت منك تسمع ، فالصفاء بها مقنع ، إن بدا فينا وأمتع ، صار ضوء الفجر أسطع ، في ظلام الليل يخشع ، نوره في العين أنصع ، للجمال بها سيجمع ، والأصيل بها سيلمع ، ليس زيفا منه ينبع ، دربها بالخير يقطع ، فهو للراضين منبع ، بالعيون تصير أوضع ، لست أخشاها لأدفع ، لست طفلا لست أرضع ، سيدا للنفس أصفع ، وهي ( دنيا ) إن وصفت فذاك أقنع ...
نعبرها وهي تراقب ذاك المسير ...
ونأملها ولنا تصاحب في المسير ...
ونخدمها ، ولا ندري ما المصير ...
فكلنا عبدٌ أسير ، والمضيّ بها عسير ، إرضاؤها أمر خطير ، ولتكن فيها جدير ، لا تظل بها حسير ...
فهي العبور بلا إقامة ، بها المرور فلا استدامة ، بالغرور بها ندامة ، للسرور بها علامة ، نفسنا فيها الملامة ، فاحظ فيها باستقامة ، كي تغادر في سلامة ، وانتظر يوم القيامة ، مشرقا وجها وهامة ، من تركها خلفه ، لن تعود تُرى أمامه ، هو عاليقين بنى كلامه ، دينه زاح الغمامة ، فاستعاد حياته ، أمسك لجامه ، واستهل مسيره مثل النعامة ، طائرا حدو اليمامة ، نال ما كانت مرامه ، تلك الحكاية كلها ، رحلة فيها كرامة ، فارتحل ، أو فدعها واستقل ، وبلا ملامة ...
جسدا تجمع حطامه ، قلبه قائد خطامه ، طال للدنيا خصامه ، مجريا فيها حسامه ، رافعا دوما وسامه ، للجنان عدا لجامه ، دون كيّ أو حجامة ، بالحلال نسى حرامه ، مظهرا فيها صرامة ، وقضى فيها صيامه ، وبنى بيتا أقامه ، دينه كان الدعامة ، فالأساس به سلامة ، والعماد له عمامة ..
رحلة فيها بسالة ، إذ بدت فيها خصاله ، فاستحق وصالها ولها وِصَاله ، جال فيها جهده ، والجهد صالَ ، فهو المسيطر حينها ، ليس قصرا إن بنى ، للستر فيها يكفه حجرة وصالة ، للسير فيها كفّه إن عاقه حجر أزاله ، للقبر فيها كهفه كانت دلالة ، وعلى السراط مسيره عدوا غزالا ، ليتنا كنا وكانت رحلة ، حيث السلال برحلنا مُلِئت غِلالا ، جمة ليست قِلالا ، فيها الإجابة ، حينما تطرح سؤالا ، لست تقوى ، ليس للعذر مجالا ، والهروب غدا محالا ، جنة تنهي الرحيل ، أو فيا بئس المآلا ، وحسبنا من كل ذلك ، رفقة الله تعالى ، رحلتي كانت له ، سبحانه حاز الجلالة ، ظلّه في يوم عرض خير حالة ، يستظل بظلّه من طابق الفعل مقاله ، وأثقل الكيل فعاله ، فهو ناجٍ لا محالة ، من دياجير الضلالة ، له الوصول بلا إطالة ، وما سعاه اليوم ناله ، رحلة ساقت مناله ، واكتسى منها جماله ...
فمن أحسن النظر وأمعن فيه ، وأدرك حقيقتها وما تظهره وتخفيه ، لأجاد خوضها ، وأباد غيضها ، وزاد فيضها ، وجاب أرضها ، بطولها وعرضها ، وأقام فرضها ، وجنى من يابسها أضعاف ما يجود به غيضها ...
وهكذا نحن ، نرتحل بأمرها ، وإن كنا نرتجل بسيرها ، رجالها كنسائها في هذا ، و مواشيها مثل طيرها ، ولنا منها نصيب ، بِشَرّها قبل خيرها ، وليس بيدنا إيقافها ولا نتحكم بطريقة سيرها ، وإن نحن أدركنا سرّها ، وفككنا شفرتها ، لارتحنا في حضرتها ، وخضنا بها رحلتنا ، بل هي بالحقيقة رحلتها ...
فانظر كيف هي رحلتك بها ، وإلى أين ستوجهك ستمضي ، فاجمع رحالك ونفذ أمرها ، واستعن بمواردها وقدراتك في خوض غمرها ...
وكلنا نفعل ، شئنا أم أبينا ، حتى وإن اعترضنا ، نجدنا قد مضينا ، ونعود صاغرين وبحكمها قد رضينا ...
وخلال تلك الرحلة ، نضع لأنفسنا أهدافا ونسعى جاهدين لإنجازها ، بحقيقة الإنجاز فلا يرضينا مجازها ، مكتملة كما أردنا ، فليس يقنعنا إيجازها ، وقد تعجزنا ولكن لا يسعنا إعجازها ، وقد أعطتنا الحق بذلك ، وفتحت لنا في السعي أبوابا لنجتازها ، وقد نمضي في واجب الأمور ، ولن نهمل جوازها ، وقد ندرك أهدافنا ، وقد تعود أكفنا خالية الوفاض ، خائبة على أعجازها ...
ومع ذلك لا هي ستتوقف عن دفعنا ، ولا نحن سنتوقف عن ردعها ، وستظل تشارك في دعمنا ، حتى نتمكن من عمارتها وزرعها ، أو نتركها ولن تبكي على موتنا ، وسيستمر بغيرنا سيرها ، ولن تحفظ اسما في ذكرها ، إلا لمن حفر اسمه في سجلها ، وترك لنفسه ذكرا عليه يدلها ...
فإن أجبرتنا العوائق على الوقوف ، فتعطلت رحلتنا ، فلا بأس أن نتوقف ، فقد تكون رغبت في أن تمتحنا ، في بعض الظروف ، فالحجاب أمامها مكشوف ، وهي من سيحكم وبأمر الإله ، من يستحق البقاء لتدعمه ، ومن سيظل بجهله يلهث و يطوف ، فلا هو سيصل ، ولن يعود ، وسيخضع رغم الأنوف ...
فهي الحياة ...
تدفعنا فنتقدم ، وتردعنا فنتحطم ، وقد ترضينا فَنتَبَسَّم ، وقد تعطينا فنَتَحَكَّم ، وقد تحرمنا فنَتَهَكَّم ، وقد تعجزنا فنتألم ، قد نسكت وقد نتكلم ، قد نجهل وقد نتعلم ، وقد نحارب وقد نستسلم ، وقد نصفو وقد نستلئم ، وقد نفهم وقد نستفهم ... .
وستظل هي الحياة ...
رحلة فيها سنقطع ، إن تباطأنا ستسرع ، إن تخاذلنا ستردع ، والقوي بها سيخضع ، ليست القوة بأذرع ، إن بدت لا ليس تنفع ، وحده العقل سيشفع ، إن جعلت النفس تقنع ، عن هواها كنت تمنع ، لست تعطيها فتشبع ، لست تمنعها فتقبع ، إن طغت في الحال ترفع ، إن تمادت أنت تردع ، إن أطاعت منك تسمع ، فالصفاء بها مقنع ، إن بدا فينا وأمتع ، صار ضوء الفجر أسطع ، في ظلام الليل يخشع ، نوره في العين أنصع ، للجمال بها سيجمع ، والأصيل بها سيلمع ، ليس زيفا منه ينبع ، دربها بالخير يقطع ، فهو للراضين منبع ، بالعيون تصير أوضع ، لست أخشاها لأدفع ، لست طفلا لست أرضع ، سيدا للنفس أصفع ، وهي ( دنيا ) إن وصفت فذاك أقنع ...
نعبرها وهي تراقب ذاك المسير ...
ونأملها ولنا تصاحب في المسير ...
ونخدمها ، ولا ندري ما المصير ...
فكلنا عبدٌ أسير ، والمضيّ بها عسير ، إرضاؤها أمر خطير ، ولتكن فيها جدير ، لا تظل بها حسير ...
فهي العبور بلا إقامة ، بها المرور فلا استدامة ، بالغرور بها ندامة ، للسرور بها علامة ، نفسنا فيها الملامة ، فاحظ فيها باستقامة ، كي تغادر في سلامة ، وانتظر يوم القيامة ، مشرقا وجها وهامة ، من تركها خلفه ، لن تعود تُرى أمامه ، هو عاليقين بنى كلامه ، دينه زاح الغمامة ، فاستعاد حياته ، أمسك لجامه ، واستهل مسيره مثل النعامة ، طائرا حدو اليمامة ، نال ما كانت مرامه ، تلك الحكاية كلها ، رحلة فيها كرامة ، فارتحل ، أو فدعها واستقل ، وبلا ملامة ...
جسدا تجمع حطامه ، قلبه قائد خطامه ، طال للدنيا خصامه ، مجريا فيها حسامه ، رافعا دوما وسامه ، للجنان عدا لجامه ، دون كيّ أو حجامة ، بالحلال نسى حرامه ، مظهرا فيها صرامة ، وقضى فيها صيامه ، وبنى بيتا أقامه ، دينه كان الدعامة ، فالأساس به سلامة ، والعماد له عمامة ..
رحلة فيها بسالة ، إذ بدت فيها خصاله ، فاستحق وصالها ولها وِصَاله ، جال فيها جهده ، والجهد صالَ ، فهو المسيطر حينها ، ليس قصرا إن بنى ، للستر فيها يكفه حجرة وصالة ، للسير فيها كفّه إن عاقه حجر أزاله ، للقبر فيها كهفه كانت دلالة ، وعلى السراط مسيره عدوا غزالا ، ليتنا كنا وكانت رحلة ، حيث السلال برحلنا مُلِئت غِلالا ، جمة ليست قِلالا ، فيها الإجابة ، حينما تطرح سؤالا ، لست تقوى ، ليس للعذر مجالا ، والهروب غدا محالا ، جنة تنهي الرحيل ، أو فيا بئس المآلا ، وحسبنا من كل ذلك ، رفقة الله تعالى ، رحلتي كانت له ، سبحانه حاز الجلالة ، ظلّه في يوم عرض خير حالة ، يستظل بظلّه من طابق الفعل مقاله ، وأثقل الكيل فعاله ، فهو ناجٍ لا محالة ، من دياجير الضلالة ، له الوصول بلا إطالة ، وما سعاه اليوم ناله ، رحلة ساقت مناله ، واكتسى منها جماله ...