ظلال الكلمات ، وضلالها ..
استوقفتني كثيرا بعض العبارات التي يصف بها الأشخاص في تعليقاتهم على تلك الفترة التي تمثل فترة الانتقال من شهر رمضان لغيره ، وتخرجهم من طقوسه ، بعد أن خبت ضوؤه ، وغابت شمسه ، وأطفأ سراجه ، وأظلم ناموسه ، ودق جرس العيد ناقوسه ، فأيقظنا من حلم جميل ، ونحن بجهلنا ، وبتلك العبارات صورناه وكأنه كابوسا ، ( وأنا وللأسف منهم ) ، وذلك حين نجيب عمن يسألنا عن حالنا بالعيد بقولنا ، " وعدنا للحياة " ، أو " الان يستقر الوضع " ، أو "مرّ بسلام " ، وكأنه كان أزمة نترصد منها شرا ، ونتوقع ضرا ...
وليس ذاك مصيبا ، وهو في حقيقة الأمر لوصف رمضان معيبا ، بأن صوروه كئيبا ، وهو الحبيب من النفوس قريبا ...
فنحن والله معه كمن كان برحلة في صحراء الحياة ، وما زال يعاني من قسوتها ، ويشتكي شدتها ، ولا يداني صعوباتها ، ويطمع دوما برحمتها ، وها هو يمرُّ بواحة خضراء ، بها ظلٌّ وماء ، ونسيم عليل وصافي الهواء ، فيستظل بها من حر الهجير ، ويروي ظمأه ليقوَ على المسير ، ويجبر جسده الكسير ، ويتزود منه بما يعينه على ما كان ، وما له سيصير ، وهكذا هي الحياة ، وهكذا هو رمضان بها ، فمرورنا به وكأنها حنّت عليه ، واغتنامنا إياه خير انتصار بعد أن سلمتنا إليه ...
أو كمن كان برحلة في خضّم البحر مسارها ، فتارة تستقيم السفينة ، وأخرى تخرج عن مسارها ، وتتلاعب بها أمواج الحياة ، حتى تزعزع أركانها ، ويخور كيانها ، ويُكسر منارها ، فلا يعد يهتدي ربّانها ، ويعجز عن تحديد مكانها ، أو ضمان أمانها ، فجاء رمضان ، فهدأت تلك الرياح ، واستقرت السفينة على بحرٍ بَراح ، وهنأ راكبوها براحة ومراح ، وعادت لهم الأرواح ، وانتهت ظلمة ليلهم ، فقد أشرق برمضان الصباح ، وما إن انتهى وغادرناه ، حتى عاد الجميع للصياح ، ونتوقع ارتفاح النياح ، فلم يعد الأمن بمتاح ، وكأن قبطاننا نسي المهارة في القيادة والملاحة ، فهو اليوم ليس بملّاح ، ولن ينجو إلا من جمع من رمضان غنيمته ، وشحذ طاقته ، وعلت همتّه ، وكان ممن يجيدون في الحياة السباحة ، وهنا يكون النجاح ...
وهكذا هو حالنا مع رمضان والحياة بكل صراحة ، وبلا مزاح ...
فإن كانت الحياة أزمة ، فرمضان كان انفراجها ...
وإن كانت عاصفة ، فهو هدوؤها وجمع خراجها ...
وإن كانت رحلة ، فهو مستقرها و مستودعها ، ومحطة نتزود بها ليحلو لنا إنتاجها ...
وإن كانت حربا ، فهو هدنتها وإيقاف جولاتها ، وحقن دمائنا من سلاحها ، وبانتهائه سنعود لاستئنافها ، وإثارة عجاجها ...
فأحسنوا اختيار المفردات عند صوغ العبارات ...
ووظفوها توظيفا صحيحا في التعليقات ...
وانصفوا رمضان ، - وهيهات أن ننصفه هيهات - ...
فقد مضى ، وليته كان آت ...
فقد انتقلنا من سعة إلى ضيق ...
ومن برد وسلام ، إلى نار وحريق ..
وعاد إلينا الضغط والتخنيق ...
ودخلنا المتاهة من جديد ، وسنضيع بين تغريب وتشريق ، فلم نعد نعرف انتماءنا لأي فريق ، وسنرى ما يعجز العقل عن تحمله ، والقلب عن التصديق ...
وما كل ذلك بوصف رمضان يليق ..
فانظروا لكل شيء بمنظاره ، وضعوه في إطاره ، ولا تخرجوه عن مساره ، وتخرجوا العقل عن أطواره ، وتطيعوا الهوى بقضاء أوطاره ، فليس ذاك يليق بالأمر ومداره ، وكأنكم تخلطون بين جنة القلب وناره ، فلا تميزون بين دقاته التي تدل على زواله ، من تلك التي تشير لاستقراره ...
فقد عادت الحرب لحياتكم ، فاستعدوا لها وهيؤوا القلب للذنب وحصاره ، والجسد في الشهوات سيكون إساره ..
ويا لعظيم الخسارة ...
وليس ذاك مصيبا ، وهو في حقيقة الأمر لوصف رمضان معيبا ، بأن صوروه كئيبا ، وهو الحبيب من النفوس قريبا ...
فنحن والله معه كمن كان برحلة في صحراء الحياة ، وما زال يعاني من قسوتها ، ويشتكي شدتها ، ولا يداني صعوباتها ، ويطمع دوما برحمتها ، وها هو يمرُّ بواحة خضراء ، بها ظلٌّ وماء ، ونسيم عليل وصافي الهواء ، فيستظل بها من حر الهجير ، ويروي ظمأه ليقوَ على المسير ، ويجبر جسده الكسير ، ويتزود منه بما يعينه على ما كان ، وما له سيصير ، وهكذا هي الحياة ، وهكذا هو رمضان بها ، فمرورنا به وكأنها حنّت عليه ، واغتنامنا إياه خير انتصار بعد أن سلمتنا إليه ...
أو كمن كان برحلة في خضّم البحر مسارها ، فتارة تستقيم السفينة ، وأخرى تخرج عن مسارها ، وتتلاعب بها أمواج الحياة ، حتى تزعزع أركانها ، ويخور كيانها ، ويُكسر منارها ، فلا يعد يهتدي ربّانها ، ويعجز عن تحديد مكانها ، أو ضمان أمانها ، فجاء رمضان ، فهدأت تلك الرياح ، واستقرت السفينة على بحرٍ بَراح ، وهنأ راكبوها براحة ومراح ، وعادت لهم الأرواح ، وانتهت ظلمة ليلهم ، فقد أشرق برمضان الصباح ، وما إن انتهى وغادرناه ، حتى عاد الجميع للصياح ، ونتوقع ارتفاح النياح ، فلم يعد الأمن بمتاح ، وكأن قبطاننا نسي المهارة في القيادة والملاحة ، فهو اليوم ليس بملّاح ، ولن ينجو إلا من جمع من رمضان غنيمته ، وشحذ طاقته ، وعلت همتّه ، وكان ممن يجيدون في الحياة السباحة ، وهنا يكون النجاح ...
وهكذا هو حالنا مع رمضان والحياة بكل صراحة ، وبلا مزاح ...
فإن كانت الحياة أزمة ، فرمضان كان انفراجها ...
وإن كانت عاصفة ، فهو هدوؤها وجمع خراجها ...
وإن كانت رحلة ، فهو مستقرها و مستودعها ، ومحطة نتزود بها ليحلو لنا إنتاجها ...
وإن كانت حربا ، فهو هدنتها وإيقاف جولاتها ، وحقن دمائنا من سلاحها ، وبانتهائه سنعود لاستئنافها ، وإثارة عجاجها ...
فأحسنوا اختيار المفردات عند صوغ العبارات ...
ووظفوها توظيفا صحيحا في التعليقات ...
وانصفوا رمضان ، - وهيهات أن ننصفه هيهات - ...
فقد مضى ، وليته كان آت ...
فقد انتقلنا من سعة إلى ضيق ...
ومن برد وسلام ، إلى نار وحريق ..
وعاد إلينا الضغط والتخنيق ...
ودخلنا المتاهة من جديد ، وسنضيع بين تغريب وتشريق ، فلم نعد نعرف انتماءنا لأي فريق ، وسنرى ما يعجز العقل عن تحمله ، والقلب عن التصديق ...
وما كل ذلك بوصف رمضان يليق ..
فانظروا لكل شيء بمنظاره ، وضعوه في إطاره ، ولا تخرجوه عن مساره ، وتخرجوا العقل عن أطواره ، وتطيعوا الهوى بقضاء أوطاره ، فليس ذاك يليق بالأمر ومداره ، وكأنكم تخلطون بين جنة القلب وناره ، فلا تميزون بين دقاته التي تدل على زواله ، من تلك التي تشير لاستقراره ...
فقد عادت الحرب لحياتكم ، فاستعدوا لها وهيؤوا القلب للذنب وحصاره ، والجسد في الشهوات سيكون إساره ..
ويا لعظيم الخسارة ...