• ×
الإثنين 19 مايو 2025

الكل سعيد ، فقد جاء العيد

بواسطة إيمان الحماد 04-09-2024 08:03 صباحاً 104 زيارات
هو يوم الحصادِ ، يوم ينزل الله سبحانه إلى السماء الدنيا ، وبين جنوده من الملائكة ينادي ، وبجموع المصلين بين جنوده يباهي ، ولهم بالقبول يُهادي ، ويشهدهم على مغفرته لكل العبادِ ، ويصبح الفرح بالأحداقِ بادي ، فيعمُّ البَرَّ والبحرَ ، والحرّ والظل ، والجبل والتلّ ، والنهر و السهل ، والهضاب و كل وادي ، فلا مكان لحزن ، أو بكاء ، أو حِداد ...
وها هو زحام العيد يخلط بين رائحٍ و غادٍ ، وبين الزهر و الكادي ، بعطر تفوح منه الأيادي ، وذكر يلوح فوق النّجاد ، فكلُّ تائه يلقاه هادٍ ، وكل دَينٍ مُهيّأٌ للسداد ، بين قلوبٍ استبدلت بغضها بالوداد ، وأصبحت للرقة تُهَادي ، وللفُرقة تعادي ...

هو موعد منتظر ، وفي كل عام يُعاد ، لحظة بدء المزاد ، وتوافد الروّاد ، هو وقت جني الأرباح ، من سوق أسهم لا يعرفه الكساد ، ولا يعتريه الفساد ، ويكتتب فيه كل العباد ، فيتحقق لكلٍّ منهم ما أراد ، فهو يوم الحصاد ، من بين أيام العام ، كان له انفراد ، يرتفع فيه منسوب السعادة باطّراد ، وتصبح قوة الروابط بازدياد ، فلا قطيعة ولا بِعاد ، ولا ذريعة للعنادِ ، ولا وديعة إلا وفكّتها الأيادي ، فأعمالنا اليوم تشهد لنا مع الأشهادِ ، وصيامنا بالأمس يشفع لنا عند الكريم الجواد ، والشياطين في الأصفاد ، حتى تحرَّت الهلالَ هيئة الأرصادِ ، وزفّت التهاني ، برسمٍ ، و ضحكٍ ،وعبارات ضادٍ ..
والكل غدا سعيدا بما جنى ، حتى الطيور به قد غنّت لنا ، والسحائب بالعطايا أمطرت فينا هنا ، ونور الرحمن من الأرض دنا ، فأنسانا كل العنا ، وأبدلنا مُرَّه بألوان السعادة و الهنا ..
وآن لكل مجتهد أن ينعم بما جنى ، و ينزل بما بنى ، وقد استبدل بالغُنا صوت القنا ، فسمعنا صوت هديره لما دَنا ...
فنشيده أنطق الألسنا ، وأهازيجه أطربت الدُنا ، وأنواره أسعدت الأعينا ، وثيابه تجددت ...، وروائحة انتشرت ، والساحات تعطرت ، والجنبات تبخرت ، والطرقات ازدحمت ، والأوقات اختلفت ، وكل الأعمال تأجلت ، والأقوال تنوعت ، والتهاني سُطّرت ، وبين الناس انتقلت ، للمعرفة ما اشترطت ، عن أصلهم ما سألت ، لجنسهم ما فرّقت ، فكلنا اليوم سواء ...
دُعِينا ولبينا النداء ، رجالٌ ونساء ، صغارٌ وأشدّاء ، المرضى قبل الأصحاء ، فقراء مع أغنياء ، أغراب و أقرباء ، فالكل جاء ، جئنا كما أمر الإله ، وكيف شاء ، فهل بعد هذا الجمع جمعٌ ؟؟ ، وهل مثل هذا السخاء سخاء ؟؟ ..
وتلك حكاية عيدنا ، من شروق فجره حتى المساء ، من الألف تُروى وحتى الياء ، فكل عيدٍ والجميع مُنَعّم بالخير ، حافل بالهناء ، وكل عامٍ والأنام حضورهم واصلٌ من الفلاة إلى السماء ، يحكي لنا قصص الوفاء ، يروي الحكاية مبتداها من هنا ، وفي الخيال نصوغها دون انتهاء ، وذا الختام أحبتي في كل عيدٍ عادنا ، من حيث جاء ، وفي الختام بكل حبٍ أنتهي ، وإلى اللقاء ...

جديد المقالات

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

اعتلت القمة ، وبكل جدارة .. وأصبح من السهل عليها إدارة القمم .. وسارت بكل همة ، فملأتنا إثارة...

أسلوب فعال في التواصل والنقد البنّاء في بيئة العمل والتعليم والتفاعل اليومي، كثيراً ما نواجه...

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

أكثر