عدنا والعَودُ أحمدٌ
أيُّ مواضع تلك التي نضع أنفسنا فيها أحيانا بجهلنا ، وما تلك التشعبات التي نقحم فيها ذاتنا ، ثم نعاقبها على جُرمنا ، وأي طرق شائكة تلك التي نختارها لرحلتنا ، فنتوه بها تنفيذا لأمرنا ، فنضيع باختيارنا ، ونكسر بغفلتنا بالراحة جدارنا ، ونرتكب الذنب ثم نندم ونعود أدراجنا ، وتظل بصمته عالقة وكأنها تتعمد إحراجنا ، ولا خلاص منها إلا نضيء بالتوبة سراجنا ، فيكون منها خلاصنا وبها خراجنا ...
فأي عاقل ذاك الذي يترك الجادّة ، ويسلك طريقا وَاعِرة ...
ويبيع المكسب ، ببضائع خاسرة ..
ويستبدل الطِيب ، بروائح فاسدة ..
ويُعَرِّض نفسه ، لانتقادات قاسية ...
ويرهق نفسه ، بعيون لتحركاته راصدة ...
وما كل ذلك إلا لرغبات في النفس جامحة ، وطلبات من هواها جانحة ، وأفعال يدرك أنها فاضحة ، ولحظات يعرف أنها زائلة ، وسعادة يوقن بأنها زائفة ، فيفعل وهو يشعر بنفسه خائفة ، فتظل بفعلتها على المواجع طائفة ، فهو لا يقف على أرض ثابتة ، بل إنها بضعفها واهنة ، وباهترازاتها به ستظل نفسه هائمة ، وروحه في أوجاعه عائمة ، ويرتكز على أمور مائلة ، ويبحث عن مشاعر ليس لها نائلة ، فيده لها ليست طائلة ، فهناك حواجز لها حائلة ، ولن تكون أمامه ماثلة ، وتظل النفس عنها سائلة ، ولنفسها إن صَحَت ستكون نظراتها قاتلة ، وعبراتها قائلة ، وعن فِعالها متسائلة ..
إلى أين ستصلين ؟؟ ، وعلام ستحصلين ؟؟ ، هل أدركتِ أم ستظلي تنكرين ؟؟ ، هل ستتوقفي ، أم ستواصلين ؟؟
تساؤلات دون إجابة ..
وهمهمات تُكْثر عتابه ...
وصيحاتٌ فيها كآبة ...
وجنباتٌ كأنها غابة ...
فلا يدري ، ما أصابه ؟؟
ومن كل ذلك ، ما نابه ؟؟
فقد فاق و أدرك سرابه ..
فقام يستجمع ثيابه ...
وحام يستفتح بابه ...
وهام يستمطر سحابه ..
ليته ينقذ نفسه من أنيابه ..
وليته يعود لرشده بعد طول غيابه ..
فاق من غيبوبته ، وأدرك حقيقته ...
وعزم على أن يعود ...
وجزم على ألا يترك أهواءه له تقود ...
وحسم كل البنود ، وهدم كل شكٍ موجود ..
وانزوى يبحث جاهدا عن المفقود ..
فقد جلب لنفسه الداء ونسي الدواء ..
وغلبت عليه شِقوته ، فأمسى في شقاء ..
ورغب بتحقيق شهوته ، فذاق البلاء ...
وحاول تنميق فعلته ، فلم ينفع معها الطلاء ...
فطلب تدقيق رغبته ، فكان في الأمر غباء ..
فلن يخفي أَدِلَّته ، فقد كظّت بها الأرجاء ..
وقد فضحته ذِلّته ، حين نطقت بلا عناء ..
وكأنه يشير إلى تهمته ، فقد حان وقت القضاء ..
والان ...
عرف أنه الجاني ، وقد جنى على نفسه ..
وذرف دمع الندم ، وقد أدمى بها رمسه ..
وكأنه عاد من العدم ، ليلقى يومه في أمسه ...
فإن أطلقت نفسه سراحها ، فقد يحلو له حبسه ..
وإن أشرقت شمس صباحها ، فقد سمع أنين حسّه ...
فمسح دمعة هو صاحبها ، ومحى قصة هو كاتبها ، وهجر ذنوبا هو جالبها ، وطلب المغفرة فقد غدا صاحبها ، ومن كل قلبه راغبها ...
فقد أدرك حقيقة الأمر ، وعرف أن هوى النفس شر ، فوضع النقطة وعاد لأول السطر ، وهي نعمة تستحق الشكر ، فهو العَود المحمود ، بلا شرط ولا قيود ، وليتنا كلنا عن الذنب نعود ...
فأي عاقل ذاك الذي يترك الجادّة ، ويسلك طريقا وَاعِرة ...
ويبيع المكسب ، ببضائع خاسرة ..
ويستبدل الطِيب ، بروائح فاسدة ..
ويُعَرِّض نفسه ، لانتقادات قاسية ...
ويرهق نفسه ، بعيون لتحركاته راصدة ...
وما كل ذلك إلا لرغبات في النفس جامحة ، وطلبات من هواها جانحة ، وأفعال يدرك أنها فاضحة ، ولحظات يعرف أنها زائلة ، وسعادة يوقن بأنها زائفة ، فيفعل وهو يشعر بنفسه خائفة ، فتظل بفعلتها على المواجع طائفة ، فهو لا يقف على أرض ثابتة ، بل إنها بضعفها واهنة ، وباهترازاتها به ستظل نفسه هائمة ، وروحه في أوجاعه عائمة ، ويرتكز على أمور مائلة ، ويبحث عن مشاعر ليس لها نائلة ، فيده لها ليست طائلة ، فهناك حواجز لها حائلة ، ولن تكون أمامه ماثلة ، وتظل النفس عنها سائلة ، ولنفسها إن صَحَت ستكون نظراتها قاتلة ، وعبراتها قائلة ، وعن فِعالها متسائلة ..
إلى أين ستصلين ؟؟ ، وعلام ستحصلين ؟؟ ، هل أدركتِ أم ستظلي تنكرين ؟؟ ، هل ستتوقفي ، أم ستواصلين ؟؟
تساؤلات دون إجابة ..
وهمهمات تُكْثر عتابه ...
وصيحاتٌ فيها كآبة ...
وجنباتٌ كأنها غابة ...
فلا يدري ، ما أصابه ؟؟
ومن كل ذلك ، ما نابه ؟؟
فقد فاق و أدرك سرابه ..
فقام يستجمع ثيابه ...
وحام يستفتح بابه ...
وهام يستمطر سحابه ..
ليته ينقذ نفسه من أنيابه ..
وليته يعود لرشده بعد طول غيابه ..
فاق من غيبوبته ، وأدرك حقيقته ...
وعزم على أن يعود ...
وجزم على ألا يترك أهواءه له تقود ...
وحسم كل البنود ، وهدم كل شكٍ موجود ..
وانزوى يبحث جاهدا عن المفقود ..
فقد جلب لنفسه الداء ونسي الدواء ..
وغلبت عليه شِقوته ، فأمسى في شقاء ..
ورغب بتحقيق شهوته ، فذاق البلاء ...
وحاول تنميق فعلته ، فلم ينفع معها الطلاء ...
فطلب تدقيق رغبته ، فكان في الأمر غباء ..
فلن يخفي أَدِلَّته ، فقد كظّت بها الأرجاء ..
وقد فضحته ذِلّته ، حين نطقت بلا عناء ..
وكأنه يشير إلى تهمته ، فقد حان وقت القضاء ..
والان ...
عرف أنه الجاني ، وقد جنى على نفسه ..
وذرف دمع الندم ، وقد أدمى بها رمسه ..
وكأنه عاد من العدم ، ليلقى يومه في أمسه ...
فإن أطلقت نفسه سراحها ، فقد يحلو له حبسه ..
وإن أشرقت شمس صباحها ، فقد سمع أنين حسّه ...
فمسح دمعة هو صاحبها ، ومحى قصة هو كاتبها ، وهجر ذنوبا هو جالبها ، وطلب المغفرة فقد غدا صاحبها ، ومن كل قلبه راغبها ...
فقد أدرك حقيقة الأمر ، وعرف أن هوى النفس شر ، فوضع النقطة وعاد لأول السطر ، وهي نعمة تستحق الشكر ، فهو العَود المحمود ، بلا شرط ولا قيود ، وليتنا كلنا عن الذنب نعود ...