طيف أمي ، ضيف يومي
إن كانت استراتيجية العالم اليوم ، أن يَخُصّ كل أمر بيوم ، فيسلط الأضواء عليه ، ويلفت الأنظار إليه ، وتدور الأحداث حواليه ، إلا أننا نظلم بعض الأمور حين نحصرها ، وعلى أيامها نقصرها ، ونكاد في غيره لا نذكرها ، وكان حقا لها أن ننصرها ، وفي يومها وغيره نُظهِرها ...
وليس أعظم من الأم كي نشكرها ، وفي كل لحظاتنا نكرمها ...
هي نبع الحياة ، فكيف لا نحسن رفدها ، ونرفدها ...
وهي صدر الحنان ، فكيف لا نهرب لها ، ونقصدها ..
وهي أرض الأمان ، فكيف لا نهنأ بها ، براحة من بذرها نحصدها ..
وهي لحن الوجود ، فكيف لا نطرب بها ، حين نتغنى لِنُطرِبها ...
وهي قصيدة حب ، فكيف لا نطلب سماعها ، وننشدها ...
وهي حكاية عشق ، فكيف لا نكتب أحداثها ، ونرويها ...
وهي غيمة عطاء ، فكيف لا نستمطرها ، ونُجرِيها ..
وهي روضةٌ غنّاء ، فكيف لا نزرعها حبا ، ونسقيها ...
لننعم في أحضانها ، ونكبر في روابيها ...
ويا لهناء من كان نهرها حوله جاري ، وخيرها بين يديه ساري ، وصوتها في أذنيه يصدح ، وحسُّها لكل حياته يشرح ، ووجهها برؤيته يفرح ، وهو يلهو حولها ويمرح ، ويراها كلما الوقت يسمح ، وعلى يديها طلبا للرضا يمسح ، ولكل أوجه البرّ إن جاد يمنح ، وبكل مكان حوله لِطَيْفِها يلمح ، وكأن ظلالها بالكون تسرح ..
وعزائي لمن يتجدد إحساسه بفقدها مع كل ذكرى ، وفي يومها تأتي الذكريات تَترى ، وهي بالذكر أحرى ، وهو بالفقد أدرى ، فكيف لجرحه أن يبرأ ، وكيف لفرحه أن يبدأ ، وكيف لطرحه أن يُقرأ ، وقد سبقه حزنه وعمّا فيه أنبأ ، فبات القلب بدمعه يصدأ...
ولا لوم عليه ، فهو بفقدها قد فقد ناظِرَيه ، وبِبُعدِها ابتعد النور عن جانِبَيه ...
ولكن ...
هل موتها حقا يقطع معه حبلها ، ويمنع عنه خيرها ، ويُنسيه أمرها ، ويحرمه برّها ..
وهل هذا اليوم لهم دونه ، وهل سيذكرهم وينسونه ، ومن الاحتفال بها بذكرها ، أو برّها سيحرمونه ، وكأنهم بذلك فوق موته يقتلونه ، وفي ضيقه يحبسونه ، وفي همّه يتركونه ، ومن ذكرى أمه فوق حرمانها يحرمونه ...
لا والله ..
بل إن الأموات من أمهاتنا أولى بالذكر ، فموتها لم يقطع حبال الأجر ، وذكرها لا يمنع سؤال الصبر ، وفقدها لا يشفع بترك البرّ ، وهو مازال متاحا بأوجه كُثر ، ولا يخفى على المؤمن الأمر ...
فالعلاقة بها لا تنتهي بغُسلها ، ولا زيارة قبرها ...
فعطاؤنا ينفعها ، وصدقاتنا ترفعها ، ودعاؤنا يصلها ...
فحافظوا على وصلها ، وأسكنوها بالجنة بقصرها ، فاجعل من وقتك نصيبا لها ، واجعل خيرك يشملها ، وبرّك لأعلى منزلة يحملها ، وجميل فعلك يجبر صحيفتها ويكملها ، فتلك أفضل طريقة لتعالج آلام فقدها وتدملها ، وتشارك غيرك بالاحتفال بيومها ، فهي ذكرى وحرّيٌ بك ألا تُهمِلها ، وسيظل معك طيفها ، وستظل تراقبك وتحميك ، وكأنها تركت لك مع حبها قوّة سيفها ..
وليس أعظم من الأم كي نشكرها ، وفي كل لحظاتنا نكرمها ...
هي نبع الحياة ، فكيف لا نحسن رفدها ، ونرفدها ...
وهي صدر الحنان ، فكيف لا نهرب لها ، ونقصدها ..
وهي أرض الأمان ، فكيف لا نهنأ بها ، براحة من بذرها نحصدها ..
وهي لحن الوجود ، فكيف لا نطرب بها ، حين نتغنى لِنُطرِبها ...
وهي قصيدة حب ، فكيف لا نطلب سماعها ، وننشدها ...
وهي حكاية عشق ، فكيف لا نكتب أحداثها ، ونرويها ...
وهي غيمة عطاء ، فكيف لا نستمطرها ، ونُجرِيها ..
وهي روضةٌ غنّاء ، فكيف لا نزرعها حبا ، ونسقيها ...
لننعم في أحضانها ، ونكبر في روابيها ...
ويا لهناء من كان نهرها حوله جاري ، وخيرها بين يديه ساري ، وصوتها في أذنيه يصدح ، وحسُّها لكل حياته يشرح ، ووجهها برؤيته يفرح ، وهو يلهو حولها ويمرح ، ويراها كلما الوقت يسمح ، وعلى يديها طلبا للرضا يمسح ، ولكل أوجه البرّ إن جاد يمنح ، وبكل مكان حوله لِطَيْفِها يلمح ، وكأن ظلالها بالكون تسرح ..
وعزائي لمن يتجدد إحساسه بفقدها مع كل ذكرى ، وفي يومها تأتي الذكريات تَترى ، وهي بالذكر أحرى ، وهو بالفقد أدرى ، فكيف لجرحه أن يبرأ ، وكيف لفرحه أن يبدأ ، وكيف لطرحه أن يُقرأ ، وقد سبقه حزنه وعمّا فيه أنبأ ، فبات القلب بدمعه يصدأ...
ولا لوم عليه ، فهو بفقدها قد فقد ناظِرَيه ، وبِبُعدِها ابتعد النور عن جانِبَيه ...
ولكن ...
هل موتها حقا يقطع معه حبلها ، ويمنع عنه خيرها ، ويُنسيه أمرها ، ويحرمه برّها ..
وهل هذا اليوم لهم دونه ، وهل سيذكرهم وينسونه ، ومن الاحتفال بها بذكرها ، أو برّها سيحرمونه ، وكأنهم بذلك فوق موته يقتلونه ، وفي ضيقه يحبسونه ، وفي همّه يتركونه ، ومن ذكرى أمه فوق حرمانها يحرمونه ...
لا والله ..
بل إن الأموات من أمهاتنا أولى بالذكر ، فموتها لم يقطع حبال الأجر ، وذكرها لا يمنع سؤال الصبر ، وفقدها لا يشفع بترك البرّ ، وهو مازال متاحا بأوجه كُثر ، ولا يخفى على المؤمن الأمر ...
فالعلاقة بها لا تنتهي بغُسلها ، ولا زيارة قبرها ...
فعطاؤنا ينفعها ، وصدقاتنا ترفعها ، ودعاؤنا يصلها ...
فحافظوا على وصلها ، وأسكنوها بالجنة بقصرها ، فاجعل من وقتك نصيبا لها ، واجعل خيرك يشملها ، وبرّك لأعلى منزلة يحملها ، وجميل فعلك يجبر صحيفتها ويكملها ، فتلك أفضل طريقة لتعالج آلام فقدها وتدملها ، وتشارك غيرك بالاحتفال بيومها ، فهي ذكرى وحرّيٌ بك ألا تُهمِلها ، وسيظل معك طيفها ، وستظل تراقبك وتحميك ، وكأنها تركت لك مع حبها قوّة سيفها ..