(هدهدة قلم بأناملِ أم)
يخبرني ابني اليوم بأنه لابد أن أحضر فرح صديقه ،وتصور لي ابنتي من منزلها سفرة عليها مالذ وطاب من الطعام صنعتها دون الاستعانة بي أو مساعدتي ،ويخبرني ابني الآخر بأنه سيتخصص في مجال معين دون الرجوع لي موافقتي،
متى كبر هؤلاء الأطفال ؟!
وكيف مرّ بي العمر هكذا دون أن أشعر !!وكيف أصبح أطفالي كالطيور التي هاجرت عن أعشاشها؟!
كيف مرت طفولتهم هكذا سريعا دون أن أتلذذ بها؟!
تذكرتُ كيف كان ابني الكبير يلهو بمشايته في المنزل ويحاول أن يصل إلى فازةٍ كبيرة مليئة بالزهور ،وكيف كان يصرخ فرحاً حين يصل إليها ويحاول مسكها، وكنت أصرخ عليه غضباً خوفاً من أن يكسرها لماذا لم أفهم حينها أنه يعيش طفولته الجميلة دون أن يدرك مثاليتي في الحفاظ على منزلي ،تذكرتُ حين كانت ابنتي تختار الفساتين ذات الألوان الزاهية المليئة بالورود المتناثرة، وكنت أرفض اختياراتها وأجبرها على الفساتين التي تخلو من ذلك ،لماذا منعتها اختياراتها ؟ فهذا الذي سيجعل لديها استقلالية في قراراتها مستقبلاً، لماذا كنت أقضي الوقت في الحفاظ على نظافة منزلي ومثالية تربيتي؟
إنني استرجع الزمن الآن وأحاول أن أتذكر هل كنت ألعبُ معهم؟
هل كنتُ أضحك معهم ؟
هل كنت أقضي وقتا فوضوياً برفقتهم؟
نعم لقد كنتُ أُلصق لهم لوحات جدارية وملصقات عليها علامات تشير إلى من كان يحافظ منهم على صلواته ويقوم يواجباته لينال الجائزة الشهرية ،وبلى.. تذكرت كنتُ أقرأ لهم قصص الأطفال قبل النوم والتي كانت تحكي لهم عن القيم والأخلاق، نعم لقد كنتُ أفعل ذلك معهم ،ولكن هل هذا يعد لعباً بالنسبة لهم أم أنه تهذيباً لسلوكياتهم ،لا أتذكر إلا أنني كنتُ أريد أن أُنجز مهامي معهم و أطهو لهم طعامهم وأذاكر لهم دروسهم ،ولكنني لا أتذكر أنني كنت اقضي وقتا فوضوياً معهم لمجرد اللعب فقط ،لا أتذكر !!
استرق منهم السمع الآن حين يحكون لإخوتهم الصغار عني ،وكيف أنهم يشبهونني بالأم العسكري التي كان كل شيء لديها بوقتٍ وميزان، وأني كنتُ طوال الوقت مجهدة ومتذمرة أحاول التوفيق بين منزلي وعملي ومسؤوليتهم، استمع إليهم وبودي أن أخبرهم أنه لم أدرك حينها أنه ستمر علي هذه اللحظة التي أكتب فيها الآن،و التي سأدرك فيها أنني لم أكن مستمتعة بطفولتهم ،ولم يخبرني أحد في ذلك الوقت أنه علي أن أستمتع بطفولة أبنائي واستشعر أمومتي، قبل أن يخرجوا عن جناحي ويغادروا سور حديقتي، لم يخبرنى أحدهم انه لا القوانين الصارمة ولا الأوامر الجازمة هي التي ستبقى في ذاكرتهم ولكن كل الذي سيبقى هي تلك اللحظات الفوضوية العشوائية التي ضحكنا فيها كثيراً، ولهونا مرارا،أصغر أبنائي الآن على أعتاب المراهقة هل سيسعفني الوقت لألهو معها ؟
وأتدارك ما أخطأت به مع إخوتها..
أمهات المستقبل.. إنني أخبركم الآن بما لم ينصحني به أحد من قبل استمتعي بطفولة أبنائك وامتني لله على هذه النعمة، وكوني سعيدة جدا لذلك، العبي معهم وتشاغبي ، وصمي أذنك عن أصوات مشاجرتهم ولعبهم ولا تتذمري، فصدقا.. غداً سيسود الصمت بيتك وتتذكري تلك الأيام كما فعلت بي الذكرى الآن..
امنحيهم الوقت الخاص للعبهم وفوضويتهم ، وقبل النوم هلموا جميعاً لترتيب المنزل.
كونوا فقط سعداء، وتخلي عن المثالية لأنه لن يبقى في ذاكرتهم إلا سعادتك.
أنتِ الآن تسجلين معهم تاريخك.
متى كبر هؤلاء الأطفال ؟!
وكيف مرّ بي العمر هكذا دون أن أشعر !!وكيف أصبح أطفالي كالطيور التي هاجرت عن أعشاشها؟!
كيف مرت طفولتهم هكذا سريعا دون أن أتلذذ بها؟!
تذكرتُ كيف كان ابني الكبير يلهو بمشايته في المنزل ويحاول أن يصل إلى فازةٍ كبيرة مليئة بالزهور ،وكيف كان يصرخ فرحاً حين يصل إليها ويحاول مسكها، وكنت أصرخ عليه غضباً خوفاً من أن يكسرها لماذا لم أفهم حينها أنه يعيش طفولته الجميلة دون أن يدرك مثاليتي في الحفاظ على منزلي ،تذكرتُ حين كانت ابنتي تختار الفساتين ذات الألوان الزاهية المليئة بالورود المتناثرة، وكنت أرفض اختياراتها وأجبرها على الفساتين التي تخلو من ذلك ،لماذا منعتها اختياراتها ؟ فهذا الذي سيجعل لديها استقلالية في قراراتها مستقبلاً، لماذا كنت أقضي الوقت في الحفاظ على نظافة منزلي ومثالية تربيتي؟
إنني استرجع الزمن الآن وأحاول أن أتذكر هل كنت ألعبُ معهم؟
هل كنتُ أضحك معهم ؟
هل كنت أقضي وقتا فوضوياً برفقتهم؟
نعم لقد كنتُ أُلصق لهم لوحات جدارية وملصقات عليها علامات تشير إلى من كان يحافظ منهم على صلواته ويقوم يواجباته لينال الجائزة الشهرية ،وبلى.. تذكرت كنتُ أقرأ لهم قصص الأطفال قبل النوم والتي كانت تحكي لهم عن القيم والأخلاق، نعم لقد كنتُ أفعل ذلك معهم ،ولكن هل هذا يعد لعباً بالنسبة لهم أم أنه تهذيباً لسلوكياتهم ،لا أتذكر إلا أنني كنتُ أريد أن أُنجز مهامي معهم و أطهو لهم طعامهم وأذاكر لهم دروسهم ،ولكنني لا أتذكر أنني كنت اقضي وقتا فوضوياً معهم لمجرد اللعب فقط ،لا أتذكر !!
استرق منهم السمع الآن حين يحكون لإخوتهم الصغار عني ،وكيف أنهم يشبهونني بالأم العسكري التي كان كل شيء لديها بوقتٍ وميزان، وأني كنتُ طوال الوقت مجهدة ومتذمرة أحاول التوفيق بين منزلي وعملي ومسؤوليتهم، استمع إليهم وبودي أن أخبرهم أنه لم أدرك حينها أنه ستمر علي هذه اللحظة التي أكتب فيها الآن،و التي سأدرك فيها أنني لم أكن مستمتعة بطفولتهم ،ولم يخبرني أحد في ذلك الوقت أنه علي أن أستمتع بطفولة أبنائي واستشعر أمومتي، قبل أن يخرجوا عن جناحي ويغادروا سور حديقتي، لم يخبرنى أحدهم انه لا القوانين الصارمة ولا الأوامر الجازمة هي التي ستبقى في ذاكرتهم ولكن كل الذي سيبقى هي تلك اللحظات الفوضوية العشوائية التي ضحكنا فيها كثيراً، ولهونا مرارا،أصغر أبنائي الآن على أعتاب المراهقة هل سيسعفني الوقت لألهو معها ؟
وأتدارك ما أخطأت به مع إخوتها..
أمهات المستقبل.. إنني أخبركم الآن بما لم ينصحني به أحد من قبل استمتعي بطفولة أبنائك وامتني لله على هذه النعمة، وكوني سعيدة جدا لذلك، العبي معهم وتشاغبي ، وصمي أذنك عن أصوات مشاجرتهم ولعبهم ولا تتذمري، فصدقا.. غداً سيسود الصمت بيتك وتتذكري تلك الأيام كما فعلت بي الذكرى الآن..
امنحيهم الوقت الخاص للعبهم وفوضويتهم ، وقبل النوم هلموا جميعاً لترتيب المنزل.
كونوا فقط سعداء، وتخلي عن المثالية لأنه لن يبقى في ذاكرتهم إلا سعادتك.
أنتِ الآن تسجلين معهم تاريخك.