كأنه قلم في حبره نار
أنا وقلمي كأننا فارس وسيفه ، أو حارس وكهفه ، أو ناطق وحرفه ، أو طارق لشغفه ، أو كساعٍ نحو هدفه ، أو كراعٍ يهاب جُرفه ، عالخراف ازداد خوفه ، أو كناي تجيد عزفه ، أو خطاب وسط ظَرْفِه ، أو جواب بان ظُرْفِه ، أو عقاب حان صرفه ، أو سلاح لاح طَرْفِه ، أو كديك صاح مفتونا بعُرفه ، أو كتاب غاب نصفه ، أو كَغابٍ هاب عصفه ، أو جِرَاب حسب صنفه ، أو حبيب لاح طيفه ، أو كريم جاد لما جاء ضيفه ، أو حكيم مشرق من تحت سقفه ، أو كغرس حان قطفه ، أو كوالٍ زان عطفه ، أو كعالٍ فوق رفِّه ، أو كغالٍ فاق وصفه ، أو كمقسمٍ ممضيا بالحق حَلْفِه ، معلنا عما بجوفه ، لا يُثْنِه بالأمر خوفه ، طاهر في ظاهر يحكي لنا عما بجوفه ..
ذاك القلم والنظم شَوْفِه ...
ذاك العلم والنور حرفه ...
نحو القمم يعلو بشغفه ...
هو بعضي ونبضي ، هو سقفي وأرضي ، هو نبعي وحوضي ، هو حديقتي وروضي ، هو نافلتي وفرضي ، يغضبني ويعود يرضي ، يستشيرني ببعض قرضي ، ويستثيرني برفض عرضي ، ثم يسبقني بسردي ، ويكون في السباق مُرضٍ ..
محكوم بأمر الدين ، وفي ذاك يفخر ..
ومحمول بركب العقل ، وفي ذاك يظهر ..
ومحفول بدرب العلم ، وبصماته به يحفر ...
ومحصور بحكم العرف ، فهو بالمعروف يحضر ...
لا يعيب غيره ، ومن خصمه لا يسخر ...
لا يستثير أحدا ، وليس للعداوة ينخر ...
لأنه إن فعل ، فهو بيده لنفسه قبرا سيحفر ...
فإما أن يكسبهم ، وإما من طريقهم يحذر ..
لا تموت فكرته ولا تنتحر ، ولا لأفكار غيره ينحر ...
فإن صفا بحره ، ورغب باصطياد الفكرة ، جمع أدواته وأبحر ...
يدافع عن قضيته ، ويحمي نفسه ، ولها إن ضامها أمر سيثأر ...
وكأن القلم مع صاحبه يوم القيامة يُحشر ..
وهذا حالي مع قلمي ، بثثته ما بي وعدت أراقبه وأنظر ...
فإن حركتني بعض الأمور ، تحرك معي ليُسَطِّر ، وإن تهيأتُ لها ، لأظهر ردّة فعلي نحوها أشرت له ليُحَرِّر ، فإن راقت له طار فوق السطور يُحَبِّر ، وإن غاب عني بعضها ، هبَّ مسرعاً ليُذَكِّر ، وإن عجزت عن احتوائها ، أنَبْتُهُ عني ليتولَّى أمرها ولها يُدَبِّر ، فأراه حاكما فيها يُؤَشِّر ، متهللا منها يُكَبِّر ...
فإن عاندته في تفاصيلها ، رأيته وقد تسارع نبضه ، حتى بدا غاضبا يزمجر ، ضاربا على كفِّ يدا ، وهو للجبين مقطبا ومُكَشِّر ، وعن كل القضايا الهامَّة حوله باحثا ليُفَجِّر ، وللأفكار الهادمة مهاجما ليُكَسِّر ، فيكفيه ما كان فيه من القوة أن لِسيئها يُدَمِّر ، ثم غدا معاتبا لناشريها ، ومنهم ساحة الفكر يُطَهِّر ، فَهَمُّه الإصلاح ، وليس الإفصاح ، فليس حريصا على أن بالمخطئ يُشَهِّر ، وليس مهيأً أن للمذنب يُكَفِّر ...
فإن اختلطت الأفكار بذهني ، جاء قلمي يُخَيِّر ، وإن صَعُبَ الاختيار ، كان قلمي جديرا بأن يُقَرِّر ، وأن شككت به ، فساء ظني هبّ ناطقا لِيُبَرِّر ، ولكل لفظ خطّه ، لديه القدرة أن يظهره ، ولكل غموضٍ ظهر فيه كان شارحا وله يُفَسِّر ... .
مدافعا عن فكرته وعلى ذاك يُشْكَر ، ليس متلاعبا بها لِيُحَوِّر ، وليس متسرعا في الأمر وعلى ذاك يُؤجَر ... .
يعرف حدوده فلا يتجاوزها ، فقد وضع لنفسه مساحة ، أحاطها بسياج العقل ، فكان لها يُسَوِّر ، وغرسها بتربة الفضل وكان لها يُصَدِّر ، وسقتها دماء النصل ، فكان دمعه عينا يُسَهِّر ...
وحماها من عيوب الجهل ، وكان منه يُطَهِّر ...
فلا يخوض بأمر إلا وقبلها للطريقة يُحَضِّر ... .
للعقول مقنعا ، وكأنه عليها يسيطر و لها يُخَدِّر ، ليس تحكما بها ، بل هي القدرة على أن لعجزها يَجبُر ، و لكسرها يُجَبِّر ، وللقيم الباقية فيها يُعَمِّر .. .
وللقلوب ممتعا ، وبها قادر على أن يؤثر ..
وبالصفحات مبدعا ، فبها أجمل الأفكار يُصَّوِر .. .
يتقبل النقد ، لحرصه على أن يتخلص من عيوبه ، ولموهبته يُطَوِّر ، وسيظل صامدا حتى يجف حبره ، أو يفنى صاحبه ، ولا أظنه سيتغير ...
ولكن أرجو أن بقرائه يُؤَثِّر ، فإن فعل ؛ فهو حتما لهم سيُغَيِّر ... .
فأنا وهو بذلك نبقى ونكبر ، ولن نطلب من القراء أكثر ... .
فهم زائرينا ، ولقاءهم في أسطر ...
وهم داعمينا ، في جوهر والمظهر ..
ذاك القلم والنظم شَوْفِه ...
ذاك العلم والنور حرفه ...
نحو القمم يعلو بشغفه ...
هو بعضي ونبضي ، هو سقفي وأرضي ، هو نبعي وحوضي ، هو حديقتي وروضي ، هو نافلتي وفرضي ، يغضبني ويعود يرضي ، يستشيرني ببعض قرضي ، ويستثيرني برفض عرضي ، ثم يسبقني بسردي ، ويكون في السباق مُرضٍ ..
محكوم بأمر الدين ، وفي ذاك يفخر ..
ومحمول بركب العقل ، وفي ذاك يظهر ..
ومحفول بدرب العلم ، وبصماته به يحفر ...
ومحصور بحكم العرف ، فهو بالمعروف يحضر ...
لا يعيب غيره ، ومن خصمه لا يسخر ...
لا يستثير أحدا ، وليس للعداوة ينخر ...
لأنه إن فعل ، فهو بيده لنفسه قبرا سيحفر ...
فإما أن يكسبهم ، وإما من طريقهم يحذر ..
لا تموت فكرته ولا تنتحر ، ولا لأفكار غيره ينحر ...
فإن صفا بحره ، ورغب باصطياد الفكرة ، جمع أدواته وأبحر ...
يدافع عن قضيته ، ويحمي نفسه ، ولها إن ضامها أمر سيثأر ...
وكأن القلم مع صاحبه يوم القيامة يُحشر ..
وهذا حالي مع قلمي ، بثثته ما بي وعدت أراقبه وأنظر ...
فإن حركتني بعض الأمور ، تحرك معي ليُسَطِّر ، وإن تهيأتُ لها ، لأظهر ردّة فعلي نحوها أشرت له ليُحَرِّر ، فإن راقت له طار فوق السطور يُحَبِّر ، وإن غاب عني بعضها ، هبَّ مسرعاً ليُذَكِّر ، وإن عجزت عن احتوائها ، أنَبْتُهُ عني ليتولَّى أمرها ولها يُدَبِّر ، فأراه حاكما فيها يُؤَشِّر ، متهللا منها يُكَبِّر ...
فإن عاندته في تفاصيلها ، رأيته وقد تسارع نبضه ، حتى بدا غاضبا يزمجر ، ضاربا على كفِّ يدا ، وهو للجبين مقطبا ومُكَشِّر ، وعن كل القضايا الهامَّة حوله باحثا ليُفَجِّر ، وللأفكار الهادمة مهاجما ليُكَسِّر ، فيكفيه ما كان فيه من القوة أن لِسيئها يُدَمِّر ، ثم غدا معاتبا لناشريها ، ومنهم ساحة الفكر يُطَهِّر ، فَهَمُّه الإصلاح ، وليس الإفصاح ، فليس حريصا على أن بالمخطئ يُشَهِّر ، وليس مهيأً أن للمذنب يُكَفِّر ...
فإن اختلطت الأفكار بذهني ، جاء قلمي يُخَيِّر ، وإن صَعُبَ الاختيار ، كان قلمي جديرا بأن يُقَرِّر ، وأن شككت به ، فساء ظني هبّ ناطقا لِيُبَرِّر ، ولكل لفظ خطّه ، لديه القدرة أن يظهره ، ولكل غموضٍ ظهر فيه كان شارحا وله يُفَسِّر ... .
مدافعا عن فكرته وعلى ذاك يُشْكَر ، ليس متلاعبا بها لِيُحَوِّر ، وليس متسرعا في الأمر وعلى ذاك يُؤجَر ... .
يعرف حدوده فلا يتجاوزها ، فقد وضع لنفسه مساحة ، أحاطها بسياج العقل ، فكان لها يُسَوِّر ، وغرسها بتربة الفضل وكان لها يُصَدِّر ، وسقتها دماء النصل ، فكان دمعه عينا يُسَهِّر ...
وحماها من عيوب الجهل ، وكان منه يُطَهِّر ...
فلا يخوض بأمر إلا وقبلها للطريقة يُحَضِّر ... .
للعقول مقنعا ، وكأنه عليها يسيطر و لها يُخَدِّر ، ليس تحكما بها ، بل هي القدرة على أن لعجزها يَجبُر ، و لكسرها يُجَبِّر ، وللقيم الباقية فيها يُعَمِّر .. .
وللقلوب ممتعا ، وبها قادر على أن يؤثر ..
وبالصفحات مبدعا ، فبها أجمل الأفكار يُصَّوِر .. .
يتقبل النقد ، لحرصه على أن يتخلص من عيوبه ، ولموهبته يُطَوِّر ، وسيظل صامدا حتى يجف حبره ، أو يفنى صاحبه ، ولا أظنه سيتغير ...
ولكن أرجو أن بقرائه يُؤَثِّر ، فإن فعل ؛ فهو حتما لهم سيُغَيِّر ... .
فأنا وهو بذلك نبقى ونكبر ، ولن نطلب من القراء أكثر ... .
فهم زائرينا ، ولقاءهم في أسطر ...
وهم داعمينا ، في جوهر والمظهر ..