• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

كأنه قلم في حبره نار

بواسطة إيمان الحماد 01-19-2024 02:49 مساءً 44 زيارات
أنا وقلمي كأننا فارس وسيفه ، أو حارس وكهفه ، أو ناطق وحرفه ، أو طارق لشغفه ، أو كساعٍ نحو هدفه ، أو كراعٍ يهاب جُرفه ، عالخراف ازداد خوفه ، أو كناي تجيد عزفه ، أو خطاب وسط ظَرْفِه ، أو جواب بان ظُرْفِه ، أو عقاب حان صرفه ، أو سلاح لاح طَرْفِه ، أو كديك صاح مفتونا بعُرفه ، أو كتاب غاب نصفه ، أو كَغابٍ هاب عصفه ، أو جِرَاب حسب صنفه ، أو حبيب لاح طيفه ، أو كريم جاد لما جاء ضيفه ، أو حكيم مشرق من تحت سقفه ، أو كغرس حان قطفه ، أو كوالٍ زان عطفه ، أو كعالٍ فوق رفِّه ، أو كغالٍ فاق وصفه ، أو كمقسمٍ ممضيا بالحق حَلْفِه ، معلنا عما بجوفه ، لا يُثْنِه بالأمر خوفه ، طاهر في ظاهر يحكي لنا عما بجوفه ..
ذاك القلم والنظم شَوْفِه ...
ذاك العلم والنور حرفه ...
نحو القمم يعلو بشغفه ...

هو بعضي ونبضي ، هو سقفي وأرضي ، هو نبعي وحوضي ، هو حديقتي وروضي ، هو نافلتي وفرضي ، يغضبني ويعود يرضي ، يستشيرني ببعض قرضي ، ويستثيرني برفض عرضي ، ثم يسبقني بسردي ، ويكون في السباق مُرضٍ ..

محكوم بأمر الدين ، وفي ذاك يفخر ..
ومحمول بركب العقل ، وفي ذاك يظهر ..
ومحفول بدرب العلم ، وبصماته به يحفر ...
ومحصور بحكم العرف ، فهو بالمعروف يحضر ...
لا يعيب غيره ، ومن خصمه لا يسخر ...
لا يستثير أحدا ، وليس للعداوة ينخر ...
لأنه إن فعل ، فهو بيده لنفسه قبرا سيحفر ...
فإما أن يكسبهم ، وإما من طريقهم يحذر ..
لا تموت فكرته ولا تنتحر ، ولا لأفكار غيره ينحر ...
فإن صفا بحره ، ورغب باصطياد الفكرة ، جمع أدواته وأبحر ...
يدافع عن قضيته ، ويحمي نفسه ، ولها إن ضامها أمر سيثأر ...
وكأن القلم مع صاحبه يوم القيامة يُحشر ..

وهذا حالي مع قلمي ، بثثته ما بي وعدت أراقبه وأنظر ...
فإن حركتني بعض الأمور ، تحرك معي ليُسَطِّر ، وإن تهيأتُ لها ، لأظهر ردّة فعلي نحوها أشرت له ليُحَرِّر ، فإن راقت له طار فوق السطور يُحَبِّر ، وإن غاب عني بعضها ، هبَّ مسرعاً ليُذَكِّر ، وإن عجزت عن احتوائها ، أنَبْتُهُ عني ليتولَّى أمرها ولها يُدَبِّر ، فأراه حاكما فيها يُؤَشِّر ، متهللا منها يُكَبِّر ...

فإن عاندته في تفاصيلها ، رأيته وقد تسارع نبضه ، حتى بدا غاضبا يزمجر ، ضاربا على كفِّ يدا ، وهو للجبين مقطبا ومُكَشِّر ، وعن كل القضايا الهامَّة حوله باحثا ليُفَجِّر ، وللأفكار الهادمة مهاجما ليُكَسِّر ، فيكفيه ما كان فيه من القوة أن لِسيئها يُدَمِّر ، ثم غدا معاتبا لناشريها ، ومنهم ساحة الفكر يُطَهِّر ، فَهَمُّه الإصلاح ، وليس الإفصاح ، فليس حريصا على أن بالمخطئ يُشَهِّر ، وليس مهيأً أن للمذنب يُكَفِّر ...

فإن اختلطت الأفكار بذهني ، جاء قلمي يُخَيِّر ، وإن صَعُبَ الاختيار ، كان قلمي جديرا بأن يُقَرِّر ، وأن شككت به ، فساء ظني هبّ ناطقا لِيُبَرِّر ، ولكل لفظ خطّه ، لديه القدرة أن يظهره ، ولكل غموضٍ ظهر فيه كان شارحا وله يُفَسِّر ... .
مدافعا عن فكرته وعلى ذاك يُشْكَر ، ليس متلاعبا بها لِيُحَوِّر ، وليس متسرعا في الأمر وعلى ذاك يُؤجَر ... .

يعرف حدوده فلا يتجاوزها ، فقد وضع لنفسه مساحة ، أحاطها بسياج العقل ، فكان لها يُسَوِّر ، وغرسها بتربة الفضل وكان لها يُصَدِّر ، وسقتها دماء النصل ، فكان دمعه عينا يُسَهِّر ...
وحماها من عيوب الجهل ، وكان منه يُطَهِّر ...
فلا يخوض بأمر إلا وقبلها للطريقة يُحَضِّر ... .
للعقول مقنعا ، وكأنه عليها يسيطر و لها يُخَدِّر ، ليس تحكما بها ، بل هي القدرة على أن لعجزها يَجبُر ، و لكسرها يُجَبِّر ، وللقيم الباقية فيها يُعَمِّر .. .
وللقلوب ممتعا ، وبها قادر على أن يؤثر ..
وبالصفحات مبدعا ، فبها أجمل الأفكار يُصَّوِر .. .

يتقبل النقد ، لحرصه على أن يتخلص من عيوبه ، ولموهبته يُطَوِّر ، وسيظل صامدا حتى يجف حبره ، أو يفنى صاحبه ، ولا أظنه سيتغير ...
ولكن أرجو أن بقرائه يُؤَثِّر ، فإن فعل ؛ فهو حتما لهم سيُغَيِّر ... .
فأنا وهو بذلك نبقى ونكبر ، ولن نطلب من القراء أكثر ... .
فهم زائرينا ، ولقاءهم في أسطر ...
وهم داعمينا ، في جوهر والمظهر ..

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر