• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

استراحة محارب

بواسطة إيمان الحماد 11-18-2023 07:22 مساءً 45 زيارات
وهانحن ذا ومنذ أن انطلقت صافرة البداية ، ونحن نبحث عن أفضل الطرق التي توصلنا إلى حيث النهاية ، وليس بالضرورة أن تكون أفضل الطرق أقصرها ، ولا يحدد النتيجة سرعة الوصول بل أتقنها ، وقد تصبح خير النهايات أصعبها ، وأصدق النجاحات أقساها ، وأقوى الخطوات أعتاها ، فلا يعرف حجمها ولا يقاس مداها ...
فهو ليس سباقا كالتي نعهدها ، وليس نزالا كما نشاهدها ، وإن كان له بداية ، ومحددٌ بنهاية ، إلا أن الانطلاق به يكون حسب الغاية ، مضماره ليس واحدا ، وعلى من فيه سيكون لأفعالهم شاهدا ، غريب في حيثياته ، حيث يصل الجميع بنفس الوقت إلى نهاياته ، ولكن وصولهم ليس دليلا على تحقيقهم لمتطلباته ، فقد يصل بعضم ولكنه قد أضاع في طريقه رغباته ، وغلبت على أهدافه شهواته ، فلا يكون وصوله إلا توقفا عن عد خطواته ، وجمودا يحد من حركاته ، وكأنه قَدِم لفرض عضلاته ، فهدم ما كان مبنياً بكثرة عثراته ، فهو مهدد لبقاء الصرح ، بمثله تُنهَى حياته ، فلم ينافس في الوصول باقي لداته ، فانتهت مسيرته بهدم لبِناته ، وضاعت مفاتيحه ، و مُزِقت سنداته ، فعاد لبيته مثقلا بخيباته ، ومهملا جنباته ، فيملأ بأشواك الفشل جنَّاته ، بعد قتل زهور الأمل من سوء تصرفاته ...
وهو سباق منفرد بشكلياته ، حيث تزاحم تفاصيله إحداثياته ، وتتحكم بنتائجه معطياته ، وتؤثر على نجاحه سلبياته ، وقد يُنهِي رحلاته إن ضاعت منه أدواته ، فلن ينفعه بقاؤه إن راح منه ثباته ...
فهو نزال أطرافه أخلاء ليسوا بأعداء ، يصارعون لأجل البقاء في ساحة محكومة بالعلم مزحومة بالعطاء ، سلاحها القلم ، ودرعها العقل ، وساحها الفكر ، وزرعها نور المقل ، يضيء البصر ، ويقود البصيرة ، ومن يسيء البذر ، يعود بأذيال الهزيمة ، ولن يحمل شخص عن غيره أي جريرة ... .
وبكل الأحوال سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه النزال ، ويتوقف حوله كل جدال ، ويفرح المنتصر بما نال ، ويذوي المنهزم بالحال ، وكل هذا بالفعل دون قتال ، والنصر فيه لا يشترى بالمال ، والفخر حاصل ، مع راحة في البال ، والخاسر ظل لحزنه كيّال ، مكانه ثابت في رحلة الأميال ، وريحها تعبث في فكره إن مال ، يحتاج أن يصبح في دربه خيّال ، أو يرجع ليكرر الترحال ... .
وعند هذا الحد ... ، سنتوقف ، ولكننا لن ننتهي ، ومن ظن أنه انتهى ... ، غدا سيندم وعلى حاله يتأسف ، ومن تعب مع وضعه يتكيف ، ومن رغب ، سيكمل ولنفسه يتكلف ، فهي مجرد استراحة ، لا نهاية ، استراحة محارب ، وغدا نكمل البحث عن الرغائب ، ونواصل المسير من كل الجوانب ، ونأمل في غد مشرق بعد أن نبدد من سمائه سود السحائب ، ونملأ بالغلال كبرى الحقائب ، وستصبح ملكنا فليس هناك من يأتي يطالب ، وسيصبح معلما كل من كان للعلم طالب ، ويتقدم المكافح ، فقدره صار عزيزا وهو عن الذل حاجب ، واسمه على الصخر كاتب ، حفره بالجهد اوجب ما كان بالعجز سالب ، فيستلم درعه تفوقا بعد درع المحارب ، ويأتي للقمة لينازع فهو لها مستحق و وعليها جاء يضارب ....

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر