• ×
الجمعة 4 يوليو 2025

نعيشُ على عجَل.

بواسطة مرام الحربي 11-05-2023 09:28 صباحاً 104 زيارات
نعيشُ حياةً سريعة رتيبة لا نفقه مابها على أمل صناعة حياة زرعنا شكلها في مخيّلتنا، نظُن بأنّنا نُعمّر بيوتاً بملاحقة أحلامُنا ونحنُ نهدِم بالإنتظار لذة عيشِ الحياة، نحارب يقيننا خوفاً، نُنمِّي شكوكنا جَهْلاً، نعيشُ وهم غاية الوصول المستمر، ونُعرّي بالعجلَة آمالاً من قلوب كانت تعيشُ على أملٍ سديد سكنَنا وسكنَّاه.
تعرف ماذا يعني أن يعيش إنسان قد كرَّس حياته في مُلاحقة المكاسب دونَ راحة إنسان يعيش العناء مُتمسّك بشدة بثوب الأمل حتّى نفر منه الأمل!
أن يعيش متأمّلاً عجولاً ببقعةَ ضوءٍ مؤقتة لا تلبث أن تختفي سريعاً كضوء الشّمسِ حينَ ينتهي بالغُروب ثم الظّلام الحالِك!
أن يعيش هذا الانسان وقد تبدّد أمله ولم يدنُو أجله فيظل يُصارع البقاء بلا أسلحة فتّاكة ظاهرة، سلاحهُ ناعمٌ خفيّ وهو شعُوره المُلحّ برغبة العيش كريماً، قوياً، سعيداً، هذا أقصى طموحه إن حقّقه! وأيضاً أقسَى طموحه إن لم يُحقّقه.
ولكنّي كانسان مثل الآخرين يلهَث كي يُحقق مايُريد، يلهَث كي يُحدِث في حياته علامة فارقة يُعرف بها، يقسى على نفسه وينسى حياته ويومه ولحظته بل وأحبّته لأجل صناعة حياة رسمها في مُخيّلته يظُن لو حققها أنه كسَب الرّهان من حياته!
ولكنّني أيضاً كانسان قد جرَّب اللَّهث وراء الآمال ونسيَ ماقدّمت يداهُ من أشياء عدّة جميلة أقول: بئسَ ذلك! بئسَ أن نبحث ولا نترك لأنفسنا مجالاً كي نعيش، بئسَ أن نلهث ولا نترك لأرواحنا مجالاً كي تسكُن وتستريح.
بئسَ أن نُشكّك جهلاً بقيمة مازرعناهُ وأن نُميت يقيننا خوفاً فيما حصدناهُ، نخاف لأنّنا نظنّه قليل وأنّ لازال علينا أن نزرَع.
نخاف دائماً أنّ مكاسبنا قليلة وحصادُنا ضئيل، وأنّ علينا زرع الكثير بهوَس حتّى نجني الكثير بهوَس أكبر! نخافُ أنّنا لم نُقدّم بعد، ولم نحصُل على شيء بعد، تُرعبنا فكرة أن نجتهد بِدون ضوضاء الاستعجال ودون العكْف على وهْم الآمال ثم نعيشُ السُّكون ويأتي الحصاد ونجني المكاسب ونصنَع حياةً جميلة بتلك المكاسب، كل ذلك ونحنُ لازلنا نعيش الحيَاة، ونستمتع بها، لم يُلهينا الإجتهاد العاقل عن مُلاحظة سِرْب طيور الصّباح أو عن لذّة قهوَة المساء ولم يُلهينا أيضاً عن تأمُّل تفاصيل صغيرة لذيذة تُنعش اليوم الذي نحنُ فيه وتصنعه! كُل ذلك يكون بتركِ دَاء العجَل، وترك دَاء التعلّق بشراسةٍ بالأمل حتّى فزِع الأمَل.
تأمّل: لماذا لا نحقّق مانُريد ونعلُو ونكسَب ونُنتِج ولكنّ! لا ننسَى أن نعيش الواقع، اللّحظة، لا ننسَى علاقاتنا والأحبّة، نستقطع وقتاً للحياة والحُب والمرَح ولرفاهية الرّوح، لماذا*لا... نعيشُ الحيَاةَ على مهَل!.

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر