• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

بعد الرحيل ...

بواسطة إيمان الحماد 10-27-2023 01:26 مساءً 141 زيارات
هي دار عبور ، ومنها سنرحل ، طال مكوثنا بها أو قصر ، لمن تقدم فيها أو تأخر ، ومن سار فيها واثقا ، وكذلك من تعثر ، ومن انتفع بها سيّان خروجه كمن تضرر ، والموت يأتي حاسما أمره ، وعند مجيئه يقبض ويرحل دون أن يتخيَّر ، فليس بنفسه سيقرّر ... .

ولا أعلم لِمَ تسيطر على ذهني فكرة الرحيل ، ربما اقترب ميعاده ، وقد يكون قد آن أوانه ، وسنتوقف عن المسير ، فكأن ما عشناه لحظة ، وكيف ينفعنا قصير أم طويل ؟ .
أحلامي أصبحت أضغاثا ، ولا أبحث لها تفسيرا ولا أرغب لها تأويل ، فهي صفعات تتوالى ( قومي ، ارجعي ، تنبهي ، واحذري ، وافعلي ولا تفعلي ، توقفي ، صححي ما كان منك طالما مازال هناك مجال للتعديل ) ، وفي كل يوم منها أستيقظ على فاجعة ، وكأني ذاهبة ولست براجعة ، وأشعر أني من حياتي ضائعة ، تهتف الأصوات حولي ولست لها سامعة ، وتهتزّ الأرض تحتي وأنا مكاني قابعة ، وتتطاير أحلامي أمامي ، ولا أراني لها جامعة ، الناس حولي يضحكون ، وأنا عيوني دامعة ، أرى أصنافا من الطعام يهنأ بها الجميع ،وأنا الخاوية الجائعة ، أرى أبنائي وإخوتي ، وأصدقائي وأحبتي ، والغريب وأسرتي ، ولا أشعر أنهم يروني وإن فعلوا فنظراتهم خاطفة ومتسارعة ، هم الوقوف وأنا الوحيدة راكعة ، هم ثابتون وأنا الذليلة خاضعة ، وصارت تلك البصمة في معظم أحلامي شائعة ، أفيق منها على كدر وكأنها قد وقعت الواقعة ، وليست جميع أعمالي صالحة أو نافعة ، فصرت أبحث هائمة ، عما تكون جديرة لتكون عني شافعة ، فلم أجد إلا القليل ، أو الأقل من القليل ، وربما لا شيء مني نافع ، فهو الضياع بعينه ، في ضريم الهاجعة ، ضاقت الدنيا بعيني ، رغم المرامي الواسعة ، هل أشتري طعم الحياة ؟؟ ، وهل سأضمن إن وجدت البائعة ، هل أطلب التأجيل ؟؟ ، وهل يؤجل موعدي إذا أتاني قابض ، فالروح ليست وادعة ، وليس ينفعني البكاء ولا العويل ، فهي المنية إن أتت ، كل الأيادي نازعة ، والنفس ترقى طائعة ، إلى السماء السابعة ...

أين الجسد ؟ أين البيوت ؟ أين الثياب ؟ أين النقود ؟ أتبقى الجواهر لامعة ؟؟!! ..
ذهب الولد ، وطغى السكوت ، فلا إياب ولا ردود ، وحدي بقبري وادعة ... .

لا ليس حلما ، وإن أتاني بالمنام ، فهو الحقيقة الواقعة ...
وأظنه حان الرحيل ، ربما الأيام ، مثل دقيقة ، كل الدلائل في سمائي لامعة ...
بدت الأمور تجليا عن رحلتي ، كل الأنام كما الخليقة راحلون ، أين الفعال النافعة ؟
داء تشعب في العروق ، متلاعبا بخليتي ، مستبيحا قوتي ، فإن غَرَبْتُ فلا شروق ، وإن رقدت فلن أفيق ، ضعفٌ غزاني ، من يرى أو لا يراني ، هالات عيني فاقعة ، عاندت دهرا ، وقهرت شطرا ، وتلاعبت بالآلام مكرا ، ثم اعترفت ، لم أعد تلك الفتاة اليافعة ... .

فحللوني إن رحلت ، واذكروا مني الجميل ، فلا دليل على البقاء ، إلا بسيرة ناصعة ..
واستروا قبح الخصال ، فقد أميل بثقلها ، ومن الكرام أحبتي وبعفوهم أرحل ونفسي طامعة ...

بالعفو نطمع ، بعدما الأعمال ترفع ، وحسابنا يطرح ويجمع ، ربما الدعوات تسمع ، ليت ذي الأعمال تنفع ، يا ليتها ... ، يا ليتني .... ، تبقى الأماني كالشجار الفارعة ... ،( إيمان ) منها إن بقت ، بعض الثمار اليانعة ، إن كانت الأسرار منها رائعة ، أو كانت النيات تجبر كسرها ، والنفس للذات كانت رادعة .... .
وعندما العين رقدت ، والنفس رحلت ، والحركة سكنت ، والدماء جفت ، والحياة توقفت ، ستعرفون بأن بنت النور قد أظلمت ، وشمسها عن جسدها غربت ، فإلى صلاة جامعة ... .
وإلى لقاء بالجنان ، نجتمع في ظله ، نرجو رياضا واسعة ، نجني معا ما كانت الدنيا له زارعة ...

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • بندر العيفان
    11-12-2023 11:51 مساءً
    عابرون راحلون عائدون لارحم الرحمين اسال الله العلي القدير ان يسافي جميع مرضا المسلمين ويجمعنا بجنة الفردوس ويرزقنا من حوض نبيه*
أكثر