كبار قدر لا كبار سن
في حقيقة الأمر هم كبار قدر لا كبار سن
هم بعضنا ، ومنهم نشأ جذرنا ، وبهم مبدأ أمرنا ، ولهم يعود خيرنا إن كنا أخيارا ، وبهم يؤثر شرنا إن غدونا أشرارا ، وعنهم سيتحدث فعلنا وإن فعلناه مرارا ، وبهم سيتأثر قولنا وكأنه لصوتهم تكرارا ،
فلن ننفصل عنهم ، وكأن الأمر حصارا ، فارتباطنا بهم فرض ما كان فيه اختيارا ... .
فليس للفضل منهم حدود فهم للفضل بدارا ، فبهم آباء وجدود وهم للفخر منارا ، والحبل سيظل بذكرهم موجود وليس مجرد إشارة ، ولوصلهم بالحب والعطاء ممدود ، وسيحدث في القلوب شرارة ، ووجودهم يضع للهموم سدود ، ويعطي الحياة إثارة ، دون ضوابط وقيود ، فهو سيفعل عن قدرة وجدارة ... .
كبار قدر ، أكثر من كونهم كبار سن ، وولاة أمر وإن كان القلب لهم دوما يحن ، ولهم من الفضل ما يجعل الأمر أسمى من حدود حق ودين ، ومهما فعلنا سنظل مقصرين ، فلا مجال لمن بالعطاء يمن .. .
فهم منهل وردناه في طفولتنا ، فما أغلق دوننا رواؤه ، وبحر قصدناه عونا في شبابنا ، فأغدق علينا عطاؤه ، وسدا منيعا أردناه لحمايتنا ، فما أمنع حصنه ، وما أصفى ولاؤه ، وبئرا ألقينا به دلاءنا وقد خلت ، فعادت وقد أثقلها سخاؤه ، وعطرا وددناه نطيب به ذكرنا ، فما غادرنا إلا وقد لحقنا من ثنائهم ثناؤه ، وبنا سيبقى ذكرهم ، ويا فخرنا إن كان بقائي لوالدي يعني بقاؤه .. .
أياديهم ممتدة ، وإن عجزوا ، وبرهم موصول وإن رحلوا ، وبصماتهم واضحة وإن جهلوا ، تذكرنا مواقفهم معنا وإن نسوا ، وتصنعنا جهودهم وإن قسوا ، وتبحر بنا مراكبهم إن معنا أمسوا ولرغبتنا لمسوا ،
وتريحنا شواطئهم إن لحاجتنا توقفوا فرسوا ، وتنير حياتنا بسماتهم إن ابتسموا ، وتشرق شمسها بضحكاتهم وكأنهم حرس ...
حتى نشعر وكأن غيابها نحس .. .
فما زال الطهر ديدنهم ، ولا يَدُل قلوبهم يأس ، ولم يغمض على هم لهم رمس ... .
فالثقة بالله في حياتهم أسُ ، وقيمة الحياة بأعيانهم رخص ، فما ذلت لها نفس ، وما طأطأ بها رأس ... .
هم العز كما عرفناه ، والفخر كما ألفناه ، والسمو الذي عنهم ورثناه ... .
وليتنا حفظنا ما سمعناه ، وفعلنا ما رأيناه ..
تضعف أجسادهم ، ولكن تظل تدفعنا قوة أنفاسهم ...
وتخور قوتهم ، ونظل نقوى بعزمهم وشكيمتهم ..
وتتيه عقولهم في زحمة الذكريات ، ولكنها تظل تهدينا لسبيلهم ، فحكمتهم على الصواب دليلنا ودليلهم ، وهمتهم أصابتنا بسهمها ، حتى استمات بها الأخير من تفريعهم ، فلهم نعود ، وإن اتسع الفارق بيننا واختلفت ملامح جيلنا عن جيلهم ... .
حتى الأحفاد ، أصبحوا كالأصفاد التي تشد الوثاق فيما بيننا ، فما قصرنا به نحوهم ، ناب عنا أبناؤنا في سداده ، وما تأخرنا عنه ، قام أحفادهم بإمداده ، فالبر باق بأبنائهم وممتد إليهم بامتداده ، والخير دائم طالما الهداية تساعدنا على تحقيق مراده ... .
ونستعيذ بالله من فئة غلبت عليها شقوتها ، فتاهت بها شهوتها ، وعن مفاتيح الجنان صرفتها ، ومن دعوة آبائها حرمتها ، حتى أنها عن حلقة البر أخرجتها ، لما الحياة عنهم أعمت بصيرتهم ، وسلبت عقولهم وشغلتها ، فلا الدنيا كسبوا ، ولا الآخرة طلبوا ، فكانوا هم الأخسرين لما على أعقابهم قلبوا ...
اللهم لا تجعلنا منهم ، فلا يدخل الجنة عاق ..
وأبعدنا عنهم ، ولا تجعلنا لهم ننساق .. .
وأعنا على هدايتهم ، إن كان للهداية مساق ، وألن قلوبهم إن كانت للجنة تطلب ولريحها تشتاق ... .
فبرضاهم والله ، ولا غير رضاهم بعد رضا الله تذاق ... .
فعليكم بأهليكم فهم عند الهرم لكم أحوج ..
الزموا أقدامهم ، فبها من الهم ألف مخرج ..
واطلبوا رضاهم ، فلعل ضيقتكم بفرحهم تفرج ... .
ولعلكم ببرهم ، تكسبوا أبناءكم إن كنتم لهم منهج ... .
فما تقدموه لأنفسكم من خير ، هو ملتقيكم إذا نزعت أرواحكم ولها ملك الموت أخرج ... .
فهو بعقوقه للنفس أحرج ، ولاسمه في الخاسرين أدرج ، ولجسده في النار دحرج ، وإن سلمت أقدامه سيظل أعرج ،
وليس بدونهم ذا القلب يبهج ...
فعليك بهم إن كنت تعقل ، ولا تكن بالعند أهوج ، فحقهم كالصبح أفلج ، ورضاهم للنور أسرج ، فكن بدعوة منهم متوّج ، فهم جذرك وأنت منهم كالفرع تُخرج ، وهم أصلك ، وأنت في الحقيقة منتج ،
فإن خرجت من حلقتهم ، فحاول إيجاد مولج ، وإلا سيظل جوك معجج ، والقلب بالهموم مدجج ، فخيرهم والله أبلج ... .
هم بعضنا ، ومنهم نشأ جذرنا ، وبهم مبدأ أمرنا ، ولهم يعود خيرنا إن كنا أخيارا ، وبهم يؤثر شرنا إن غدونا أشرارا ، وعنهم سيتحدث فعلنا وإن فعلناه مرارا ، وبهم سيتأثر قولنا وكأنه لصوتهم تكرارا ،
فلن ننفصل عنهم ، وكأن الأمر حصارا ، فارتباطنا بهم فرض ما كان فيه اختيارا ... .
فليس للفضل منهم حدود فهم للفضل بدارا ، فبهم آباء وجدود وهم للفخر منارا ، والحبل سيظل بذكرهم موجود وليس مجرد إشارة ، ولوصلهم بالحب والعطاء ممدود ، وسيحدث في القلوب شرارة ، ووجودهم يضع للهموم سدود ، ويعطي الحياة إثارة ، دون ضوابط وقيود ، فهو سيفعل عن قدرة وجدارة ... .
كبار قدر ، أكثر من كونهم كبار سن ، وولاة أمر وإن كان القلب لهم دوما يحن ، ولهم من الفضل ما يجعل الأمر أسمى من حدود حق ودين ، ومهما فعلنا سنظل مقصرين ، فلا مجال لمن بالعطاء يمن .. .
فهم منهل وردناه في طفولتنا ، فما أغلق دوننا رواؤه ، وبحر قصدناه عونا في شبابنا ، فأغدق علينا عطاؤه ، وسدا منيعا أردناه لحمايتنا ، فما أمنع حصنه ، وما أصفى ولاؤه ، وبئرا ألقينا به دلاءنا وقد خلت ، فعادت وقد أثقلها سخاؤه ، وعطرا وددناه نطيب به ذكرنا ، فما غادرنا إلا وقد لحقنا من ثنائهم ثناؤه ، وبنا سيبقى ذكرهم ، ويا فخرنا إن كان بقائي لوالدي يعني بقاؤه .. .
أياديهم ممتدة ، وإن عجزوا ، وبرهم موصول وإن رحلوا ، وبصماتهم واضحة وإن جهلوا ، تذكرنا مواقفهم معنا وإن نسوا ، وتصنعنا جهودهم وإن قسوا ، وتبحر بنا مراكبهم إن معنا أمسوا ولرغبتنا لمسوا ،
وتريحنا شواطئهم إن لحاجتنا توقفوا فرسوا ، وتنير حياتنا بسماتهم إن ابتسموا ، وتشرق شمسها بضحكاتهم وكأنهم حرس ...
حتى نشعر وكأن غيابها نحس .. .
فما زال الطهر ديدنهم ، ولا يَدُل قلوبهم يأس ، ولم يغمض على هم لهم رمس ... .
فالثقة بالله في حياتهم أسُ ، وقيمة الحياة بأعيانهم رخص ، فما ذلت لها نفس ، وما طأطأ بها رأس ... .
هم العز كما عرفناه ، والفخر كما ألفناه ، والسمو الذي عنهم ورثناه ... .
وليتنا حفظنا ما سمعناه ، وفعلنا ما رأيناه ..
تضعف أجسادهم ، ولكن تظل تدفعنا قوة أنفاسهم ...
وتخور قوتهم ، ونظل نقوى بعزمهم وشكيمتهم ..
وتتيه عقولهم في زحمة الذكريات ، ولكنها تظل تهدينا لسبيلهم ، فحكمتهم على الصواب دليلنا ودليلهم ، وهمتهم أصابتنا بسهمها ، حتى استمات بها الأخير من تفريعهم ، فلهم نعود ، وإن اتسع الفارق بيننا واختلفت ملامح جيلنا عن جيلهم ... .
حتى الأحفاد ، أصبحوا كالأصفاد التي تشد الوثاق فيما بيننا ، فما قصرنا به نحوهم ، ناب عنا أبناؤنا في سداده ، وما تأخرنا عنه ، قام أحفادهم بإمداده ، فالبر باق بأبنائهم وممتد إليهم بامتداده ، والخير دائم طالما الهداية تساعدنا على تحقيق مراده ... .
ونستعيذ بالله من فئة غلبت عليها شقوتها ، فتاهت بها شهوتها ، وعن مفاتيح الجنان صرفتها ، ومن دعوة آبائها حرمتها ، حتى أنها عن حلقة البر أخرجتها ، لما الحياة عنهم أعمت بصيرتهم ، وسلبت عقولهم وشغلتها ، فلا الدنيا كسبوا ، ولا الآخرة طلبوا ، فكانوا هم الأخسرين لما على أعقابهم قلبوا ...
اللهم لا تجعلنا منهم ، فلا يدخل الجنة عاق ..
وأبعدنا عنهم ، ولا تجعلنا لهم ننساق .. .
وأعنا على هدايتهم ، إن كان للهداية مساق ، وألن قلوبهم إن كانت للجنة تطلب ولريحها تشتاق ... .
فبرضاهم والله ، ولا غير رضاهم بعد رضا الله تذاق ... .
فعليكم بأهليكم فهم عند الهرم لكم أحوج ..
الزموا أقدامهم ، فبها من الهم ألف مخرج ..
واطلبوا رضاهم ، فلعل ضيقتكم بفرحهم تفرج ... .
ولعلكم ببرهم ، تكسبوا أبناءكم إن كنتم لهم منهج ... .
فما تقدموه لأنفسكم من خير ، هو ملتقيكم إذا نزعت أرواحكم ولها ملك الموت أخرج ... .
فهو بعقوقه للنفس أحرج ، ولاسمه في الخاسرين أدرج ، ولجسده في النار دحرج ، وإن سلمت أقدامه سيظل أعرج ،
وليس بدونهم ذا القلب يبهج ...
فعليك بهم إن كنت تعقل ، ولا تكن بالعند أهوج ، فحقهم كالصبح أفلج ، ورضاهم للنور أسرج ، فكن بدعوة منهم متوّج ، فهم جذرك وأنت منهم كالفرع تُخرج ، وهم أصلك ، وأنت في الحقيقة منتج ،
فإن خرجت من حلقتهم ، فحاول إيجاد مولج ، وإلا سيظل جوك معجج ، والقلب بالهموم مدجج ، فخيرهم والله أبلج ... .