غزة أوجعت قلبي ، وأدمت قلمي
غزة أوجعت قلبي ، وأدمت قلمي
منذ أيام وأنا أحاول أن أكتب ، فأمسك القلم واوشك أو أقترب ، وأبدأ بالتفكير عما سيصدر عني ، هل سأدين ، أم أنكر وأشجب ، وهل سأصف الحال كما وصلنا إذ كان مرعب ، أم أبحث عن الدوافع والسبب والمتسبب ، أم أرصد نتائجا وأبكي كما بكى العالم وأغضب ، أم أستجدي معونة وإمدادا لهم أطلب ، أم أقدم مقتراحات وبدائل ، ولا أظنها ستحدث فليس لي سلطة أو منصب ، وأظل أفكر وأفكر حتى أعجز عن القرار و أتراجع ، وأغلق قرطاسي وأحجب ... .
فليس هناك ما يمكن أن يحتوي الموقف لأفعل ، وليس بيدي ما ينصف إخوتي لأبذل ، وأراني أعجز عن عونهم فإن كان هناك ما يمكن فعله ، فها أنا أسأل ، سوى الدعاء الذي رفعناه فالله أعدل ، والابتهالات التي خصصناها لهم وللقادر على نصرتهم توصل ، والقليل الذي جمعناه وبذلناه وليس شيئا فهناك ما كان أفضل ... .
فأخجل من نفسي ، كيف فكرت بالكتابة كمعونة ، فهل تصلح الحروف لتكون مؤونة ، وهل سترتفع الأسطر لتؤويهم فأراها غدا بهم مسكونة ، وهل ستخفف كلماتي من مصابهم حتى وإن كانت حنونة ، وهل تستطيع صفحاتي أن تكون دروعا تقيهم من نيرانٍ محمومة ، ومن الهجمات والقنابل التي غدت بالحقد مشحونة ، هي والله أفكار مجنونة ، وأراها من الإحساس معدومة ، فتظل دمعتي بالأحداق مسجونة ، وضيقتي في الخفاق مصدومة ، وستظل غزة من حقوقها محرومة ، وأراضيها من الأعداء مظلومة ، وحقوقهم مهضومة ، ولا تنقصكم تلك المعلومة ، ولكن بماذا ستنفع ، إن كانت الكلمات ستُكْتَب بدموع أم مكلومة ، وبصرخات طفلة مكتومة ، وزفرات صدور على من فقدت مهمومة ، وأنفاس أجساد بدمائها مردومة ، ودماء أنوف على أعقابها مرغومة ، فالحلول أمامنا أصبحت معدومة ، لما المبادئ والقيم غدت مهدومة ، فَمَن الجهة الملومة ، لمن عاش حياته ، وأرضه على أعدائه مقسومة ، هي حرب واغتصاب وليست مجرد خصومة ، ولا ينهيها إلا هِمَمٌ تشعلها نفوس عزومة ، لترد على العادي هجومه ، فإما أن تصبح دماؤنا بحر نصرٌ نعومه ، أو نجعل أجسادنا جسر عبور لشهادة مرومة ، وإلا سنبقى بظلمة الذل في ليل أضاع نجومه ، ونهار طغى عليه وجومه ، وتلك النهايات التي أصبحت محتومة ، فليعرف كل إمام مأمومه ، ويقصد شهره ليصومه ، لعلنا بالدعاء نقضي على الجرثومة ، فأرضنا ليست للبيع وحقنا لن نسومه ... .
منذ أيام وأنا أحاول أن أكتب ، فأمسك القلم واوشك أو أقترب ، وأبدأ بالتفكير عما سيصدر عني ، هل سأدين ، أم أنكر وأشجب ، وهل سأصف الحال كما وصلنا إذ كان مرعب ، أم أبحث عن الدوافع والسبب والمتسبب ، أم أرصد نتائجا وأبكي كما بكى العالم وأغضب ، أم أستجدي معونة وإمدادا لهم أطلب ، أم أقدم مقتراحات وبدائل ، ولا أظنها ستحدث فليس لي سلطة أو منصب ، وأظل أفكر وأفكر حتى أعجز عن القرار و أتراجع ، وأغلق قرطاسي وأحجب ... .
فليس هناك ما يمكن أن يحتوي الموقف لأفعل ، وليس بيدي ما ينصف إخوتي لأبذل ، وأراني أعجز عن عونهم فإن كان هناك ما يمكن فعله ، فها أنا أسأل ، سوى الدعاء الذي رفعناه فالله أعدل ، والابتهالات التي خصصناها لهم وللقادر على نصرتهم توصل ، والقليل الذي جمعناه وبذلناه وليس شيئا فهناك ما كان أفضل ... .
فأخجل من نفسي ، كيف فكرت بالكتابة كمعونة ، فهل تصلح الحروف لتكون مؤونة ، وهل سترتفع الأسطر لتؤويهم فأراها غدا بهم مسكونة ، وهل ستخفف كلماتي من مصابهم حتى وإن كانت حنونة ، وهل تستطيع صفحاتي أن تكون دروعا تقيهم من نيرانٍ محمومة ، ومن الهجمات والقنابل التي غدت بالحقد مشحونة ، هي والله أفكار مجنونة ، وأراها من الإحساس معدومة ، فتظل دمعتي بالأحداق مسجونة ، وضيقتي في الخفاق مصدومة ، وستظل غزة من حقوقها محرومة ، وأراضيها من الأعداء مظلومة ، وحقوقهم مهضومة ، ولا تنقصكم تلك المعلومة ، ولكن بماذا ستنفع ، إن كانت الكلمات ستُكْتَب بدموع أم مكلومة ، وبصرخات طفلة مكتومة ، وزفرات صدور على من فقدت مهمومة ، وأنفاس أجساد بدمائها مردومة ، ودماء أنوف على أعقابها مرغومة ، فالحلول أمامنا أصبحت معدومة ، لما المبادئ والقيم غدت مهدومة ، فَمَن الجهة الملومة ، لمن عاش حياته ، وأرضه على أعدائه مقسومة ، هي حرب واغتصاب وليست مجرد خصومة ، ولا ينهيها إلا هِمَمٌ تشعلها نفوس عزومة ، لترد على العادي هجومه ، فإما أن تصبح دماؤنا بحر نصرٌ نعومه ، أو نجعل أجسادنا جسر عبور لشهادة مرومة ، وإلا سنبقى بظلمة الذل في ليل أضاع نجومه ، ونهار طغى عليه وجومه ، وتلك النهايات التي أصبحت محتومة ، فليعرف كل إمام مأمومه ، ويقصد شهره ليصومه ، لعلنا بالدعاء نقضي على الجرثومة ، فأرضنا ليست للبيع وحقنا لن نسومه ... .