• ×
الإثنين 19 مايو 2025

متاهة الأحلام ..

بواسطة إيمان الحماد 10-13-2023 09:25 مساءً 65 زيارات
متاهة الأحلام ..

كثيرة هي الأحلام التي نعجز عن تحقيقها ، والخطط التي نضعها ولكنَّا لا نستطيع تطبيقها ، والآمال التي تظل خيالا ولا يسع العالم تصديقها ، والأفكار التي تتزاحم في عقولنا ، ولكننا لا نقوى على تسويقها ، ولا في واقعنا نرى أثرها أو يشع بريقها .
هي رغبات قوية جذبتنا نحوها ، وأشغلت تفكيرنا بها ، وتحركت حواسنا لها ، وتضاعفت جهودنا لأجلها ، رغبة في تحقيقها .
وقد ننجح في بعضها ، وقد نحصل على أجزاء منها ، وقد نتوقع المزيد بها ، ولكننا فشلنا في معظمها ، وفقدنا أغلبها ، وأضعنا الكثير منها .
وليس ذاك لضعفنا أو تقاعسنا عنها ، ولا نظلمها لنقول بأنه لسوء فيها ، ولا يُعقَل أن يكون السبب في ضياعها دوماً اختلال في طريقتنا والذي قد يعترض طريقها ، فإن كان هذا صحيحا في بعضها إلا أنه من الظلم أن نعممه على جميعها .
فنحن نحاول ونحاول ، ونغير في السبل ومن أجلها دوما نناضل ، وفي سبيل تحقيقها نبدي استعدادنا لأن نقاتل ، ونجرب كل جديد ، ونخطئ أحياناً ونعيد ، ومن أخطائنا نستفيد ، فنحاول من جديد ، بعزم من حديد ، وكلنا في سبيل أهدافه ، ومن أجل أحلامه ، مكابر وعنيد .
هي الفطرة التي تدفعنا لطلب المزيد ، والطبيعة التي تتكفل لنا بالإمداد والتزويد ، والنفس التي عن تحقيق رغباتها لا نقوى ولا نحيد ، ولفن مراوغتها لا نتقن ، وإن حاولنا فلن نُجيد .
وبالرغم من كل ذلك ما زالت معظم الفرص ضائعة ، وكثيرة هي الأحلام التائهة ، والأماني التي لا تزل غاربة ولا نراها شارقة ، ومهما حاولنا فلن نفعل ، وإن امتلكنا لها قدرات خارقة ، فما زالت بالنسبة لنا في سماء الأمل بارقة ..
وهذا الأمل هو الذي يجعلنا نتقبل خسارتها ، ويعيننا على تحمل ضراوتها ، وتَقَبُّل مرارتها ، والتصدي لشرارتها ، ويحمينا من لهيبها وحرارتها .
ولولا الأمل ، لما تكررت محاولاتنا ، وما تنوعت أساليبنا ، وما تجددت عزيمتنا ، ولا نلنا حوائجنا ، ولا تعدلت نتائجنا .
فليس هناك من ينجح من أولى محاولاته ، ولن نجد من تفوق دون أن تتكرر إخفاقاته ، ولن نصدق أن من تقدم لم يستفد من أخطائه ، ولم ينتفع من زلّاته ، ولم نسمع عن ناجح لم يستعن بعثراته في تجاوز أخطائه ، وتقوية نقاط ضعفه في مشوار حياته ..
فهو الأمل الذي يتجدد فينا بعد كل إخفاق ، ويبدد فينا كل ضعف و إشفاق ، ونتقبل في سبيله الضغط والاحتراق ، ليحدد لنا معالم النجاح فنناله بكل استحقاق ، وكأن الفاشل بالأمل استفاق ، وكأن المخفق به حاز السباق ..
وعندما يشرق الأمل ، يتحول كل شيء إلى نقيضه ، فظلام الليل يزيحه ضوء الصباح ، والحزين يريحه صوت الأمل إن لاح ، والشقي يمنحه نوره الارتياح ، والفاشل إن تسلح به قاده طريقه إلى أبواب النجاح ، وجعله يتسلق بقوته قمم الكفاح .
فهو سلاحنا الذي لا يخبو ، و جوادنا الذي لايكبو ، ومراحنا الذي لا يضيق ، وصديقنا إذا فُقِدَ الصديق ، ومصباحنا الذي ينير لنا أصعب طريق .
فتسلحوا بالأمل ، وأقبلوا على العمل ، ولا تستهووا الكسل ، وتتعذروا به بلا خجل ، فهو العدو إن استحلّ ، وهو الدنو من الأجل ، وحياتنا بوجوده لا تُحْتَمَل ، وأهدافنا بلا أمل لن تكتمل .

جديد المقالات

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

اعتلت القمة ، وبكل جدارة .. وأصبح من السهل عليها إدارة القمم .. وسارت بكل همة ، فملأتنا إثارة...

أسلوب فعال في التواصل والنقد البنّاء في بيئة العمل والتعليم والتفاعل اليومي، كثيراً ما نواجه...

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

أكثر