• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

(اليوم الوطني) وأما بعد ...

بواسطة إيمان الحماد 09-28-2023 03:41 مساءً 58 زيارات
وأما بعد ...

هو يوم وننتظره في كل عام ، لنعبر عن حبنا وانتمائنا لوطننا ، مع أنه إحساس قائم على الدوام ، ودائم ، فلا علاقة له بتواريخ وأيام ...
وإن كنا ننتظره فعلا ، فليس لنخصه بما نفتقده في غيره ، ولا لنظهر مشاعرا وهي التي تشاركه سيره ، وترافقه في سماه كطيره ... .
ومع ذلك نحن نبتهج بهذا اليوم ، ونترقب حضوره ، ليحيي في عقولنا ذكرى البدايات ، ويغذي قلوبنا بروعة الإنجازات ، التي ربما تكون تداخلت مع كثرتها ، وضاعت من البعض مع شاكلتها ، وتاهت من آخرين لعظمتها ، وصعوبة حصرها في الذاكرة لضيق أفقها ، ومحدودية مخيلتها ...
فهي أكبر من أن ترى ، وأعظم من أن تروى ، وأكثر من أن تحصى ...
فنستغل هذا اليوم ونفرغ الذهن لأجله ، ونوجد المساحة فيه لتستوعب مجده ، فتروى لنا أمجاده ، وتعرض علينا جهود أجداده ، التي بدأت بهم وأكملها من بعدهم أولاده ، فنكمل دائرة المجد بذكرها ، وتشتد اليد بسردها ، ونتجاوز الحد لصيدها ، ونتعلم فنون الرد فنذود عن قيدها ، ونرد على كل نفس تسول لها كيدها ... .
وبه تقوم كل جهة بدورها في إيضاح الصورة ، وليست تلك الجهود على جهة واحدة مقصورة ، حتى أنها ليس بالكيانات محصورة ، وليست وحدها به مأمورة ، فحتى الأفراد يسيروا نفس المسيرة ، كل حسب مجاله يثبت حضوره ، ويظهر الجانب الذي يخصه وتظل جهوده مشكورة ، وبصمته على اللوحة محفورة ، حسب ما يبدع به ، وما تنقضي به أموره ، فيعكس بطريقته سروره ... .

ولكن وللأسف الشديد ، ما رأيناه من تجاوزات لدى البعض ، أزعجتنا ، وما رصدناه من سلوكيات يندى لها الجبين حتى أحرجتنا ، وعن نطاق الاحتفالات البريئة أخرجتنا ، وعن الهدف المنشود أبعدتنا ، ويتطلب الأمر جهودا كبيرة لتجاوزها ، حتى عن الفرح الذي ننتظر أخرجتنا ، ومن السعادة التي نبغي حرمتنا ، وعن الاستمتاع بأجوائه منعتنا ، وبتحقيق أهدافه حالت بيننا لما أرهقتنا ...

فأين من الوطنية إغلاق الطرقات ، فتعطل أصحاب المصالح عن قضاء مصالحهم ، وتبدل الفرح في نفوس ذوي الحاجات في إمضاء حاجتهم ، فهذا مريض لم يصل فالوضع فيه تدهور ، وهذا مسافر لم يدرك رحلته إذ تأخر ، وهذا مسالم أراد الفرح ولكنه من الزحام تضرر ، وهذا ، وهذا ، وذاك ...

وأين من الحميّة هتك العورات ، إذ اختلط البنين مع البنات ، ولم يعرف الصالح منهم فلم تظهر النيات ، وتفشى الفساد في الطرقات ، وتعالت الأصوات بأسوأ الألفاظ ، وأردى العبارات ، وتحول الأمر إلى عناد حتى فقدنا السيطرة ، لكثرة ما رصدنا من تجاوزات ...

وأين من النفس الأبية تخريب الممتلكات ، وتشويه البنايات بصور فاضحات ، وعبارات نابيات ، وتصرفات بعيدة عن الغايات ، وسلوكيات وكأننا نعيش في الغابات ، ولا تصدر إلا عن ذوي العاهات ، من كانوا على مجتمعهم عالات ، عاشوا بعقول فارغات ، وعاثوا بأفكار مهلكات ، وكانوا كالبذور المفسدات والتي تلحق الضرر بالصالحات ، فشرهم يَعُم ، وحضورهم يَغُم ، وسوءهم للفساد يَضُم ، وكل مُهِم بنظرهم لا يهم ... .

وأين من البراءة إهدار الساعات ، وإضاعة الأوقات ، وتفريغ الطاقات ، وتبديد القدرات ، بأمور لا خير فيها ، ولا عائد منها ، فتغدوا بسلبيتها عقبات فوق عقبات ، تهدم جبالا من الأمنيات ، إذ تعيق أصحاب الهمم العاليات ، وتغلق أبواب القمم في وجوه العاديات ...
وغيرها الكثير من الصور التي لا تشرح خاطرا ولا نظرا تسر ، فالوطن منهم بريء وهو منهم في خطر ، والأمر بهم متروك لولاة الأمر و أصحاب النظر ، وليعتبر من يعتبر ، وليبتعد على الضر أصر ، فوجودهم أضحى خطر ، ولنبقهم تحت البصر ، فالنار يضرمها الشرر ، والدار تحمي من شكر ، كالظل يأتي من شجر ، نقطة ونبدأ من صفر ، لنعود مبتدأ السطر ، افرح بأرضك وافتخر ، واترك بها طيب الأثر .
هذا رجاء ليس أمر ، فالصفو ماء ليس جمرا ، والطيب أصل إن سما فالجني خيرا فلنحلق في سماء المجد طيرا ، أو نخوض الأرض كالآساد سيرا ... .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر