• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

( كلنا أبطال في مسرح الحياة )

بواسطة إيمان الحماد 09-21-2023 10:20 صباحاً 76 زيارات
تختلف المقاصد وتتفاوت الجهود حسب الغاية وبحجم المقصود ، ولكل غاية وسيلة ، ولتحقيقها قصة و حكاية ، ولكل حكاية بداية قد تواتينا الفرصة لسردها وقد تختلف فيها الرواية ، ولكن هل لكل حكاية نهاية ، وهل يشترط أن تكون النهاية محققة للغاية ، وهل للأبطال فيها بتسيير الأحداث دراية ، أم أنهم أُقْحِمُوا فيها بعد أن تم اختيارهم بعناية ، لتقوم عليهم فصولها ، وتدور حولهم أحداثها ، فتقوى بهم أصولها ، ونضمن معهم وصولها ، ليتقرر حولها نجاحها و استمرارها إن أظهر الناس قبولها ، أو يُعلن فشلها وإخفاقها إن كرهوا حضورها ، وانعكس عليهم جمودها .
وحياة كل شخص منا عبارة عن حكاية ، وهو فيها البطل .. .
قام بدوره فيها دون استشارة ، فكان منه ما حصل ... .
وعاش أحداثها ، وخاض فيها حربه ، وانتهى حيث وصل ... .
قد تكون حكاية البعض مجرد مشاهد فنقف منها موقف المحايد ، فهي بخلوّها من الحياة بعيدة عن الأنظار ، فالمشهد فيها جامد ، وكأن صاحبها لمخرجها يعاند ، فلا أمل فيها إذ انعدمت منها الفوائد ، وهو المصير الذي سيكون لحياة كل شخص عاش حياته بلا مقاصد ، وقتل آماله دون أن يجاهد ، وجعل أمواله تضيع دون فوائد ، وهم نوع من الأشخاص سائد .
والبعض حياتهم قصة قصيرة ، أحداثها سريعة ، ونقلاتها جريئة ، وردات الأفعال فيها بريئة ، الأشخاص فيها قلّة ، لانطواء صاحبها دون علّة ، حتى تنتهي على نفس الوتيرة ، وغالبا ما تكون مملّة ، وقد تكون حزينة ، ونادرا ما تظل على الذاكرة مُطِّلة ، إن احتوت على بعض المشاهد الرزينة ، التي نحرص على وضعها في الخزينة .
والبعض كانت حياتهم مثيرة ، ومن جمالها تكون بالحديث جديرة ، حتى أننا نذكرها في مواقف كثيرة ، لِتُلْهم البعض وتخفف على الآخرين وقع أحداثهم المريرة ، فتنتشي منها السريرة ، وتنكشف فيها البصيرة ، وتهتدي فيها الضريرة ، تنام ملء جفونها ( عين قريرة ) ، وتقتدي فيها الصغيرة ، وترتدي ثوب الكبيرة ، فلا تظل بها أسيرة ، فقد تصير كبطلها شهيرة ، وقد تكتمل فيها المسيرة ، وحلقة تلو أخرى حتى نفاجأ بالأخيرة .
وهناك من جعلوا من حياتهم رواية ، تتشعب الأحداث فيها وتكثر ، ويتزاحم الأشخاص فيها حتى لا نعود نذكر ، تتناقض الأقوال من منظر لمنظر ، وتختلف الآراء من مظهر لمظهر ، ويكثر التفاعل معها لا لجمالها بل لما لها من قيمة بالجوهر ...
تصبح حياة البعض ببصمتها فريدة ، ففصولها عديدة ، وتقلباتها شديدة ، وطريقتها جديدة ، ونجاحاتها أكيدة ، ومواقفها مفيدة ، حية كانت أو بليدة ، فخبراتها مزيدة ، وهذا ما نبحث عنه وكلنا نريده ، وغالبا ما تكون نهايتها سعيدة ... .
فليعرض كل شخص حكايته على مسرح حياته ، ويدرك- إن استطاع - بعزمه ما فاته ، ويفرض روايته قبل وفاته ، ليعرف من سيتبعه في خطواته ، ومن سيرفعه في هاماته ، ويقلده في تصرفاته ، ويدرك إن كان من مهملاته ، لفقد إلهاماته ، فيمسح منها قبل عرضها إخفاقاته ، ويثبت بعد إدراكه مكامن قواته ، ويسخر لها كل إمكاناته ، فروايته تلك هي خلاصة حياته ... .
فهو البطل إن فعل ، وهو المصور إن وصل ، وهو المساعد إن حضر ، وهو المشرف إن أمر ، وهو المنتج إن صرف ، وهو المخرج إن انصرف ، سيّان إن أنكر أو بذاك قد اعترف .فهو أصل الحكاية وله الشرف ... .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر