( ناجية من الاحتراق الوظيفي )
يوم تعلمت أن أعيش
(لقاء مع ناجية من الاحتراق الوظيفي)
احترقت.. هكذا بدأت حديثها ببساطة ذكرت أنها لم تحترق فقط وإنما تحولت لرماد وأحياها الله من جديد، وكما قال غريغوار دولاكور في روايته الشهيرة (تعلمت كيف أعيش كما يعلمون أطفال المجاعات تناول الطعام ثانية)
ببطء بهدوء وجرعات مدروسة وبأيام ثقيلة مرت مضت.. هكذا حكت تجربتها والتي قررت بعد محاولات عدة مني أن تذكرها لوضعها حصريا بين يديكم تجربة (ناجية من الاحتراق الوظيفي) لأترككم مع مذكراتها كما كتبتها: -
أشعر أن لدي كنز جمعته من ليالي القلق مما أسميته (نوبات الهلع والخوف) وأمور عدة سيئة مضت ولم اعطيها اسما حتى الآن ولا أريد أن أفعل مؤخرا علمت أنها لم تكن كذلك، ببساطة احترقت وكانت هذه رائحة الدخان!!!!
لا أعلم من أين ابدأ، ولكن كل ما علمته أني داخلي انهار والضوء انقطع في داخلي ، سقطت في فجوة مظلمة ،صندوق من الارق وعدم القدرة على توقف التفكير، وعيت لذلك عندما تكررت استئذاناتي من العمل لأسباب لم أعهدها تعب غير مبرر، ضغط عصبي، عدم القدرة على إعطاء الأمر (توقف) للأفكار والمشاكل الروتينية والأهم فقدان البهجة ومتع الهوايات البسيطة.
كنت أذهب للعمل كمن ابتلع حزمة من أمواس الحلاقة لا هي مرت ولا خرجت ولا استطعت التكيف معها، للعلم بيئة العمل لدي كانت ممتازة، زميلات العمل والمسؤولين في الإدارة كانوا على مستوى ممتاز من التقدير للموظف ومراعاة الجهد والوقت، لم تكن المشكلة في العمل بقدر ما كانت في رأسي!
بعد تجربتي أقول بثقة قد يحترق حتى من لا يعمل حتى الأمهات، المتقاعدين، ربات المنازل، والفتيات في سن الدراسة، أسباب الاحتراق الوظيفي تنتقل بين بيئة العمل والأسباب الشخصية.. لدي كانت في معظمها شخصية وإن كانت طبيعة عملي حساسة جدا تستلزم الدقة والجهد الفكري، ولكن أسبابي كانت شخصية والتي قد يشترك معي فيها العديد ممكن مروا بنفس المعاناة
بعد مرور وقت ما يقارب السنتين بدأت اعرف.. والمعرفة نور ولأسردها لكم وأكرر أنها تجربة شخصية وليست قوانين علمية: -
- الإبطاء من إيقاع سير الحياة.. اكتشفت أن المقاطع السريعة في وسائل التواصل الاجتماعي تثقل الجهاز العصبي لأنها تنقلك بسرعة لمشاعر مختلفة صعودا وهبوطا فرح، خوف، حماس، حزن، ترقب وغيرها مما يجعلك تستنزف من طاقتك وأنت في مكانك، أضف لها مشاهدة حلقات برنامج أو مسلسل بتتابع أصبحت تتيجة المواقع مما قلل من هدوء العقل وتعلم فضيلة الهدوء والصبر أو مشاهدة عشر حلقات دفعة واحدة تقتل فيها حتى المتعة التي تتجرعها دفعة واحدة.
- احترام العطلات وعطلة نهاية الأسبوع خصيصا كمحطة لشحن رصيدك من الراحة والمتعة، قديما كنت أعمل على تأجيل كل المهام المنزلية لنهاية الأسبوع واكتشفت الخطأ الفادح الذي كنت أقع فيه، من وقتها حرصت على أن تأتي العطلة وانا منتهية من كافة الأعمال المنزلية ومخطط ببساطة لعطلة بسيطة أقوم فيها بتجربة شيء واحد جديد ولو كان منتج حلوى أو آيسكريم.
- اتصل وتواصل نعم.. وأعلم أن أحد هرمونات السعادة ترتفع بجودة النوم، والآخر بالتواصل الاجتماعي، وأحدها بالغذاء الجيد والانجاز والاتصال بالطبيعة.
- عيش المشاعر الحقيقية الجيدة كما أرادها الله أفرح في مواسم الفرح واحتفل بالأخبار السعيدة.. استغل مواسم العبادات التي وهبها الله عز وجل لنا حتى في نهاية الأسبوع صلاة الجمعة وعصرها وإملاء خزانك الروحي منها حتى الامتلاء.. حتى تروى.
- كل مشاركة في قضية جدلية لا تنفع اتركه وأدرك جيدا المعجزة الربانية في الحديث النبوي (أنا زعيم بيت في الجنة لمن ترك المراء الجدال وهو محق).
- استمر .. استمر.. استمر المستمر منتصر - كما قال الدكتور صلاح الراشد- وكما قال الدكتور أسامة الجامع (استمر في ممارسة ما تحب حتى لو فقدت المتعة فيه).
- أقبل لحظات الملل وعدم الشغف، والشعور بلاشيء في حدها الطبيعي فليس من الصحيح أن تكون الحياة على نفس الوتيرة طوال الوقت.
- انتبه لما تملأ به خزانك لا ترهق الجهاز العصبي بالانفعال المبالغ فيه سواء في الحزن او الفرح وأعلم أن كلمة السر هي (التوازن).
تجنب اسباب الاحتراق، خطط جيدا لعطلة نهاية الأسبوع، مارس عملك بذكاء يختصر الوقت والجهد.. لا تراكم أعمالك وسلمها في وقتها ولا تعطي وعودا مبالغ فيها، لا تصطدم مع رئيسك في العمل أو زملاءك إن استطعت، خذ كفايتك من النوم الجيد، اهتم بجودة غذائك ونشاطك البدني، وأعلم أن لك حدودا معينة يجب أن تتوقف فيها عن المحاولة للإصلاح سواء في عملك او حياتك الخاصة، احترم هذا الخط كما تحترم الإشارة الحمراء.
كان هذا مختصر تجربتي خلال سنتين أو أكثر أطرحها لأول مرة بعد أن تعلمت جيدا أهمية الخط الاحمر الفاصل بين عالم وآخر!
سمعنا تجارب الذي عانوا من الاحتراق الوظيفي لكن ماذا عن الناجين؟ كانت هذه تجربة أحد الناجين.. ماذا عنكم؟؟
(لقاء مع ناجية من الاحتراق الوظيفي)
احترقت.. هكذا بدأت حديثها ببساطة ذكرت أنها لم تحترق فقط وإنما تحولت لرماد وأحياها الله من جديد، وكما قال غريغوار دولاكور في روايته الشهيرة (تعلمت كيف أعيش كما يعلمون أطفال المجاعات تناول الطعام ثانية)
ببطء بهدوء وجرعات مدروسة وبأيام ثقيلة مرت مضت.. هكذا حكت تجربتها والتي قررت بعد محاولات عدة مني أن تذكرها لوضعها حصريا بين يديكم تجربة (ناجية من الاحتراق الوظيفي) لأترككم مع مذكراتها كما كتبتها: -
أشعر أن لدي كنز جمعته من ليالي القلق مما أسميته (نوبات الهلع والخوف) وأمور عدة سيئة مضت ولم اعطيها اسما حتى الآن ولا أريد أن أفعل مؤخرا علمت أنها لم تكن كذلك، ببساطة احترقت وكانت هذه رائحة الدخان!!!!
لا أعلم من أين ابدأ، ولكن كل ما علمته أني داخلي انهار والضوء انقطع في داخلي ، سقطت في فجوة مظلمة ،صندوق من الارق وعدم القدرة على توقف التفكير، وعيت لذلك عندما تكررت استئذاناتي من العمل لأسباب لم أعهدها تعب غير مبرر، ضغط عصبي، عدم القدرة على إعطاء الأمر (توقف) للأفكار والمشاكل الروتينية والأهم فقدان البهجة ومتع الهوايات البسيطة.
كنت أذهب للعمل كمن ابتلع حزمة من أمواس الحلاقة لا هي مرت ولا خرجت ولا استطعت التكيف معها، للعلم بيئة العمل لدي كانت ممتازة، زميلات العمل والمسؤولين في الإدارة كانوا على مستوى ممتاز من التقدير للموظف ومراعاة الجهد والوقت، لم تكن المشكلة في العمل بقدر ما كانت في رأسي!
بعد تجربتي أقول بثقة قد يحترق حتى من لا يعمل حتى الأمهات، المتقاعدين، ربات المنازل، والفتيات في سن الدراسة، أسباب الاحتراق الوظيفي تنتقل بين بيئة العمل والأسباب الشخصية.. لدي كانت في معظمها شخصية وإن كانت طبيعة عملي حساسة جدا تستلزم الدقة والجهد الفكري، ولكن أسبابي كانت شخصية والتي قد يشترك معي فيها العديد ممكن مروا بنفس المعاناة
بعد مرور وقت ما يقارب السنتين بدأت اعرف.. والمعرفة نور ولأسردها لكم وأكرر أنها تجربة شخصية وليست قوانين علمية: -
- الإبطاء من إيقاع سير الحياة.. اكتشفت أن المقاطع السريعة في وسائل التواصل الاجتماعي تثقل الجهاز العصبي لأنها تنقلك بسرعة لمشاعر مختلفة صعودا وهبوطا فرح، خوف، حماس، حزن، ترقب وغيرها مما يجعلك تستنزف من طاقتك وأنت في مكانك، أضف لها مشاهدة حلقات برنامج أو مسلسل بتتابع أصبحت تتيجة المواقع مما قلل من هدوء العقل وتعلم فضيلة الهدوء والصبر أو مشاهدة عشر حلقات دفعة واحدة تقتل فيها حتى المتعة التي تتجرعها دفعة واحدة.
- احترام العطلات وعطلة نهاية الأسبوع خصيصا كمحطة لشحن رصيدك من الراحة والمتعة، قديما كنت أعمل على تأجيل كل المهام المنزلية لنهاية الأسبوع واكتشفت الخطأ الفادح الذي كنت أقع فيه، من وقتها حرصت على أن تأتي العطلة وانا منتهية من كافة الأعمال المنزلية ومخطط ببساطة لعطلة بسيطة أقوم فيها بتجربة شيء واحد جديد ولو كان منتج حلوى أو آيسكريم.
- اتصل وتواصل نعم.. وأعلم أن أحد هرمونات السعادة ترتفع بجودة النوم، والآخر بالتواصل الاجتماعي، وأحدها بالغذاء الجيد والانجاز والاتصال بالطبيعة.
- عيش المشاعر الحقيقية الجيدة كما أرادها الله أفرح في مواسم الفرح واحتفل بالأخبار السعيدة.. استغل مواسم العبادات التي وهبها الله عز وجل لنا حتى في نهاية الأسبوع صلاة الجمعة وعصرها وإملاء خزانك الروحي منها حتى الامتلاء.. حتى تروى.
- كل مشاركة في قضية جدلية لا تنفع اتركه وأدرك جيدا المعجزة الربانية في الحديث النبوي (أنا زعيم بيت في الجنة لمن ترك المراء الجدال وهو محق).
- استمر .. استمر.. استمر المستمر منتصر - كما قال الدكتور صلاح الراشد- وكما قال الدكتور أسامة الجامع (استمر في ممارسة ما تحب حتى لو فقدت المتعة فيه).
- أقبل لحظات الملل وعدم الشغف، والشعور بلاشيء في حدها الطبيعي فليس من الصحيح أن تكون الحياة على نفس الوتيرة طوال الوقت.
- انتبه لما تملأ به خزانك لا ترهق الجهاز العصبي بالانفعال المبالغ فيه سواء في الحزن او الفرح وأعلم أن كلمة السر هي (التوازن).
تجنب اسباب الاحتراق، خطط جيدا لعطلة نهاية الأسبوع، مارس عملك بذكاء يختصر الوقت والجهد.. لا تراكم أعمالك وسلمها في وقتها ولا تعطي وعودا مبالغ فيها، لا تصطدم مع رئيسك في العمل أو زملاءك إن استطعت، خذ كفايتك من النوم الجيد، اهتم بجودة غذائك ونشاطك البدني، وأعلم أن لك حدودا معينة يجب أن تتوقف فيها عن المحاولة للإصلاح سواء في عملك او حياتك الخاصة، احترم هذا الخط كما تحترم الإشارة الحمراء.
كان هذا مختصر تجربتي خلال سنتين أو أكثر أطرحها لأول مرة بعد أن تعلمت جيدا أهمية الخط الاحمر الفاصل بين عالم وآخر!
سمعنا تجارب الذي عانوا من الاحتراق الوظيفي لكن ماذا عن الناجين؟ كانت هذه تجربة أحد الناجين.. ماذا عنكم؟؟