( دائرة الحياة )
هكذا هي الحياة.
دائرة وبنا تدور ، ومحطات نمرُّ بها فنرتاح ، وقد نطيل المكوث في بعضها إن أعجبتنا ، فنتزود بالوقود ، ونجدد النشاط ، ونستجمع القوى ، ونصفي الذهن ، ونصلح ما أفسده المسير ، ونعالج العيوب ، ونستدرك الأخطاء ، ونكمل النواقص ، ونتحدث عن المزايا ، ونفخر بالإنجازات ، ثم ننطلق لنكمل مسيرنا نحو وجهتنا .
وفي كل محطة نترك لنا بعض الذكريات ، وتترك هي فينا بعض البصمات ، فقد تتغير وجهتنا ، وقد نستبدل رفقتنا ، وقد تتبدل طريقتنا ، وقد تتضح فكرتنا ، وقد تنفضح علتنا ، وقد تكون تلك المحطة هي منتهى غايتنا ، وفي بعض الأحيان تصبح منها بدايتنا ، أو فيها نهايتنا .
ولا يوجد شيء مؤكد ، ولا نجد ما عليه نعتمد .
فبين ليلة وضحاها ، يغير الله من حال إلى حال ، فقد تتغير الأفكار ، وتتبدل الأحوال ، فنرفع سقف الآمال ، أو نهبط لأقصى مجال ، فقد تنقلب الظروف وتتلاعب بنا الصروف ، فتجبرنا على التوقف تارة ، وقد تدفعنا إلى المواصلة تارة أخرى .
ففي نهاية كل عام هناك من يتقاعد من عمله، فيكون هذا العام هو محطة النهاية في هذا المجال بالنسبة له إن تعب ، ولكن قد يكون انطلاقته وبدايته في مجال آخر إن رغب ، وفي نفس الوقت ينضم الكثيرون للعمل في مجاله فيكون عامهم هذا هو البداية لهم .
هو نفس العام ، ولكنه اختلف من شخص لآخر حسب موقعه من دائرة الحياة ، وحسب قدرته في دفعها ، أو عجزه الذي يجبره على إيقافها .
وفي كل يوم نسمع بأسماء الوفيات الذين غادرونا وخرجوا من دائرة الحياة ، وفي نفس الوقت نسمع عن المواليد الذين حلوا محلهم ودخلوا الدائرة ليملؤوا فراغهم ، فيحافظوا على توازنها وعدم اختلالها بفقدهم .
هي نفسها دائرة الحياة تستبدل من فيها ، ونراها تقوى على البعض فتزداد حدتها وقوة دورانها ودفعها ، وتتضاعف سرعة مسيرتها ، على حسب عزيمتهم وقوتهم ، وتضعف على البعض وقد تتباطأ بهم لضعفهم ، وانهزامهم ، وقد يخيل إليهم أنها توقفت بهم لثقلها عليهم فيروا أنهم لم يبرحوا مكانهم ، فلا هم واصلوا رحلتهم حتى يصلوا إلى غايتهم ، ولا هي دفعتهم خارجها إذ لم تحن ساعتهم ، فهم بها مجرد حمل ، وعليها وعلى من فيها عبء ، أثقلوها وعطلوا مسيرتها ، دون جهد منهم لدفعها ، أو عون منهم لاستمرار حركتها ، ودون يد لهم في دوران عجلتها ، فهم يسيرون بجهد غيرهم ، ويعيشون على أكتافهم .
وهذه هي الحياة ، وتلك هي الدائرة .
لا تتوقف لأجل أحد ، ولا نعلم لها بداية ولم نرَ لها نهاية ، ونحن فيها سواء.
دخلناها إجباراً ، ولا نتركها اختيارا .
ولكننا نستطيع أن نتعايش معها وننعم بها ، ونحدد موقعنا فيها ، ونثبت قدرتنا على دفعها وزيادة وتيرتها ، وسرعة وصولها بنا إلى محطات نختارها ، ويحق لنا فيها أن نتجاوز محطات فنجتازها ، فنحن فيها ومنها ولها وسنبقى بها حتى نموت .
نعطيها فتعطينا ، ندفعها فتنقلنا ، ونوصلها فترفعنا ، وقد تقتلنا فنغادرها ، ولكن الأكيد أنها لن تتوقف لأجلنا ، ولن تنتهي بدوننا ، لأن محركها يسير بقدرة الله ، وهي سائرة بإذن الله ، ولن يوقفها إلاه .
فهذه هي الحياة ، وتلك هي الدائرة .
ليست ظالمة ، وليست جائرة ..
ولكن مازالت العقول بأمرها حائرة ..
وستظل بها ثائرة ، ولن تهدأ حتى ننتقل منها للحياة الآخرة ...
دائرة وبنا تدور ، ومحطات نمرُّ بها فنرتاح ، وقد نطيل المكوث في بعضها إن أعجبتنا ، فنتزود بالوقود ، ونجدد النشاط ، ونستجمع القوى ، ونصفي الذهن ، ونصلح ما أفسده المسير ، ونعالج العيوب ، ونستدرك الأخطاء ، ونكمل النواقص ، ونتحدث عن المزايا ، ونفخر بالإنجازات ، ثم ننطلق لنكمل مسيرنا نحو وجهتنا .
وفي كل محطة نترك لنا بعض الذكريات ، وتترك هي فينا بعض البصمات ، فقد تتغير وجهتنا ، وقد نستبدل رفقتنا ، وقد تتبدل طريقتنا ، وقد تتضح فكرتنا ، وقد تنفضح علتنا ، وقد تكون تلك المحطة هي منتهى غايتنا ، وفي بعض الأحيان تصبح منها بدايتنا ، أو فيها نهايتنا .
ولا يوجد شيء مؤكد ، ولا نجد ما عليه نعتمد .
فبين ليلة وضحاها ، يغير الله من حال إلى حال ، فقد تتغير الأفكار ، وتتبدل الأحوال ، فنرفع سقف الآمال ، أو نهبط لأقصى مجال ، فقد تنقلب الظروف وتتلاعب بنا الصروف ، فتجبرنا على التوقف تارة ، وقد تدفعنا إلى المواصلة تارة أخرى .
ففي نهاية كل عام هناك من يتقاعد من عمله، فيكون هذا العام هو محطة النهاية في هذا المجال بالنسبة له إن تعب ، ولكن قد يكون انطلاقته وبدايته في مجال آخر إن رغب ، وفي نفس الوقت ينضم الكثيرون للعمل في مجاله فيكون عامهم هذا هو البداية لهم .
هو نفس العام ، ولكنه اختلف من شخص لآخر حسب موقعه من دائرة الحياة ، وحسب قدرته في دفعها ، أو عجزه الذي يجبره على إيقافها .
وفي كل يوم نسمع بأسماء الوفيات الذين غادرونا وخرجوا من دائرة الحياة ، وفي نفس الوقت نسمع عن المواليد الذين حلوا محلهم ودخلوا الدائرة ليملؤوا فراغهم ، فيحافظوا على توازنها وعدم اختلالها بفقدهم .
هي نفسها دائرة الحياة تستبدل من فيها ، ونراها تقوى على البعض فتزداد حدتها وقوة دورانها ودفعها ، وتتضاعف سرعة مسيرتها ، على حسب عزيمتهم وقوتهم ، وتضعف على البعض وقد تتباطأ بهم لضعفهم ، وانهزامهم ، وقد يخيل إليهم أنها توقفت بهم لثقلها عليهم فيروا أنهم لم يبرحوا مكانهم ، فلا هم واصلوا رحلتهم حتى يصلوا إلى غايتهم ، ولا هي دفعتهم خارجها إذ لم تحن ساعتهم ، فهم بها مجرد حمل ، وعليها وعلى من فيها عبء ، أثقلوها وعطلوا مسيرتها ، دون جهد منهم لدفعها ، أو عون منهم لاستمرار حركتها ، ودون يد لهم في دوران عجلتها ، فهم يسيرون بجهد غيرهم ، ويعيشون على أكتافهم .
وهذه هي الحياة ، وتلك هي الدائرة .
لا تتوقف لأجل أحد ، ولا نعلم لها بداية ولم نرَ لها نهاية ، ونحن فيها سواء.
دخلناها إجباراً ، ولا نتركها اختيارا .
ولكننا نستطيع أن نتعايش معها وننعم بها ، ونحدد موقعنا فيها ، ونثبت قدرتنا على دفعها وزيادة وتيرتها ، وسرعة وصولها بنا إلى محطات نختارها ، ويحق لنا فيها أن نتجاوز محطات فنجتازها ، فنحن فيها ومنها ولها وسنبقى بها حتى نموت .
نعطيها فتعطينا ، ندفعها فتنقلنا ، ونوصلها فترفعنا ، وقد تقتلنا فنغادرها ، ولكن الأكيد أنها لن تتوقف لأجلنا ، ولن تنتهي بدوننا ، لأن محركها يسير بقدرة الله ، وهي سائرة بإذن الله ، ولن يوقفها إلاه .
فهذه هي الحياة ، وتلك هي الدائرة .
ليست ظالمة ، وليست جائرة ..
ولكن مازالت العقول بأمرها حائرة ..
وستظل بها ثائرة ، ولن تهدأ حتى ننتقل منها للحياة الآخرة ...