• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

" بارقة أمل "

بواسطة إيمان الحماد 08-25-2023 08:00 صباحاً 56 زيارات
يعتقد البعض أن الخلاص من مشاعر اليأس بهم ، ومحاصرة البؤس لهم أمرا صعب الحدوث إن لم يكن مستحيلا ، وأنه سيطيل المكوث ، حتى يصبح المرء به عليلا ، ويراه على حزنه وشقائه دليلا ، ويهيء له العداوة مع نفسه ، ولكره ذاته دوما يميل ، ولأوهامه قبل أحلامه أضحى ذليلا ... .
ولكن ، إلى متى هذا الصراع ، وكيف نقوى على ذاك النزاع ؟
هل سنحرم أنفسنا حق الحياة ، لضائقة مرت بنا ، أو فاقة عبثت هنا ، أو عائقة في دربنا ، وهل سنقف مكتوفي الأيدي ، ونحن نراقبها وهي تفتك بنا ، وتتلاعب بأحلامنا ، وتقتل آمالنا ، وتفتح الأبواب على مصراعيها لأوهامنا ، حتى شغلتنا عن أداء مهامنا ، ونالت بسطوتها جُلّ اهتمامنا ... .
ولو تدبرنا قليلا بحالنا معها ، لأدركنا أننا من صنعها ، ونحن ودون إدراك من أعطاها حجمها ، لأنها ستكبر إن رفعنا شأنها ، وأطعنا أمرها ، وسلمناها أمرنا ورضخنا لها ، وستصغر بالتالي إن استصغرناها و تقبلناها و عرفنا كيف نتعامل معها ، وقد نكون قادرين بعد ذلك على ردمها ، حتى يتسنى لنا وبعزمنا محو آثارها بعد محوها ... .
فكل ما يمر بنا من مُر ، وبالرغم مما مسنا من ضر ، وما شعرنا به من قهر ، كان يسوءنا أم لنا يَسٌّر ، هو في الحقيقة يتناسب عكسيا مع ما لدينا من قوة في اليُسر ، وحكمة في العسر ، وحنكة في طُهر ، ورغبة في الفخر ، في السر قبل الجهر ، في مكامن العز و مضامن الخير ... .
فإن أظهرنا قوتنا ضعفت قوتها ، وإن أمضينا رغبتنا ضاعت رغبتها ، وإن استخدمنا سطوتنا تعطلت سطوتها ، وإن أطلقنا حريتنا أطبقنا على حريتها ، وإن أنطقنا قدرتنا تقيدت قدرتها ، وإن طلبنا راحتنا ستفرغ ساحتها ، وتحين ساعتها وتنتهي بساحنا رحلتها ، فقد قتلنا بإرادتنا رغبتها ، ودفنا بإصرارنا بؤرتها ، فلم نعد نبغي سماع صوتها ، ولا يستهوينا طنينها ، ولا حتى بأحلامنا نريد رؤيتها ، فقد تمكنت منا لفترة كانت كفيلة بمعرفتها ، وكشف نِيَّتها ، وآن الأوان لنا أن نعود ، ونعلن بعودتنا نهايتها ... .
فلن يمكث بيننا يائس ، ولا نريد معنا عابس ، ولن تقوى علينا الهموم ، ولن تقتلنا الصعاب ، ولن تحرمنا حقنا في الحياة ، فإن كانت لتمتحنا فلننجح ، وإن عادت لتمحينا فلن نسمح ، وإن أرادت أن تحزننا فنحن بعنادنا لها سنفرح ، وإن تمادت عنوة لتشقينا ، فلنكن لها مسرح ، وهي الدمى ، وعليها سنشرح كيف نرقى للعلا ، وكيف ننال بها المنى ، وكيف نقهر بها العنا ، وكيف يقوى ساعد منها انثنى ، وكيف يبقى شامخا من بشدتها انحنى ، وكيف نثبت للصعاب بأنها وهمٌ هَمّا ، وأننا سهم أسال شدتها دما ، قد عاد يُبْصِرُ من بحضرتها اعتمى ، وعاد يبحر من بشاطئها ارتمى ، وعاد يظهر من بنارٍ اكتوى ، أو بدار احتمى ، أو لضيمٍ ارتضى ... .
فعلينا يقوم الأمر ، وبنا ينتهي السطر ، ولنا حق الصمود أمامها وبكل فخر ..
فلن تقعدنا المصائب ، ولن توقفنا العقبات ، ولن تعجزنا الهموم ، فإن تعثرنا بها سنقف ، وإن تألمنا بها سنخف ، وإن أغرقتنا بالدموع إلا أننا حتما وإن بعد حين سَنَجِّف ، وعن أذيتها لنا يوما سَتَكُّف ، وبفضلها على شخصيتنا سنعترف ... .
فبحجم الألم يكون الأمل ، وبقدر العناء يكون الهناء ، ومعها اللقاء سيتجدد دوما ما دمنا على أرض الشقاء ، فلنكن دوما على استعداد لمجابهتها بتدبر دون استياء ، وتَصَّبُر دون اشتكاء ، فلا سعادة أو رخاء إلا مرورا بابتلاء ، فهي الدنا إن تدنو منها عشت دوما بانحناء ، كي تعتدل فيها اجعل شعارك ارتضاء ، فهي الفناء كمعبر نقصد به دار البقاء ، وغير ذلك كل ما فيها سواء ... .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر