• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

( كابوس متى نستيقظ منه)

بواسطة غادة محروس 08-13-2023 04:37 مساءً 185 زيارات
( كابوس متى نستيقظ منه)



صباحي اليوم لطف وطبطبة ،لكل نفس ضعيفة ، عجزت عن اتخاذ قرارات حاسمة،ومصيرية في الحياة .

كيف ؟

إنها مازالت خاضعة ومستسلمة للعيش بظاهرة مشاعر المد والجزر، في حياتها، ففي يوم يكون منسوب المشاعر مرتفعاً ومؤلماً ،وقوياً ،لا يتحمله الداخل فتفيض مشاعرنا غضباً،وتظهر على السطح فتبعثر الخارج .

ولا تكترث بما يحصل من أضرار ناجمة، ويوماً يكون منسوب المشاعر منخفضاً ،وجافاً ،حينها تتعرى مشاعرنا، فتظهر صخورها،وأصدافها الجارحة فتنكشف ندبات المواقف والصدمات ،ليظهر بعدها الأطباء الوهميون الذين يستغلون الفرص ليعرضوا

خدماتهم المزيفة .

إن الاختلاف الفكري بين البشر له دور هام في نجاح وفشل العلاقات .

فاختلاف الميول ،والايدلوجيات ،والقيم وحتى المستوى التعليمي ،هي مؤشرات تعد من أسباب عدم التوافق البشري في العلاقات .

ولا يجب التغافل عنها ، ولا التغاضي إذا ما أردنا رحلة حياة سعيدة ،مشتركة متوازنة نوعا ما ، رغم أنني كنت لا اعتبر المستوى التعليمي عائق ،فالكثير ممن لم يحققوا تفوقا أكاديميا،استطاعوا رفع مستواهم الفكري بالاطلاع والقراءة واحرزوا نموا مهنيا ًمن خلال الالتحاق بالدورات ، فاستطاعوا إحداث تغيرا فكريا غَيّر المقاييس المتعارف عليها في نقطةالاختلاف المحصورة في المستوى التعليمي.

قد تلومنا أنفسنا أحيانا ،على خيبة أملها فينا ،لكننا نستطيع بارتفاع وعينا أن نتجاوز تحديات حياتنا، فقد وصلنا إلى مرحلة من النضج والوعي ،نستطيع من خلالها التَّقبل ،وإدارة مشاعر ظاهرة المد والجزر التي تنتابنا بين الحين والآخر ، بحيث نستطيع الخروج من كل تلك المواقف التي تواجهنا، بأقل الخسائر، لكن لابد من وقفة مع النفس ،وتفهّم لمشاعرنا التي تتأرجح داخلنا ، كتأرجح الأمواج على صفحات البحر.

وقفة نسمح فيها لتلك المشاعر بالتَحدُّث والتعبير عن خيبة الأمل في بعض نواحي القصور فينا ، وعلينا أن نتقبل ذلك ونعترف به أولا، ثم بعدها نتدرج بمراحل الشعور ،لتنقلنا إلى مرحلة الرحيل بسلام وبكل هدوء ، فلا تعود تنتابنا أو تظهر لنا على شكل أمراض جسديّة ،لا يجد لها الطب الجسدي دواء.

نريد أن نصل إلى مرحلة الرحيل إلى

الأبد ، رحيل آمن ،هادئ ،صحي ،نريد أن نودع تلك المشاعر بحب ،بكل ذكرياتها

وأحاسيسها، جميلة كانت أو مؤلمة،

بعدها تتسع الرؤيا ،وتظهر الخيارات،

ونقف على القرار السليم والصحيح.

كثير ممن في مثل هذا الاختلاف ،عندما

تظهر لهم مشاعر المد والجزر ،ويرتفع

صوتهم الداخلي ، يحاولون تخدير تلك

المشاعر ،وإسكات تلك الأصوات ،لعدم تقبلهم ،ولخوفهم من مواجهتها ،لعجزهم عن اتخاذ القرارات ،والتي يعود السبب فيها الى السيناريو الذي رُسم في

عقولهم ،والذي مفاده :ما هو رد فعل المجتمع والناس؟

وتجنبا لتلك التساؤلات المزعجة وأحكام

البشر الجائرة ،يختارون استراتيجية

الإنشغال ،وهي لعبة مراوغة، يستخدمها اللّاوعي في عقولهم ،لتسكين مشاعر الأمواج.وإسكات كل الأصوات ،فيتجهون إلى القيام بممارسة هوايات جديدة في

حياتهم ، بمعنى يخرجون من منطقة

راحتهم، ليجعلوا التركيز على تلك

الأنشطة هو المسيطر على فكرهم ،

كالرياضة , تعلم الموسيقى ,

الكتابة , السفر, التأمل , اليوغا.....

ولا يخفى عليكم أن كل السابق يخفف الضغوط فعلا , لكن لفترة قصيرة، وعلى النقيض نجد صنف آخر اختاروا طريقة تفريغ ضغوطاتهم والهروب من مشاعرهم بالاحتراق الوظيفي ، فيعملون ليل نهار كالنحل ،فإذا جاء المساء ألقَوا بأجسادهم المنهكة على الفراش ،فلا مجال هنا للتفكير ،أوحديث النفس إنها مراوغة وهروب ،لكن هيهات مازالت كفة المشاعر أقوى ولا يمكن أن ترجح عليها أي كفة ، إن لم نواجهها،ونعترف بها ، ونتعلم كيف نديرها.

عزيزي القارئ /ة

إن فكرة الاستماع للأصوات والوقوف مع النفس لا تأتي ضمن تخطيط مسبق فالذين يصلون إلى تلك المرحلة لا يعلمون كيف بدأت ومتى؟

وماذا يجب عليهم أن يفعلوا؟

ولا حتى ماذا سيحدث لهم؟

ولكن كل تلك التساؤلات هي

ما تجعلهم يستطيعون أخذ القرارات في

حياتهم ، وهنا يأتي التساؤل :

هل نتقبل ونتغافل ونعيش وسط أمواج

المشاعر بمدها وجزرها؟أم نُقدم كالخيل الجامحة بكل عِزّ ،وثقة ،وقوة ،وثبات، وإصرار،ونتخذ القرار ؟ وتتسع خيارات كثيرة و جديدة في حياتنا

وهنا تظهر مقولة :

(الكون يكافئ الشجعان)

لكن غير الشجعان حين تظهر لهم

الفرصة، ويصلون إلى توافقها مع

أحاسيسهم، يختارون عدم فهمها ،

ويتساءلون هروباً ماذا نفعل وكيف؟!!!!

لا ولن تجدوا الإجابة إلا في أنفسكم ،

ولكن ربما شعرتم بالخوف ،وأن الأمور

وقتها تسير بسرعة عجيبة وغريبة!

فقط متى ما استوعبتم أنكم رغم

مشاعر الخوف التي تملؤكم، إلا أن

داخلكم سيكون مملوء بسعادة الكون ،في تلك اللحظة التي تجدون فيها أنفسكم

ويختفي ذلك الصوت داخلكم ،ستختلط مشاعر الخوف بالفرح .

لكن مؤشرالإحساس بالفرح سيكون هو الأعلى نسبة في أنفسكم، لا أعلم لماذا سيطغي شعورالسعادة عليكم ؟

في الأغلب لأنه نابع من ثقتكم بأنكم

تستحقون ذلك ،وبأنكم الطرف الذي لابد

أن يحظى بالاحترام ،والتقدير والسلام، والحب.

عندما تفيقون، وتصلون لتلك اللّحظة في فهم ذواتكم ،ستعترفون بأن كل شيء كان بمثابة كابوس يلازمكم، وتريدون الاستيقاظ منه ،لقد استيقظتم بعد عناء فلا تعودون للنوم مره أخرى.

استيقظتم لتحظوا بفرصة العيش بشعور السلام ،والحب ،والسكينة،

والراحة، الذي غمركم ،وقررتم بعدها

دفن الآلام هناك ،حيث نقطة بدايتها ونهايتها،تجاوزا لآلامكم، وذلك الشعور الموجع، اتركوا لآلامكم مسارات مفتوحة من داخلكم للخارج لترحل بهدوء.

حقيقة هو ليس بالأمر السهل, لكننا بهذه الطريقة في تفريغ المشاعر سنشعر بأننا في طريقنا للتشافي ،والتجاوز ،اسألوا أنفسكم بعدها :

يا تُرى ماهي الرسالة التي يجب أن

نتعلمها من تجاربنا تلك؟

في اعتقادي إننا بحاجة إلى

التدريب على عدة مهارات ،كوضع

الحدود، ورفع الاستحقاق، وإدارة المشاعرالتي يجب أن نتحكم بها ولا نجعلها تقودنا في دروب الألم ،كما يجب أن نتعلم التوازن ،ونطبقه في حياتنا.

والحقيقة التي وصلتُ لها ،أننا في يوم

ما سنكتشف أن جميع التحدّيات التي

مررنا بها ،وسنمر بها في حياتنا ،ماهي إلا جزءاً من رحلة مقاومة ،لنتعلم منها الوصول إلى نسختنا الفريدة الحقيقية النادرة التي لا تشبه أحد، وليست استنساخ من أحد،نسخة حقيقة، طبيعية، تحمل من العفوية والسلام

الداخلي والخبرة ،مانستقبل به النضج ،

والوعي، والحكمة ،والوفرة ،مما يجعل

الجميع يشعر بطاقة تلك النسخة،ويتمنى أن يصل الى تلك الهالة والنورالتي تحيطنا ،بل ويتساءلوا :

كيف تم وصولكم إليها؟



دمتم بخير وسلام داخلي

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر