التعلق السلبي
التعلق السلبي
الكابوس الحقيقي لأي شخص
هو أن يتعلق فيه شخص آخر تعلق سلبي
فيضيق عليه حياته، ويحرمه من أدنى حقوقه بالخصوصية!
ويسلب منه حريته الكاملة ؛
وتمتلئ العلاقة باللوم والعتب والخلافات
"ليش ما اتصلت؟ ليش ماقلت فين رايح؟ ليش تتغدا بدوني؟ ليش تمسك جوالك بوجودي؟ لا تكلم أحد غيري! لا تتواصل مع الجنس الآخر نهائياً حتى لو بأمور عمل وإلا اقلبها مشكلة عظيمة!"
اذا طلع/ت مع الأصحاب أو الصديقات يتضايق الطرف المتعلق، يتصل ويرسل رسائل ويستقبل الزوج أو الزوجة بنكد وعتاب وضيق..
يحاول أن يتقرب منه لكنه يبتعد أكثر وأكثر مع كل محاولة
ويبقى السؤال!
أنا أحبه ومتعلقه فيه وأحاول اتقرب منه وأرضيه لماذا يبتعد؟
لأنه وصل إلى مرحلة الاختناق .
لم يعد يراك حبيب ولا شريك حياة، بل أصبحت الكابوس الذي يحرمه من حريته الطبيعية وأبسط حقوقه في الحياة، فيحاول الهرب منك حتى يتنفس قليلاً..
بالتالي يغيب الحب ويختفي
حتى لو كان حاضراً في البداية، لكنه يموت من شدة الضغط وتُنسى مشاعر الحب ولا يبقى إلا شعور الاختناق..
حديثنا لا ينطبق على الزوجين فقط
وإن كان التعلق السلبي ظاهر أغلب الأحيان في العلاقات الزوجية..
لكنه موجود في علاقة الأم أو الأب بأبنائهم وعلاقة الأصدقاء والأقارب..
تعلق الأم في ابنتها أو ابنها المتزوج فتضيق حياتهم الزوجية وقد تتسبب بانفصال وتشتت لعائلاتهم، تعلقها بابنها أو ابنتها المراهقة فتمنعها من تكوين العلاقات والصداقات والاستقلالية التي تحتاجها في هذه المرحلة العمرية..
تعلقها في طفلها فتدلله وتقوم بجميع مهامه وأدواره وتصبح المحامي عنه في الاجتماعات والزيارات إلى أن يصبح منبوذاً من الأطفال ومدلل ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يقوم بأي شيء في يومه بدونها!
التعلق بالصديقات والأقارب فيكثر فيه التشره والعتب والزعل وعدم مراعاة ظروف حياتهم الزوجية والعملية والعائلية والضغط عليهم لعدم الزيارة أو التواصل المستمر !
فتسوء العلاقات وتُرهق النفسيات
وتُهدم البيوت وتُدمر الشخصيات
بسبب التعلق السلبي..
بالمقابل
يمكننا أن نتعلق في الاشخاص الذين نحبهم، لكن بشكل جميل وايجابي
كيف؟
أولاً لابد أن نتفق أن التعلق بالصورة السابقة لا يعد حُباً
بل هو رغبة في التملك
والشخص المُتعلق فيه سيرفض هذه الرغبة وينفر منها ويقاومها بكل قوته فتتدمر العلاقة..
لكي تكون العلاقة بها حب لطيف ومرغوب بين الطرفين
لابد أن نُحب بتوازن
ونتعلق تعلق حب وإهتمام وإشباع رغبات
فبدلاً من أن تلاحقي زوجك بالسؤال “ فين رحت ؟ متى راجع ؟ ليش ماقلت إنك خارج ؟ … إلخ” بدافع الفضول والسيطرة
أشعريه باهتمامك بدافع الحب!
"خارج؟ استودعتك الله طمني إذا وصلت
تأخر؟ قلقت عليك ياقلبي عساك بخير؟
البيت موحش من غيرك ، لا تطول عشان اتطمن واحس بالأمان بوجودك"
بدون تفاصيل وأسئلة غير مهمة عن المكان والساعة وغيرها من الأسئلة اللي تحول الحوار لتحقيق خانق!
وقيسوا على هذا المثال أغلب المواقف في العلاقة الزوجية.
الاهتمام بدافع الحب والحرص وليس بدافع التملك.
فهنا سيكون الحب لطيف على القلب ومرغوب فيه ويفتقد هذا الإهتمام إذا قل أو زال..
مع الابناء
نعطيهم فرصة في الحرية بحدود المعقول
“ في حدود الدين ومالا يضرهم “
لا نضيق عليهم حياتهم ونتدخل في أمورهم إلى الحد الذي ينفرهم منا
لأنهم ليسوا ملك لنا وينطبق هذا على جميع العلاقات سواءً ابناء أو زوج أو غيرهم
وخصوصاً الأبناء هم ضيوف في بيتك وسيأتي الوقت الذي ينطلقون فيه لحياتهم ويتخذوا قراراتهم بخصوصية، فلنتعامل معهم على هذا الأساس
ونعودهم على حرية الرأي والقرار من الصِغر ،
"يختار ملابسه بنفسه ، تسرح شعرها بطريقتها الخاصة ، يتخذ قرارات صغيرة خاطئة ويتعلم منها!"
لا نتعلق بهم إلى الحد الذي يجعلنا نسيطر عليهم بالكامل..
في الصداقات ومع الأقارب
لنتوقف عن كثرة العتاب واللوم
ونقدم الحب الذي بداخلنا بدون انتظار مقابل
والعلاقات التي لا تعطينا حب واهتمام وطاقة ايجابية
نجعلها سطحية، بدون تعلق زائد ولوم وعتاب ليس له فائدة !
“ ليش ماعزمتوني ، طلعتوا وما بلغتوني ، ليش ما تتصلي وتسألي … الخ”
من يحب قربك ويفرح لفرحك ويحزن لحزنك لن تحتاج لعتابه!
وإن انشغل أو غاب أحياناً لعذرٍ ما سيتواجد في أوقات أخرى والمشاعر الصادقة وحدها دليل ورسالة على أن هذه العلاقة تستحق البقاء
فلا نتعلق في علاقة لا تستحق ؛
ولا يشترط أن نقطعها ، بل نعطيها حجمها الحقيقي..
في النهاية
المحبة مشاعر صادقة وعميقة وجميلة جداً
فلا تفسدوها على أنفسكم والآخرين بالتعلق السلبي والرغبة بالتملك
لأن المشاعر لا تأتي بالإجبار مهما حاولنا وسعينا، والحب بمشاعر صادقة مع قليلاً من الحرية هو أروع اشكال المحبة
بلا سجن التملك ، وبدون تعلق خانق.
الكابوس الحقيقي لأي شخص
هو أن يتعلق فيه شخص آخر تعلق سلبي
فيضيق عليه حياته، ويحرمه من أدنى حقوقه بالخصوصية!
ويسلب منه حريته الكاملة ؛
وتمتلئ العلاقة باللوم والعتب والخلافات
"ليش ما اتصلت؟ ليش ماقلت فين رايح؟ ليش تتغدا بدوني؟ ليش تمسك جوالك بوجودي؟ لا تكلم أحد غيري! لا تتواصل مع الجنس الآخر نهائياً حتى لو بأمور عمل وإلا اقلبها مشكلة عظيمة!"
اذا طلع/ت مع الأصحاب أو الصديقات يتضايق الطرف المتعلق، يتصل ويرسل رسائل ويستقبل الزوج أو الزوجة بنكد وعتاب وضيق..
يحاول أن يتقرب منه لكنه يبتعد أكثر وأكثر مع كل محاولة
ويبقى السؤال!
أنا أحبه ومتعلقه فيه وأحاول اتقرب منه وأرضيه لماذا يبتعد؟
لأنه وصل إلى مرحلة الاختناق .
لم يعد يراك حبيب ولا شريك حياة، بل أصبحت الكابوس الذي يحرمه من حريته الطبيعية وأبسط حقوقه في الحياة، فيحاول الهرب منك حتى يتنفس قليلاً..
بالتالي يغيب الحب ويختفي
حتى لو كان حاضراً في البداية، لكنه يموت من شدة الضغط وتُنسى مشاعر الحب ولا يبقى إلا شعور الاختناق..
حديثنا لا ينطبق على الزوجين فقط
وإن كان التعلق السلبي ظاهر أغلب الأحيان في العلاقات الزوجية..
لكنه موجود في علاقة الأم أو الأب بأبنائهم وعلاقة الأصدقاء والأقارب..
تعلق الأم في ابنتها أو ابنها المتزوج فتضيق حياتهم الزوجية وقد تتسبب بانفصال وتشتت لعائلاتهم، تعلقها بابنها أو ابنتها المراهقة فتمنعها من تكوين العلاقات والصداقات والاستقلالية التي تحتاجها في هذه المرحلة العمرية..
تعلقها في طفلها فتدلله وتقوم بجميع مهامه وأدواره وتصبح المحامي عنه في الاجتماعات والزيارات إلى أن يصبح منبوذاً من الأطفال ومدلل ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يقوم بأي شيء في يومه بدونها!
التعلق بالصديقات والأقارب فيكثر فيه التشره والعتب والزعل وعدم مراعاة ظروف حياتهم الزوجية والعملية والعائلية والضغط عليهم لعدم الزيارة أو التواصل المستمر !
فتسوء العلاقات وتُرهق النفسيات
وتُهدم البيوت وتُدمر الشخصيات
بسبب التعلق السلبي..
بالمقابل
يمكننا أن نتعلق في الاشخاص الذين نحبهم، لكن بشكل جميل وايجابي
كيف؟
أولاً لابد أن نتفق أن التعلق بالصورة السابقة لا يعد حُباً
بل هو رغبة في التملك
والشخص المُتعلق فيه سيرفض هذه الرغبة وينفر منها ويقاومها بكل قوته فتتدمر العلاقة..
لكي تكون العلاقة بها حب لطيف ومرغوب بين الطرفين
لابد أن نُحب بتوازن
ونتعلق تعلق حب وإهتمام وإشباع رغبات
فبدلاً من أن تلاحقي زوجك بالسؤال “ فين رحت ؟ متى راجع ؟ ليش ماقلت إنك خارج ؟ … إلخ” بدافع الفضول والسيطرة
أشعريه باهتمامك بدافع الحب!
"خارج؟ استودعتك الله طمني إذا وصلت
تأخر؟ قلقت عليك ياقلبي عساك بخير؟
البيت موحش من غيرك ، لا تطول عشان اتطمن واحس بالأمان بوجودك"
بدون تفاصيل وأسئلة غير مهمة عن المكان والساعة وغيرها من الأسئلة اللي تحول الحوار لتحقيق خانق!
وقيسوا على هذا المثال أغلب المواقف في العلاقة الزوجية.
الاهتمام بدافع الحب والحرص وليس بدافع التملك.
فهنا سيكون الحب لطيف على القلب ومرغوب فيه ويفتقد هذا الإهتمام إذا قل أو زال..
مع الابناء
نعطيهم فرصة في الحرية بحدود المعقول
“ في حدود الدين ومالا يضرهم “
لا نضيق عليهم حياتهم ونتدخل في أمورهم إلى الحد الذي ينفرهم منا
لأنهم ليسوا ملك لنا وينطبق هذا على جميع العلاقات سواءً ابناء أو زوج أو غيرهم
وخصوصاً الأبناء هم ضيوف في بيتك وسيأتي الوقت الذي ينطلقون فيه لحياتهم ويتخذوا قراراتهم بخصوصية، فلنتعامل معهم على هذا الأساس
ونعودهم على حرية الرأي والقرار من الصِغر ،
"يختار ملابسه بنفسه ، تسرح شعرها بطريقتها الخاصة ، يتخذ قرارات صغيرة خاطئة ويتعلم منها!"
لا نتعلق بهم إلى الحد الذي يجعلنا نسيطر عليهم بالكامل..
في الصداقات ومع الأقارب
لنتوقف عن كثرة العتاب واللوم
ونقدم الحب الذي بداخلنا بدون انتظار مقابل
والعلاقات التي لا تعطينا حب واهتمام وطاقة ايجابية
نجعلها سطحية، بدون تعلق زائد ولوم وعتاب ليس له فائدة !
“ ليش ماعزمتوني ، طلعتوا وما بلغتوني ، ليش ما تتصلي وتسألي … الخ”
من يحب قربك ويفرح لفرحك ويحزن لحزنك لن تحتاج لعتابه!
وإن انشغل أو غاب أحياناً لعذرٍ ما سيتواجد في أوقات أخرى والمشاعر الصادقة وحدها دليل ورسالة على أن هذه العلاقة تستحق البقاء
فلا نتعلق في علاقة لا تستحق ؛
ولا يشترط أن نقطعها ، بل نعطيها حجمها الحقيقي..
في النهاية
المحبة مشاعر صادقة وعميقة وجميلة جداً
فلا تفسدوها على أنفسكم والآخرين بالتعلق السلبي والرغبة بالتملك
لأن المشاعر لا تأتي بالإجبار مهما حاولنا وسعينا، والحب بمشاعر صادقة مع قليلاً من الحرية هو أروع اشكال المحبة
بلا سجن التملك ، وبدون تعلق خانق.