لصُرحاء بزيادة !!
قال أحد الحكماء ( القول اللين يهزم الحق البين )الصراحة بمفهومها العام هي قيمة حسنة ولها فوائدها. ولكن هناك نوع من الصراحة يمكن أن نطلق عليه الصراحة المقيتة وهي الصراحة التي لا لباقة فيها، تتجاوز الصراحة وتنتقل إلى مرحلة الوقاحة المبتذلة.
البعض يعتبر الصراحة المباشرة هي الطريقة الأفضل التي تظهر الجانب القوي من شخصيته التي أدعي أنها "شخصية نرجسية" شخصية تحب أن تظهر قوتها وعدم مبالاتها بآراء الآخرين لإخفاء ضعفها، غير مكترثين لما تسببه هذه الصراحة المقيتة من انعكاس صورة سلبية سيئة عنهم وأضرار ملموسة أو غير ملموسة للطرف الآخر سواء نفسية أو معنوية. على الرغم من أن هذه الصراحة المقيتة الخالية من أي لين في القول أو لباقة في الكلام قد تعطي صاحبها نشوة الانتصار وتشعره بالانتصار والرضا عن الذات، إلا أنها تجعله في أعين الناس صغيراً غير محترم ولايقدر الناس وبالتالي يفقد احترامه وتقديره، قال الله تعالى ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
بالطبع هذا "الصريح بزيادة" لايستطيع أن يمارس هوايته مع من تربطه به مصلحة يرجوها أو علاقة يخشى فقدانها على سبيل المثال من هو أعلى منه وظيفياً أو إدارياً. فتجده ودوداً خلوقاً ويخرج أفضل الألفاظ وألطف الكلمات. لكن شخصيته النرجسية لايمكنها الاستمرار طويلاً أن تكون مهذبة فسرعان ما يبحث عن أول شخص لايحتاج منه شيء أو يظن أنه في غنى عن أي خدمات أو أي طلبات منه ويطلق صراحته وكلماته التي لا يحسب لها وزناً أو قيمة وتكون وبالاً عليه. وينسى أن "الدنيا دوّارة". قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ. متفقٌ عليهِ.
يغيب عن هؤلاء "الصُرحاء بزيادة" أهمية حسن الخلق وجزاؤه في الدنيا والآخرة. وقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق} رواه الترمذي والحاكم. حسن الخلق يتضمن اللباقة في الكلام مع الآخرين وتلطيف الحديث وعدم رمي الكلام بدون مراعاة لشعور الاخرين بدعوى الصراحة !!
أخيرا، إن الجلافة في القول لا تنفر الناس منك فحسب بل هي قد تكسبك ذنب بل وذنب عظيم، وعلى العكس فاللباقة تكسبك الأجر والاحترام والرفعة في الدنيا والآخرة فهي سبب لدخول السرور على قلب أخيك المسلم.
شكرا لكل المحترمين في حياتنا .. ولا أهلا ولا سهلا للصُرحَاء بزيادة.
تحرير: إيناس الينبعاوي
البعض يعتبر الصراحة المباشرة هي الطريقة الأفضل التي تظهر الجانب القوي من شخصيته التي أدعي أنها "شخصية نرجسية" شخصية تحب أن تظهر قوتها وعدم مبالاتها بآراء الآخرين لإخفاء ضعفها، غير مكترثين لما تسببه هذه الصراحة المقيتة من انعكاس صورة سلبية سيئة عنهم وأضرار ملموسة أو غير ملموسة للطرف الآخر سواء نفسية أو معنوية. على الرغم من أن هذه الصراحة المقيتة الخالية من أي لين في القول أو لباقة في الكلام قد تعطي صاحبها نشوة الانتصار وتشعره بالانتصار والرضا عن الذات، إلا أنها تجعله في أعين الناس صغيراً غير محترم ولايقدر الناس وبالتالي يفقد احترامه وتقديره، قال الله تعالى ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
بالطبع هذا "الصريح بزيادة" لايستطيع أن يمارس هوايته مع من تربطه به مصلحة يرجوها أو علاقة يخشى فقدانها على سبيل المثال من هو أعلى منه وظيفياً أو إدارياً. فتجده ودوداً خلوقاً ويخرج أفضل الألفاظ وألطف الكلمات. لكن شخصيته النرجسية لايمكنها الاستمرار طويلاً أن تكون مهذبة فسرعان ما يبحث عن أول شخص لايحتاج منه شيء أو يظن أنه في غنى عن أي خدمات أو أي طلبات منه ويطلق صراحته وكلماته التي لا يحسب لها وزناً أو قيمة وتكون وبالاً عليه. وينسى أن "الدنيا دوّارة". قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ. متفقٌ عليهِ.
يغيب عن هؤلاء "الصُرحاء بزيادة" أهمية حسن الخلق وجزاؤه في الدنيا والآخرة. وقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق} رواه الترمذي والحاكم. حسن الخلق يتضمن اللباقة في الكلام مع الآخرين وتلطيف الحديث وعدم رمي الكلام بدون مراعاة لشعور الاخرين بدعوى الصراحة !!
أخيرا، إن الجلافة في القول لا تنفر الناس منك فحسب بل هي قد تكسبك ذنب بل وذنب عظيم، وعلى العكس فاللباقة تكسبك الأجر والاحترام والرفعة في الدنيا والآخرة فهي سبب لدخول السرور على قلب أخيك المسلم.
شكرا لكل المحترمين في حياتنا .. ولا أهلا ولا سهلا للصُرحَاء بزيادة.
تحرير: إيناس الينبعاوي