البساطة
فوزية الشيخي / صوت المدينة
اعتدت منذ صغري على الاعتدال في كل شيء بالحياة لا إفراط ولا تفريط
كنت عادية جداً منذ مراحل الدراسة من بداياتي، حتى أنهيت المرحلة الثانوية وهذا آخر قدر من التعليم حصلت عليه. كنت إنسانة لا تبحث عن آخر صيحات الموضة التي كان يتهافت عليها معظم بنات جيلي حينها. ولا أذكر أنني ارتديت حذاء باهض الثمن أو حملت حقيبة من ماركات عالمية، كانت كل مقتنياتي من لباس وغيره عادية جداً وبأسعار معقولة جداً تناسب إمكانيات أسرتي، استمريت على هذا الديدن حتى يومنا هذا، وحتى بعد حصولي على وظيفتي الحالية لم تتغير قناعاتي التي أؤمن بها بشدة.
في أحد الأيام وبعد انتهاء عملي وارتدائي لحجابي، حملت أوراقي وحقيبتي التي ليست بالماركة طبعاً ولكنها كانت من النوع العملي جداً ومن حقائبي المحببة لقلبي، وعندما هممت بالخروج فإذا بإحداهن ترمقني بنظرات استغراب وتستوقفني للحظات، لتقول لي بكل تبجح حقيبتك تذكرني بحقائب ساعي البريد، وأردفت قائلة: ألا تفكرين بتغييرها فهي ليست بالماركة كما يبدو؟! مع ابتسامة صفراء ولم تكتفي بذلك بل أضافت بقولها: لو تدعيني فقط وتوافقين بأن أحضر لك حقيبة أخرى تكون ماركة وذكرت اسم الماركة لي.
نظرت لها حينها نظرة لم أستطع تفسيرها ولم أرد على كلماتها تلك، ولكني اكتفيت بنظرتي لها وأكملت سيري مغادرة المكان بهدوء.
كم أتمنى أن نفهم ثقافة العيش ببساطة، وندقن العناية بالسرائر على العناية بالمظاهر.
عن قناعتي الشخصية لم أفكر قط في التظاهر أمام الآخرين، ولم ألجأ يوماً إلى شراء شيء يفوق إمكاناتي المادية، بقصد التظاهر أو الاستحواذ على انتباه أحد؛ لأنني ببساطة أرغب في تكوين علاقات اجتماعية سوية مع الناس، معتمدة في ذلك على شخصيتي وفكري وأخلاقي وليس مظهري ومقتنياتي. أحاول دائماً عدم الحكم على الآخرين بناءاً على مظهرهم. أعلم جيداً أن المظهر المترف ينجح غالباً في إثارة انتباه الناس، وربما يدفع بعضهم إلى منح صاحب هذا المظهر مزيداً من الاهتمام والاحترام والمعاملة الخاصة، إلا أن الأمر يبقى مؤقتاً في إطار المجاملة لا أكثر.
الأغلب من الناس يحبون التميز عن الآخرين، لكنني لا أحبذ فكرة دفع مبالغ طائلة من أجل التباهي والتفاخر أمامهم. ولا أنكر أنني في بعض الأحيان تعجبني أشياء باهظة الثمن لكنني أحجم عن شرائها لأسباب عديدة، منها عدم اقتناعي بالأمر وعدم ميلي إلى الإسراف والتبذير.
لن أظهر بمظهر لا يتناسب مع حقيقتي وظروفي وإمكاناتي. لن أتميز ولن أتقمص مظهر اجتماعي يفوق قدراتي فقط لأرضي الناس. سأكون أنا بشخصيتي البسيطة التي أحببتها في نفسي. نحن لا نلمع في أعين الناس بمدى جمال مظاهرنا، وإنما بأعمالنا وأفعالنا، بصفاء ونقاء جوهرنا.
اعتدت منذ صغري على الاعتدال في كل شيء بالحياة لا إفراط ولا تفريط
كنت عادية جداً منذ مراحل الدراسة من بداياتي، حتى أنهيت المرحلة الثانوية وهذا آخر قدر من التعليم حصلت عليه. كنت إنسانة لا تبحث عن آخر صيحات الموضة التي كان يتهافت عليها معظم بنات جيلي حينها. ولا أذكر أنني ارتديت حذاء باهض الثمن أو حملت حقيبة من ماركات عالمية، كانت كل مقتنياتي من لباس وغيره عادية جداً وبأسعار معقولة جداً تناسب إمكانيات أسرتي، استمريت على هذا الديدن حتى يومنا هذا، وحتى بعد حصولي على وظيفتي الحالية لم تتغير قناعاتي التي أؤمن بها بشدة.
في أحد الأيام وبعد انتهاء عملي وارتدائي لحجابي، حملت أوراقي وحقيبتي التي ليست بالماركة طبعاً ولكنها كانت من النوع العملي جداً ومن حقائبي المحببة لقلبي، وعندما هممت بالخروج فإذا بإحداهن ترمقني بنظرات استغراب وتستوقفني للحظات، لتقول لي بكل تبجح حقيبتك تذكرني بحقائب ساعي البريد، وأردفت قائلة: ألا تفكرين بتغييرها فهي ليست بالماركة كما يبدو؟! مع ابتسامة صفراء ولم تكتفي بذلك بل أضافت بقولها: لو تدعيني فقط وتوافقين بأن أحضر لك حقيبة أخرى تكون ماركة وذكرت اسم الماركة لي.
نظرت لها حينها نظرة لم أستطع تفسيرها ولم أرد على كلماتها تلك، ولكني اكتفيت بنظرتي لها وأكملت سيري مغادرة المكان بهدوء.
كم أتمنى أن نفهم ثقافة العيش ببساطة، وندقن العناية بالسرائر على العناية بالمظاهر.
عن قناعتي الشخصية لم أفكر قط في التظاهر أمام الآخرين، ولم ألجأ يوماً إلى شراء شيء يفوق إمكاناتي المادية، بقصد التظاهر أو الاستحواذ على انتباه أحد؛ لأنني ببساطة أرغب في تكوين علاقات اجتماعية سوية مع الناس، معتمدة في ذلك على شخصيتي وفكري وأخلاقي وليس مظهري ومقتنياتي. أحاول دائماً عدم الحكم على الآخرين بناءاً على مظهرهم. أعلم جيداً أن المظهر المترف ينجح غالباً في إثارة انتباه الناس، وربما يدفع بعضهم إلى منح صاحب هذا المظهر مزيداً من الاهتمام والاحترام والمعاملة الخاصة، إلا أن الأمر يبقى مؤقتاً في إطار المجاملة لا أكثر.
الأغلب من الناس يحبون التميز عن الآخرين، لكنني لا أحبذ فكرة دفع مبالغ طائلة من أجل التباهي والتفاخر أمامهم. ولا أنكر أنني في بعض الأحيان تعجبني أشياء باهظة الثمن لكنني أحجم عن شرائها لأسباب عديدة، منها عدم اقتناعي بالأمر وعدم ميلي إلى الإسراف والتبذير.
لن أظهر بمظهر لا يتناسب مع حقيقتي وظروفي وإمكاناتي. لن أتميز ولن أتقمص مظهر اجتماعي يفوق قدراتي فقط لأرضي الناس. سأكون أنا بشخصيتي البسيطة التي أحببتها في نفسي. نحن لا نلمع في أعين الناس بمدى جمال مظاهرنا، وإنما بأعمالنا وأفعالنا، بصفاء ونقاء جوهرنا.
غاليتي إستمري بما تنظمين من فأنتِ رائعه*
محبك إبنك
.جميل جدا ذلك العمق الذي يتجلى في تفكيرك وكلماتك.
ي