• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

السلسلة المتصلة بين الفكر والجسم الرئه وشعور الحزن الجزء الثالث (٣) والاخير.

بواسطة الكاتبة : لين أسامة عجاج 04-24-2021 07:27 صباحاً 290 زيارات
كل لحظة من لحظات حياتنا محاسبين على ردات فعلنا وعلى مشاعرنا وعلى أفكارنا ومايقع في أنُفسنا من تكبير أو تصغير للأحداث الحاصلة لنا ،
فكن رقيب على فكرك ونفسك وأعمالك ، فأول عدو هو النفس المستقبلة لفكرك الذي سيتولد منها ، و وقود لِأعمالك التي ستشهد لك أو ضدك .

الذكريات لحظة زمنية مؤقتة تأخذها من الأشخاص الذين حولك ،فيها كل ماهو مقسوم لك ، لذلك (أنوِي )كل شيء (تأخذه لله ،وتعطيه لله )، النتيجة : يحدث داخلك استقرار وينقفل باب الحزن .

وستشعر بأن مجيء وذهاب الأشخاص من حياتك لحِكمة وتهيء نفسك بثبات دون تأثر ( مبالغ فيه) ، بل بوعي أن الله سخركم لتعطوا بعضكم البعض كل الخير ، فتفكر في قول الله تعالى : " يوم إذنٍ تُحدثُ أخبارها بأن ربك أوحى لها ".
كل خطواتك ستتحدث عنك ، وعن أعمالك وخطواتك ، وإنجازاتك ، لذلك قال الله تعالى : (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ، هو الفائز وهو الذي أدركته عناية الله له.



* أول شيء تضبطه هو ظلمك لنفسك ، ابتعد عن ظلمها ، وظلمها بأن تجعلها في ظلمة الشك بعد اليقين ، وبظلمة المشاعر الغير سوية ، فتغيب في تفكيرك ووسوسة نفسك إلى عالم الحقيقة.

أين الحقيقة !! تعلمت من عام الحزن الذي توفى فيه أعلام عظام الشأن أعلام الأمة سند رسول الله سيدنا أبو طالب وسيدتنا خديجة هذا هو الحزن الحقيقي ، حزن نحزن فيه على محبوبنا الأعظم ، هم الأمة هو حزنه الحقيقي ليس فراق الشخص فحسب بل فراق الأمة على من يدافع عن الحق ، فكن ذا همة ، كالتابعين وتابعي التابعين ،
ليكن لك بصمة يفخر بك الله ورسوله ، كن ذا هِمة عالية ونوايا كبيرة ..

كيف تهون على نفسك!! خاطب قلبك لأنه حي له مسامع ، وقل لقلبك اهدأ ، لاتحزن إن الله معنا ، اشعر بأن الله ناظر إلى قلبك مطلع على فؤادك وهو الذي سيُسكِن روعه ، وافهم أن شعورك مؤقت سيزول وأنه ( شعور فقط ) ليس حقيقة ، لولا شعورك هاذا لكان عندك مرض نفسي يسمى التبلد أو ردة فعل غير متوقعة مع الصدمة يحدث ضحك مفاجيء ، لذلك أنت في نعمة .

من أغرب ما رأيت .. من قلبه كان قاسي أي قاسي على نفسه وعلى الذين من حوله لايستطيعوا أن يُنفسوا عن أنفسهم بالبكاء ، لذلك البكاء نعمة ، ففي نوع من أنواع الدموع هي أثقل عند الله.. دمعة ذرفت من خشية الله ، فهذا هو الشعور الذي نريده ، ويوجد دموع فرح ، فهي باردة وعذبة ويوجد دموع قهر وألم وحزن تكون مالحة وحارة .

ومن أغرب ماسمعت .. في منطقة في الصعيد في مصر ينادوا على الأنثى ياحزينة ، لأنهم يحزنون أنها أنثى وعندهم الأنثى عار ، لايدركون أن الأنثى هي التي تنجب الرجال.

من لم يشعر بالحُزن لم يشعر بطعم الفرح ، فهنالك أنواع من الفرح مرت في حياتنا أفراح متعددة، منها المحمود ومنها المذموم كما وضح لنا الخالق سبحانه ، تخيلوا يوجد فرح مذموم !!
الفرح حالة شعورية كأي شعور ، متراوح الدرجات .

آيات تدل على الفرح بالدنيا والله مجهز لنا الدنيا لنعمل بها لندخل الآخرة لأنها هي المستقر والراحة حيث قال : (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وماالحياة الدنيا في الآخرة الا متاع ).

والله وضح لنا كيف نضبط مشاعرنا المتأرجحة بين الحزن والفرح حيث قال: (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور) .

أيقن تماما بأن الفخر بما لديك سبب في نزعه وحزنك عليه ، لذلك لاتتمسك بالأشياء ، افهم أن رب الأشياء وخالقها هو منه و إليه ، وأسأل الله أن يحقق لك هذه الآيه قبل مماتك قال تعالى : (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا) .

ماينسبه لنفسه ولا لاجتهاده ولا لأحد من خلقه ، فقط من الله الى الله وحده. .

وفرح مذموم : قال تعالى ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ، وحاق بهم ماكانوا به يستهزئون ) كل علم من الله فمن فرح بالعلم ، لا علم له لأن العليم هو الذي علمنا وهذا مُلك الله يعطيه ويأخذه كما يشاء .


ويوجد آيات عن فرح المنافقين وفرح المؤمنين والفرح الذي سنفرحهه في الجنة لذلك اعرف أن من عرف الله وأحب رسوله سيتدرب على ضبط مشاعره ويجعلها لله ، فإذا تحقق فيك ذلك ، فأنت في أمان الله وحفظه ورعايته في الباطن والظاهر .

عندما يزول الحزن تشرق شمس الفرح المحمود ، الذي يشعرك بشعاع نور المحبة الإلهية الساطعة داخلك ، المشرقه بعبير الأُنس الرباني ، فتنشرح لتحمد الله على أن منحك الشعور الجميل ، فقد حرموا منه الكثير بسبب انتظارهم لما يريدوه هُم ، وليس مايريده الخالق لهم من عطايا أعظم من خيالهم ، لكن كثير من الناس يتصور صورة فكرية عن شكل الفرج فيحدث أعظم مما يتمنونه فلايرونه ، بل يظلوا منتظرين مايريدون فقط ، فهم تعساء وداخلهم حزن شديد دائم ، ووساوس فكرية ونفس تتوق للنظر لنعم غيرها دائما ،،،
لذلك افرح بالقليل اليَسير ، ستجد أن كل شيء يبتهج حولك وترى جماله ورونقه ..
الله ماخلقنا ليحزننا ، بل ليفرحنا ويجعلنا في سرور إذا نسبنا كل شيء لله.


من أدخل الفرح والسرور على قلب مؤمن وأسعد الصغار بالحكايات والحلويات والعطف والسرور ، وأسعد الكبير وأضحكه وأطعمه وأجلسه و حن عليه ، وأدخل على كل شخص يراه سرور ، وإخاء ، ( سيحظى بجمال وقوة جسمانية ونشاط وحيوية ، ويكون شكله أصغر من عمره بكثير ) لأن معاملاتنا مع الله في جبر الخواطر وتطييب النفوس من أعظم النعم التي جزاؤها عظيم عند الله ، وأثرها في الدنيا قبل الآخرة ،،،

كما أن للحزن ذاكرة ، أيضا للفرح ذاكر ، فيكون فرحنا مصاحب بدمع وبدعوة لا شعوريا تخرج لمن أفرحنا ، ويظهر أثرها في الوجه .


كان في مجلس النبي يوجد صحابي الملقب بالضحاك كان يحرص على بهجة النبي وكلامه الجميل الذي به نكهةُ فكاهية تفرح القلب ،،

فكن دائما ذا أثر طيب ووجه طلق ، وأنفاس رطبة من الحمد والشكر والذكر والصلاة على الحبيب ،، كلها تجعل مشاعرك متزنة متوازنة بقوة الله وفضله ... ولاتنسو بشرى الله لنا إذا قلنا عند أول مايحزننا ويصدمنا ويعكر صفونا : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) فبشائر الخالق بعد أن نقولها صلوات وليس صلاة واحدة من الله وايضا رحمة وأولائك هم المفلحون ، ما أعظمك يا الله!!!

تمت ال٣ أجزاء من مقال الرئة و شعور الحزن .
ولنا لقاء بعد شهر رمضان بأذن الله .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • نبراس كردي
    04-24-2021 09:47 صباحاً
  • ناديه
    04-24-2021 11:16 صباحاً
    جزاك الله خير على المقالات جدا رائعة ومفيده
  • د. أريج مفتي
    04-24-2021 12:51 مساءً
    جوزيتي خيرا على نثر البهجه اينما حللت ..

    دايما. اتأمل انه بعد عام الحزن .. ضحكً رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه..

    ولذلك اسميت كتابي نبضة فرح و ختمته ب آية( قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا)

    افرح بالفضل الالهي و كيف انه يجعل ايامك في تداول ( لولا ظلام الليل لما سطع اشراق النهار)
  • نور
    04-24-2021 01:33 مساءً
    جزاك الله خير مقال مفيد جدا*
  • بسمة البيتي
    04-24-2021 01:43 مساءً
    شكرا على المعلومات التي تقدمينها استفدت منك كثير ربي يسعدك ويعطيك حتى يرضيك*
  • mohamed mohamed
    04-24-2021 02:08 مساءً
    جميل جدا حضرتك دكتوره
  • أسماء البيتي
    04-24-2021 05:23 مساءً
    شكرا استاذه لين على مقاله جميله* يارب يبعد عنا الهم* وحزن ويكتب لنا الفرح وسرور
  • عبدالسلام الوجيه
    04-25-2021 02:14 صباحاً
    أكرمك الله كرامة الأولياء
    على هذا الطرح المميز
    وفوائد تفيدنا كثير*
    وتغذي العقل وتنير الفكر وتزكي النفس**

    ماشاءالله يادكتوره زادك الله*
  • اميرةةتركستاني
    04-25-2021 02:29 مساءً
    الله يجزاكى الف خير معلومات من ذهب وقيمه وللأسف كنا لاندركها الان وضحت لنا الامور رفع الله قدرك وزادك من علمه ونور الله دربك بالخير
  • ندئ النهدي
    04-26-2021 07:28 مساءً
    ماشاء الله تبارك الله زادك الله من نوره وعلمله وجزاك الله خير
  • ايناس
    04-27-2021 06:27 مساءً
    ماشاء الله علومات و حكم لا تقدر بثمن. جزاكي الله كل خير و ربنا يزيدك من علمه و فضله و بركاته*
  • حصه خميس
    04-28-2021 07:39 صباحاً
    شكرا لين حبيبتي جزاك الله خير
  • ايمان القاسمي
    04-29-2021 07:45 مساءً
    مرة جميل المقال لينا*
  • ايمان القاسمي
    04-29-2021 07:48 مساءً
    ايمان القاسمي*

    *
    شكرا على الطرح الذي مزجت فيه بين علم النفس
    و بين*
    *السلوك لله*
    مفيد و مريح*
أكثر