علاقة سامة

فوزية الشيخي - صوت المدينة



اعتادت احداهن ممن تربطني بها علاقة وطيدة على محادثتي هاتفيا في أحايين كثيرة وأوقات متقاربة جدا وفي كل اتصال لها تعودت ببداية المحادثة ان تكيل لي بصنوف العتاب

الذي لا مبرر له والذي تكرره بكل محادثة وانا على الخط منصته لها في هدوء تام وفي بعض الأحيان كنت اضع الهاتف جانبا والهو ببعض أموري التي بين يدي حتى اشعر بانها انهت وصلة الردح والعتاب المملة تلك

وبعدها التقط الهاتف لتبدا الوصلة الأخرى من المحادثة وهي تدخلاتها السافرة في خصوصياتي واقحام نفسها في ادق تفاصيل حياتي وعدم احترام مبادئي ودائما ما كانت تحاول فرض آرائها علي وبشكل دائم ومستفز

كانت في اثناء حديثها تحاول التقليل من امكانياتي وقدراتي وافكاري أيضا

كثيرا ماكنت الحظ انها تحاول تغير طباعي وحياتي لترضي نفسها بذلك

شعرت بانها تستنزف طاقتي بكل اتصال او لقاء تنتقد كل شيء واي شيء افعله او أقوله وخاصة فيما يتعلق بآمالي وطموحاتي كانت تردد على مسامعي على الدوام بأنني لن أفلح في ذلك الأمر ولن انجح بذلك العمل ولن ولن كانت دائما ما تسعي إلى احباطي بشتى الطرق

لم تكن اتصالاتها بي يوما تنبع من منطلق محبة او احترام او تقدير كانت تحاول ان تدعي بانها الناصحة الأمينة على مصالحي كانت دائما ما تركز على عيوبي ونقاط ضعفي بشكل كبير لم تكن ترى بي أي ميزة او أي شيء إيجابي ودائما ما كانت تشعرني بذلك كانت تقف في طريق توجهاتي واهتماماتي وتحاول تحطيمها

كانت دائما ما تريدني ان أكون منطفئة قليلة متلاشية كانت تحاول ان تكون المسيطرة والمتحكمة في جل اموري وكأنني ملك حصري لها

كم حاولت محاولات مستميتة ان أكون منعزلة وبعيدة عن نطاق اسرتي وعلاقاتي المقربة مني جدا

حاولت مرارا وتكرار تغير اسلوبها ذاك وتعاملها معي ولكن دائما ما كنت افشل في تغيير ذلك حاولت تعديل اخطاءها الجسيمة ونقلها إلى واقع فكري آخر افضل من واقعها الفكري البائس الذي تعيش به لكن فشلت أيضا بذلك

لأنها دائما ما كانت تقلب الطاولة علي وتحملني اخطاؤها

لم أجد بها ميزة تميزها تجعلني استمر بعلاقتي بها بشكل او بأخر حاولت البقاء عليها والتمسك بها واصلاحها ولكن كل سبلي باتت بالفشل

تيقنت حينها أنني أعيش علاقة سامة بكل المقاييس وانني بدأت اشعر بان طاقتي مستنزفة هنا فقط أدركت أنني قد جلبت السموم الي حياتي

ويجب ان اضع قدرا لنفسي أولا لأنني قطعا استحق الأفضل لأنني شعرت ان تلك العلاقة قد تسبب لي اذي حقيقي لو استمرت على هذا المنوال وقد تنهك روحي وانني لست مضطرة لتحمل ذلك الأذى الذي قد يتفاقم لو أني ابقيت عليها ولست مجبرة على الاستمرار في الاحترام والتقدير لتلك الشخصية طالما هي لم تحترم شخصي او تقدر مشاعري لذلك قررت ان أقف وقفة حازمة مع ذاتي لأتخذ خطوة ملموسة لأتحرر من تلك العلاقة وعلى الفور

وذلك لحماية نفسي من تبعات تلك العلاقة غير الصحية ابدا

(النضج الكافي لشخصية المرء) يساعد كثيرا لأن يفهم،

ويتعلم متى يضع الحدود اللازمة وفي الوقت المناسب

اقولها مدوية ومن واقع تجربة حقيقية لا تترد في إيقاف علاقاتك السامة مع أي شخص لان ذلك لو استمر سوف ينعكس على نفسيتك وراحتك وحياتك فالانسحاب من العلاقات المؤذية ليس فشلا ولا هروبا ولا انهزاما

فقطع العلاقة التي لا تهبك قيمة هو مكسب لذاتك

فالعلاقات الحقيقية واضحة وساطعة كسطوع الشمس لا بها زيف ولا نفاق ولا تلاعب، بل تزيدها الأيام تماسكا و ترابطا لتصبح علاقة داعمة دون ضغوط، فلنفسك عليك حق وتذكروا ان العلاقات الغير مريحة طاقة مهدرة ويجب حينها المغادرة بغير أسف فانت تستحق علاقة صحية مليئة بالمحبة الصادقة و الاحترام المتبادل