عطاء عجوز
فوزية الشيخي - صوت المدينة
كانت تقطن في أحد حارات جدة امرأة عجوز تجاوزت السبعين من العمر، كانت تعيش بمنزل متهالك عاشت في فقر مدقع، ليس لها عائل يعولها سوى نفسها، تعيش هي وقططها الثلاث حياة هادئة في ذلك المنزل المتواضع.
كانت تلك العجوز تستيقظ قبيل الفجر لتقوم بالعجن والخبز وإعداد الطعام باكرًا قبيل الشروق. وعند الانتهاء من إعداد الطعام تقوم بتوزيعه في أكياس صغيرة وتقوم لأداء صلاة الفجر، ومن ثم تفتح باب منزلها الحديدي الذي تآكل بفعل الصدأ وأصبح يصدر صوتًا مزعجًا، وتجلس على عتبة الباب وحولها قططها. تجلس تلك العجوز منتظرةً مرور العمال الذين يمرون بجوار منزلها يوميًا لتقوم بتوزيع ذلك الطعام الذي صنعته لهم، فأصبح الكثير من العمال يمرون بجوار منزل العجوز بعدما سمعوا بأنها توزع الطعام لهم؛ وللحصول على وجبة الإفطار اليومية من يد تلك العجوز الكريمة.
كان ذلك ديدنها كل يوم بدون كللٍ أو ملل حتى أصبحت محبوبة من الجميع. وكانت عندما تنتهي من واجبها نحو العمال تتجه إلى بيوت جيرانها، وفي حال سمعت عن مرض إحدى جارتها فإنها تقوم بزيارتها للاطمئنان عليها وإذا سمعت بأن إحداهن أنجبت فهي أيضًا تسارع لتهنئ وتبارك. كانت تجوب أزقة تلك الحارة ذهابًا وإيابًا لتقوم بواجبها نحو جيرانها، عاشت لتعطي وتبذل دون أن تفكر أن تأخذ، على الرغم أن كثيرٍ من أهل تلك الحارة كانوا يقدمون لها العون سواءً ماديًا أو غير ذلك، ولكنها كانت ترفض وبشدة أن تأخذ شيئا من أحد؛ معللة ذلك بأنها لا تحتاج إلى ذلك رغم فقرها وعوزها، وكانت تقول لهم أن هناك من هم أحوج منها.
يالله كم كانت تلك العجوز عظيمة بكل شيء، عظيمة بعطائها وعظيمة بأقوالها. كانت تجتمع بنساء الحارة لتلقي على مسامعهن المواعظ الجميلة التي تحث على الستر والحجاب وأيضاً على عدم التبذير والإسراف وكثير مما حسن من الأمور.
فرضت احترامها على الجميع حتى أن صيتها ذاع في الحارات المجاورة لذلك الحي. عاشت وذكرها طيب إلى أن توفاها الله، حزن عليها الكثير وخاصة تلك الفئة الكادحة من العمال والفقراء الذين كانت تتفقدهم وتغدق عليهم برغم حاجتها .
تلك العجوز لم تزرع المعروف لتحصد الشكر وإنما زرعت المعروف لوجه ربها ولخير الآخرين.
رحم الله تلك العجوز الفاضلة الخيّرة لقد كانت كالشمعة تبذل النور لمن حولها. أنارت حياة الكثيرين ولم تلحظ أن عمرها كان يمضي حتى انقضى أجلها، فلم يتبقى منها إلا أثرها الذي خلفته بعد رحيلها، فهنيئا لمن ترك أثرًا جميلًا بعد الرحيل.
دمتم فاعلين للخير ودمتم بخير.
كانت تقطن في أحد حارات جدة امرأة عجوز تجاوزت السبعين من العمر، كانت تعيش بمنزل متهالك عاشت في فقر مدقع، ليس لها عائل يعولها سوى نفسها، تعيش هي وقططها الثلاث حياة هادئة في ذلك المنزل المتواضع.
كانت تلك العجوز تستيقظ قبيل الفجر لتقوم بالعجن والخبز وإعداد الطعام باكرًا قبيل الشروق. وعند الانتهاء من إعداد الطعام تقوم بتوزيعه في أكياس صغيرة وتقوم لأداء صلاة الفجر، ومن ثم تفتح باب منزلها الحديدي الذي تآكل بفعل الصدأ وأصبح يصدر صوتًا مزعجًا، وتجلس على عتبة الباب وحولها قططها. تجلس تلك العجوز منتظرةً مرور العمال الذين يمرون بجوار منزلها يوميًا لتقوم بتوزيع ذلك الطعام الذي صنعته لهم، فأصبح الكثير من العمال يمرون بجوار منزل العجوز بعدما سمعوا بأنها توزع الطعام لهم؛ وللحصول على وجبة الإفطار اليومية من يد تلك العجوز الكريمة.
كان ذلك ديدنها كل يوم بدون كللٍ أو ملل حتى أصبحت محبوبة من الجميع. وكانت عندما تنتهي من واجبها نحو العمال تتجه إلى بيوت جيرانها، وفي حال سمعت عن مرض إحدى جارتها فإنها تقوم بزيارتها للاطمئنان عليها وإذا سمعت بأن إحداهن أنجبت فهي أيضًا تسارع لتهنئ وتبارك. كانت تجوب أزقة تلك الحارة ذهابًا وإيابًا لتقوم بواجبها نحو جيرانها، عاشت لتعطي وتبذل دون أن تفكر أن تأخذ، على الرغم أن كثيرٍ من أهل تلك الحارة كانوا يقدمون لها العون سواءً ماديًا أو غير ذلك، ولكنها كانت ترفض وبشدة أن تأخذ شيئا من أحد؛ معللة ذلك بأنها لا تحتاج إلى ذلك رغم فقرها وعوزها، وكانت تقول لهم أن هناك من هم أحوج منها.
يالله كم كانت تلك العجوز عظيمة بكل شيء، عظيمة بعطائها وعظيمة بأقوالها. كانت تجتمع بنساء الحارة لتلقي على مسامعهن المواعظ الجميلة التي تحث على الستر والحجاب وأيضاً على عدم التبذير والإسراف وكثير مما حسن من الأمور.
فرضت احترامها على الجميع حتى أن صيتها ذاع في الحارات المجاورة لذلك الحي. عاشت وذكرها طيب إلى أن توفاها الله، حزن عليها الكثير وخاصة تلك الفئة الكادحة من العمال والفقراء الذين كانت تتفقدهم وتغدق عليهم برغم حاجتها .
تلك العجوز لم تزرع المعروف لتحصد الشكر وإنما زرعت المعروف لوجه ربها ولخير الآخرين.
رحم الله تلك العجوز الفاضلة الخيّرة لقد كانت كالشمعة تبذل النور لمن حولها. أنارت حياة الكثيرين ولم تلحظ أن عمرها كان يمضي حتى انقضى أجلها، فلم يتبقى منها إلا أثرها الذي خلفته بعد رحيلها، فهنيئا لمن ترك أثرًا جميلًا بعد الرحيل.
دمتم فاعلين للخير ودمتم بخير.
مقال رائع استاذة : فوزية كما عودتينا دائما
دمتِ مُبدعة.
أحب ما تكتبين أستاذتي دمتي في ألق