من الذاكرة
فوزية الشيخي - صوت المدينة
في صغري كنت أعاني من مشكلة طفيفة في السمع ولكنها لم تكن كبيرة للحد الذي يجعلني لا أسمع نهائيًاََ، بل كنت أسمع ولكن بشكل بسيط جدًا.
وكانت أجمل لحظاتي هي عندما تسمح لي أمي بالذهاب إلى منزل ابنة عمي؛ للعب معها ومع بعض فتيات الحي. كنا نختار منزل ابنة العم لأنه منزل كبير ويحوي فناء شاسع يمكّننا من اللعب والجري والانطلاق أكثر.
ولكن تلك الفرحة دائمًا ما كان يعكر صفوها علي ذلك العم، الذي كان كلّما رآني مع أقراني ألعب وألهو بفرحٍ غامر، يقوم بمناداتي ولكن ليس بإسمي كما كان ينادي ابنته أو أي فتاةٍ ممن كنَّ يلعبن معنا، بل كان يناديني أو بالأصح يعايرني أمام الجميع "يا صماء"
وكان يرددها على الدوام وكلّما رآني، وكأنه كان يتعمد ذلك مما أحزنني وخاصةً عندما أرى تلك النظرات تتجه نحوي.
كان يعايرني بسخرية واستهزاء، وأحيانًا يتجاوز الأمر إلى التندر علي على الملأ بأنني لا أسمع جيدًا وأمام فتيات الحي،
حتي أحسست بأنني مختلفة عنهن؛ بسبب استفساراتهم الدائمة لي لماذا أنتِ لا تسمعين؛ مما أثّر في نفسيتي سلبًا حينها.
كنت في كل مرةً أخرج فيها للعب أعود مهمومة متوترة بسبب سخرية الآخرين مني، حتى أنني في احد المرات قسوت على أمي -رحمها الله- أتيتها متذمّرة محمّلة إياها السبب فيما أنا عليه، ولماذا أصبحتُ فاكهة للتندر تثير ضحك الاخرين وسخريتهم،
غير أن كلامها كان يريح قلبي ويواسيني، وكأنّني كنت بحاجة ليدٍ حانية تخفف عني ظلّ ذاك العم الثقيل، وبعض أقراني واستهزاءهم على أمر لا يد لي فيه.
عندما أرنوا للبعيد أستحضر ذكريات موجعة مضت لكن آثارها باقية الى حد ما
بلينا في الحياة بأناسٍ لا يتورّعون عن إيقاع الأذى بالآخرين بأي شكلٍ كان، ومنها على سبيل المثال
معايرتهم بأي نقص فيهم؛ بما يلحق بهم الأذى ويجعلهم دومًا في وضع الهروب من التجمعات، وعدم القدرة على التواجد
بين الجموع خشية من سخريتهم. وإلحاق الأذى بهم سواءً كان هذا الأذى بالقول أو الفعل، وقد يكون بالتلاعب بالألفاظ أو عن طريق تحقير الشأن بالتجاهل أو بالتهميش، أو الاستهزاء بمظهر شخص سواء بسبب ملابسه أو إعاقةٍ فيه أوحتى لغته.
دائمًا ما أكرر على مسامع أولادي وأحفادي أن يتمتعوا بأخلاق حسنة، وأن يقيِّموا الناس بمعدنهم وجوهرهم لا شكلهم، وألا يسخروا من أحد لعيبٍ أو تشوه في مظهره.
تؤذيني السخرية على الآخر تمامًا، أشعر بنقصٍ في إنسانيّة السّاخر، ليس فقط في أخلاقه السّخرية والضحك من علامات قسوةٍ في القلب.
اللهم أشغلنا بعيوبنا عن عيوب الآخرين.
في صغري كنت أعاني من مشكلة طفيفة في السمع ولكنها لم تكن كبيرة للحد الذي يجعلني لا أسمع نهائيًاََ، بل كنت أسمع ولكن بشكل بسيط جدًا.
وكانت أجمل لحظاتي هي عندما تسمح لي أمي بالذهاب إلى منزل ابنة عمي؛ للعب معها ومع بعض فتيات الحي. كنا نختار منزل ابنة العم لأنه منزل كبير ويحوي فناء شاسع يمكّننا من اللعب والجري والانطلاق أكثر.
ولكن تلك الفرحة دائمًا ما كان يعكر صفوها علي ذلك العم، الذي كان كلّما رآني مع أقراني ألعب وألهو بفرحٍ غامر، يقوم بمناداتي ولكن ليس بإسمي كما كان ينادي ابنته أو أي فتاةٍ ممن كنَّ يلعبن معنا، بل كان يناديني أو بالأصح يعايرني أمام الجميع "يا صماء"
وكان يرددها على الدوام وكلّما رآني، وكأنه كان يتعمد ذلك مما أحزنني وخاصةً عندما أرى تلك النظرات تتجه نحوي.
كان يعايرني بسخرية واستهزاء، وأحيانًا يتجاوز الأمر إلى التندر علي على الملأ بأنني لا أسمع جيدًا وأمام فتيات الحي،
حتي أحسست بأنني مختلفة عنهن؛ بسبب استفساراتهم الدائمة لي لماذا أنتِ لا تسمعين؛ مما أثّر في نفسيتي سلبًا حينها.
كنت في كل مرةً أخرج فيها للعب أعود مهمومة متوترة بسبب سخرية الآخرين مني، حتى أنني في احد المرات قسوت على أمي -رحمها الله- أتيتها متذمّرة محمّلة إياها السبب فيما أنا عليه، ولماذا أصبحتُ فاكهة للتندر تثير ضحك الاخرين وسخريتهم،
غير أن كلامها كان يريح قلبي ويواسيني، وكأنّني كنت بحاجة ليدٍ حانية تخفف عني ظلّ ذاك العم الثقيل، وبعض أقراني واستهزاءهم على أمر لا يد لي فيه.
عندما أرنوا للبعيد أستحضر ذكريات موجعة مضت لكن آثارها باقية الى حد ما
بلينا في الحياة بأناسٍ لا يتورّعون عن إيقاع الأذى بالآخرين بأي شكلٍ كان، ومنها على سبيل المثال
معايرتهم بأي نقص فيهم؛ بما يلحق بهم الأذى ويجعلهم دومًا في وضع الهروب من التجمعات، وعدم القدرة على التواجد
بين الجموع خشية من سخريتهم. وإلحاق الأذى بهم سواءً كان هذا الأذى بالقول أو الفعل، وقد يكون بالتلاعب بالألفاظ أو عن طريق تحقير الشأن بالتجاهل أو بالتهميش، أو الاستهزاء بمظهر شخص سواء بسبب ملابسه أو إعاقةٍ فيه أوحتى لغته.
دائمًا ما أكرر على مسامع أولادي وأحفادي أن يتمتعوا بأخلاق حسنة، وأن يقيِّموا الناس بمعدنهم وجوهرهم لا شكلهم، وألا يسخروا من أحد لعيبٍ أو تشوه في مظهره.
تؤذيني السخرية على الآخر تمامًا، أشعر بنقصٍ في إنسانيّة السّاخر، ليس فقط في أخلاقه السّخرية والضحك من علامات قسوةٍ في القلب.
اللهم أشغلنا بعيوبنا عن عيوب الآخرين.