اصغي
صوت المدينة - فوزية الشيخي
لاحظت أن الكثير من المجالس مع الآخرين لا يُراعى فيها آداب الإستماع ، وحسن الإنصات، فما أن يبدأ شخص ما في طرح فكرة معيَّنة، حتى يقوم آخر باقتحام الحديث عليه، والأسوأ من ذلك أن يسكته ويُكمل هو، ويُمسك دفة الحديث، ولا يبالي بمشاعر المتحدِّث.
في إحدى المرات كنت أجلس مع مجموعة من الزميلات وكنّ يتحدّثن بأحد المواضيع العامة، واسترعى انتباهي أنهن جميعًا كن يتحدثن بذات الوقت، وكانت أصواتهم عالية جدًا، معتقدين بذلك أنه كلما علت الأصوات؛ كان ذلك الأصح، كن كأنهن في ساحة سباق من التي تسابق الأخرى بالحديث؛ مما جعل المكان يعج بفوضى وضوضاء عارمة؛ لم أتمالك نفسي حينها وفضلت مغادرة المكان على الفور.'
الحوار الجيد والبنّاء لا شك هو حل جميع مشاكلنا أيًا كانت، ولكن قبل أن تجيد فن الحوار يجب أولًا أن تجيد فن الاصغاء، الإصغاء الجيد من المهارات المهمّة التي يحتاجها كل شخص ليضمن تواصلًا فعالًا. كيف لك أن تحاور وأن تقنع وأن تؤثر وأنت لا تصغي، وهنا أقول الإصغاء لأن هناك فرق بين الاصغاء وبين السمع، السمع هو الحاسة الخامسة من الحواس الخمس مركزها الأذن، وأما الإصغاء فمركزه القلب، العقل، فنحن حين نصغي بقلوبنا وأفئدتنا فنحن نشعر بالآخرين ونستحضر كلامهم ونتفهم ظروفهم. أما أن نتحدث أثناء تحدث الآخرين، ونقاطع الآخرين في كلامهم؛ حتى نسابقه في الكلام، فهنا نحن لم نجيد لا فن الحوار ولا فن الاصغاء.
قال تعالى في كتابه: "هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ."
نحن للأسف الشديد لانتقن فن الإصغاء، وبالتالي لا نجيد فن الحوار، فنحن حينما نتحدث نتحدث جميعًا بذات الوقت، وحينما نتجادل أيضًا بذات الوقت، وبذلك تضيع بيننا بوصلة الحوار لأنه لم يتم من الأصل إجادة فن الاصغاء.
ولتجيد فن الإصغاء عليك أولًا أن تجيد بعض النقاط المهمة، وأولها: حاول بقدر المستطاع عندما يتحدث معك شخص أن تركز بجميع جوارحك، عقلك، قلبك وروحك، مع كل كلمة يقولها لك ذلك الشخص الذي يتحدث إليك، حتى لو كانت الكلمات التي يقولها لا تعجبك أو لا تروق لك، لا ضير في ذلك فقط اصغي. ثانيًا حاول عندما يتحدث الشخص ألا تقاطعه أبدًا بل اصغي له حتى ينهي كلامه ولا تشعره أنك تشعر بالملل من كلامه. ثالثًا إذا شعرت بأنك تريد أن تشعره بالإهتمام، فقط اسأله بعض الأسئلة في تلك المواضيع التي طرحها؛ حتى يشعر بأنك كنت معه.
الناس عادة يرغبون فيمن يستمع إليهم أكثر من رغبتهم فيمن يتحدث إليهم، وهذا راجع إلى انّ الإنسان يرى التوقير حينما يتكلم، فإذا وجد من يستمع له، وجد من يحترم شخصيته، ونحن في الطفولة تعلّمنا كيف نتكلم، الا ان أحداً لم يقم بتعليمنا فن الاستماع، لذا فإنك أحياناً قد تدخل مجلساً فترى كل الحاضرين يتكلمون، ولا تدري من المستمع فيهم؟
يقول أحد الكتاب: دعيت إلى حفل، وجلست فيه إلى جوار شخص يتكلم كثيراً، فقررت أن أستمع إليه دون مقاطعة وألا أتكلم في شيء. وحينما انتهى الإحتفال ، نقل لي أن هذا الرجل الذي أنصت إليه كثيراً، مدحني قائلاً أني لبق في الحديث وأن لي أسلوباً مؤثراً في الإقناع مع أنني لم أتكلم، بل استمعت فقط! وهذه ليست نكتة طريفة، بل هي حكمة: "لان من يستمع جيِّداً، يتكلم جيِّداً، وكل من لا يسمع، لا يتكلم".
إذًا الإستماع مطلوب: يقول الله تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ."
لاحظت أن الكثير من المجالس مع الآخرين لا يُراعى فيها آداب الإستماع ، وحسن الإنصات، فما أن يبدأ شخص ما في طرح فكرة معيَّنة، حتى يقوم آخر باقتحام الحديث عليه، والأسوأ من ذلك أن يسكته ويُكمل هو، ويُمسك دفة الحديث، ولا يبالي بمشاعر المتحدِّث.
في إحدى المرات كنت أجلس مع مجموعة من الزميلات وكنّ يتحدّثن بأحد المواضيع العامة، واسترعى انتباهي أنهن جميعًا كن يتحدثن بذات الوقت، وكانت أصواتهم عالية جدًا، معتقدين بذلك أنه كلما علت الأصوات؛ كان ذلك الأصح، كن كأنهن في ساحة سباق من التي تسابق الأخرى بالحديث؛ مما جعل المكان يعج بفوضى وضوضاء عارمة؛ لم أتمالك نفسي حينها وفضلت مغادرة المكان على الفور.'
الحوار الجيد والبنّاء لا شك هو حل جميع مشاكلنا أيًا كانت، ولكن قبل أن تجيد فن الحوار يجب أولًا أن تجيد فن الاصغاء، الإصغاء الجيد من المهارات المهمّة التي يحتاجها كل شخص ليضمن تواصلًا فعالًا. كيف لك أن تحاور وأن تقنع وأن تؤثر وأنت لا تصغي، وهنا أقول الإصغاء لأن هناك فرق بين الاصغاء وبين السمع، السمع هو الحاسة الخامسة من الحواس الخمس مركزها الأذن، وأما الإصغاء فمركزه القلب، العقل، فنحن حين نصغي بقلوبنا وأفئدتنا فنحن نشعر بالآخرين ونستحضر كلامهم ونتفهم ظروفهم. أما أن نتحدث أثناء تحدث الآخرين، ونقاطع الآخرين في كلامهم؛ حتى نسابقه في الكلام، فهنا نحن لم نجيد لا فن الحوار ولا فن الاصغاء.
قال تعالى في كتابه: "هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ."
نحن للأسف الشديد لانتقن فن الإصغاء، وبالتالي لا نجيد فن الحوار، فنحن حينما نتحدث نتحدث جميعًا بذات الوقت، وحينما نتجادل أيضًا بذات الوقت، وبذلك تضيع بيننا بوصلة الحوار لأنه لم يتم من الأصل إجادة فن الاصغاء.
ولتجيد فن الإصغاء عليك أولًا أن تجيد بعض النقاط المهمة، وأولها: حاول بقدر المستطاع عندما يتحدث معك شخص أن تركز بجميع جوارحك، عقلك، قلبك وروحك، مع كل كلمة يقولها لك ذلك الشخص الذي يتحدث إليك، حتى لو كانت الكلمات التي يقولها لا تعجبك أو لا تروق لك، لا ضير في ذلك فقط اصغي. ثانيًا حاول عندما يتحدث الشخص ألا تقاطعه أبدًا بل اصغي له حتى ينهي كلامه ولا تشعره أنك تشعر بالملل من كلامه. ثالثًا إذا شعرت بأنك تريد أن تشعره بالإهتمام، فقط اسأله بعض الأسئلة في تلك المواضيع التي طرحها؛ حتى يشعر بأنك كنت معه.
الناس عادة يرغبون فيمن يستمع إليهم أكثر من رغبتهم فيمن يتحدث إليهم، وهذا راجع إلى انّ الإنسان يرى التوقير حينما يتكلم، فإذا وجد من يستمع له، وجد من يحترم شخصيته، ونحن في الطفولة تعلّمنا كيف نتكلم، الا ان أحداً لم يقم بتعليمنا فن الاستماع، لذا فإنك أحياناً قد تدخل مجلساً فترى كل الحاضرين يتكلمون، ولا تدري من المستمع فيهم؟
يقول أحد الكتاب: دعيت إلى حفل، وجلست فيه إلى جوار شخص يتكلم كثيراً، فقررت أن أستمع إليه دون مقاطعة وألا أتكلم في شيء. وحينما انتهى الإحتفال ، نقل لي أن هذا الرجل الذي أنصت إليه كثيراً، مدحني قائلاً أني لبق في الحديث وأن لي أسلوباً مؤثراً في الإقناع مع أنني لم أتكلم، بل استمعت فقط! وهذه ليست نكتة طريفة، بل هي حكمة: "لان من يستمع جيِّداً، يتكلم جيِّداً، وكل من لا يسمع، لا يتكلم".
إذًا الإستماع مطلوب: يقول الله تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ."
كم أنت لبقة في جميع تفاصيل تعاملاتك كثر الله من أمثالك وزادك من فضله