هو خلف كل باب
صوت المدينة / انتصار عبدالله
زخات المطر تدق زجاج النافذة، والليل مطرق حزين ، أتساءل حينها كم من الكلمات كتبنا في حق الرجل، وجعلناه متهماً مكبلاً بأغلال التسلط والأنانية ؟ تخيلت ما تفعل النساء ليلة العيد لذلك الرجل في كل عيدٍ لهُ منها هدية وفي كل عيدٍ هو لها هدية .
تصف أثوابه بعناية وتختار ألوانها بترف كطفلٍ لا يخفي لهفتهُ عيناهُ السوداوان تصبح ذهبيتان ..!
يرتدي ويخلع أمامها أثوابه وهي تتكحل بمرآه رخامية وحدها تصبحُ مرآتهُ ليلةُ العيّد!
كعادته يقوم بتجربة ثوب وأخر أمامها يسألها متذمراً لا أجد الثوب المناسب.! لتبدأ عادة النساء بالبحث والتقصّي .
في كل عام من السنة يحيون عادتهم يرتدون الثياب البيضاء يبدون كحمائم بيضاء ، تحتفظ بأشيائه بعناية وتحب ملاعبته فتقول له: لا بد أنه هنا أو هناك تعشق إطالة عمر اللحظة
لتمتع ناظريها برؤيته وهو يرتدي أثوابه الواحد تلو الآخر يخطف نظرةّ الهيام من عينيها وهي لاتزال تعاوده النظرات بولهِ كأول مرة تراه فيها.
تعود بها الذاكرة لتلك اللحظة الثابتة والبداية السرمدية مقبل ٌ نحوها فارد أجنحته وهي كالغزال الشّارد ، تحاول الاختباء و الركض و الفرّار منهُ اليه !
اليوم تراه يلف ويدور بالغرفة، ثيابه مبعثّرة أشياؤه متناثرة من سكناته وخلجات صدره تلاحظ أدق التعبيرات التي تعتريه ، لطالما رأته وسيماً في أبهى حالته ، تداعبه بنظراتها ترسل لهُ علامة غزلٍ هو يعرفها جيداً تمشي على مهل لتفتح درجها الصغير وتخرج ثوبه لتلبسه بنعومة بين يديها وتتبعه برشات عطر زكية وتهمس في أذنه
في كل عيد ٍ تفعل ذلك كل النساء .
صباح العيد تزّفهُ كعريسٍ جديد تقترب منه تقف على أنامل قدميهاتنفض عن كتفيه آثار غبار وهمي ، ترتب هندامه وتغلق أزراره تضغط برفق تربتُ بمودة على ظهرهِ لمسّةُ امرأة محبة تمنحه طاقة ايجابية هنا كانت نصيحة الجدات تؤتي ثمارها في كل عيد .
طفلها المدلل ،وحواء تهوى تدليله، لتزّفه كل عيدٍ لينحر الأضاحي ترقيهِ بالعود والبخور وتتلو بضع آيات تحصنه بها وفي كل عيد له منها ذكرى مهما كان بينهما من عثرات، يظل آدم خلف كل باب في الألم والفرحة الرجل هو الرجل .
لكنني في النهاية اعرف جيدا أنني ابنة رجل واخت رجل وأم رجل ، فالرجل مكمل لنا وهو السقف الذي نستظل به رغم ثوراته وغضبه وهو ذلك الطفل الكبير الذي يمنحنا الحب والدفء والعطف ، ليصبح رد العطاء بآخر أكثر سخاء وأعمق مودة،كشجرة سخية بالبذل كان الثمر أبسط عرفان لها .
تنسجين الأحلام فيصفق لك بحرارة، وبدونه تغدو الأحلام أكواخا هشّة ، لو نثرت بذور الورد في صحراء الجفاف لأوردت كغراس على ضفاف نهر من فيض مودته وعطفه .
وبحبه تمتلكين الثقة والغاية والمبرر لكي تنظري للمرآة بفخر وتقولين قد أحبني رجل تحبين ان تشاهدي لوحة جميلة ؟ لا تبحثي عن ألوانها وهو ليس بقربك تتعنتين وتكابرين ولكن؟!
أتعجب من تللك النفس البشرية التي تستسيغ طعم للحياة بدونهم؟!
لأنك ربما تفتقدين الى سر نجاحك واصرارك ولطعم جمالك وابتسامتك حتى النساء اللاتي تجرعن الألم والجور من رجل كان الفضل له في نجاحهن واصبحنا ذو مكانة مرموقة ، كان الفضل فيها منسوباً لله عزوجل ثم لأب او لأخ او لزوج في النهاية خلف هذا النجاح رجل .
او لربما تسابقين أحلامك وتجرعتي آلامها، فجعلك تفكرين مليا أتكوني او لاتكوني ؟
فكان له الفضل في ذلك لآدم اقحمك في عالم تجاربه فأصبحت ذكية ومثابرة ، غرس فيك الفكر والتأمل للخلوص من سلاسل انهزاماتك هو الرجل ، تحدثتي عنه مطولا قدحاً أو مدحاً، وفي كل الحالات كان خلف كل باب يحرسك رجل.
تواصوا بهم فأن احبوكم ووهبوا لكم الصدق فهذة نعمة يعزّ فقدها وان غدوت انكسارا في سطوته فاجبري كسرك بالمحاولة ولكن تأكدي ان لكل باب موصد نافذة امل مشرعة تري منها جمالهم وصدقهم .
حملت اوراقي المبعثرة وارتخى قلمي بين أناملي ، واقتربت من النافذة لأجد المطر قد توقف ، والليل ينزع سجفه والفجر يؤذن بالبزوغ فأسرعت الى مضجعي لعلي أكمل أحلامي برجل صادق .
بقلم الكاتبة / انتصار عبدالله
زخات المطر تدق زجاج النافذة، والليل مطرق حزين ، أتساءل حينها كم من الكلمات كتبنا في حق الرجل، وجعلناه متهماً مكبلاً بأغلال التسلط والأنانية ؟ تخيلت ما تفعل النساء ليلة العيد لذلك الرجل في كل عيدٍ لهُ منها هدية وفي كل عيدٍ هو لها هدية .
تصف أثوابه بعناية وتختار ألوانها بترف كطفلٍ لا يخفي لهفتهُ عيناهُ السوداوان تصبح ذهبيتان ..!
يرتدي ويخلع أمامها أثوابه وهي تتكحل بمرآه رخامية وحدها تصبحُ مرآتهُ ليلةُ العيّد!
كعادته يقوم بتجربة ثوب وأخر أمامها يسألها متذمراً لا أجد الثوب المناسب.! لتبدأ عادة النساء بالبحث والتقصّي .
في كل عام من السنة يحيون عادتهم يرتدون الثياب البيضاء يبدون كحمائم بيضاء ، تحتفظ بأشيائه بعناية وتحب ملاعبته فتقول له: لا بد أنه هنا أو هناك تعشق إطالة عمر اللحظة
لتمتع ناظريها برؤيته وهو يرتدي أثوابه الواحد تلو الآخر يخطف نظرةّ الهيام من عينيها وهي لاتزال تعاوده النظرات بولهِ كأول مرة تراه فيها.
تعود بها الذاكرة لتلك اللحظة الثابتة والبداية السرمدية مقبل ٌ نحوها فارد أجنحته وهي كالغزال الشّارد ، تحاول الاختباء و الركض و الفرّار منهُ اليه !
اليوم تراه يلف ويدور بالغرفة، ثيابه مبعثّرة أشياؤه متناثرة من سكناته وخلجات صدره تلاحظ أدق التعبيرات التي تعتريه ، لطالما رأته وسيماً في أبهى حالته ، تداعبه بنظراتها ترسل لهُ علامة غزلٍ هو يعرفها جيداً تمشي على مهل لتفتح درجها الصغير وتخرج ثوبه لتلبسه بنعومة بين يديها وتتبعه برشات عطر زكية وتهمس في أذنه
في كل عيد ٍ تفعل ذلك كل النساء .
صباح العيد تزّفهُ كعريسٍ جديد تقترب منه تقف على أنامل قدميهاتنفض عن كتفيه آثار غبار وهمي ، ترتب هندامه وتغلق أزراره تضغط برفق تربتُ بمودة على ظهرهِ لمسّةُ امرأة محبة تمنحه طاقة ايجابية هنا كانت نصيحة الجدات تؤتي ثمارها في كل عيد .
طفلها المدلل ،وحواء تهوى تدليله، لتزّفه كل عيدٍ لينحر الأضاحي ترقيهِ بالعود والبخور وتتلو بضع آيات تحصنه بها وفي كل عيد له منها ذكرى مهما كان بينهما من عثرات، يظل آدم خلف كل باب في الألم والفرحة الرجل هو الرجل .
لكنني في النهاية اعرف جيدا أنني ابنة رجل واخت رجل وأم رجل ، فالرجل مكمل لنا وهو السقف الذي نستظل به رغم ثوراته وغضبه وهو ذلك الطفل الكبير الذي يمنحنا الحب والدفء والعطف ، ليصبح رد العطاء بآخر أكثر سخاء وأعمق مودة،كشجرة سخية بالبذل كان الثمر أبسط عرفان لها .
تنسجين الأحلام فيصفق لك بحرارة، وبدونه تغدو الأحلام أكواخا هشّة ، لو نثرت بذور الورد في صحراء الجفاف لأوردت كغراس على ضفاف نهر من فيض مودته وعطفه .
وبحبه تمتلكين الثقة والغاية والمبرر لكي تنظري للمرآة بفخر وتقولين قد أحبني رجل تحبين ان تشاهدي لوحة جميلة ؟ لا تبحثي عن ألوانها وهو ليس بقربك تتعنتين وتكابرين ولكن؟!
أتعجب من تللك النفس البشرية التي تستسيغ طعم للحياة بدونهم؟!
لأنك ربما تفتقدين الى سر نجاحك واصرارك ولطعم جمالك وابتسامتك حتى النساء اللاتي تجرعن الألم والجور من رجل كان الفضل له في نجاحهن واصبحنا ذو مكانة مرموقة ، كان الفضل فيها منسوباً لله عزوجل ثم لأب او لأخ او لزوج في النهاية خلف هذا النجاح رجل .
او لربما تسابقين أحلامك وتجرعتي آلامها، فجعلك تفكرين مليا أتكوني او لاتكوني ؟
فكان له الفضل في ذلك لآدم اقحمك في عالم تجاربه فأصبحت ذكية ومثابرة ، غرس فيك الفكر والتأمل للخلوص من سلاسل انهزاماتك هو الرجل ، تحدثتي عنه مطولا قدحاً أو مدحاً، وفي كل الحالات كان خلف كل باب يحرسك رجل.
تواصوا بهم فأن احبوكم ووهبوا لكم الصدق فهذة نعمة يعزّ فقدها وان غدوت انكسارا في سطوته فاجبري كسرك بالمحاولة ولكن تأكدي ان لكل باب موصد نافذة امل مشرعة تري منها جمالهم وصدقهم .
حملت اوراقي المبعثرة وارتخى قلمي بين أناملي ، واقتربت من النافذة لأجد المطر قد توقف ، والليل ينزع سجفه والفجر يؤذن بالبزوغ فأسرعت الى مضجعي لعلي أكمل أحلامي برجل صادق .
بقلم الكاتبة / انتصار عبدالله
*استمري عزيزي واطلقي العنان لقلمك المرهف لاحساسك الجميل*
ودمتي بخير
تحياتي*